أيهما أفضل الصلاة على النبي أم الاستغفار؟ مجدي عاشور يجيب
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
قال الدكتور مجدي عاشور، المستشار السابق لمفتي الجمهورية، ردا على سؤال ورد إليه يقول صاحبه: “أيها أفضل ليلة الجمعة: الصلاة على النبي أم الاستغفار أم قراءة القرآن الكريم؟”.
وقال مجدي عاشور، في إجابته عن السؤال، إن الصلاة على النبي وقراءة القرآن، مشروعة ومستحبة في أي وقت خلال اليوم، فلقد ورد في الحديث الشريف (كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يذكر الله على كل أحيانه) ويقول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا)[الأحزاب: 41].
وأضاف عاشور أنه على المسلم أن يقسم أوقاته في العبادة لتشمل عددا من الطاعات والأعمال الصالحة، ويخصص وقت السحر أي: قبل الفجر بالاستغفار؛ لقول الله سبحانه: “وبالأسحار هم يستغفرون” [الذاريات: 18] .
وذكر المستشار السابق لمفتي الجمهورية، أن ليلة الجمعة تأخذ ما سبق ذكره من حكم، فلقد وردت أدلة خاصة ببعض الأذكار في بعض الأوقات ، كما ذكرنا في الاستغفار واختصاصه بوقت السحر، وكذلك فضل الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ليلة الجمعة ويومها ، فعن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة وليلة الجمعة ؛ فمن صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرا»[أخرجه البيهقي في السنن الكبرى] . أما القرآن الكريم فيقرأ في كل وقت بشروطه.
وأكد أن أعمال الخير ومنها الصلاة على النبي وقراءة القرآن، كلها مطلوبة ومستحبة، ولكن عند التعارض في الوقت - والتعارض هنا بين المستحبات - ننظر ما أرشدنا إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فنفعله، وكما قلنا هذا على وجه الاستحباب وليس الوجوب، فإن استطعنا قسمنا ليلة الجمعة أجزاء ، معظمها للصلاة والسلام على سيدنا النبي لورود النص في ذلك، والبعض لتلاوة القرآن خاصة لمن كان له ورد فيه ، والسدس الأخير من الليل يكون للاستغفار، فنكون قد جمعنا بين الفضائل كلها مقتدين بما وقته لنا الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وفي كل خير.
واستشهدت دار الإفتاء المصرية بقول علي رضي الله عنه: "العجب ممن يهلك ومعه النجاة، قيل: ما هى؟ قال: الاستغفار".
كيف أواظب على الاستغفار
وقال الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن أفضل طريقة للتعود على الاستغفار، هي الاستغفار بدون أن يكون هناك ذنب، وأنت جالس قل دائما أستغفر الله العظيم.
وأضاف الورداني، في فتوى له عبر الصفحة الرسمية لدار الإفتاء المصرية، أن “تستغفر الله عبادة بغير ذنب ستجد نفسك تعودت على عبادة الاستغفار، والنبي كان يستغفر في المجلس الواحد أكثر من مائة مرة، فعليك أن تستغفر الله بلا ذنب”.
طريقة الاستغفار الصحيحة
ووردت صيغة سيد الاستغفار ففي صحيح البخاري، عن شداد بن أوس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء لك بذنبي، فاغفر لي؛ فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. من قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة».
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الاستغفار دار الإفتاء الصلاة على النبي الصلاة على النبي أم الاستغفار قراءة القران صلى الله علیه وآله وسلم الصلاة على النبی لیلة الجمعة
إقرأ أيضاً:
صلاة الجمعة اليوم .. بليلة: هذا العمل أفضل ما تستأنف به البر بعد رمضان
قال الشيخ الدكتور بندر بليلة، إمام وخطيب المسجد الحرام ، إن من أفضل الطاعات بعد شهر رمضان المداومة على الطاعة والاستمرار في العبادة، مما حث عليه الإسلام.
أفضل أعمال البر بعد رمضانواستشهد“ بليلة” خلال خطبة الجمعة الأولى من شهر شوال اليوم من المسجد الحرام، بما قال الله سبحانه وتعالى: (الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ ) الآية 23 من سورة المعارج، منوهًا بأن أأفضَل ما يستأنِفُ بهِ الإنسانُ أعمالَ البِرِّ بعدَ رمضانَ، صيامُ السِّتِ مِن شوَّالٍ، مُتتالِيَةً أو مُفرَّقةً علَى الأيَّامِ.
