شركات الإنشاء: سلطنة عمان مقبلة على مشروعات واستثمارات عديدة في ظل تحسن الاقتصاد

مناشدة باتخاذ حزمة من الإجراءات الرقابية لضبط وتنظيم سوق البناء والمقاولات

ضرورة التعاون بين القطاعين العام والخاص لضمان مستقبل مستدام لصناعة البناء

فرضت الشركات المحلية العاملة في قطاع البناء والتقنية تفوقها في مجال تطوير منتجاتها ومواكبة أحدث التطورات التي يشهدها القطاع، وجذبت الأنظار على المستويين المحلي والإقليمي بفضل جودة منتجاتها خلال مشاركتها في معرض البناء والتقنية الذي أُقيم في مركز عمان للمؤتمرات والمعارض.

وأكدت التزامها بأعلى معايير الجودة وتقديم منتجات متطورة تلبي احتياجات السوق وتسهم في تحسين كفاءة استهلاك الطاقة، واستخدام أحدث التقنيات في مجال البناء، والتي بدورها تسهم في تعزيز قطاع البناء والتقني في سلطنة عمان وترفع مكانته على الساحة الإقليمية والدولية.

وقال المشاركون في المعرض من الشركات المحلية لـ«عمان»: إن هذه الشركات تتعرض لتحديات عديدة أبرزها المنافسة الشديدة من قبل القوى العاملة الوافدة في القطاع، حيث تقوم القوى العاملة الوافدة ببيع منتجات بناء ذات جودة منخفضة وبأسعار تنافسية، مما يتطلب تكثيف الجهود من قبل الجهات المعنية، وذلك من خلال اتخاذ حزمة من السياسات والإجراءات الرقابية لضبط وتنظيم سوق البناء والمقاولات.

وأكدوا على ضرورة التعاون بين القطاعين العام والخاص لضمان مستقبل مستدام لصناعة البناء في سلطنة عمان، كما أن الإجراءات الرقابية يمكن أن تؤدي دورا مهما في الحفاظ على الجودة ومنع التلاعب بالأسعار، وبالتالي تعزيز تنافسية الشركات المحلية والمساهمة في تطوير القطاع بشكل شامل، موضحين أن انتشار الوعي بين أفراد المجتمع حول أهمية التركيز على الجودة العالية ذات العمر الافتراضي الطويل في مشروعات البناء.

تحديات

وقال عادل الزيدي مؤسس شركة الطابوق الأبيض: إن الجيل الحالي أصبح لديه وعي أعلى ويستثمر في منازله باختيار منتجات عالية الجودة مثل الطابوق العازل لدرجات الحرارة العالية، وهذا يساهم في توفير مبالغ كبيرة في استهلاك الكهرباء.

وأشار إلى بعض التحديات التي تواجه الشركات المحلية العاملة في قطاع البناء، أبرزها منافسة القوى العاملة الوافدة التي تبيع منتجات بناء ذات جودة منخفضة وبأسعار رخيصة، مما يؤدي إلى نشر وعي سلبي بين المجتمع تجاه المنتجات العمانية.

وأوضح الزيدي أن شركة الطابوق الأبيض تعمل في إنتاج الطابوق الأبيض العازل للصوت والحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تُقدم الشركة منتجات مكملة عالية الجودة في صناعة البناء، مثل الطرطشة والبلاستر واللواصق الخاصة بتركيب السيراميك والرخام والحجر، والمواد المخصصة لمعالجة وتقوية الخرسانة.

أجهزة متطورة

وقال حمد المحروقي من شركة لايف: إن الشركة تقدم أبوابا حديثة ومتطورة مجهزة بتقنيات عالية لتوفير متطلبات الأمان والسلامة في المنازل، وتعمل هذه الأبواب بأجهزة إلكترونية متطورة وقابلة للزيادة، ويمكن ربطها بالهواتف المحمولة لفتحها باستخدام زر الهاتف، وتمتاز بكاميرات الاستشعار، مما يسمح بفتح الباب بناءً على صورة لرقم السيارة أو تركيب ملصق على مرايا السيارة، ويمكن تركيب أجهزة استشعار في الأرض لزيادة الأمان، وذلك بشكل يجعلها مناسبة للأطفال وكبار السن في المنازل.

وأكد أن منتجات الشركة شهدت إقبالا كبيرا من المجتمع والمؤسسات مثل الشركات والفنادق ومحطات الوقود، والتي تمثل تقدما ملحوظا في مجال الأمان والتحكم في الوصول بسلطنة عمان.

