شدوا بعضكم يا أهل فلسطين
شدوا بعضكم
ما ودعتكم رحلة فلسطين
ما ودعتكم
على ورق صيني لا كتب بالحبر
على ورق صيني
يا فلسطيني على الي جرى لك
يا فلسطيني
تلك كلمات أغنية ترنَّمت بها امرأة مُسنَّة بكُلِّ عفويَّة وتلقائيَّة وإحساس صادق، وفي هدوء صوتها شمعة أملٍ لكُلِّ فلسطيني يتكبَّد آلام القصف والدَّمار والقتل، في هدوء صوتها معاني الأمل لكُلِّ عربي يئنُّ من جراحه وآلامِه حسرةً على ما يجري للشَّعب الفلسطيني البريء، نبرة صوتها الهادئة تحت قصف المدافع وأصوات دمار المباني، وابتسامتها الرزينة تعطي الجميع الثقة بأنَّ قدر الله هو الماضي، وبأنَّ الحقَّ هو المنتصر، وبأنَّ الله مع الصابرين، وبأنَّ الله سيحفظ هذا الشَّعب الصَّامد، تلك المرأة الَّتي أطلَّت على جمهور الإعلام الاجتماعي بوجهها البريء الهادئ الَّذي امتلأَ بخطوط الزمن، وكُلُّ خطٍّ يحكي حكاية من حكايات فلسطين، تلك الحكاية الطويلة الَّتي امتدَّت لعشرات السنوات، كُلُّ خطٍّ ارتَسمَ في وجْهها يحكي قصَّة مذبحة اجتاحت إحدى مناطق فلسطين، فمِنْ دير ياسين إلى صبرا وشاتيلا، وتتابع المذابح الَّتي تقع في حقِّ الشَّعب الفلسطيني مذبحة تلْوَ الأخرى لِنشهدَ اليوم مذبحة جديدة في حقِّ النِّساء والأطفال والمُسنِّين، فخطوط الزمن على وجْه تلك المرأة المُسنَّة تؤكِّد للجميع أنَّ الأعمار والبقاء على هذه الحياة هو قدر الله، وبأنَّ الله يحكم أمْرَه.
انتشرت تلك الأغنية بَيْنَ النَّاس من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. وتداولها النَّاس في جميع أرجاء الدوَل العربيَّة، وبلغ عدد المشاهدين لهذه الأغنية العفويَّة الملايين فتأثروا بكلماتها، وبأداء تلك المرأة المُسنَّة، فحفظوا كلمات تلك الأغنية وردَّدوها، بل إنَّ بعض المُغنِّين المُحترِفين غنَّوها بأصواتهم، فأحَدُ المُغنِّين ردَّ على كلمات أغنيتها لِيقدِّمَ ثنائيًّا بَيْنَها وبَيْنَه، والبعض أدَّاها بمشاركة فِرقهم الموسيقيَّة، وكان من بَيْنِهم المُغنِّي الأوبرالي البحريني العالَمي فيصل الأنصاري. الَّذي أدَّاها أداءً أوبراليًّا مع فِرقته بشكلٍ مُبدعٍ عَبَّر خلالها عن تفاعله مع جراح الفلسطينيِّين.
قَدْ تكُونُ هذه الأغنية من الأغاني الشَّعبيَّة الفلسطينيَّة القديمة المعروفة، إلَّا أنَّ أداء تلك المرأة المُسنَّة الصَّادق وابتسامتها المتفائلة، تحت أصوات القصف وتحت أنقاض الدَّمار، جعلت هذه الكلمات تصلُ إلى قلوب الجميع، فيتفاعل معها جميع من تألَّم لأجْلِ أطفال ونساء، ومُسنِّين ذاقوا مرارة الرُّعب والخوف والموت واليُتْم والفقْدِ والتشرُّد، فَهُمْ يستصرخون ويطلبون العون بلا مُجيب، وكأنَّ هذه المرأة تعْلَمُ بخبرتها المخضرمة فيما عاناه الشَّعب الفلسطيني عَبْرَ الأجيال بأنَّه لا بُدَّ للشَّعب الفلسطيني من أن يكُونُوا يدًا واحدة، وعلى الفلسطينيِّين أن يشدُّوا أزْرَ بعضهم البعض. فلَكُمُ الله يا شَعب فلسطين، ولَكُمُ الله يا أطفال فلسطين.
ومن هنا نؤكِّد على طرحٍ طرحناه في مقالات سابقة بأنَّه لا بُدَّ من تشكيل اتِّحاد لهيئات ومنظَّمات الإغاثة الخليجيَّة لِتتمكَّنَ تلك الهيئات من مواجهة الكوارث الَّتي يواجهها الشَّعب العربي بصورة عامَّة، والشَّعب الفلسطيني بصورة خاصَّة، وتُسهِّل مُهمَّتهم، فتعاون منظَّمات الإغاثة الخليجيَّة يُسهِّل على تلك المنظَّمات الوصول للشَّعب الفلسطيني المنكوب وسط قصف والقهر والدَّمار، ويُسهِّل لَهُمْ توصيل كُلِّ المعونات لهؤلاء الأطفال والنِّساء والشيوخ، فيحميهم من القصف والموت والدَّمار، ويعالج جرحاهم، ويأوي من تشرَّد مِنْهم، ويحتضن من فَقَدَ أهْلَه وأُسرَته. لقَدْ عرف التَّاريخ المعاصر قصصَ تعاونٍ بَيْنَ دوَل مجلس التعاون الخليجي، حقَّقت إنجازات كبيرة في مجالات عدَّة، وكُلِّي يقينٌ بأنَّ التعاون الخليجي في مجال الإغاثة، سيكُونُ له الأثَرُ الكبير في حماية وإنقاذ كُلِّ مَنْ يُعاني من ويلات الكوارث بأنواعها.
وأخيرًا، كُلُّ ما نملكه أن ندعوَ الله أن يحفظَ فلسطين، وأن يحميَ شَعبها… ودُمْتُم أبناء قومي سالمين.
نجوى عبداللطيف جناحي
كاتبة وباحثة اجتماعية بحرينية
متخصصة في التطوع والوقف الخيري
najanahi@gmail.com
Najwa.janahi@
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
غرة شهر شعبان 1446 في فلسطين
أعلن المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، رئيس مجلس الإفتاء الأعلى محمد حسين،مساء الاربعاء 29 يناير 2025 ، أن يوم غد الخميس، هو المتمم لشهر رجب لعام 1446هـ، وأن يوم الجمعة المقبل هو غرة شهر شعبان.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين الاتحاد الأوروبي يعلق على تصاعد الانتهاكات في الضفة الغربية تفاصيل اجتماع مصطفى مع ممثلين أممين ومؤسسات دولية الخارجية تدين اقتحام كاتس لجنين وتصريحاته ضد شعبنا وقيادته الأكثر قراءة مباحثات مصرية إسرائيلية لإعادة فتح معبر رفح البري الجيش الإسرائيلي يطلب تمديد احتلاله مناطق في جنوب لبنان الكشف عن أبرز المرشحين لتولي رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي قائد كتيبة بيت حانون بكتائب القسام حسين فياض يظهر حيًّا في غزة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025