فون دير لاين تناقش في كييف انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
تأتي الزيارة قبيل تقرير من المقرر أن تقدمه فون دير لاين الأربعاء المقبل بشأن التقدم الذي حققته أوكرانيا في تنفيذ إصلاحات يراها التكتل الأوروبي ضرورية.
وصلت إلى العاصمة الأوكرانية كييف صباح اليوم السبت (4 نوفمبر/تشرين الثاني 2023) رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في زيار مقررة ومعلنة سلفاً، وهي السادسة لها منذ بدء روسيا غزوها للأراضي الأوكرانية قبل نحو 20 شهراً.
واستقبل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فون دير لاين لدى وصولها إلى محطة للسكك الحديدية في كييف. ومن المتوقع أن يناقش زيلينسكي وفون دير لاين التقدم الذي أحرزته أوكرانيا على مسار الانضمام للاتحاد الأوروبي.
تأتي الزيارة قبيل تقرير من المقرر أن تقدمه رئيسة المفوضية الأوروبية يوم الأربعاء المقبل بشأن التقدم الذي حققته أوكرانيا في تنفيذ إصلاحات يراها التكتل الأوروبي ضرورية. ومن المتوقع أن يكون للتقرير دور مهم عندما يجتمع زعماء الاتحاد الأوروبي في كانون الأول/ديسمبر المقبل لاتخاذ قرار بشأن إطلاق مفاوضات مع كييف حول انضمامها للتكتل.
وقالت فون دير لاين للصحفيين وهي في طريقها إلى كييف إنها تريد أن تطمئن أوكرانيا "إننا نقف إلى جانبها بحسم" ونقدم لها "التشجيع والدعم".
وعقب وصولها كييف، كتبت فون دير لاين على حسابها بموقع "اكس": من الجيد أن أعود إلى كييف لزيارتي السادسة منذ اندلاع الحرب. أنا هنا لمناقشة مسار انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي. دعم الاتحاد الأوروبي المالي لإعادة بناء أوكرانيا كديمقراطية حديثة ومزدهرة. وكيف سنستمر في جعل روسيا تدفع ثمن حربها العدوانية".
وإضافة إلى طموحات أوكرانيا في الانضمام للاتحاد الأوروبي، قالت رئيسة المفوضية إنها تعتزم أيضا خلال الزيارة مناقشة الدعم المالي والعسكري المقدم لكييف، والعقوبات المفروضة على روسيا بسبب الحرب.
وأقرت فون دير لاين بأن السفر إلى منطقة حرب أمر لا يحدث كثيراً، وقالت: "بالطبع، كلما سافرت إلى أوكرانيا، هناك دائما شعور معين بالتوتر، فهي منطقة حرب".
وكما كان الحال في الزيارات السابقة، سافرت فون دير لاين من بولندا إلى كييف في قطار خاص. وجرى تعليق الرحلات الجوية إلى أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي الشامل للبلاد في 24 شباط/ فبراير 2022.
وصارت أوكرانيا مرشحة رسمياً للانضمام للاتحاد الأوروبي الصيف الماضي، غير أنه يتعين على زعماء التكتل أخذ قرار، بالإجماع، لبدء مفاوضات العضوية. ويعتمد اتخاذ قرار إيجابي على سبعة مطالب قدمها التكتل لأوكرانيا، ومن بينها تطبيق إجراءات أكثر صرامة لمكافحة الفساد، وتعديل نهج اختيار القضاة أعضاء المحكمة الدستورية في البلاد.
كما طلب الاتحاد الأوروبي أن تفي أوكرانيا بمعايير التكتل في مجال مكافحة غسيل الأموال، إضافة إلى إصدار تشريع لكبح جماح نفوذ الطبقة الثرية (الأوليغارشية) في البلاد.
