أثار طلب الاتحاد العام للغرف التجارية بعدم الانسياق وراء دعوات المقاطعة لشركات مصرية تحمل علامة تجارية أجنبية، معللة بذلك أنه يضر بالاقتصاد المصري، العديد من التساؤولات وهي هل بالفعل حملات المقاطعة تضر بالاقتصاد المصري أم أنها تشجع على دعم المنتجات المحلية؟.

نصر الله: مقاطعة الشركات الداعمة لإسرائيل أمن قومي مقاطعة المنتجات الأجنبية تنعش السوق المحلية المصرية

وانقسمت الأراء حول مقاطعة المنتجات التي تدعم الكيان الصهيوني، إلى مؤيد ومعارض، حيث يرى المؤيدين لحملة المقاطعة أنها تدعم الاقتصاد المصري والمنتجات المحلية، بينما يرى المعارضون أن الحملة غير فاعلة لأن تلك الشركات لها فروع في كافة الدول في العالم وبالتالي مقاطعة دولة أو أخرى لا يؤثر بشكل واضح على أرباح الشركة.

وفي السياق قال الدكتور علي الإدريسي، الخبير الاقتصادي، أنه من منطلق الولاء للمصلحة الوطنية والقومية ودعم الاقتصاد المصري والقضية الفلسطينية يجب على جميع المواطنين مقاطعة كافة المنتجات المستوردة والاعتماد على البدائل المحلية.

وأضاف الإدريسي في تصريحات خاصة لـ "بوابة الوفد"، هناك بعض المنتجات التي يتم انتاجها محليًا ولكن تتبع علامة تجارية عالمية، وتبقى هنا المشكلة لآن تلك المنشأت أو المصانع تكون كافة عمالتها مصرية بالإضافة إلى ضرائب تدفع للحكومة وفي حالة مقاطعة منتجات تلك الشركات وأغلقت فإن مئات الآلاف من العاملين لن يجدوا فرص عمل مما يزيد من معدلات البطالة، مشيرًا إلى أن كافة الدول في الفترة الحالية تتنافس على جذب أكبر قدر من الاستثمارات الأجنبية المباشرة.

الخبير الاقتصادي علي الإدريسي

وأكد الخبير الاقتصادي، على ضرورة أن يكون لدى المواطن المصري قدر من الوعي والثقافة عن المنتجات التي يتم مقاطعتها ومعرفة ما ينفع الاقتصاد المصري وما يضره، مؤكدًا على أن المقاطعة الحالية تخدم الاقتصاد المصري والمستثمر المحلي وتساهم في زيادة معدل النمو الاقتصادي وتراجع معدلات التضخم وإلحاق الشركات المحلية بالشركات الكبرى العالمية الداعمة للكيان الصهيوني.

 

وعن إمكانية استغلال اصحاب الشركات المحلية للمقاطعة ورفع أسعار المنتجات، أكد الإدريسي أن الدولة عليها دور كبير في تلك المسألة، مشيرًا إلى دور الأجهزة الرقابية في هذا الملف يجب أن يكون ملموس وواضح.

 

وطالب الإدريسي الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة بإصدار بيان توضح به أصول الشركات هل مصرية أم لا حتى يستطيع الجميع معرفة الشركات التي يتم مقاطعتها، مشيرًا إلى أن فوجئ بوجود منتج مثل "شاي العروسة" والذي تنتجه شركة مصرية منذ عقود، ويجد الآن ضمن حملات المقاطعة، مؤكدًا أن السبب في ذلك عدم وعي وثقافة لدى الكثير من المواطنين.

 

تجدر الإشارة إلى أنه دعت الحركات الشعبية العربية والإسلامية لمقاطعة منتجات الشركات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي على غزة، ولاقت تلك الدعوات صدى واسعًا بين جميع الفئات المثقف والجاهل، الذي يرى أن الهدف من تلك المقاطعة هو الضغط على الشركات من أجل تغيير سياستها التي تدعم إسرائيل وإظهار التضامن الكامل مع الشعب الفلسطيني.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الاقتصاد المصرى حملات المقاطعة الكيان الصهيوني مقاطعة المنتجات الأجنبية غزة الاقتصاد المصری

إقرأ أيضاً:

عودة قوية .. استئناف تصدير الغاز يعزز الاقتصاد المصري ويدعم مكانته الإقليمية

بينما يعيد العالم ترتيب أوراقه في ملف الطاقة، وتزداد التحديات على الدول المصدرة والمستوردة على السواء، تلوح في الأفق إشارات جديدة على استئناف مصر تصدير الغاز الطبيعي، بعد توقف شبه كامل دام قرابة عام. في خطوة لم تكن متوقعة، بدأت تدفقات الغاز بالعودة إلى محطتي دمياط وإدكو، ما قد يمهد الطريق لتصدير أول شحنة من مصنع إدكو خلال الأسابيع المقبلة.

ورغم أن هذه الخطوة لا تزال محاطة بكثير من الغموض، فإنها تمثل بارقة أمل في مشهد اقتصادي ضاغط، وسط ارتفاع الطلب المحلي وانخفاض إنتاج الحقول القديمة.

فجوة بين الإنتاج والاستهلاك

تشير البيانات الرسمية إلى أن إنتاج الغاز في مصر سجل أدنى مستوى له منذ عام 2016، حيث بلغ 49.4 مليار متر مكعب في عام 2024، بعدما وصل إلى ذروته عند 70 مليار متر مكعب في 2021. هذا التراجع الحاد في الإنتاج تزامن مع ارتفاع طفيف في الاستهلاك المحلي بنسبة 1.1% ليصل إلى 62.5 مليار متر مكعب، ما أجبر الدولة على تعويض الفجوة المتزايدة من خلال زيادة الواردات بنسبة 70% لتصل إلى 14.6 مليار متر مكعب من الغاز الجاف والمسال.

