ضغط عربي وحراك دولي.. هل تُسفر زيارة بلينكن عن وقف الحرب؟
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
تواصل الدول العربية والمجتمع الدولي الضغط على إسرائيل، من أجل وقف الحرب في قطاع غزة، والتي أدت إلى مقتل نحو 10 آلاف فلسطيني وإصابة أكثر من 20 ألف آخرين، بالتزامن مع زيارة جديدة قام بها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لإسرائيل والمنطقة.
وتثير زيارة بلينكن الجديدة التساؤلات بشأن إمكانية أن تؤدي لوقف الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، خاصة مع التوقعات باختلاف اللهجة الأمريكية، والتي ظهرت بشكل واضح في بعض تصريحات وزير الخارجية.هدنة إنسانية وخلال زيارته لإسرائيل، قال بلينكن، إن "الولايات المتحدة تعتقد أن الهدنة الإنسانية يمكن أن تكون آلية حاسمة لحماية المدنيين، مع تمكين إسرائيل من هزيمة حماس"، مشيراً إلى أن "الهدنة موضوع مهم للمناقشة مع القادة الإسرائيليين".
وأضاف: "الهدنة الإنسانية ستساعد في وصول المزيد من المساعدات إلى غزة، وتساعد الدول على تحقيق هدف إطلاق سراح الرهائن؛ لكن التفاصيل الدقيقة لذلك لا تزال بحاجة إلى تسوية"، مبيناً أنه ناقش رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، مسألة "هدنة إنسانية" بغزة.
دول أوروبية تستعد لإرسال مستشفيات عائمة إلى سواحل #غزة.. ما القصة؟#فيديو24
لمشاهدة المزيد من الفيديوهات:https://t.co/XKZstSvtfW pic.twitter.com/cenybrO3TY
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، إن "موقفاً عربياً موحداً لا يقبل الاهتزاز ولا المواربة سيُنقل إلى بلينكن، خلال اجتماع يشارك فيه وزراء خارجية 6 دول عربية في العاصمة عمان".
وأكد أبو زيد، عبر منصة "إكس"، على "ضرورة الوقف الفوري للاعتداءات الإسرائيلية، وأولوية دخول المساعدات، لا للتهجير، وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة هو الحل".
ويتزامن ذلك مع الضغوط الدولية التي بدأت مؤخراً على إسرائيل من أجل وقف الحرب في قطاع غزة، وتراجع الدعم الغربي لتل أبيب بهذا الشأن، فيما تشير تقارير أمريكية إلى أن الحرب الإسرائيلية ربما تدخل مرحلة جديدة. أمريكا تراوغ وفي السياق، يرى المحاضر السياسي في جامعة حيفا، مصطفى قبها، أنه "من المبكر لأوانه الحديث عن تهدئة في قطاع غزة"، مشدداً على أن الولايات المتحدة تراوغ بهذا الملف، وتوفر الغطاء الدولي لإسرائيل من أجل استمرار الحرب.
#بلينكن سيطالب #إسرائيل بوقف القتال "مؤقتاً" للسماح بالوساطة #غزة https://t.co/kw490ys5Tf
— 24.ae (@20fourMedia) November 3, 2023 وأوضح قبها، لـ24 أنه "من غير المرجح أن تقدم زيارة الوزير الأمريكي للمنطقة وإسرائيل بأي جديد في ملف التهدئة، خاصة وأن نتانياهو أكد على استمرار الحرب في غزة، ورفض إدخال الوقود للقطاع".وأضاف: "ربما ترغب الولايات المتحدة بهدنة مؤقتة؛ لكن ليس في الوقت الحالي، وهي تريد لهذه الهدنة أن تشمل جنوب قطاع غزة دون شماله، ومع إدخال مقنن للمساعدات لقطاع غزة، وبالتالي من المبكر الحديث عن هدنة في غزة".
وتابع: "كما أن الهدنة سيكون لها ثمن، ومطلوب من كافة الأطراف تقديم تنازلات من أجل تحقيقها وإنجاحها، وحتى اللحظة لم يبد أي طرف استعداده لتقديم أي تنازلات من أجل الوصول إلى هذه الهدنة".
ورجح قبها، أن "تستمر الحرب في قطاع غزة لفترة أطول، وأن يكثف الجيش الإسرائيلي قصفه لقلب مدينة غزة، ومحيط مستشفى الشفاء"، مستدركاً: "لكن الموقف العربي سيكون عاملاً حاسماً في وقف هذه الحرب بالأيام المقبلة".
وأشار إلى أن "الزيارة الجديدة لبلينكن جاءت بسبب الغضب العربي والضغط المتواصل من أجل وقف الحرب الإسرائيلية على غزة، وهو الأمر الذي يمكن أن يؤدي لاتفاق مبدئي لهدنة إنسانية، تُمهد لتهدئة جديدة بين إسرائيل وحماس".
