استقبل الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية والمشرف العام على مشروعي التأمين الصحي الشامل وحياة كريمة بوزارة الصحة والسكان، الدكتور سركان كايالار، رئيس الوكالة التركية للتعاون والتنسيق (تيكا)، والوفد رفيع المستوى المرافق له من مجموعة العمل بالوكالة في مختلف الدول، وذلك بالمقر الرئيسي للهيئة في القاهرة.

ورحب الدكتور أحمد السبكى، في بداية اللقاء، سركان كايالار، والوفد المرافق له، مقدمًا شرحًا مفصلًا عن التجربة المصرية الرائدة في الإصلاح الصحي الشامل، والتغطية الصحية الشاملة، والإصلاح التشريعي الذي نتج عنه إصدار قانون التأمين الصحي الشامل رقم (2) لسنة 2018، وتحديد أدوار كافة الفاعلين وشركاء النجاح في القطاع الصحي، ومنها إشراك القطاعين الخاص والأهلي في عمليات البناء والتنمية، في إطار تعزيز تحقيق أهداف رؤية مصر 2030.

وأشار السبكي، إلى الدور الاستراتيجي لوزارة الصحة في رسم السياسات الصحية بمصر، والأدوار الحيوية والهامة لهيئة الرعاية الصحية في ضبط وتنظيم تقديم خدمات الرعاية الصحية للمواطنين بمحافظات تنفيذ مشروع التأمين الصحي الشامل، إضافة إلى دور هيئة التأمين الصحي الشامل في تمويل الخدمة، وهيئة الاعتماد والرقابة الصحية في الرقابة على جودة الخدمة، وكذلك أدوار هيئتي الدواء المصرية والشراء الموحد، في إطار تأسيس نظام صحي مصري محوكم وقوي وفعال ومرن ومستدام، لافتًا إلى الانتهاء من المرحلة الأولى لتتفيذ المشروع، والاستعداد للمرحلة الثانية، في ضوء تنفيذ تكليفات القيادة السياسية بامتداد المنظومة إلى جميع محافظات مصر بحلول عام 2030.

ولفت السبكي، إلى جهود هيئة الرعاية الصحية في تعزيز أواصر العلاقات والتعاون مع مختلف الهيئات والمؤسسات والجهات الصحية الحكومية والخاصة، ووكالات التعاون والتنسيق الدولي، مؤكدًا على أهمية دعم المشاريع المستدامة التي تخدم أكبر شريحة من المجتمع، وتعمل على تحسين جودة الرعاية الصحية والحياة والرفاهية للمواطنين، وخاصة في ظل ما أتاحته الدولة المصرية من مناخ استثماري جيد، وما أتاحته منظومة التأمين الصحي الشامل من فرص استثمارية غير متناهية في قطاع الرعاية الصحية بمصر.

وبحث الجانبان، سبل التعاون والتشارك فيما بين هيئة الرعاية الصحية والوكالة التركية في مختلف مجالات الرعاية الصحية، والتي تسهم في تعزيز العلاقات في القطاع الصحي بين مصر وتركيا، وتتيح الفرصة لنقل الخبرات والتجارب والممارسات الناجحة في البلدين إلى العديد من الدول، وكذلك بدء عدد من المشروعات التنموية بقطاع الرعاية الصحية وبرامج دعم التغطية الصحية الشاملة، إضافة إلى التعاون في مجال المستشفيات، ووحدات الغسيل الكُلوى المتنقلة، والتعاون في مشاريع تدريب العاملين بقطاع الصحة، وتبادل الزيارات بين الكوادر بالمنشآت الصحية التابعة لهيئة الرعاية والعاملين بالمشروعات الصحية التي نفذتها تيكا في العديد من الدول.

وأكد الدكتور أحمد السبكي، أهمية التعاون مع تيكا كإحدى الوكالات الرائدة للتعاون في مجال التنمية المستدامة، لافتًا إلى أن التجربة المصرية لفتت أنظار العديد من دول العالم وبالأخص الدول العربية والأفريقية والشرق أوسطية، وأصبحت نموذج يحتذى به لتطوير قطاع الرعاية الصحية  في العديد من الدول، ولافتا إلى أن تركيا أظهرت تجربة فريدة وكفاءة عالية في مجالات عديدة منها الصحة والاقتصاد، وأصبحت مثالًا تحتذي به الدول الأخرى في مجالات التنمية، ومن هنا يمكن التعاون لنقل الخبرات المصرية والتركية إلى العديد من الدول.

وثمَّن السبكي، التعاون مع الوكالة التركية للتعاون والتنسيق، مشيرًا إلى أن التعاون بين مصر وتركيا في ظل تطور العلاقات السياسية بين البلدين سيسهم في خلق فرص استثمارية مشتركة في مجال الرعاية الصحية، كما أثنى على حجم إنجازات الوكالة التركية وأثرها العميق في تنمية القطاعات المختلفة بالدول، مؤكدًا أنها ستصبح أداة قوية للقوة الناعمة والدبلوماسية التركية في مصر والدول الصديقة والشقيقة.

