جريدة الوطن:
2025-03-19@22:54:54 GMT

نتنياهو فـي بؤرة التسديد فـي صراعاته الداخلية

تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT

نتنياهو فـي بؤرة التسديد فـي صراعاته الداخلية

لا يبتعد بنيامين نتنياهو في فاشيَّته وتطرُّفه عن سلوك الوزير (إيتمار بن جفير) ومجموعات ما يُسمَّى «تدفيع الثمن»، وهي المجموعات الَّتي تستهدف منذ سنوات قرى أرياف الضفَّة الغربيَّة، من قطع الشجار، واعتداءات دائمة على أرزاق المواطنين الفلسطينيِّين وممتلكاتهم، وحتَّى إطلاق النَّار عَلَيْهم. لذلك لَمْ تكُنْ عمليَّات استهداف المَدنيِّين الفلسطينيِّين في القصف الجوِّي الَّذي طال كُلَّ بقعة على أرض قِطاع غزَّة بعد السَّابع من أكتوبر 2023، نتيجة «أخطاء جانبيَّة» بحسب التبريرات الأميركيَّة، بل كان وما زال «استهدافًا منهجيًّا ومدروسًا» لتدفيع المَدنيِّين الفلسطينيِّين وعموم المُجتمع الفلسطيني الثَّمن الباهظ؛ باعتباره من الوجهة «الإسرائيليَّة» حاضنة لمختلف فصائل العمل الفلسطيني، مهما كان شكْل المقاومة تقوم بها، حتَّى لو كانت بالمظاهرات ورمي الحجارة على دَوْريَّات جيش الاحتلال.

وفي هذا الموقف الهمجي «الإسرائيلي» تتباين الأمور بَيْنَ مختلف الأحزاب في دَولة الاحتلال داخل الحكومة وفي صفوف المعارضة، بَيْنَ مَن يريد استهداف المَدنيِّين الفلسطينيِّين وعموم النَّاس مباشرة ودُونَ رحمة، وبَيْنَ مَن يريد سياسة «الاستهداف النَّاري النَّاعم»، وبالتدريج تجنُّبًا من ردود الفعل الدوليَّة. وعلى تلك الخلفيَّة، مضافًا إليها الخشية من التسرُّع والتهوُّر، وإلقاء مسؤوليَّة التقصير الأمني كُلَّ طرفٍ على الآخر، نشأت «أزمة ثقة» بَيْنَ رئيس الحكومة نتنياهو، وبَيْنَ «الجيش الإسرائيلي» وقادة أذرع الأمن الثلاثة، الاستخبارات العسكريَّة (جهاز آمان)، والمخابرات الخارجيَّة (الموساد)، والأمن الداخلي (الشين بيت/الشاباك). ويرى بعض السَّاسة «الإسرائيليِّين» أنَّهم مقتنعون بأنَّ التركيز على موضوع «الأسرى الإسرائيليِّين» في قِطاع غزَّة، الَّذي يُطلق عَلَيْهم «إسرائيليًّا» ومن قِبَل الولايات المُتَّحدة وبعض الغرب مُسمَّى «الرهائن»، والَّذين يحمل قِسم مِنْهم جنسيَّات أجنبيَّة أوروبيَّة وأميركيَّة، وأنَّ التركيز عَلَيْهم يجِبُ أن يسبقَ أيَّ خطوة، بما في ذلك حتَّى مجرَّد التفكير بمغامرة الاجتياح البَرِّي. وأوردت صحيفة (معاريف) يوم الأحد 29/10/2023 خبرًا مفاده أنَّ منع نتنياهو عمليَّة عسكريَّة استباقيَّة ضدَّ حزب الله، وطالب وزير الأمن، يوآف جالانت، و»الجيش الإسرائيلي بشنِّها». وينفي نتنياهو هذا الأمْرَ، علمًا أنَّ الإدارة الأميركيَّة طلبت من «إسرائيل» الامتناع عن توجيه ضربة استباقيَّة كهذه لحزب الله كَيْ لا تشتعل المنطقة بحيث لا تُبقي ولا تذر. وعَلَيْه، إنَّ العلاقات بَيْنَ نتنياهو ووزير الحرب الجنرال (يواف جالانت) تضع مصاعب كبيرة أمام عمل مشترك بَيْنَهما، ونشأت الترسُّبات بَيْنَهما في آذار/مارس الماضي2023، عِندما أقال نتنياهو جالانت واضطرَّ إلى التراجع لاحقًا. وتفاقمت هذه الترسُّبات بعد تسريب معلومات لوسائل الإعلام حَوْلَ منْعِ نتنياهو «ضربة استباقيَّة» ضدَّ حزب الله. وبكُلِّ الحالات، باتَ هناك تراجع واضح في حظوظ نتنياهو بالشَّارع «الإسرائيلي»، وحتَّى داخل حزب الليكود، حيث بدأت الأصوات تعلُو بضرورة رحيله بعد الحرب وإنهاء حياته السِّياسيَّة. ونقلت صحيفة (ها آرتس) بعددها الصادر يوم 22/10/2023 عن وزير من حزب الليكود قوله إنَّ «أيَّ قرار اتَّخذه نتنياهو في السنتيْنِ الأخيرتيْنِ كان سيئًا. وبضمن ذلك الإصلاح (خطَّة إضعاف جهاز القضاء). وقال الوزير نَفْسُه، إنَّه «يوجد توافق آراء حَوْلَ الحقيقة أنَّ نتنياهو سيرحل بعد الحرب. والليكود يستعدُّ حاليًّا إلى وضع رأس نتنياهو على طبَقٍ من أجْل إنقاذ الحزب. وإذا لَمْ يستخلص نتنياهو العِبر، فإنَّ آخرين سيستخلصون العِبَر مكانه». وهناك في حزب الليكود مَن يعتقدون أنَّ نتنياهو سيرحل في وقتٍ قريب جدًّا. وهذا ما أفصح عَنْه حتَّى وزراء من حزب الليكود في الحكومة.