كفاءة عالية

وقال الأغر الوضاحي مدير مبيعات شركة الحديدي للسيراميك والجرانيت: إن منتجات الشركة تتبنى التقنيات الحديثة في عمليات الإنتاج والتصميم، تتميز منتجات السيراميك والجرانيت بأنها مقاومة للكسر والخدش، وتتحمل درجات حرارة مرتفعة والماء، بالإضافة إلى قدرتها على تحمل الأوزان الثقيلة تصل إلى 8 أطنان، مع الحفاظ على كفاءة عالية.

وأكد أنه مع ارتفاع مستوى الوعي لدى المستهلكين فيما يتعلق باقتناء منتجات عالية الجودة وذات عمر افتراضي طويل، شهدت منتجات الشركة إقبالا جيدا مما دفع الشركة إلى فتح 5 فروع في محافظات سلطنة عمان.

وقال المهندس يوسف علي الرئيس التنفيذي لمصنع تقنية الإنارة: إن المصنع يبدي التزامه بتوظيف التقنيات الحديثة في منتجات الإنارة، وتتميز المنتجات بسلامتها على العيون، وقدرتها على توفير استهلاك الكهرباء، وتكييفها مع متغيرات مثل الحرارة والماء والرطوبة والغبار، كما أنها توفر إضاءة واسعة تغطي مساحات كبيرة وتحتوي على نظام تهوية يجعل ملمسها باردا.

وأشار الرئيس التنفيذي للمصنع إلى وجود ثلاثة أنواع من الإنارة: الأبيض الناصع 5000 كلفن، والأبيض المحايد 4000 كلفن، والأبيض الدافئ 3000 كلفن. ويتراوح العمر الافتراضي لمنتجاتهم من عام إلى ثلاثة أعوام قبل الاستبدال.

وأكد المهندس يوسف علي على أهمية اختيار الإنارة الصحية، حيث تؤثر على التركيز والصحة وأداء الموظفين، وأشار إلى تحديات كعدم وجود هيئة تنظيمية للحد من الإنارات الضارة ونقص الوعي بأهمية الإنارة الصحية، ويشدد على أهمية تقليل استخدام الإنارات التقليدية ذات الجودة الرديئة نظرًا لتأثيرها السلبي على الصحة.

الدعم المالي

وقال طلال بن محمد البلوشي مؤسس مشاريع الربا التجارية: إن الشركة تختص في مجال إنشاء شبكات المياه والصرف الصحي وتوريد المعدات، وتعمل في مجال بيع أدوات تعليمية وأجهزة قياس ورقابة وأدوات كهربائية وتمديداتها بالإضافة إلى معدات ضخ المياه.

وأشار إلى التحديات التي تواجه الشركة كالمنافسة الشديدة من القوى العاملة الوافدة في السوق المحلي، ويأمل في توفير دعم من قبل الجهات المعنية للمشروعات العمانية من خلال توفير استشاريين وفرق متابعة لمساعدتها في تجاوز هذه التحديات، ويتطلع إلى الحصول على تسهيلات مثل الدعم المالي خلال مشاركته في المعارض الداخلية والخارجية.

وكانت الشركات المحلية العاملة في قطاع الصناعات الهندسية والإنشائية المدرجة في بورصة مسقط قد أكدت في تقريرها ربع السنوي أن حكومة سلطنة عمان تسعى إلى التعاون مع القطاع الخاص للاضطلاع بالاستثمار ومشروعات الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتشجيعها على الاستثمار في مشروعات البنية الأساسية والخدمات العامة، مشيرة إلى أن سلطنة عمان مقبلة على مشروعات واستثمارات عديدة في قطاعات مختلفة كالسياحة والتعدين والتكنولوجيا الخضراء واللوجستيات والثروة السمكية، في ظل التحسن العام الذي شهده الاقتصاد العماني وتوقعات باستمرار هذا التحسن.

وكشفت بيانات صادرة عن «كريدت عُمان»إلى ارتفاع قيمة المبيعات المؤمنة بقطاع مواد البناء للربع الثالث من 2022م، لتتجاوز القيمة الإجمالية 92.18 مليون ريال عماني وبنسبة 332%، مقارنة بالفترة ذاتها من 2021م، وبلغ نصيب قيمة المبيعات من سلطنة عمان إلى دول العالم 79.31 مليون ريال عماني وفي المبيعات المحلية بلغت قيمتها 12.86 مليون ريال عماني.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الشرکات المحلیة قطاع البناء سلطنة عمان فی قطاع فی مجال

إقرأ أيضاً:

المؤيد الراشدي .. من شغف الأخشاب إلى ريادة الأعمال الفنية في سلطنة عمان

وجد المؤيد بن سعيد الراشدي في الأخشاب المحلية جمالًا أخّاذًا وتفاصيل ساحرة، دفعته إلى تقديم لمسات فنية تُبرز هذا الجمال للجمهور، ليشاركهم عشقه لهذه الخامة الفريدة وأسس ورشة "مِيس".