ومن جانبه، قال سركان كايالار، نود أن نشارك التجربة المصرية الرائدة في الإصلاح الصحي الشامل والتغطية الصحية الشاملة وتبادل الخبرات في مجالات الرعاية الصحية مع مصر، ومشيرًا إلى خطة توسع الوكالة في الفترة القادمة، وعزمها افتتاح مكتب لها في مصر كنقطة إنطلاق جديدة لإرساء دعائم لمشاريع تنموية عديدة تحقق مكاسب عظيمةة، والتي ستسهم في توطيد العلاقات بين مصر وتركيا، ومما ينعكس إيجابًا على مخرجات الرعاية الصحية، ومستوى الخدمات المقدمة للمجتمعات بمختلف الدول.

وأضاف، سعدنا بالتقدم الهائل الذي حققته مصر، ودور هيئة الرعاية الصحية في مجال التغطية الصحية الشاملة، وسنضع مشروعات هيئة الرعاية ضمن أولويات التعاون في الفترة القادمة، ومتابعًا شعرنا بالفخر خلال زيارتنا للعاصمة الإدارية الجديدة بمصر.

وتابع كايالار، أن السلام والرخاء والرفاهية يمكن تحقيقهم بواسطة تنمية شاملة متعددة الأوجه، وتنسيق العديد من المشروعات التنموية على الصعيدين الإقليمي والعالمي، واستثمار العلاقة التاريخية بين مصر وتركيا، وما يتمتعوا به من بنية سياسية وصحية واجتماعية، معربًا عن سعادته بوصول العلاقات بين البلدين إلى هذا المستوى، وتابع: أن العلاقة التاريخية بين مصر وتركيا أكبر من أعمارنا.

وفي ختام اللقاء، اتفق الحانبان على تكوين مجموعة عمل مشتركة لدراسة أوجه التعاون فيما بينهما، وخطط التنفيذ للمشروعات التنموية في الفترة القادمة لخدمة القطاع الصحي وتعزيز الاستثمار الصحي بالبلدين، مؤكدين أن الفترة القادمة ستشهد طفرة نوعية في العلاقات الصحية والاقتصادية والتجارية بين مصر وتركيا.

وحضر اللقاء، من جانب الهيئة العامة للرعاية الصحية، عدد من قيادات الهيئة، إضافة إلى مشرفي العموم على ملفات التعاون الدولي والعلاقات الخارجية بالهيئة.

IMG-20231104-WA0006 IMG-20231104-WA0002 IMG-20231104-WA0004 IMG-20231104-WA0005 IMG-20231104-WA0001

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الاعتماد والرقابة الصحية التأمين الصحي الشامل التغطية الصحية الشاملة الهيئة العامة للرعاية الصحية الخدمات المقدمة الدكتور أحمد السبكى القطاعات المختلفة خدمات الرعاية الصحية حياة كريمة شركاء النجاح عدد من المشروعات التأمین الصحی الشامل هیئة الرعایة الصحیة الوکالة الترکیة العدید من الدول الصحیة الشاملة الفترة القادمة بین مصر وترکیا التعاون فی الصحیة فی فی مجال IMG 20231104

إقرأ أيضاً:

قرارات ترامب تهدد أنظمة الرعاية الصحية للنساء حول العالم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تسبب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتجميد جميع المساعدات الخارجية في كارثة صحية عالمية، حيث تم إغلاق عيادات الرعاية الصحية للأمومة والإنجاب، وتوقفت برامج علاج السرطان وفيروس نقص المناعة البشرية، ووُضع الأطباء والممرضات في إجازة قسرية دون أفق واضح للعودة، ووفقًا لوكالات الإغاثة الدولية، فقد أدى هذا القرار إلى تدمير عقود من التقدم في مجال الرعاية الصحية للنساء بين عشية وضحاها.

ووفق تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الإخبارية فبعد ثلاثة أسابيع فقط من تنفيذ هذا القرار، أصبح تأثيره واضحًا على ملايين النساء والفتيات حول العالم، حيث بدأت أنظمة الرعاية الصحية بالانهيار، وفقًا للأمم المتحدة ووكالات المساعدة العالمية. وقال إليشا دان جورجيو، رئيس مجلس الصحة العالمي: "لا يمكنك الحصول على العلاج، ولا يمكنك الحصول على الرعاية، لأن أمريكا قررت أنك لا تستحق ذلك. نحن في معركة من أجل حياة الجميع".

انهيار سريع في الخدمات الصحية للنساء

بحسب الدكتورة إليزابيث سولي، الباحثة في معهد جوتماشر، فإن نحو 2.5 مليون امرأة وفتاة قد حُرمن بالفعل من خدمات منع الحمل، ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى 11.7 مليون بحلول نهاية فترة المراجعة التي أعلنتها إدارة ترامب، والتي تستغرق 90 يومًا لتحديد مستقبل المساعدات الخارجية.

