قصّة وعبرة.. عاقبة سوء الظّن
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
قصّة وعبرة.. عاقبة سوء الظّن
كان يا ما كان، في قديم الزمان، عجوز خياط في قرية صغيرة وكان يخيط الملابس ويبيعها بسعر جيد. في يوم من الأيّام أتاه فقير من أهل القرية وقال له: أنت تكسب مالا كثيرا، فلم لا تساعد الفقراء في القرية؟ أنظر للجزار. فبالرغم من أنه لا يملك مالا كثيرا إلا أنه كل يوم يوزع كل يوم قطعة من اللحم على الفقراء ومجانيا.
بعد أيّام مرض الخياط العجوز، ولم يعره أحد الإهتمام ومات وحيدا. وبعد مرور أيّام أخرى، لاحظ أهل القرية أن الجزار لم يعد يرسل للفقراء لحما مجانيا، وعندما سألوه عن السبب. قال بأن الخياط العجوز هو من كان يمنحه المال ليرسل به لحما للفقراء، وعندما مات توقف عمله الخيري.
الخلاصة: قد يسيء الناس الظن بك، وقد يظنك أخرون أطهر من ماء الغمام، ولن ينفعك هؤلاء ولن يضرّك أولئك. المهمّ حقيقتك وما يعلمه الله عنك. فلا تحكم إذن على أحد من ظاهر ما تراه منه. فقد يكون في حياته أمرا أخرى لو علمتها يتغيّر حكمك عليه.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: أهل القریة
إقرأ أيضاً:
في ذكرى استشهاد صوت الفقراء
بقلم : جعفر العلوجي ..
تمرّ علينا اليوم ذكرى أليمة تهزّ وجدان كلّ حرّ وشريف في هذا الوطن ، ذكرى استشهاد المرجع الثوري السيد محمد صادق الصدر ونجليه الطاهرين ، على يد طغاة البعث وزمرته القمعية ، في جريمةٍ تبقى وصمة عارٍ في جبين الإنسانية جمعاء لقد أدرك الطاغية أن الصوت الهادر الذي يعلو من منبر الجمعة، صوت الصدر ، لم يكن مجرد خطاب ديني ، بل كان صرخة وعي ، وحالة نهوض ، ومنارة للفقراء والمظلومين .
كان السيد الصدر شهيد الجمعة، مرجعًا لا يُشبه سواه ، تحدّى منظومة الخوف التي زرعها النظام البعثي ، فزرع بدلاً عنها الأمل ، وحرّر جموع المصلّين من عقدة الصمت والانكسار خطبه كانت أشبه ببيانات ثورة ، تحرّك القلوب قبل أن تحرّك العقول ، وتزلزل أركان الطغيان الذي وجد نفسه عاجزًا أمام مدّ جماهيري لا يُوقف .
من خلال إعادة إحياء شعيرة صلاة الجمعة ، التي عطّلها البطش ، أعاد الشهيد الصدر روح الإسلام الحيّ إلى الساحة ، وأطلق الشرارة الأولى لحراك شعبي واسع لم يكن يحمل سلاحًا ، لكن كلمته كانت أمضى من الرصاص ، وعزيمته كانت قادرة على تحريك الجبال ، حتى خافه الجبناء فاغتالوه .
لكن الدم لا يموت وشهادة السيد الصدر تحوّلت إلى وقودٍ لحركة الوعي ، ومشعلٍ لطريق طويل ضد الدكتاتورية والفساد وها نحن اليوم، في كل ذكرى ، لا نُحيي فقط فاجعة الاغتيال ، بل نُجدد العهد أن نستمر على نفس النهج ، وأن لا نُسلم رقابنا لأباطرة المال أو ركّاب الموجة .
إن واجبنا كشعب أن نحفظ هذه الدماء الزكية ، لا بالبكاء وحده ، بل بالعمل والمواقف ، وأن نرفض كل وجهٍ من وجوه الظلم ، مهما تنكّر خلف الأقنعة فالصدر لم يكن رجل دينٍ فحسب ، بل كان مشروع أمة، ومدرسة مقاومة ، ومرآةً تعكس وجع العراق وآماله في آنٍ معًا .
رحم الله السيد محمد صادق الصدر، ونجليه الشهيدين ، وكل شهداء العراق ولتبقَ ذكراهم حيّة في ضمائرنا ، دافعًا للنهوض ومواجهة الطغيان من جديد .