وحسب المحلل السياسي، فإن "الاجتماع العربي الأمريكي في الأردن سيكون لها تأثيراً كبيراً على مسار الحرب في قطاع غزة، ويمكن أن يؤدي إلى ضغط أمريكي على إسرائيل من أجل تخفيف وتيرة قصفها لغزة، وبالتالي القبول بهدنة إنسانية مؤقتة". تغيير بالمواقف من ناحيته، يرى المحلل السياسي، أنطوان شلحت، أن "هناك تغييراً بجميع المواقف الدولية بما فيها الأمريكية بشأن الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة"، مشيراً إلى أن هناك جهود حقيقية تبذل من أجل التهدئة بغزة.
وأوضح لـ24 أن "التحركات العربية والضغط بهذا الملف سيكون له تأثيراً كبيراً فيما يتعلق بالتهدئة في غزة"، متابعاً: "بتقديري إن الجهود العربية ستثمر بالتوصل إلى توافق بشأن التهدئة في القطاع".
#الأمم_المتحدة تكشف عن حجم "الاحتياجات الإنسانية" في #غزة والضفة الغربية https://t.co/3aU4z08SHr
— 24.ae (@20fourMedia) November 3, 2023 وأضاف "الزيارات المتكررة لوزير الخارجية الأمريكي للمنطقة وخاصة الأخيرة، تأتي في محاولة للضغط على إسرائيل لتخفيف حدة ضرباتها لقطاع غزة، وتليين موقفها من التهدئة من جهة، ومحاولة الضغط على الدول العربية من جهة أخرى، لعدم اتخاذ أي مواقف تصعيدية".واستدرك بالقول: "لكن بتقديري كل هذه المحاولات لن تكون ذات فائدة، خاصة مع عدد الضحايا الكبير في غزة والدمار الهائل الذي حل بالقطاع"، مبيناً أن الأيام المقبلة ستشهد انفراجة في المفاوضات العربية الأمريكية الإسرائيلية بشأن التهدئة.
واستكمل: "بتقديري التهدئة في غزة ستكون تدريجية، وتشمل صفقة تبادل للأسرى، وأعتقد أنه يجري الحديث عن طبيعة تلك الصفقة، وأي تقدم بهذا الملف مرهون بحجم الضغط العربي والأمريكي على جميع الأطراف، ومدى استجابة تلك الأطراف لهذه الضغوط".
وقال: "الولايات المتحدة لم تعد تثق بإمكانية تحقيق إسرائيل أهدافها العسكرية في قطاع غزة بشكل كامل، وبالتالي هي تعمل الآن لوقف الحرب من خلال البدء بهدنة إنسانية ثم التوصل لاتفاق للتهدئة"، مبيناً أن ذلك سيكون في إطار مباحثات عربية وأميركية وإسرائيلية، وفق تقديره.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الحرب الإسرائیلیة الحرب فی قطاع غزة الولایات المتحدة على إسرائیل إسرائیل من وقف الحرب فی غزة من أجل إلى أن
إقرأ أيضاً:
رغم الهدنة.. الأوكرانيون لا يعولون على أميركا ويتوقعون الأسوأ
كييف – شكَّل الاجتماع الأوكراني الأميركي في مدينة جدة بالسعودية منعطفا هاما قبل أيام، ففيه "أصغى" الأميركيون لمطالب الأوكرانيين، كمال قالوا، واستأنفت واشنطن بعده دعم كييف بالمال والسلاح، بعد أيام من مشادة حادة وخلافات بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
لكن الأهم من ذلك، كان مقترحا أميركيا يقضي بـ"هدنة مؤقتة"، يتوقف خلالها إطلاق النار بين الروس والأوكرانيين مدة 30 يوما، الأمر الذي لم يطرح له مثيل منذ بداية الحرب في فبراير/شباط 2022.
تشاؤم "مبرر"وسارع الأوكرانيون للموافقة، وقالوا إنهم "أكثر من يريد وقف الحرب وإحلال السلام"، وإن "فلاديمير بوتين وُضع في زاوية اختبار الجدية"، أو أن "الكرة في ملعب روسيا"، حسب قول الأميركيين.
من جانبها، رحبَّت موسكو بالمقترح -من حيث المبدأ-، لكنها أبدت "تفاؤلا حذرا" بشأن التوصل إلى اتفاق، لاسيما مع وجود "خلافات حول قضايا جوهرية".
ولذا، اعتبر زيلينسكي أن "روسيا تسعى لمواصلة الحرب، وستحاول تعطيل السلام قدر الإمكان"، داعيا الولايات المتحدة لممارسة "ضغط كاف" يجبر بوتين على إنهاء الحرب.
وسرعان ما تبدد ذاك التفاؤل، بعد تصريح زيلينسكي، خاصة وأنه أُتبع بكثير من الآراء ووجهات النظر التحليلية التي برَّر خلالها الخبراء صعوبة تطبيق الهدنة المؤقتة بسهولة.