في زيارة رسمية إلى جمهورية الدومينيكان الأسبوع الماضي، أعلن وزير الخارجية ماركو روبيو أن إدارة ترامب قامت بتجميد جميع المساعدات الأجنبية تقريبًا ريثما تتم مراجعة هذه البرامج "للتأكد من أنها تتماشى مع المصالح الوطنية الأمريكية". وكنتيجة لذلك، فقد تم إفراغ الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) من صلاحياتها، ولم يتبق منها سوى القليل، والذي ستديره وزارة الخارجية.

وفي حلقة نقاشية نظمتها الأمم المتحدة، أطلقت عدة منظمات دولية ناقوس الخطر، منها صندوق الأمم المتحدة للسكان، ومجلس الصحة العالمي، ومؤسسة MSI للخيارات الإنجابية، ومعهد جوتماشر، واتحاد تنظيم الأسرة في أمريكا. وحذر المشاركون من انهيار كارثي في سلسلة توريد الرعاية الصحية، حيث توقفت الإمدادات الطبية الأساسية، مما أدى إلى خسارة سريعة للثقة في هذه الخدمات.

واشنطن تلتزم الصمت.. ووكالات الإغاثة تستنجد

حتى الآن، لم تصدر وزارة الخارجية الأمريكية أي تعليق رسمي حول هذه الأزمة. لكن وكالات الإغاثة الدولية أكدت أن الولايات المتحدة كانت على مدار الخمسين عامًا الماضية أكبر داعم مالي عالمي للرعاية الصحية للنساء، حيث كانت تقدم 40% من إجمالي التبرعات الدولية لتنظيم الأسرة، معظمها عبر الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.

من جانبه، حاول ماركو روبيو تهدئة المخاوف، مشيرًا إلى أن الإعفاءات الطارئة ستصدر للمساعدات الإنسانية، وأن المساعدات المنقذة للحياة مثل الغذاء والدواء لن يشملها التجميد. لكن وكالات المساعدات رفضت هذه التصريحات، مؤكدة أن الإعفاءات لم تُطبق في المناطق المتضررة، كما أن الموظفين الذين يفترض أن يديروا هذه الإعفاءات قد أُجبروا على إجازات غير مدفوعة، ولم يتم الرد على المناشدات الموجهة إلى المسؤولين الأمريكيين.

أزمة في تمويل الأمم المتحدة وبرامج المساعدات الصحية

أكد صندوق الأمم المتحدة للسكان أن برامجه العالمية تضررت بشدة بسبب توقف التمويل الأمريكي، حيث كانت الولايات المتحدة تغطي أكثر من 30% من ميزانية الوكالة. وعلى مدار الأربع سنوات الماضية، قدمت واشنطن 725 مليون دولار لتمويل مشاريع صحية حيوية، منها رعاية النساء في أوكرانيا، والمساعدات للنساء النازحات في تشاد، وخدمات الأمومة للنساء الأفغانيات.

وقالت راشيل موينيهان، نائبة مدير برنامج صندوق الأمم المتحدة للسكان في أمريكا الشمالية، إن تعليق الخدمات وانهيار الثقة يعرض الاستثمارات الأمريكية في هذه البرامج للخطر، كما يهدد استثمارات الحكومات المحلية في أنظمة الرعاية الصحية الخاصة بها، والتي شجعتها الأمم المتحدة على تعزيزها بدعم أمريكي.

ماذا بعد؟ هل تتراجع إدارة ترامب عن قرارها؟

مع تصاعد الأزمة، تتزايد الضغوط على إدارة ترامب لإعادة النظر في هذا القرار. فإلى جانب التأثير الإنساني المدمر، فإن الولايات المتحدة تخاطر بفقدان نفوذها العالمي في مجال الصحة والتنمية، خاصة مع صعود قوى دولية أخرى مثل الصين، التي قد تستغل هذه الفجوة لتعزيز دورها في البرامج الصحية العالمية.

مقالات مشابهة

  • "مؤتمر المحيط الهندي" يبحث بمسقط تعزيز التعاون الإقليمي في المجالات البحرية والأمنية
  • جامعة سوهاج: استمرار استقبال مصابي غزة وتقديم الرعاية الطبية لهم
  • وزير الصحة يبحث مع سفير الفلبين بمصر سبل تعزيز التعاون في القطاع الصحي
  • شخبوط بن نهيان يبحث فرص التعاون مع قادة أفارقة
  • "سمارت للخدمات الطبية" راعٍ بلاتيني لمنتدى التأمين الصحي الشامل
  • قرارات ترامب تهدد أنظمة الرعاية الصحية للنساء حول العالم
  • البنك الأهلي المصري يوقع بروتوكول تعاون مع الهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل والنقابة العامة لأطباء مصر لتوفير الاحتياجات التمويلية لمشروعات الرعاية الصحية الصغيرة والمتوسطة
  • رئيس «الرعاية الصحية»: القانون الموحد يحدث طفرة غير مسبوقة في نمو سوق التأمين الطبي
  • السبكي: القانون الموحد سيحدث طفرة غير مسبوقة في نمو أسواق التأمين الطبي الخاص
  • تعاون في رقمنة الرعاية الصحية