علي بدوان
كاتب فلسطيني
عضو اتحاد الكتاب العرب
دمشق ـ اليرموك
ali.badwan60@gmail.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: حزب اللیکود

إقرأ أيضاً:

وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق: يجب تغيير حكومة نتنياهو بأسرع وقت

أكد وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق موشيه يعالون، أنه يجب تغيير حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في أقرب وقت ممكن، مشددًا على أن قرار نتنياهو الأخير بإقالة المحققين ودعمه لرجاله المقربين ، الذين يُشتبه في تورطهم في قضايا خيانة، يقرب إسرائيل من مرحلة الحسم.

وقال يعالون في تصريحاته: "نحن أمام مفترق طرق حاسم، وعلينا أن نقرر بين دولة يهودية ديمقراطية أو دولة دكتاتورية دينية عنصرية فاشية، متخلفة وفاسدة".

 وأشار إلى أن تصرفات الحكومة الحالية تهدد استقرار إسرائيل السياسي والاجتماعي.

وأعلن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن عزمه إقالة رئيس جهاز (الشاباك) رونين بار، مما أثار انقسامًا حادًا داخل إسرائيل بين مؤيد ومعارض.

واستقطب هذا القرار نقاشات حادة بين السياسيين، إذ اعتبره البعض خطوة ضرورية لتغيير الواقع الأمني، في حين رأى فيه آخرون إعلان حرب على إسرائيل بالكامل ومحاولة لتكريس السلطة بيد نتنياهو.

وواجه القرار معارضة شديدة، حيث اعتبر وصف الوزراء الإسرائيلي الأسبق نفتالي بينيت إقالة بار بأنها محاولة لتهديد استقرار المؤسسات الأمنية في إسرائيل، وأشار إلى أن نتنياهو يجب أن يتحمل مسؤولية فشل عمليات السابع من أكتوبر 2023.

كما أضاف بينيت أن نتنياهو كان يجب أن يستقيل بعد تلك الكارثة الأمنية، وأن إقالة بار لن تحل مشاكل إسرائيل الأمنية.

بدوره، اعتبر يائير غولان، رئيس حزب "الديمقراطيون"، أن إقالة بار تمثل خطوة تصعيدية خطيرة، قائلاً: "نتنياهو أعلن الحرب على دولة إسرائيل". 

مقالات مشابهة

  • أحمد موسى يعلق على العدوان الإسرائيلي ضد غزة: نتنياهو لديه مشكلة كثيرة
  • مخاطبا الشعب الفلسطيني.. السيد القائد: لن نألوا جهدا في نصرتكم وسنعمل كل ما نستطيعه ضد العدو الإسرائيلي
  • برلماني: أفعال الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني جرائم حرب في حق الإنسانية
  • الليكود يعلن رسميا عودة حزب بن غفير إلى الحكومة الإسرائيلية
  • «الليكود» يعلن عودة حزب بن غفير اليميني المتطرف إلى الحكومة الإسرائيلية
  • رئيس الهيئة الدولية لدعم الشعب الفلسطيني لـ«الأسبوع»: جرائم الاحتلال الإسرائيلي تتعارض مع كافة قواعد القانون الدولي
  • حماس: نتنياهو قرر استئناف الحرب لتصدير أزمته الداخلية وفرض شروط تفاوضية جديدة
  • بتوجيهات من نتنياهو وكاتس.. جيش الاحتلال الإسرائيلي يكثف هجماته على غزة
  • كيف تفضح طموحات نتنياهو نقاط ضعف الاحتلال الإسرائيلي؟
  • وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق: يجب تغيير حكومة نتنياهو بأسرع وقت