علي جمعة: بيت المقدس بناه الأنبياء وكل موضع فيه شهد سجود نبي
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إن القدس تُعد من أقدم مدن الأرض عبر التاريخ؛ فقد هدمت وأعيد بناؤها أكثر من ثماني عشرة مرة في التاريخ، وترجع نشأتها إلي خمسة آلاف سنة قبل الميلاد؛ أسسها العرب اليبوسيون الذين نشأوا في صميم الجزيرة العربية، ونزحوا مع من نزح من العرب، وبنوا مدينة القدس وأطلقوا عليها اسم مدينة السلام.
ويعتقد المؤرخون أن أصل جميع سكان قطاع القدس يرجع إلى أصل كنعاني، وأن لغتهم الأصلية كانت الكنعانية، ومع الفتح البابلي انضمت اللغة الفارسية إليها كلغة رسمية، وكان الكنعانيون في بادئ الأمر رعاة، ولما استقربهم الأمر في فلسطين سميت باسمهم كنعان، وقد أجمع المؤرخون على أن أول آثار عرفت في فلسطين كانت لهم؛ حيث كانوا أول ساكني فلسطين بعد نزوحهم من شبه الجزيرة العربية.
ولا شك في أن القدس إسلامية الأصل؛ فقد أرسل الله عز وجل جميع الأنبياء بدين واحد وهو الإسلام، قال تعالى: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ) [آل عمران:19]؛ فالإسلام هو الدين الأول؛ فإنه لما أرسل الله عز وجل نوحا عليه السلام أرسله بالإسلام دينا خالصا، قال سبحانه على لسان نوح: (فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) [يونس:72]، وقال أيضا: (وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [البقرة:132]، وعن لوط عليه السلام قال: (فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) [الذاريات:36].
والمسجد الأقصى هو أقدم المساجد التي عمرت لعبادة الله وحده بعد المسجد الحرام؛ ولذا كثر تردد الأنبياء جميعا عليه وصلاتهم فيه؛ فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: بيت المقدس بنته الأنبياء وعمرته، وما فيه موضع شبر إلا وقد سجد عليه نبي أو قام عليه ملك، (الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل).
وعند الحديث عن بناء المسجد الأقصى نجد أن هذه المسألة شغلت العلماء والمؤرخين المسلمين كثيرا؛ حيث اختلف فيمن أقام بناءه الأول: فالرأي الأول: أن آدم عليه السلام هو الذي أسس كلا المسجدين، ذكر ذلك العلامة ابن الجوزي، ومال إلى ترجيح هذا الرأي الحافظ ابن حجر في الفتح، واستدل له بما ذكره ابن هشام في كتاب التيجان أن آدم لما بنى الكعبة أمره الله بالسير إلى بيت المقدس، وأن يبنيه فبناه ونسك فيه، وهذا القول أثبت -كما قال الحافظ في الفتح- وعليه فإن الذي أسس المسجد الأقصى هو آدم نفسه أو أحد أبنائه؛ لأن المدة الفاصلة بين المسجدين أربعون سنة فقط.، (فتح الباري ).
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: علي جمعة بيت المقدس القدس المسجد الأقصى
إقرأ أيضاً:
الرئيس المصري: إقامة الدولة الفلسطينية السبيل لتحقيق السلام في المنطقة
القاهرة - قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إن إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو/ حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية تعد الضمان الوحيد لتحقيق السلام الدائم والاستقرار في المنطقة.
جاء ذلك خلال استقبال السيسي، رئيسة الجمعية الوطنية لجمهورية سلوفينيا أورشكا كلاكوتشار زوبانيشيش، بحضور حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب المصري، وفق صحيفة القدس العربي.
وصرح السفير محمد الشناوي، المتحدث باسم الرئاسة المصرية، أن اللقاء تناول الأوضاع الإقليمية، حيث استمعت رئيسة الجمعية الوطنية السلوفينية إلى رؤية السيسي بشأن الجهود المبذولة لاستعادة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتبادل الأسرى والمحتجزين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بالكميات الكافية لإنقاذ القطاع من الأزمة الإنسانية التي يواجهها.
وأضاف أن رئيسة الجمعية الوطنية السلوفينية أكدت على تأييد وتقدير بلادها للموقف المصري، مشدده على رفض سلوفينيا لتهجير الفلسطينيين من أرضهم.
ومن ناحيته، أشاد السيسي بالمواقف السلوفينية الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني، والتي تجسدت في إعلان سلوفينيا اعترافات بالدولة الفلسطينية، مشددا على أن إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو/ حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية تعد الضمان الوحيد لتحقيق السلام الدائم والاستقرار في المنطقة.
وذكر المتحدث الرسمي أن رئيسة الجمعية الوطنية السلوفينية أشادت بالدور المصري المحوري في تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، مؤكدة حرص بلادها على تعزيز التشاور والتنسيق مع مصر على كافة المستويات وفي مختلف المحافل الدولية بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك.
ولفت المتحدث باسم الرئاسة المصرية، إلى أن اللقاء تطرق لسبل تعزيز التعاون بين مصر وسلوفينيا، حيث أشاد السيسي بالتطور الملحوظ الذي شهدته العلاقات الثنائية في الفترة الأخيرة، وإلى الدور المحوري الذي تضطلع به المؤسسات البرلمانية في البلدين لتعزيز هذا التعاون، خاصةً في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، بما يسهم في تحقيق التواصل بين الشعبين الصديقين.