تواصل الدول العربية والمجتمع الدولي الضغط على إسرائيل، من أجل وقف الحرب في قطاع غزة، والتي أدت إلى مقتل نحو 10 آلاف فلسطيني وإصابة أكثر من 20 ألف آخرين، بالتزامن مع زيارة جديدة قام بها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لإسرائيل والمنطقة.

وتثير زيارة بلينكن الجديدة التساؤلات بشأن إمكانية أن تؤدي لوقف الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، خاصة مع التوقعات باختلاف اللهجة الأمريكية، والتي ظهرت بشكل واضح في بعض تصريحات وزير الخارجية.

هدنة إنسانية وخلال زيارته لإسرائيل، قال بلينكن، إن "الولايات المتحدة تعتقد أن الهدنة الإنسانية يمكن أن تكون آلية حاسمة لحماية المدنيين، مع تمكين إسرائيل من هزيمة حماس"، مشيراً إلى أن "الهدنة موضوع مهم للمناقشة مع القادة الإسرائيليين".
وأضاف: "الهدنة الإنسانية ستساعد في وصول المزيد من المساعدات إلى غزة، وتساعد الدول على تحقيق هدف إطلاق سراح الرهائن؛ لكن التفاصيل الدقيقة لذلك لا تزال بحاجة إلى تسوية"، مبيناً أنه ناقش رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، مسألة "هدنة إنسانية" بغزة.

دول أوروبية تستعد لإرسال مستشفيات عائمة إلى سواحل #غزة.. ما القصة؟#فيديو24

لمشاهدة المزيد من الفيديوهات:https://t.co/XKZstSvtfW pic.twitter.com/cenybrO3TY

— فيديو 24 (@24Media_Video) November 3, 2023 وعقد بلينكن، خلال الزيارة، عدداً من اللقاءات مع كبار المسؤولين الإسرائيليين، وشدد على ضرورة تسهيل الجهود الإنسانية من خلال الهدنة، ومن خلال الترتيبات على الأرض التي تزيد من الأمن للمدنيين، وتسمح بتوصيل المساعدات الإنسانية بشكل أكثر فعالية واستدامة". لقاء أمريكي عربي واليوم السبت، يعقد عدد من وزراء الخارجية العرب اجتماعاً تنسيقياً، مع وزير الخارجية الأمريكي في العاصمة الأردنية عمان، وذلك في إطار الجهود العربية للوقف الحرب الإسرائيلية على غزة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، إن "موقفاً عربياً موحداً لا يقبل الاهتزاز ولا المواربة سيُنقل إلى بلينكن، خلال اجتماع يشارك فيه وزراء خارجية 6 دول عربية في العاصمة عمان".
وأكد أبو زيد، عبر منصة "إكس"، على "ضرورة الوقف الفوري للاعتداءات الإسرائيلية، وأولوية دخول المساعدات، لا للتهجير، وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة هو الحل".
ويتزامن ذلك مع الضغوط الدولية التي بدأت مؤخراً على إسرائيل من أجل وقف الحرب في قطاع غزة، وتراجع الدعم الغربي لتل أبيب بهذا الشأن، فيما تشير تقارير أمريكية إلى أن الحرب الإسرائيلية ربما تدخل مرحلة جديدة. أمريكا تراوغ وفي السياق، يرى المحاضر السياسي في جامعة حيفا، مصطفى قبها، أنه "من المبكر لأوانه الحديث عن تهدئة في قطاع غزة"، مشدداً على أن الولايات المتحدة تراوغ بهذا الملف، وتوفر الغطاء الدولي لإسرائيل من أجل استمرار الحرب.

#بلينكن سيطالب #إسرائيل بوقف القتال "مؤقتاً" للسماح بالوساطة #غزة https://t.co/kw490ys5Tf

— 24.ae (@20fourMedia) November 3, 2023 وأوضح قبها، لـ24 أنه "من غير المرجح أن تقدم زيارة الوزير الأمريكي للمنطقة وإسرائيل بأي جديد في ملف التهدئة، خاصة وأن نتانياهو أكد على استمرار الحرب في غزة، ورفض إدخال الوقود للقطاع".
وأضاف: "ربما ترغب الولايات المتحدة بهدنة مؤقتة؛ لكن ليس في الوقت الحالي، وهي تريد لهذه الهدنة أن تشمل جنوب قطاع غزة دون شماله، ومع إدخال مقنن للمساعدات لقطاع غزة، وبالتالي من المبكر الحديث عن هدنة في غزة".
وتابع: "كما أن الهدنة سيكون لها ثمن، ومطلوب من كافة الأطراف تقديم تنازلات من أجل تحقيقها وإنجاحها، وحتى اللحظة لم يبد أي طرف استعداده لتقديم أي تنازلات من أجل الوصول إلى هذه الهدنة".
ورجح قبها، أن "تستمر الحرب في قطاع غزة لفترة أطول، وأن يكثف الجيش الإسرائيلي قصفه لقلب مدينة غزة، ومحيط مستشفى الشفاء"، مستدركاً: "لكن الموقف العربي سيكون عاملاً حاسماً في وقف هذه الحرب بالأيام المقبلة".
وأشار إلى أن "الزيارة الجديدة لبلينكن جاءت بسبب الغضب العربي والضغط المتواصل من أجل وقف الحرب الإسرائيلية على غزة، وهو الأمر الذي يمكن أن يؤدي لاتفاق مبدئي لهدنة إنسانية، تُمهد لتهدئة جديدة بين إسرائيل وحماس".
وحسب المحلل السياسي، فإن "الاجتماع العربي الأمريكي في الأردن سيكون لها تأثيراً كبيراً على مسار الحرب في قطاع غزة، ويمكن أن يؤدي إلى ضغط أمريكي على إسرائيل من أجل تخفيف وتيرة قصفها لغزة، وبالتالي القبول بهدنة إنسانية مؤقتة". تغيير بالمواقف من ناحيته، يرى المحلل السياسي، أنطوان شلحت، أن "هناك تغييراً بجميع المواقف الدولية بما فيها الأمريكية بشأن الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة"، مشيراً إلى أن هناك جهود حقيقية تبذل من أجل التهدئة بغزة.
وأوضح لـ24 أن "التحركات العربية والضغط بهذا الملف سيكون له تأثيراً كبيراً فيما يتعلق بالتهدئة في غزة"، متابعاً: "بتقديري إن الجهود العربية ستثمر بالتوصل إلى توافق بشأن التهدئة في القطاع".

#الأمم_المتحدة تكشف عن حجم "الاحتياجات الإنسانية" في #غزة والضفة الغربية https://t.co/3aU4z08SHr

— 24.ae (@20fourMedia) November 3, 2023 وأضاف "الزيارات المتكررة لوزير الخارجية الأمريكي للمنطقة وخاصة الأخيرة، تأتي في محاولة للضغط على إسرائيل لتخفيف حدة ضرباتها لقطاع غزة، وتليين موقفها من التهدئة من جهة، ومحاولة الضغط على الدول العربية من جهة أخرى، لعدم اتخاذ أي مواقف تصعيدية".
واستدرك بالقول: "لكن بتقديري كل هذه المحاولات لن تكون ذات فائدة، خاصة مع عدد الضحايا الكبير في غزة والدمار الهائل الذي حل بالقطاع"، مبيناً أن الأيام المقبلة ستشهد انفراجة في المفاوضات العربية الأمريكية الإسرائيلية بشأن التهدئة.
واستكمل: "بتقديري التهدئة في غزة ستكون تدريجية، وتشمل صفقة تبادل للأسرى، وأعتقد أنه يجري الحديث عن طبيعة تلك الصفقة، وأي تقدم بهذا الملف مرهون بحجم الضغط العربي والأمريكي على جميع الأطراف، ومدى استجابة تلك الأطراف لهذه الضغوط".
وقال: "الولايات المتحدة لم تعد تثق بإمكانية تحقيق إسرائيل أهدافها العسكرية في قطاع غزة بشكل كامل، وبالتالي هي تعمل الآن لوقف الحرب من خلال البدء بهدنة إنسانية ثم التوصل لاتفاق للتهدئة"، مبيناً أن ذلك سيكون في إطار مباحثات عربية وأميركية وإسرائيلية، وفق تقديره.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الحرب الإسرائیلیة الحرب فی قطاع غزة الولایات المتحدة على إسرائیل إسرائیل من وقف الحرب فی غزة من أجل إلى أن

إقرأ أيضاً:

هيئة البث الإسرائيلية: الشرع يقود اتجاها مقلقا ضد أمن إسرائيل.. عدو متشدد

كشفت هيئة البث الإسرائيلية، الثلاثاء، عن تصاعد القلق في الأوساط الأمنية في دولة الاحتلال الإسرائيلي من توجهات الرئيس السوري أحمد الشرع، مشيرة إلى أن "إسرائيل" ترى في الأخير "خصما متشددا يعمل على تقويض أمنها"

وقالت الهيئة الإسرائيلية إن "اتجاها مثيرا للقلق يقوده الشرع”، بحسب ما نقلته عن مصدر أمني إسرائيلي لم تسمه، شدد على أن الرئيس الشرع "إسلامي يرتدي ربطة عنق، وهو عدو ومتشدد وليس شريكا بالحوار".

وأضاف المصدر الإسرائيلي ذاته "نحن نفهم أن الجولاني (الشرع) عدو يحاول بيع صورة جديدة للغرب، بينما يعمل في الوقت نفسه على تقويض أمن إسرائيل".


وادعت الهيئة أن "الشرع أفرج عن جميع عناصر حركتي حماس والجهاد الإسلامي الذين اعتقلوا خلال فترة حكم بشار الأسد، ومنهم من انخرط في العمل الإرهابي ضد إسرائيل"، حسب تعبيرها.

كما أشارت إلى أن إيران بدأت البحث عن وسائل للبقاء في سوريا بعد سقوط نظام الأسد، زاعمة أن أحد هذه الوسائل يتمثل في "دعم خلايا حماس والجهاد الإسلامي داخل الأراضي السورية".

ولفتت الهيئة إلى تصريحات سابقة لوزير حرب الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس، قال فيها إن "الجولاني كشف عن وجهه الحقيقي بعدما خلع القناع الذي يرتديه"، وذلك في تعليقه على أحداث العنف التي شهدتها منطقة الساحل السوري مطلع آذار /مارس الماضي.

وشدد كاتس أكثر من مرة، حسب الهيئة الإسرائيلية، على أن دولة الاحتلال "ستدافع عن نفسها ضد أي تهديد من سوريا"، رغم أن الإدارة السورية الجديدة لم تصدر أي تهديدات مباشرة تجاه إسرائيل منذ تسلمها السلطة.

وكانت منطقة الساحل السوري قد شهدت توتراً أمنياً في 6 مارس، عقب هجمات منسقة لفلول من نظام الأسد على دوريات ونقاط أمنية، أسفرت عن قتلى وجرحى، أعقبتها عمليات تمشيط واشتباكات انتهت باستعادة السيطرة الأمنية.

وفجر الأحد 8 كانون الأول/ ديسمبر، دخلت فصائل المعارضة السورية إلى العاصمة دمشق، وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث، و53 عاما من حكم عائلة الأسد.


وفي 29 كانون الثاني/ يناير، أعلنت الإدارة السورية الجديدة عن تعيين قائد قوات التحرير أحمد الشرع رئيسا للبلاد في المرحلة الانتقالية، بجانب العديد من القرارات الثورية التي قضت بحل حزب البعث العربي الاشتراكي ودستور عام 2012 والبرلمان التابع للنظام المخلوع.

ورغم أن النظام الجديد لم يصدر أي تهديدات مباشرة ضد الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن "إسرائيل" تواصل منذ شهور شن غارات جوية شبه يومية على الأراضي السورية، تستهدف مواقع عسكرية للجيش السوري وتوقع ضحايا مدنيين.

وتجدر الإشارة إلى أن دولة الاحتلال تحتل معظم مساحة هضبة الجولان السورية منذ عام 1967، وقد استغلت الوضع الجديد في سوريا عقب سقوط نظام الأسد لفرض سيطرتها على المنطقة العازلة، معلنة عمليا انهيار اتفاقية فض الاشتباك الموقعة بين الجانبين عام 1974.

مقالات مشابهة

  • الخارجية الفلسطينية تدين المجزرة الإسرائيلية في مركز إيواء للأونروا شمال قطاع غزة
  • ماذا يريد الاحتلال من تصعيد عدوانه على غزة؟.. 1001 شهيد وأكثر من 2359 جريح في القطاع منذ خرقه لاتفاق الهدنة.. محللون: إسرائيل تضغط لتحقيق أهداف سياسية.. ودور مصر المحوري يسعى لحل القضية الفلسطينية
  • حماس تدين جرائم تجويع قطاع غزة وتدعو لتحرك عربي وإسلامي واسع
  • هيئة البث الإسرائيلية: الشرع يقود اتجاها مقلقا ضد أمن إسرائيل.. عدو متشدد
  • الخارجية الأمريكية تصف غارات إسرائيل على لبنان: دفاع عن النفس
  • الموسوي: إسرائيل أنهت الهدنة ونقلت الوضع لمرحلة مختلفة
  • أبوبكر الديب يكتب: إقتصاد إسرائيل يدفع ثمن طموحات نتنياهو السياسية
  • صحيفة (يسرائيل هيوم) تكشف الفجوة بين إسرائيل و(حماس) في المفاوضات
  • ترامب يعتزم زيارة السعودية في هذا التوقيت.. تريليون دولار في انتظاره
  • الخارجية الفلسطينية تطالب بتدخل دولي عاجل لوقف مشاريع الاستيطان والضم