ودلل بما ورد فِي صَحيحِ مُسلمٍ مِن حَديثِ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ)، منوهًا بأن الله تعالى إذَا أرادَ اللهُ بعبدِهِ خيرًا، ثبَّتَهُ علَى طريقِ الطَّاعةِ.
وأردف: وألزمَهُ غرْسَ الاستقامَةِ، وفتَحَ لَهُ أبوابَ الخيْرِ، ويسَّرَ لَهُ سُبُلَ العبادَةِ، فهنيئًا لمن جعل من رمضان مسيرةً إلى الرحمن، واتخذ من أيامه وسيلةً للتقرب إلى الجنان، فقال الإمامُ ابنُ القَيِّم -رحمه اللهُ-: (وَفِي هَذِهِ الفَتَرَاتِ الَّتِي تَعْرِضُ لِلسَّالِكِينَ: يَتَبَيَّنُ الصَّادِقُ مِنَ الكَاذِبِ؛ فَالكَاذِبُ: يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ، وَيَعُودُ إِلَى طَبِيعَتِهِ وَهَوَاهُ! وَالصَّادِقُ: يَنْتَظِرُ الفَرَجَ، وَلَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ، وَيُلْقِي نَفْسَهُ بِالبابِ طَرِيحًا ذَلِيلًا: كَالإِنَاءِ الفَارِغِ؛ فَإِذَا رَأَيتَ اللهَ أَقَامَكَ في هذا المَقَامِ، فَاعْلَمْ أَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَرْحَمَكَ وَيَمْلَأَ إِنَاءَكَ! ) .
ونبه إلى أن المداومة على العمل اليسير تحفظ العبد من الانقطاع عن الطاعات بعد انقضاء الشهر الفضيل، مشيرًا إلى أنَّ مواسمَ الخيرِ لَا تنقَضِي، وأزمِنَةَ القُرَبِ لا تنتهِي، وإِن كُنَّا قدْ ودَّعْنا قبلَ أيَّامٍ قلائِلَ ضَيفًا مِن أكرَمِ الضِّيفانِ، وشهْرًا هو أَجوَدُ أشهُرِ العامِ.
وتابع: غيرَ أنَّ الفُرَصَ تَتَتابَعُ، والسَّوانِحَ تَتَوالَى، وأعمالُ البرِّ لا تنقطِعُ، فرمضان محطة لتزود ومدرسة للتغير وبوابة للانطلاق وميادين الخير مشرعة وجميع العبادات التي كانت مضمارًا للسباق في رمضان باقية للتنافس في غيره من الأزمان، فميادِينُ الخيْرِ مُشْرَعَةٌ.
الاستمرار في العبادةوأضاف أن جميعُ العباداتِ الَّتِي كانَت مِضمارًا للسِّباقِ فِي رمضانَ، باقِيَةٌ لِلتَّنافُسِ فِي غيرِهِ مِنَ الأزمانِ، وأنَّ المداومَةَ علَى الطاعةِ، والاستمرارَ في العبادَةِ، مِمَّا حثَّ عليهِ الإسلامُ، وأشارَ إليهِ القرآنُ، والتزمَهُ خيرُ الأنامِ.
واستند لما ورد فِي الصَّحيحينِ مِن حَديثِ عائشةَ أنَّها سُئلت: (يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، كَيْفَ كَانَ عَمَلُ رَسُولِ اللهِ؟ هَلْ كَانَ يَخُصُّ شَيْئًا مِنَ الْأَيَّامِ؟ قَالَتْ: لَا، كَانَ عَمَلُهُ دِيمَةً، وَأَيُّكُمْ يَسْتَطِيعُ مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ يَسْتَطِيعُ).
ولفت إلى أنَّ مِن أعظَمِ مَا يُعينُ العبدَ علَى ذلِكَ استعانَتَهُ بِدُعاءِ اللهِ جلَّ وعلَا، فقدْ وعدَ سبحانَهُ عبادَهُ بِالاستجابَةِ، وَممَّا كانَ يدعُو بِه النبيُّ الثباتُ علَى الدِّينِ، فِي مسندِ الإمامِ أحمدَ وجامِعِ التِرمذِيِّ وحسَّنَهُ عَن أَنَسٍ قالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: (يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكْ)، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، آمَنَّا بِكَ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا؟ قَالَ: (نَعَمْ، إِنَّ القُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللهِ يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ).