استقبل دير سانت كاترين السيدة الأولى لجمهورية صربيا تمارا فوتشيتش في زيارة هامة لدير سانت كاترين والذي قام بشرع تاريخ الدير ومعالمه المعمارية والوادى المقدس ومقتنيات متحف الدير لفخامتها والوفد المرافق، وكان في استقبالها رهبان الدير والآثارى أحمد عادل مدير مناطق آثار جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية.

 

وأعربت تمارا فوتشيتش عن سعادتها البالغة بحسن الاستقبال  والحفاوة  الشديدة واضافت انبهارها بما شاهدته من كنوز  الدير النادرة والفريدة التي اختص الله بها مصر.
وأوضح الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثارأن الزيارة  تؤكد تقدير زعماء العالم لمجهودات الدولة خلال الثمان سنوات الماضية فى تبنى مشاريع قومية لتنمية وتطوير سيناء وهى خير وسيلة للدفاع عنها وحفظ أمنها. 
ويجسّد مشروع التجلى الأعظم أحد هذه المشروعات التى تعظّم كل المقومات السياحية بمنطقة سانت كاترين خاصة وسيناء عامة، والذى يساهم فى تسويق مدينة سانت كاترين عالميًا كوجهة للسياحة الروحانية وملتقى للديانات السماوية الثلاث وقيمة للإنسانية، كما يوفر فرص للتنمية والاستثمار علاوة على فرص العمل المختلفة للشباب.
ويشمل 14 مشروع جارى العمل بها تتضمن تطوير النزل البيئي القائم وإنشاء النزل البيئي الجديد، إنشاء ساحة السلام وتطوير منطقة استراحة السادات وربطها بساحة السلام وإنشاء الفندق الجبلي ومركز الزوار الجديد وإنشاء مزار روحانى على الجبال المحيطة بالوادى المقدس، وتوفير جميع الخدمات السياحية لضيوف المدينة وتطوير مطار سانت كاترين
وأشار الدكتور ريحان إلى أن دير سانت كاترين مسجل كأثر من آثار مصر فى العصر البيزنطى الخاص بطائفة الروم الأرثوذكس عام 1993، وضمن مدينة سانت كاترين المسجلة تراث عالمى باليونسكو عام 2002.
أنشأه الإمبراطور جستنيان إحياءً لذكرى زوجته المحببة ثيودورا عام 560م، ويضم العديد من المنشآت المختلفة منها كنيسة التجلي التي تضم داخلها "كنيسة العليقة الملتهبة" وتسع كنائس جانبية صغيرة، وعشر كنائس فرعية، وقلايا للرهبان، ومعرض جماجم، والجامع الفاطمي.
كما ينفرد الدير بمكتبة هامة تعد الثانية على مستوى العالم بعد مكتبة الفاتيكان حيث  تحوي 4500 مخطوط، منها 600 مخطوط باللغة العربية، علاوة على المطويات بالإضافة إلى المخطوطات الدينية التاريخية الجغرافية والفلسفية، أقدمها يعود إلى القرن الرابع الميلادي مكتوبة باللغات اليونانية والأثيوبية والقبطية والأرمينية والسوريانية، كما تحوي المكتبة عددًا من الفرمانات من الخلفاء المسلمين لتأمين أهل الكتاب.
ويتابع الدكتور ريحان أن المعالم الاستثنائية بالدير تشمل فسيفساء التجلى من أقدم وأجمل فسيفساء في الشرق، مصنوعة من قطع صغيرة من الزجاج متعددة الألوان، وفيها يقف السيد المسيح وسط هالة بيضاوية الشكل، وإلى يمينه النبي إيليا وإلى يساره النبي موسى، وكلاهما يرفع يده اليمنى إيماءً لمخاطبة السيد المسيح
وكنيسة وشجرة العليقة الملتهبة وقد اعاد الإمبراطور جستنيان بناء كنيسة العليقة الملتهبة التي بنتها الإمبراطورة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين في القرن الرابع الميلادي، وكانت قد تهدّمت وأدخلها ضمن كنيسة التجلي، ولا يدخل أحد لكنيسة العليقة الملتهبة إلا ويخلع نعليه خارج بابها تأسيًا بنبي الله موسى عليه السلام عند اقترابه من شجرة العليقة المباركة.
وكنيسة العليقة بها مذبح دائرى صغير مُقام على أعمدة رخامية فوق بلاطة رخامية تحدد الموقع الحقيقى لشجرة العليقة، ويقال إن جذورها لا تزال باقية في هذا الموقع، وتوجد حاليا "شجرة عليقة" بالدير أصلها داخل الكنيسة وأغصانها خارجه.
وتوجد عدّة آبار داخل أسوار الدير منها "بئر موسى" وتقع شمال كنيسة التجلي، وهي بئر قديمة مطوية بالحجر، قيل إنها أقدم من الدير، كما توجد مقبرة للرهبان وسط حديقة دير سانت كاترين، ويدفن بها الرهبان موتاهم، ويتركون الجثث حتى تتحلل، ثم يأخذون عظامها ويجعلونها في معرض خاص قرب المدفن يطلق عليه "كنيسة الموتى" الذي يُسمى حاليًا معرض الجماجم.
وفي مشهد لا يتكرر، ولن يتكرر إلا في مصر، تتعانق مئذنة الجامع الفاطمي مع برج كنيسة التجلي في دير سانت كاترين ليؤكد المشهد على الوحدة التي تجمع الأديان في بوتقة واحدة على أرض سيناء.
ونوه الدكتور ريحان إلى أن قاعة العرض المتحفى الدائم داخل دير سانت كاترين أنشئت عام 2001  وتضم مقتنيات الدير من أيقونات، مخطوطات، أدوات وملابس كهنوتية، ومخطوط التوراة اليونانية المعروفة باسم "كودكس سيناتيكوس، وهى نسخة خطية غير تامة من التوراة اليونانية تعود إلى عام 331 م والإنجيل السرياني المعروف باسم (بالمبسست) يمثل نسخة خطية غير تامة من الإنجيل باللغة السريانية مكتوبة على رق غزال تعود إلى الفترة ما بين القرنين الخامس والسادس الميلاديين، وصور متعددة من العهدة النبوية بعد أن أخذ السلطان العثمانى سليم الأول النسخة الأصلية عام 1517م  علاوة على أشهر أيقونات الدير وأوانى كنسية ومخطوطات.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: دير سانت كاترين سانت كاترين السيدة الأولى لجمهورية صربيا دیر سانت کاترین

إقرأ أيضاً:

كنيسة العذراء ومسجد أبو الحجاج الأقصري ضمن جولات مشروع "أهل مصر"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

استقبلت كنيسة العذراء ومسجد أبو الحجاج بالأقصر، امس السبت، جولة جديدة ضمن الجولات الميدانية للأسبوع الثقافي الرابع والثلاثين لأطفال المحافظات الحدودية، بمشروع "أهل مصر"، الذي يقام برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، ويستمر حتى 8 نوفمبر المقبل، تحت شعار "يهمنا الإنسان".

استمع الأطفال لشرح من صفوت وديع بالكنيسة، موضحا أنها افتتحت في عام 1909، خلال عهد البابا كيرلس الخامس، البطريرك الـ112 للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وبحضور الأنبا مرقس، مطران الأقصر وإسنا، وأشار أن المبنى أحد أهم معالم الكنيسة القبطية في صعيد مصر، إذ يحتضن تراثًا روحانيا فريدا يمتد لأكثر من 115 عاما.

وأضاف أن الكنيسة مكونة من ثلاثة هياكل رئيسية؛ الهيكل الأوسط مخصص للسيدة العذراء مريم، والهيكل البحري لرئيس الملائكة ميخائيل، والشهيد أبو شفيق من قريوط، أما الهيكل القبلي فيحمل اسم القديس الأنبا بيشوي والشهيد مار مينا العجايبي. ويزين حجاب الهيكل صور الاثني عشر تلميذا للمسيح، إضافة إلى أيقونة للسيد المسيح أثناء العشاء الرباني، مما يضفي على الكنيسة طابعًا روحانيًا مميزًا.

وأشار إلى أن دير القديس الأنبا مرقس، الذي يحتضن ضريح القديس، يعد مزارا مقدسا في الكنيسة حيث يتوافد عليه الزوار للتبرك، إضافة إلى ذلك، تقام القداسات اليومية في الهياكل، وتحتفل الكنيسة بالأعياد والمناسبات الدينية وسط أجواء من الترانيم والصلوات التي تلقيها فرق الشمامسة.

أعقب ذلك زيارة لساحة ومسجد أبو الحجاج الأقصري، قدم الشيخ الحجاج محمد أحمد مقيم الشعائر بالمسجد، نبذة مختصرة عن المسجد الذي يعد من أشهر وأهم الرموز الصوفية في مصر، ويعرف بمقامه المميز الذي يجمع بين ثلاث حضارات: المصرية القديمة والقبطية والإسلامية.

وأشار "الحجاج" إلى أن المكان يكتسب تميزه ليس فقط بسبب المقام الصوفي، بل أيضا لتاريخه العريق الذي يعود للعصور المصرية القديمة، إذ يطل المقام على معبد الأقصر، ويضم رموزا من الحضارة القبطية التي امتدت حوالي ثمانمائة عام، فضلاً عن التواجد الإسلامي الذي حافظ على هذا الإرث دون المساس به. وأكد أن الساحة الواسعة، التي تجمع بين المعبد والمسجد في منظرٍ خلاب، هي من المشاهد التي لا مثيل لها في العالم. كما سلط الضوء على بعض جوانب حياة أبو الحجاج الأقصري.

يأتي الأسبوع الثقافي ضمن برامج العدالة الثقافية لوزارة الثقافة التي تستهدف الوصول بالأنشطة والخدمات الثقافية والفنية للمناطق الحدودية والأكثر احتياجا، ويستضيف 200 طفل من أطفال المحافظات الحدودية الستة: شمال سيناء، جنوب سيناء، البحر الأحمر" حلايب والشلاتين وأبو رماد"، الوادي الجديد، مطروح، أسوان، بالإضافة إلى عدد من أطفال المناطق الجديدة الآمنة بالقاهرة، وتعقد فعالياته بقصر ثقافة الأقصر.

الأسبوع تنظمه هيئة قصور الثقافة وينفذ بإشراف لاميس الشرنوبي، رئيس إقليم القاهرة وشمال الصعيد الثقافي، والمدير التنفيذي لمشروع أهل مصر أطفال، ويقام ضمن برنامج الإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة د. حنان موسى، رئيس اللجنة التنفيذية لمشروع أهل مصر، بالتعاون مع إقليم جنوب الصعيد الثقافي، برئاسة عماد فتحي، وفرع ثقافة الأقصر، برئاسة حسين النوبي.

مشروع "أهل مصر" أحد أهم مشروعات وزارة الثقافة المقدمة لأبناء المحافظات الحدودية "المرأة، والشباب، والأطفال" وينفذ ضمن البرنامج الرئاسي، الذي يهدف لتشكيل الوعي، وتعزيز قيم الانتماء والولاء للوطن، ورعاية الموهوبين، وتحقيق العدالة الثقافية.

8d796b27-e9fd-40f3-a889-b5904d7458eb b35311ac-f412-488f-a625-cd38eaf06d61

مقالات مشابهة

  • عاطف عبد اللطيف: سانت كاترين ومشروع التجلي الاعظم محور نقاشات زوار الجناح المصري ببورصة لندن
  • "20 شهرًا خدمة كهنوتية".. البابا تواضروس ينعى كاهن كنيسة بقنا
  • الدكتور عبد الرحيم ريحان يفوز بالجائزة التشجيعية للآثاريين العرب عن عام 2024
  • فوز الدكتور ريحان بجائزة الآثاريين العرب التشجيعية لعام 2024
  • حقيقة إخلاء دير سانت كاترين تزامنا مع  تطوير المنطقة
  • علاء عابد: نؤسس لجمهورية حديثة بقانون إجراءات جنائية جديدة لبناء حقوق المواطن
  • كيف دافع رهبان دير سانت كاترين عن مقدسات المسلمين خلال الحروب الصليبية؟
  • شاهد| استهداف المقاومة الإسلامية في لبنان تحشّدات جيش العدو الإسرائيلي في منطقتي تل الخزان وجل الدير
  • السفينة كاترين ليست الأولى ولا الأخيرة
  • كنيسة العذراء ومسجد أبو الحجاج الأقصري ضمن جولات مشروع "أهل مصر"