جريدة الوطن:
2024-10-03@06:56:05 GMT

شدوا بعضكم يا أهل فلسطين

تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT

شدوا بعضكم يا أهل فلسطين

شدوا بعضكم يا أهل فلسطين
شدوا بعضكم
ما ودعتكم رحلة فلسطين
ما ودعتكم
على ورق صيني لا كتب بالحبر
على ورق صيني
يا فلسطيني على الي جرى لك
يا فلسطيني
تلك كلمات أغنية ترنَّمت بها امرأة مُسنَّة بكُلِّ عفويَّة وتلقائيَّة وإحساس صادق، وفي هدوء صوتها شمعة أملٍ لكُلِّ فلسطيني يتكبَّد آلام القصف والدَّمار والقتل، في هدوء صوتها معاني الأمل لكُلِّ عربي يئنُّ من جراحه وآلامِه حسرةً على ما يجري للشَّعب الفلسطيني البريء، نبرة صوتها الهادئة تحت قصف المدافع وأصوات دمار المباني، وابتسامتها الرزينة تعطي الجميع الثقة بأنَّ قدر الله هو الماضي، وبأنَّ الحقَّ هو المنتصر، وبأنَّ الله مع الصابرين، وبأنَّ الله سيحفظ هذا الشَّعب الصَّامد، تلك المرأة الَّتي أطلَّت على جمهور الإعلام الاجتماعي بوجهها البريء الهادئ الَّذي امتلأَ بخطوط الزمن، وكُلُّ خطٍّ يحكي حكاية من حكايات فلسطين، تلك الحكاية الطويلة الَّتي امتدَّت لعشرات السنوات، كُلُّ خطٍّ ارتَسمَ في وجْهها يحكي قصَّة مذبحة اجتاحت إحدى مناطق فلسطين، فمِنْ دير ياسين إلى صبرا وشاتيلا، وتتابع المذابح الَّتي تقع في حقِّ الشَّعب الفلسطيني مذبحة تلْوَ الأخرى لِنشهدَ اليوم مذبحة جديدة في حقِّ النِّساء والأطفال والمُسنِّين، فخطوط الزمن على وجْه تلك المرأة المُسنَّة تؤكِّد للجميع أنَّ الأعمار والبقاء على هذه الحياة هو قدر الله، وبأنَّ الله يحكم أمْرَه.

تلك الخطوط تؤكِّد قصَّة صمود شَعبٍ لَمْ يتنازل عن أرضِه وظلَّ رافعًا عَلَمَه رغم القصف والدَّبابات رغم انتهاكات حقوقهم وقهرهم، ولِتصمدَ هذه المرأة المُسنَّة وتظلُّ مُشجِّعةً لأبناء شَعبها ومُحمِّسةً لَهُمْ بترديدها لهذه الأغنية الَّتي تشدُّ من عزم كُلِّ فلسطيني، فقصَّة صمود فلسطين قصَّة تملأ بها صفحات التاريخ لِتظلَّ تلك القصَّة باقية عَبْرَ الزمن.
انتشرت تلك الأغنية بَيْنَ النَّاس من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. وتداولها النَّاس في جميع أرجاء الدوَل العربيَّة، وبلغ عدد المشاهدين لهذه الأغنية العفويَّة الملايين فتأثروا بكلماتها، وبأداء تلك المرأة المُسنَّة، فحفظوا كلمات تلك الأغنية وردَّدوها، بل إنَّ بعض المُغنِّين المُحترِفين غنَّوها بأصواتهم، فأحَدُ المُغنِّين ردَّ على كلمات أغنيتها لِيقدِّمَ ثنائيًّا بَيْنَها وبَيْنَه، والبعض أدَّاها بمشاركة فِرقهم الموسيقيَّة، وكان من بَيْنِهم المُغنِّي الأوبرالي البحريني العالَمي فيصل الأنصاري. الَّذي أدَّاها أداءً أوبراليًّا مع فِرقته بشكلٍ مُبدعٍ عَبَّر خلالها عن تفاعله مع جراح الفلسطينيِّين.
قَدْ تكُونُ هذه الأغنية من الأغاني الشَّعبيَّة الفلسطينيَّة القديمة المعروفة، إلَّا أنَّ أداء تلك المرأة المُسنَّة الصَّادق وابتسامتها المتفائلة، تحت أصوات القصف وتحت أنقاض الدَّمار، جعلت هذه الكلمات تصلُ إلى قلوب الجميع، فيتفاعل معها جميع من تألَّم لأجْلِ أطفال ونساء، ومُسنِّين ذاقوا مرارة الرُّعب والخوف والموت واليُتْم والفقْدِ والتشرُّد، فَهُمْ يستصرخون ويطلبون العون بلا مُجيب، وكأنَّ هذه المرأة تعْلَمُ بخبرتها المخضرمة فيما عاناه الشَّعب الفلسطيني عَبْرَ الأجيال بأنَّه لا بُدَّ للشَّعب الفلسطيني من أن يكُونُوا يدًا واحدة، وعلى الفلسطينيِّين أن يشدُّوا أزْرَ بعضهم البعض. فلَكُمُ الله يا شَعب فلسطين، ولَكُمُ الله يا أطفال فلسطين.
ومن هنا نؤكِّد على طرحٍ طرحناه في مقالات سابقة بأنَّه لا بُدَّ من تشكيل اتِّحاد لهيئات ومنظَّمات الإغاثة الخليجيَّة لِتتمكَّنَ تلك الهيئات من مواجهة الكوارث الَّتي يواجهها الشَّعب العربي بصورة عامَّة، والشَّعب الفلسطيني بصورة خاصَّة، وتُسهِّل مُهمَّتهم، فتعاون منظَّمات الإغاثة الخليجيَّة يُسهِّل على تلك المنظَّمات الوصول للشَّعب الفلسطيني المنكوب وسط قصف والقهر والدَّمار، ويُسهِّل لَهُمْ توصيل كُلِّ المعونات لهؤلاء الأطفال والنِّساء والشيوخ، فيحميهم من القصف والموت والدَّمار، ويعالج جرحاهم، ويأوي من تشرَّد مِنْهم، ويحتضن من فَقَدَ أهْلَه وأُسرَته. لقَدْ عرف التَّاريخ المعاصر قصصَ تعاونٍ بَيْنَ دوَل مجلس التعاون الخليجي، حقَّقت إنجازات كبيرة في مجالات عدَّة، وكُلِّي يقينٌ بأنَّ التعاون الخليجي في مجال الإغاثة، سيكُونُ له الأثَرُ الكبير في حماية وإنقاذ كُلِّ مَنْ يُعاني من ويلات الكوارث بأنواعها.
وأخيرًا، كُلُّ ما نملكه أن ندعوَ الله أن يحفظَ فلسطين، وأن يحميَ شَعبها… ودُمْتُم أبناء قومي سالمين.