إعلان
واستعرض خبراء أوكرانيون جملة من الأسباب حول ذلك، أهمها:
مخالفة المصلحة الروسية: يقول الخبير فولوديمير فيسينكو، رئيس مركز الدراسات السياسية التطبيقية "بنتا" إن "اجتماع جدة كان بمصلحة أوكرانيا، لأنه منحها أكثر مما توقع الروس وتوقعنا جميعا في حقيقة الأمر(الإصغاء الأميركي واستئناف الدعم ومقترح الهدنة).
وأضاف فيسينكو للجزيرة نت "موسكو ستعطل الهدنة، لأنها تعتبرها فترة تحتاجها كييف أكثر للراحة وإعادة الحسابات وترتيب الأوراق، ولهذا تشترط أمورا معينة، كوقف عمليات التسليح والتعبئة والتدريب، التي تعني بالضرورة زخما أكبر للعمليات القتالية فيما بعد، وهذا ليس في صالح الروس".
شروط روسية مستحيلة وسلام غير عادل: تحت هذا البند، يعلق الخبير كونستانتين إليسيف، مدير مركز "الحلول الجديدة"، على هذه الشروط، ويقول للجزيرة نت "يريد الكرملين هدنة تحمل طابع الاستسلام بالنسبة للأوكرانيين"، بمعنى "تخلوا عن الاستعداد لاستئناف القتال بينما أفعل أنا ذلك بكل قوة".
ويضيف أن "قبول شروط روسيا يؤسس لتنازلات إستراتيجية أكبر لاحقا، تتعلق بشكل السلام الدائم الذي تريده روسيا، وهو سلام غير عادل، يجردنا من السلاح وحق استرجاع الأراضي وعضوية الناتو".
ويتابع إليسيف أن اجتماع جدة "ربما كان ناجحا إلى حد ما بعد أسبوعين من التوتر مع واشنطن، لكنه لم يحرز أي تقدم فيما يتعلق بالضمانات الأمنية التي تضمن السيادة، ولم يكشف عن صورة السلام النهائية التي يرسمها ترامب".
لا ثقة بترامب والأميركيين: وهذا السبب أساسه ما حملته الأسابيع الماضية من توترات، ويقول عنه السياسي رومان بيزسميرتني، وهو سفير أوكرانيا السابق لدى بيلاروسيا، في حديث لموقع "نوفا فريميا"، إن "الأميركيين غير موثوق بهم اليوم، علينا أن ننسى كلمة إستراتيجية في التعامل مع ترامب".
وحسب بيزسميرتني، فإن ترامب يستخدم في الحياة وفي الأعمال التجارية مبدأ "السرقة والهروب"، ويريد "القفز سريعا من سفينة الحرب"، في إشارة إلى سعي ترامب "لإنهاء الحرب -بأي شكل- حتى لو كان مرفوضا من جميع الأطراف، والخروج منها بعقود تجارية ضخمة لصالح بلاده".
إعلاناستحالة التطبيق على الأرض: وسواء قبل الروس الهدنة أم لم يفعلوا، لأن خطوط المواجهات -وفق الخبير فيسينكو- غير ثابتة، وهي تمتد أكثر من 1200كلم وتتغير كل يوم، ناهيك عن اعتبار روسيا أن معظم تلك الخطوط يقع ضمن أراض أوكرانية احتلتها ثم ضمتها وباتت تعتبرها جزءا من الأراضي الروسية.
سيناريوهات
وأمام ما سبق، استبعد كثيرون تطبيق الهدنة، وإن تمت بشكل أو بآخر، لا يرى فيها آخرون أساسا يُمهِّد لنهاية الحرب.
ويقول الخبير إليسيف "لم يوافق بوتين ولم يرفض، في المعجم الدبلوماسي، عندما تقول (نعم) ثم تقول (لكن)، فإن كل ما يأتي قبل (لكن) لا يهم، مطلقا، الروس لا يريدون وقف إطلاق النار".
ويضيف أن ما يحدث الآن "بداية طريق طويل نحو فكرة وقف إطلاق النار. من الواضح أن لدى الأميركيين أدوات معينة للضغط على بوتين، وهذا ما لمّحوا إليه فعلا".
ويعتقد الخبير إليسيف أن الهدنة قد تكون هشَّة، ولن تكون بداية لنهاية الحرب، وأن "أوكرانيا تقف أمام 3 سيناريوهات، إذا تمت الهدنة فعلا، أولها وأفضلها أن تُدفع روسيا نحو الهدنة والسلام المقبولين بتشديد العقوبات، وأن تُعزَّز أوكرانيا بإمداد ضخم من الأسلحة والصواريخ بعيدة المدى والتمويل، وما إلى ذلك، إذا كانت الهدنة ضعيفة فعلا".
أما السيناريو الأخير، وهو الأسوأ بالنسبة للأوكرانيين وفق مدير مركز "الحلول الجديدة"، فيتمثل بأن تمارس الولايات المتحدة الضغط على أوكرانيا بدلا من روسيا لإرضائها، وبهذا "نُدفع نحن نحو هدنة ونهاية للحرب لا تناسب إلا الروس".