أطياف -
ليس هناك ما يفصلنا عن الإعلان عن وقف إطلاق النار سوى القليل جدا، ستنقشع فيها هذه السحب السوداء التي خيمت على الوطن والمواطن، وتنجلي كل الهموم الموجعة وسيفاجئ خبر إعلان التوقيع العاجل وغير المتوقع كثير من الناس فليس الفلول وحدها التي ستلجمها الدهشة ولكن حتى الذين تنقصهم الثقة في سير عملية التفاوض او تنعدم عندهم في طرفي الصراع سيكون خبر الإعلان مفاجئا لهم
وهذا ليس حديث نفس تدفعه الأمنيات والعواطف والمشاعر العطشى التي تتوق إلى السلام والأمن والأمان بعد معاناة طويلة متعددة الأوجاع في ظل هذه الحرب اللعينة
لكن حسابات الواقع الآن لاتعني نهاية الحرب وحسب ولكنها تكشف عن قرب إعلان التوقيع وان القضية حسمت على الطاولة ترجح ذلك عدة أسباب
أولها أن خطة المجتمع الدولي لحصار الطرفين نجحت بنسبة عالية عندما قرر فصل الدولة عن الميدان وسحب التمثيل الدبلوماسي والإداري، وحصر الصراع بين قوتين عسكريتين فقط حتى تبدو وكأنها تحارب في غابة، وهذا تسبب في إغلاق قنوات الدعم اللوجستي والمادي وترك الأطراف تحارب من أرصدتها وكانت فترة السبعة أشهر كافية لإخلاء الخزائن الداخلية و إفقار القوتين وافلاسهما
سيوقع كل من طرفي الصراع لأن المدن التي سيطرت الدعم السريع عليها تكفيها كوزن إضافي في ميزان التفاوض و أن ماتقوم به من هجوم على مزيد من المدن لايتجاوز كونه مناورات لأن أي تمدد جغرافي للدعم السريع هو تمدد للقوات وهذا سيكلف القيادة الكثير من الأعباء الإدارية والمالية فخزينة الدعم السريع الداخلية خالية للحد الذي بشر فيه القائد بصرف مرتب شهر واحد فقط، ومعلوم أن ما يجمع بين القائد وقواته هو المال لذلك أن الحديث عن ان تصريحات دقلو تعني طول أمد الحرب غير صحيح فالذي يعجز عن دفع المرتبات لشهور لن يستطيع أن يصمد بعدها فأغلب أموالهم بالخارج يحول بينها وبينهم الشلل الذي تعاني منه المنظومة المصرفية والإدارية
ويبقى التوقيع هو الخطوة القادمة الأقرب لأن ذات الذي تعاني منه قوات الدعم السريع من نقص حاد في المال يعاني منه الجيش فالجنود تشكو الإهمال وعدم صرف المرتباب وأحيانا لا يجدوا مايسدوا به رمق جوعهم الأمر الذي ساهم في ظاهرة تفشي الظواهر السالبة من سرقة ونهب وتعدي على المواطن من قبل قواته
وسيوقع الطرفان على وقف إطلاق النار لأن كلاهما يجلس الآن على طاولة التفاوض خاسرا دون تحقيق أي انتصار على الآخر ليؤكدا أن حربهما قتلت الآلاف وتسببت في نزوح الملايين وفي نهاية الأمر عادا إلى التفاوض أليس هذا هو المعنى الحقيقي للحرب العبثية
وسيتم التوقيع عاجلا لأن الجرائم السابقة والآنية قادرة على تطويق رقابهما و(جرهم) ليس لوقف النار فقط إنما لخروجهما النهائي من المشهد السياسي وهذا يعني عملية اغتيال منظمة لشبح الرغبة والطموح وحب كرسي السلطة والحكم بداخل كل من دقلو والبرهان
كل هذا وغيره يؤكد أن قُرب ساعة الصفر لوقف إطلاق النار بات وشيكاً وعلى الشعب السوداني أن يسمع فقط لصوت قلبه المؤمن بالله الذي وعد أن مع العسر يسرا فلعله استجاب لكنه يهيئ الأسباب.