انطلق المؤيد في رحلته الفنية عام 2019، حين كان يعتني بطيور الزينة، ومع الإغلاق الذي فرضته جائحة كورونا، لم يتمكن من شراء قفص جديد لطيوره، فقرر صنعه بنفسه مستخدمًا بقايا الأخشاب. "استغرق مني صنع أول قفص 30 يومًا"، يقول المؤيد، "لكنها كانت تجربة غيرت مساري بالكامل، حيث بدأت أبحث في مجال النجارة وصناعة الأثاث".

بدأ المؤيد في صناعة ملحقات الحدائق المنزلية من الخشب وبعض قطع الأثاث مثل الكراسي والطاولات وبعد إحدى الكوارث الطبيعية التي حصلت في الولاية تساقطت الأشجار بسبب جريان الأودية، ففكرت في إعادة تدوير أخشاب هذه الأشجار واتجهت إلى صناعة الأعمال الفنية من الأخشاب الطبيعية العُمانية.

وأشار المؤيد إلى أن الطريق لم يكن سهلًا، حيث واجه صعوبات في تعلم أساسيات النجارة والتعامل مع الأخشاب، لكنه تغلب على هذه التحديات بالالتحاق بدورات تدريبية داخل وخارج سلطنة عمان، تحمل تكاليفها بنفسه، مما ساعده على تطوير مهاراته وصقل موهبته.

شارك المؤيد في العديد من المعارض والمنتديات بدعم من هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، كان أبرز إنجازاته تمثيل سلطنة عمان في معرض بنان الدولي بالمملكة العربية السعودية عام 2024، ضمن 10 حرفيين عمانيين من بين 500 حرفي من 26 دولة. "هذه المشاركة فتحت لي آفاقًا جديدة، وأطمح لتحقيق المزيد من الإنجازات العالمية".

يعتبر المؤيد فنه مزيجًا من الهواية والمصدر المالي قائلا: "هذا الفن يدر دخلًا مباركًا إذا تم تقدير الفنان وفنه بالشكل الصحيح"، مضيفًا أنه يقضي معظم وقته في العمل على أعماله الفنية دون أن يشعر بالملل، حيث يجد في ذلك متعة لا توصف.

يستلهم المؤيد أعماله من المعالم التاريخية والصناعات العالمية، مثل الأبراج الشهيرة والفنون الفارسية التي تعلّمها في مدينة شيراز بإيران. كما يستلهم من الطبيعة العُمانية، مثل تصميمه المفضل "مزهرية حَدَش". ويروي المؤيد قصة هذه المزهرية المصنوعة من شجرة "العتم" العريقة التي عاشت أكثر من ألف عام بالقرب من مسجد حدش في ولاية نخل. "أردت أن أخلّد أثر هذه الشجرة العظيمة من خلال تصميم مزهرية تعكس جمالها الطبيعي".

يشير المؤيد إلى أن تقبل المجتمع للأعمال الفنية ما زال محدودًا، وأنه يتعين على الجميع تعزيز الوعي بأهمية الحرف اليدوية من خلال أمسيات وفعاليات فنية تثقيفية. ويوجه المؤيد نصيحته للمبتدئين قائلاً: "ابحثوا عن شغفكم وجربوا العمل على أرض الواقع، فالتجربة خير برهان".

وعن طموحاته المستقبلية، يسعى المؤيد لافتتاح معرضه الخاص الذي يضم أعماله الفنية، وتحقيق جوائز عالمية تعكس تميزه في مجاله.

يختم المؤيد حديثه برسالة ملهمة للشباب: "ابحروا في عالم الفن، وابدعوا فيه، واحرصوا على الحفاظ على إرثنا الجميل".

مقالات مشابهة

  • سلطنة عمان تتوقع تحسن ظروف الشحن في البحر الأحمر
  • بداية شهر رمضان 2025 في سلطنة عمان
  • سلطنة عمان وقطر توقعان على مذكرتي تفاهم للتعاون في عدة مجالات
  • سحب كل منتجات كوكاكولا في أوروبا لهذا السبب 
  • وزير الخارجية يستقبل السفير العماني لدى الجزائر
  • «الإسكان» تختتم حلقات تطوير دليل اشتراطات البناء
  • تخريج أول دفعة من الشركات الناشئة العمانية للنهوض بمستقبل الابتكار
  • متى يبدأ شهر رمضان المبارك في سلطنة عمان؟
  • الغرفة تناقش تعزيز قطاع المعارض والمؤتمرات وتستعد لاستضافة الملتقى العربي للفعاليات
  • المؤيد الراشدي .. من شغف الأخشاب إلى ريادة الأعمال الفنية في سلطنة عمان