ع.ح./ع.ج (د ب أ)
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: كييف رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الغزو الروسي لأوكرانيا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أوكرانيا الانضمام للاتحاد الأوروبي روسيا المحكمة الدستورية مكافحة غسل الأموال دويتشه فيله كييف رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الغزو الروسي لأوكرانيا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أوكرانيا الانضمام للاتحاد الأوروبي روسيا المحكمة الدستورية مكافحة غسل الأموال دويتشه فيله للاتحاد الأوروبی الاتحاد الأوروبی فون دیر لاین
إقرأ أيضاً:
لماذا تسعى أرمينيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي؟
موسكو- في قرار أثار غضب روسيا وافقت الحكومة الأرمينية على مشروع قانون لبدء إجراءات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بعد أن صاغته العديد من الأحزاب والمنظمات السياسية والمدنية وجمعت نحو 60 ألف توقيع لدعمه.
ولا يزال يتعين على البرلمان في البلاد الموافقة على القانون، لكنه أمر متوقع في ضوء توجه البلاد على مدى السنوات القليلة الماضية نحو الاتحاد الأوروبي مبتعدة عن حليفتها التاريخية روسيا.
وكان وزير الخارجية الأرميني أرارات ميرزويان دعا الحكومة إلى الموافقة على مشروع قانون انضمام بلاده للاتحاد الأوروبي، معتبرا أن الظروف قد نضجت لذلك، ومن بينها ما وصفها بـ"العلاقات الديناميكية بين أرمينيا والاتحاد، والتي باتت تشمل مختلف المجالات، كإرسال الاتحاد الأوروبي بعثة مراقبة مدنية إلى أرمينيا، لإظهار دعمه للديمقراطية واستعداده للمساعدة في تعزيز الاستقرار الاقتصادي في الجمهورية"، حسب قوله.
موقف موسكوأما في روسيا فأكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أن "إطلاق عملية انضمام أرمينيا إلى الاتحاد الأوروبي هو حق سيادي ليريفان، لكن الأفضل لأرمينيا أن تكون عضوة في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، لأنه من المستحيل الجمع بينها وبين العضوية في الاتحاد الأوروبي".
إعلانودعا بيسكوف إلى انتظار موقف الاتحاد الأوروبي من هذه المبادرة، مستشهدا بالقول إن تركيا تعول منذ سنوات طويلة على عضويتها في الاتحاد، لكنها لم تحصل على المعاملة بالمثل.
وقبل ذلك، استبقت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قرار يريفان بقولها إن "الغرب ينظر إلى أرمينيا فقط باعتبارها أداة لإشعال النيران في القوقاز"، وذلك على الرغم من تأكيد سفير يريفان لدى الاتحاد الأوروبي تيغران بالايان أن "تحول السياسة الخارجية لبلاده نحو إقامة علاقات أوثق مع الاتحاد الأوروبي لا يشكل تهديدا لمصالح روسيا في منطقة القوقاز".
محللون يعتبرون أن حكومة نيكول باشينيان تسعى لتحقيق نجاح بعد خسارتها إقليم ناغورني قره باغ (رويترز) تعويض انتكاسةبدوره، استبعد الخبير في الشؤون الإستراتيجية نيكولاي بوزين نجاح انضمام أرمينيا إلى الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن دعم حكومة البلاد مسار التكامل الأوروبي "يخدم مصالحها السياسية الشخصية على خلفية الوضع في جنوب القوقاز".
وأوضح بوزين في حديثه للجزيرة نت أن عدم قبولها هناك سيكون على الأقل لأسباب جغرافية "إذ لا يمكن لدولة ليس لها حدود مع أي دولة من دول الاتحاد الأوروبي الانضمام إليه"، حسب قوله.
كما يرى أن حكومة رئيس الوزراء نيكول باشينيان قامت بهذه الخطوة لإقناع الراي العام بتحقيقها "نجاحا" بعد الانتكاسة الكبيرة التي تعرضت لها أرمينيا بخسارة إقليم ناغورني قره باغ، وتعويض ذلك من خلال الانسحاب من منظمة معاهدة الأمن الجماعي وتوتير العلاقات مع موسكو.