نجوى عبداللطيف جناحي
كاتبة وباحثة اجتماعية بحرينية
متخصصة في التطوع والوقف الخيري
najanahi@gmail.com
Najwa.janahi@

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

رئيس أساقفة سبسطية: أعداء لبنان هم ذاتهم المتآمرون على فلسطين والأمة العربية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال المطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، اليوم الثلاثاء، إن من هول الصدمة والمفاجأة غير المتوقعة تعجز الكلمات عن التعبير عما يختلج في قلوبنا من ألم وحزن، مشيرًا إلى أننا في بعض الأحيان نلحظ أن الصمت أبلغ من أي بيان فما حدث ليس أمرًا بسيطا ولا يجوز تقليل أهمية ما حدث في لبنان من اغتيالات شكلت صدمة للكثيرين.

وأضاف، نعزي أهلنا في لبنان وما نتمناه للبنانيين جميعًا هو أن يكونوا موحدين رغما عن كل الاختلافات السياسية التي قد تكون قائمة فيما بينهم فلبنان لكل أبنائه وليس لفئة دون الأخرى، ووحدة اللبنانيين في هذه الأوقات هي مسألة في غاية الأهمية من أجل الحفاظ على بلدهم وصونه والحفاظ عليه من كافة المشاريع المشبوهة التي تستهدف هذا البلد الجميل، وحفظ الله لبنان من كل أعدائه المنظورين والغير المنظورين وأعداء لبنان هم ذاتهم المتآمرون على فلسطين وعلى الأمة العربية كلها.

مقالات مشابهة

  • جامعة إب تنظم وقفة حاشدة تنديدا بجرائم العدو الصهيوأمريكي بحق الشعبين الفلسطيني واللبناني
  • وقفة بمدينة الحديدة تضامنا مع الشعبين الفلسطيني واللبناني
  • حزب الله يدكّ مواقع صهيونية شمال فلسطين المحتلة
  • من فلسطين إلى لبنان: ملحمة الدم والمقاومة مستمرة
  • هل ورد دعاء اللهم سدد رميهم عن النبي؟.. يردده المسلمون من أجل نصرة فلسطين
  • قائد يمن العزة والكرامة ونصرة فلسطين
  • رئيس أساقفة سبسطية: أعداء لبنان هم ذاتهم المتآمرون على فلسطين والأمة العربية
  • هيئة دعم حقوق الشعب الفلسطيني: إيران منعت حزب الله من الرد على نتنياهو
  • رئيس «دعم حقوق الشعب الفلسطيني»: سياسة إيران فتحت شهية نتنياهو للردود القوية
  • بنسعيد لوزير الإعلام الفلسطيني: المغرب يوصل صوت الشعب الفلسطيني إلى العالم