هذا الاعتماد على الاستيراد فرض على الحكومة اتخاذ قرارات صعبة، أبرزها وقف تصدير الغاز منذ أبريل 2024، مع استثناء كميات محدودة لم تتجاوز 854 مليون متر مكعب، بهدف تأمين احتياجات السوق المحلي خاصة خلال فصل الصيف، الذي يشهد ارتفاعًا حادًا في استهلاك الكهرباء.

بوادر انتعاش تدريجي

رغم هذه الضغوط، حققت الحكومة المصرية بعض التقدم على صعيد إنتاج النفط والغاز. فخلال الأشهر الأولى من العام المالي الجاري، تم رفع معدلات الإنتاج بشكل ساعد في تقليص فاتورة الواردات البترولية بمقدار 1.5 مليار دولار كل ثلاثة أشهر، منذ يناير 2025.

كما أعرب رئيس الوزراء مصطفى مدبولي عن أمله في العودة الكاملة للتصدير بحلول عام 2027، مؤكدًا في تصريحات صحفية أن الحكومة تضع في أولوياتها تأمين احتياجات السوق المحلي، مع الحفاظ على موقع مصر كمحور طاقوي حيوي في منطقة شرق المتوسط.


تدفق النقد الأجنبي وتحسين الميزان التجاري

أوضح الدكتور هاني الشامي، عميد كلية إدارة الأعمال بجامعة المستقبل، أن استئناف تصدير الغاز الطبيعي يُعد خطوة محورية نحو تدفق عملة صعبة إلى خزينة الدولة، وهو ما يُعد أمرًا حيويًا في ظل الضغوط الاقتصادية التي يمر بها العالم. وأكد أن هذا الاستئناف لا ينعكس فقط على الوفرة المالية، بل يلعب دورًا مباشرًا في تحسين ميزان المدفوعات وزيادة الاحتياطي من النقد الأجنبي، ما يساهم بدوره في تعزيز استقرار الجنيه المصري.

وأضاف الشامي أن زيادة الصادرات، لا سيما في قطاع استراتيجي مثل الطاقة، من شأنها تقليص عجز الميزان التجاري، كما أنها تبعث برسائل طمأنة إلى الأسواق العالمية بشأن استقرار الاقتصاد المصري وفاعلية إدارته لموارده.
 

إشارة إيجابية للمستثمرين وثقة دولية متزايدة

العودة إلى تصدير الغاز الطبيعي بعد فترة توقف تمثل، بحسب الشامي، إشارة إيجابية للمستثمرين الأجانب، تؤكد أن القطاع بدأ في التعافي ويتمتع بالاستقرار اللازم لجذب رؤوس أموال جديدة. ويرى أن ذلك يعكس تحسنًا في البنية التحتية والإنتاج المحلي، وهو ما يعني وجود فائض يمكن تصديره، ويُعد هذا مؤشرًا على كفاءة إدارة قطاع الطاقة.

كما لفت إلى أن الاستقرار في التصدير يعكس قدرة الدولة على التكيف مع التغيرات الدولية، ويمنح مصر مزيدًا من التأثير السياسي والاقتصادي، خاصة في منطقة شرق المتوسط التي تشهد سباقًا محمومًا للسيطرة على مصادر الطاقة وتصديرها.
 

تعزيز الدور الإقليمي لمصر في سوق الطاقة

يرى الدكتور الشامي أن هذه الخطوة تضع مصر على طريق تعزيز مكانتها كمركز إقليمي لتصدير الغاز، مما يمنحها وزنًا متزايدًا في الملفات الإقليمية والدولية المرتبطة بالطاقة. فاستئناف التصدير لا يعد إنجازًا اقتصاديًا فقط، بل يحمل في طياته أبعادًا استراتيجية وسياسية تُعزز من مكانة الدولة إقليميًا.
 
ما تشهده مصر اليوم في ملف تصدير الغاز ليس مجرد تطور اقتصادي، بل هو قصة نجاح في مواجهة التحديات وتحويلها إلى فرص. من تحسين البنية التحتية إلى استقطاب الاستثمارات الأجنبية، ومن دعم استقرار العملة إلى تعزيز النفوذ السياسي، تسير مصر بخطى ثابتة نحو إعادة تشكيل دورها في مشهد الطاقة العالمي.

طباعة شارك الطاقة الغاز الغاز الطبيعي الإنتاج والاستهلاك الحكومة المصرية مصر

مقالات مشابهة

  • عودة قوية .. استئناف تصدير الغاز يعزز الاقتصاد المصري ويدعم مكانته الإقليمية
  • الجمعان يوجه رسالة لجمهور النصر: محبتنا للكيان لن تتغير
  • حملة "دوووس"..لعبة الحياة التي تُعيد القيم المفقودة للشباب المصري من طلاب إعلام عين شمس
  • المحمودي: المقاطعة الاقتصادية في ليبيا.. من احتجاج على التصريحات إلى حركة وعي جماهيري
  • بنك الكويت يتوقع نمو الاقتصاد المصري بنسبة 4.6%
  • بلومبيرغ: الأوروبيون يلوّحون بمقاطعة السلع الأميركية
  • توقعات بـ نمو الاقتصاد المصري بنسبة 5% خلال العام المالي 2026/2025
  • اتحاد التزحلق على الجليد: هدفنا نشر اللعبة في مصر..ونشكر القيادة السياسية الداعمة لكل الرياضيين
  • تركيا تعلن أسماء الشركات التي ستقدّم خصومات للشباب المقبلين على الزواج! القائمة تضم 20 علامة تجارية
  • ارتفاع طفيف بأسعار المعدن الأصفر في الأسواق المحلية