ويشير بوزين إلى أن هذا التوجه لا يشكل أي مخاطر على حكومة باشينيان على المدى القصير، إذ يمكن كتابة خرائط الطريق للاتحاد الأوروبي لمدة 10 سنوات، وقد يستغرق الأمر 20 عاما أخرى لكي تصبح مرشحة للعضوية مثل تركيا.
وعلاوة على ذلك، يتوقع المتحدث تكرار السيناريو الجورجي في أرمينيا، إذ أدى تصاعد حالة الرفض الشعبي للابتعاد عن روسيا مقابل التقارب مع الاتحاد الأوروبي إلى وصول قوى تتصدى لسياسة "المغامرات السياسية" التي انتهجتها السلطات السابقة في جورجيا، معتبرا أن السلطات الحالية في أرمينيا لا تزال تمارس هذه المغامرات.
توجه أرمينيا للغرب سيدفعها إلى المزيد من الصراعات العسكرية مع جيرانها كما يرى محللون (رويترز) "صفعة" لتركياأما المحلل السياسي أليكسي نوموف فيرى أن أرمينيا "لا فائدة منها لأحد" في الاتحاد الأوروبي، وإنما يتم استدراجها تحت شعار "المستقبل الأوروبي" لتكرار مسار أوكرانيا الذي لن يخلفه سوى الصراع المسلح مع جيرانها، متابعا أنه من المثير للدهشة أن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي لم يلمحا حتى الآن حتى إلى إمكانية انضمام أرمينيا إليهما.
ويعتبر أن التكهنات بشأن احتمال انفصال أرمينيا عن روسيا وتطوير علاقة أوثق مع الاتحاد الأوروبي "مبالغ فيها"، وأن أرمينيا ستظل مرتبطة ارتباطا وثيقا بموسكو.
ويضيف نوموف أنه على مدى السنوات القليلة الماضية طرح رئيس الوزراء الأرميني باشينيان مرارا وتكرارا فكرة نقل أرمينيا بعيدا عن روسيا نحو الاتحاد الأوروبي، لكن يريفان في الوقت نفسه زادت اعتمادها الاقتصادي والتجاري على روسيا، وعليه فإن هدف تحقيق التكامل الأوروبي يتناقض مع هذا الاعتماد على روسيا.
إعلانووفقا له، فإن قرار أرمينيا انتهاج سياسة خارجية متعددة الاتجاهات يبدو متناقضا وخاضعا لـ"معايير مزدوجة"، ويوضح ذلك بقوله "من المستحيل الموازنة بين المصلحة الإستراتيجية لروسيا بزيادة تكامل الجمهوريات السوفياتية السابقة لتعزيز مجال نفوذها في أوراسيا، وفي الوقت ذاته مراعاة اعتبارات المنظومة الغربية في التضييق على هذا النفوذ".
وفي الوقت ذاته، يرى نوموف أنه على ضوء عملية "إعادة تقسيم العالم وتوزيع مناطق النفوذ" فإنه قد يحدث نوع من "التثبيت" في جنوب القوقاز، بحيث ستتحرك جورجيا الموالية للغرب في السابق نحو الاقتراب من روسيا، في حين ستواصل أرمينيا -على العكس من ذلك- إعادة توجيه نفسها نحو الغرب.
لكن هذا السيناريو -حسب نوموف- "لا يزال افتراضيا بحتا لصعوبة أن تصبح أرمينيا بمثابة جيب تابع للاتحاد الأوروبي دون أن تكون لها حدود مشتركة مع الدول الأعضاء الأخرى".
ويختم بأن تركيا (جارة أرمينيا) تقدمت بطلب الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في عام 1987، وفي حال استمر الأوروبيون في رفض دخولها ولكنهم قبلوا أرمينيا في مقابل ذلك فقد يصبح هذا بمثابة "صفعة سياسية" على وجه أنقرة وتحديا أكيدا لكل من تركيا وروسيا.