ذكرى معركة البرلس البحرية.. قصة موقعة أصبحت عيدا قوميا لكفر الشيخ
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
تحتفل محافظة كفر الشيخ، اليوم السبت 4 نوفمبر، بعيدها القومي الـ67، والذي يواكب ذكرى انتصارات معركة البرلس البحرية التي وقعت على شاطئ البحر المتوسط في عام 1954.
تفاصيل معركة البرلس البحريةووفقاً للباحث الأثري الدكتور إبراهيم ماضي، فإنّه في صبيحة عام 1954، كانت محافظة كفر الشيخ تعيش حياة هادئة، فبعض أهلها منشغلين بمهنة الزراعة والبعض الآخر منشغل بمهنة الصيد، وإذ فجأة تدور معركة البرلس البحرية.
ووجدت قوات البحرية المصرية المرابطة قرب شواطئ كفر الشيخ نفسها في اختبار بالغ الصعوبة، وذلك بمواجهة مدمرة بريطانية ومعها البارجة الفرنسية «جان بارت» ذات الشهرة الواسعة منذ الحرب العالمية الثانية، وذات التجهيزات المتفوقة بحسابات ذلك الزمن، حيث كانت مجهزة بأكثر من مائة مدفع وأحدث نظام رادار على مستوى العالم.
البحرية المصرية تدفع ثلاثة زوارق «طوربيد»اقتربت «جان بارت» لإنزال دفعة من الجنود الفرنسيين عند شواطئ «البرلس»، وذلك ضمن وقائع وأحداث العدوان الثلاثى على مصر خلال الفترة من 29 أكتوبر 1956 حتي 7 نوفمبر 1956، وهو ما دفع البحرية المصرية للتحرك، ممثلة في ثلاثة زوارق «طوربيد».
وتمكنت تلك الزوارق الثلاثة على ضعف تجهيزها، من إلحاق خسائر بـ«جان بارت» التى وقعت أمام هجوم فدائى من جانب أحد الزوارق المصرية الثلاثة انتهى بإلحاق أضرار جسيمة بها.
42 شهيدا من القوات البحرية المصرية في معركة البرلس البحريةأسفرت المعركة عن سقوط 42 شهيدًا من رجال القوات البحرية المصرية في معركة البرلس البحرية، ومن بين شهداء المعركة مقدم بحري جلال الدين الدسوقى، ورائد بحري إسماعيل عبد الرحمن فهمى، وملازم سورى جول جمال، ورائد بحري صبحي إبراهيم نصر، وملازم أول جمال رزق الله، وملازم أول محمد البيومى محمد زكى.
واتخذت محافظة كفر الشيخ الرابع من نوفمبر عيداً قومياً لها احتفاءً وإحياءً لمعركة البرلس البحرية، ولتمجد تضافر قوى أهالى المحافظة مع عناصر البحرية المصرية فى مواجهة القوات المعتدية الفرنسية والإنجليزية.
مركب فرعوني وبعض سنابل الأرزوأقرت المحافظة في عام 1960 تصميم شعاراً لها يتكون من مركب فرعونى وبعض سنابل الأرز وثلاث حلقات، ويرمز التصميم إلى وفرة محصول الأرز فى محافظة كفر الشيخ الذى يصل إلى حوالى 40% من جملة إنتاج مصر.
وقرّرت محافظة كفر الشيخ اقتصار الاحتفال بالعيد القومي للمحافظة بمدينة برج البرلس، على وضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري لشهداء معركة البرلس البحرية فقط، اليوم السبت 4 نوفمبر، دون أي مظاهر أخرى للاحتفالات، نظرا للأحداث الجارية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتماشيا مع توجهات الدولة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: كفر الشيخ معركة البرلس البحرية البرلس محافظة كفر الشيخ معرکة البرلس البحریة محافظة کفر الشیخ البحریة المصریة
إقرأ أيضاً:
اللواء محمد سامي فضل: معركة مضيق وادي سدر أجهضت مخطط إسرائيل لإفشال العبور
كتب- محمد سامي:
تتوالى بطولات ومعارك حرب أكتوبر، وفي كل لقاء مع أحد أبطال هذه الحرب، نكتشف المزيد من القصص البطولية التي تجسد معاني التضحية والفداء.
ومن أبرز المعارك، معركة مضيق وادي سدر، حيث قامت إحدى كتائب الصاعقة المصرية بتنفيذ عملية إبرار جوي بواسطة طائرات الهليكوبتر في منطقة مضيق وادي سدر وقلعة الجندي. وقد تمكنت هذه الكتيبة من السيطرة على المضيق، مما حال دون تدخل دبابات اللواء المدرع الإسرائيلي في القتال ضد الجيش الثالث، ونجحت في تكبيد العدو خسائر فادحة.