طيف أخير:
#لا_للحرب
يعقد المكتب التنفيذي لمبادرة الأعلام البيضاء.. لا للحرب في التاسعة من مساء اليوم إجتماعا إسفيريا يناقش فيه هدف المبادرة الرامي لوقف الحرب والعمل على وحدة الصف الثوري
الجريدة
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
أكثر من 50 قتيلاً في قصف لقوات الدعم السريع على سوق بضواحي الخرطوم
لقي أكثر من 50 شخصًا مصرعهم، السبت، جراء قصف استهدف سوقًا في أم درمان، إحدى ضواحي العاصمة السودانية الخرطوم، في هجوم نسب إلى قوات الدعم السريع، وفق ما أفاد به مصدر طبي لوكالة فرانس برس.
وأوضح المصدر في مستشفى النو، طالبًا عدم الكشف عن هويته، أن عدد الجرحى في تزايد مستمر مع استمرار وصول المصابين إلى المستشفى، مشيرًا إلى أن حصيلة الضحايا ارتفعت إلى 54 قتيلًا، بعدما كانت 40 في وقت سابق.
وفي تطور آخر، لقي مدنيان مصرعهما في جنوب العاصمة جراء ضربة جوية استهدفت محورًا خاضعًا لسيطرة قوات الدعم السريع، بحسب ما أفادت به شبكة متطوعين.
ومنذ اندلاع النزاع في السودان في أبريل 2023، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”, يواجه الطرفان اتهامات بارتكاب جرائم حرب، تشمل استهداف المدنيين، القصف العشوائي، عرقلة المساعدات الإنسانية، والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.
وأدى هذا النزاع إلى كارثة إنسانية مدمرة، حيث قُتل عشرات الآلاف، فيما اضطر أكثر من 12 مليون شخص للنزوح، وسط تفاقم أزمة الغذاء التي تهدد الملايين بالمجاعة.
أحد الناجين من القصف في أم درمان روى تفاصيل الهجوم لـ فرانس برس، قائلًا: “القذائف سقطت وسط سوق الخضار في صابرين، ما يفسر العدد الكبير من الضحايا”.
من جانبه، أكد أحد المتطوعين في مستشفى النو الحاجة الماسة إلى أكفان، متبرعين بالدم، ونقالات لنقل الجرحى، في ظل الضغوط الهائلة التي يواجهها المستشفى، الذي يُعد من آخر المرافق الطبية العاملة في المنطقة، رغم تعرضه لهجمات متكررة.
في تطور ميداني لافت، نجح الجيش السوداني الأسبوع الماضي في كسر الحصار الذي فرضته قوات الدعم السريع على مقر قيادته العامة في الخرطوم، كما استعاد السيطرة على مقر سلاح الإشارة ومصفاة الجيلي النفطية شمال العاصمة.
وفي المقابل، توعد قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، بطرد الجيش من الخرطوم، مقراً – ولأول مرة – بالانتكاسات التي تعرضت لها قواته مؤخرًا، مؤكدًا في خطاب متلفز أن الجيش “لن يتمكن من الاحتفاظ بهذه المواقع طويلًا”.
وتحولت العاصمة السودانية إلى ساحة معركة مفتوحة منذ اندلاع النزاع، حيث تعرضت أحياء سكنية بأكملها للتدمير، بينما فرّ 3.6 ملايين شخص من المدينة، وفق إحصاءات الأمم المتحدة.
وتشير التقارير إلى أن 26 ألف شخص قتلوا في ولاية الخرطوم وحدها بين أبريل 2023 ويونيو 2024، بحسب دراسة أجرتها كلية لندن للصحة والطب الاستوائي.
وفي ظل الحصار المستمر والمعارك المتواصلة، يعيش ما لا يقل عن 106 آلاف شخص في العاصمة تحت وطأة المجاعة، بينما يواجه 3.2 ملايين آخرين الجوع عند مستويات حرجة، وفقًا لنظام تصنيف تدعمه وكالات الأمم المتحدة.
وخارج الخرطوم، أعلنت المجاعة رسميًا في خمس مناطق، معظمها في إقليم دارفور، وسط تحذيرات من اتساع نطاق الأزمة ليشمل خمس مناطق إضافية بحلول مايو المقبل.
في تحرك دولي ضد تصاعد الانتهاكات، فرضت إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن عقوبات على عبد الفتاح البرهان، متهمة الجيش السوداني بشن هجمات على مدارس وأسواق ومستشفيات، واستخدام سلاح التجويع ضد المدنيين.
وسبق ذلك، فرض واشنطن عقوبات على محمد حمدان دقلو، متهمة قواته بارتكاب “إبادة جماعية” وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، لا سيما في دارفور، حيث تحظى قوات الدعم السريع بنفوذ واسع.