في لقاء خاص مع "مصراوي"، تحدث اللواء أ.ح. محمد سامي فضل، أحد أبطال سلاح المشاة، والذي كان قد تم إلحاقه بالصاعقة وكان برتبة نقيب خلال ملحمة العبور. عبّر في بداية حديثه عن فخره بكونه أحد أفراد القوات المسلحة المصرية في معركة السادس من أكتوبر 1973، موضحًا أنه تولى قيادة معركة مضيق وادي سدر بعد استشهاد البطل رفعت عبدالوهاب عامر.
وأضاف "فضل"، أنه قبل التطرق لما قام به هو وباقي أفراد الجيش المصري في هذه الملحمة العظيمة، يجب عليه الحديث عن جهود القوات المسلحة في الإعداد والتجهيز، حيث تم تدريب رجال الصاعقة بشكل متقدم وقاسي، خصوصًا من حيث اللياقة البدنية والرماية.
كما أشار إلى أهمية الجانب النفسي، إذ كانت الحالة النفسية للضباط والجنود في تدهور بسبب آثار حرب 1967، وبسبب انتشار أسطورة جيش العدو الذي لا يُقهر. ومع ذلك، استطاعت القيادة العامة للقوات المسلحة التغلب على هذه العوامل من خلال إعداد مقاتل يتمتع بروح معنوية عالية، قادر على دخول المعركة بثقة وتنفيذ المهام الموكلة إليه.
وعن مهام الكتيبة 143 صاعقة التي كان ينتمي إليها اللواء سامي فضل خلال معركة مضيق وادي سدر، قال إنه تم تكليف الكتيبة بإنشاء كمائن متعددة على محور سدر في جنوب سيناء، الذي يتضمن عدة نقاط مثل "قلعة الجندي، عين كسار المالح، عين سدر، بئر أم جرد، وبئر أبو جراد".
وبفضل الله، تمت عملية الإبرار الجوي للكتيبة على مجموعتين، حيث قاد المجموعة الأولى قائد الكتيبة مع قائد العمليات وسرية في منطقة أبو جراد، وكان من بينهم الشهيد رفعت عبدالوهاب عامر. وقد هبطوا بسلام في منطقة قلعة الجندي، حيث قاموا بتنفيذ المهمة الموكلة إليهم في منطقة مضيق وادي سدر، محققين نتائج مبهرة، منها مقتل القائد الإسرائيلي إبرهام مانديلر، قائد سلاح المدرعات الإسرائيلي، و36 جنديًا إسرائيليًا، بالإضافة إلى تدمير عربة جيب وأربع عربات نصف جنزير وسبع دبابات.
كما حصلوا على خرائط توضح أوضاع القوات الإسرائيلية على الجبهة المصرية، واستشهد في هذه العملية 12 مقاتلاً من مجموعتهم، من بينهم قائد السرية.
وأشار إلى أن العملية تم تنفيذها بكفاءة عالية، حيث مكثت القوات في مضيق وادي سدر لمدة 17 يومًا، رغم أنه كان مقررًا لها يومين فقط. وتطلبت الضرورة بقاءهم في هذا الموقع لفترة أطول دون أي إمدادات، مما يعكس قدرة وكفاءة وعزيمة المقاتل المصري، خاصة في القيام بالمهام الصعبة. وعاشت القوات على الزواحف والجرابيع الصحراوية حتى وصلت إليهم إمدادات من أبناء قبائل سيناء المخلصين.
أكد اللواء محمد سامي فضل أنه خلال الفترة التي مكث فيها مع قواته في المضيق، لم يسمحوا بمرور أي أحد وقاموا بتأمينه بشكل عالي المستوى. كان من المقرر مرور لواء مدرع إسرائيلي من هذا المضيق، وكان هدفه توجيه ضربات ضد القوات المصرية التي عبرت القناة، لكنهم تمكنوا من منع مرور اللواء الإسرائيلي تمامًا، مما أتاح للواء الأول من الفرقة السابعة للقوات المصرية المرور بسلام. وقد أرجع فضل ذلك إلى كفاءة وقوة رجال الصاعقة المصرية الذين نفذوا مهمتهم على أكمل وجه.
مؤكدًا أن أهمية تلك المعركة تكمن في أنها لو كانت قد شهدت اختراقًا من القوات الإسرائيلية، لكانت هناك عواقب وخيمة على عبور القوات المصرية. ومع ذلك، نجحت قواتنا في إفشال مخططهم، وتمكنت من تحقيق العبور العظيم.
روسيا تعلّق على احتمالات الصراع المسلح مع أمريكا