شبكة انباء العراق:
2024-07-04@02:53:19 GMT

هكذا ينظرون إلينا وهذه حقيقتهم

تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT

بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..

وقفت أوروبا كلها مع صحيفة (شارلي إبدو) عندما أساءت إلى رموزنا برسوماتها الكاريكاتيرية الساخرة. وبرروا موقفهم بدعوى حرية التعبير. وسمحوا بحرق القرآن الكريم وتمزيقه تحت حماية الشرطة في معظم المدن الأوروبية، ثم ظهر زيفهم عندما قرروا فصل رسام الكريكاتير (ستيف بيل) من صحيفة الغارديان البريطانية، وحذفوا 40 عاماً من عمره الوظيفي.

وكل القصة وما فيها أنه رسم صورة لنتنياهو وهو يرتدي قفازات الملاكمة ويحمل مشرطاً على بطنه المكشوف، ويجهز قطعاً على شكل غزة، مع التعليق: (يا سكان غزة، اخرجوا الآن). بمعنى انهم يعظمون نتنياهو ويضعونه فوق مقدساتنا ويعدونه رمزاً كونياً لا ينبغي المساس به. .
وشهدت ديارهم هجرتان في عام واحد: هجرة من إفريقيا نحو أوروبا، وهجرة من اوكرانيا نحو أوروبا، فأمطروا الأفارقة بوابل من الرصاص، ثم احرقوا قواربهم واغرقوهم في عرض البحر، في حين استقبلوا الاوكرانيين بالترحيب والاحترام. وتمخّضت أزمة أوكرانيا عن عرّى السياسة الأوروبية العنصرية المتمثلة بالإقصاء والصد والتمييز تجاه العرقيات الآسيوية والأفريقية. وهذا دليل صادم على تجذر الكراهية في نفوسهم وتعاملهم السيئ مع القوميات غير الأوروبية. .
وجاءت تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي (يوآف غالانت) الأخيرة حول الفلسطينيين، والتي كانت عبارة عن دعوة لارتكاب جرائم الحرب. . قال أمام حشد من الصحفيين: نحن نفرض حصاراً كاملاً على مدينة غزة، لا كهرباء ولا طعام ولا ماء ولا وقود، كل شيء مغلق، ذلك لأننا نحارب حيوانات بشرية، ونتصرف بموجب ما تمليه علينا عقيدتنا). .
نعم هذه هي صورة العرب في عقيدتهم، وهذه هي الحقيقية التي ينبغي أن ندركها. نحن لم نكن بشراً في سياستهم البربرية منذ نكبة 1948 إلى اليوم، لكن المصرح به كان محدودا في نطاق عدد من المتطرفين وأتباعهم. .
هل سمعتم تصريحات الناشطة الصهيونبة (سارة الباز) المنشورة على شبكة اليوتيوب، والتي تقول فيها: (لا يزيد تعداد البشر في غزة على 229 فقط، وهم يمثلون ابناءنا الرهائن المحتجزين هناك. وبمجرد عودتهم إلى ديارهم سنقصف مستشفى الشفاء، ونقصف جميع المستشفيات الأخرى، ونقتل سكان غزة كلهم بلا استثناء. لقد حان الوقت للتخلص منهم. العالم كله يعرف ذلك. ولا جدال في هذا أبداً. نحن مركز العالم الآن من نهر الاردن إلى الشرق الاوسط. هذه أرضنا الموعودة. لا وجود للدولة الفلسطينية على أرض الواقع، ولا وجود للفلسطينيين. لا أحد يريدهم، فلماذا نحن ؟.). .
هل شاهدتم بابا الفاتيكان كيف يرفض مصافحة راهب مسيحي من إفريقيا، وكيف يستنكف من النظر إليه لمجرد انه من ذوي البشرة السوداء ؟. يتعين علينا ان نتعامل بحذر مع هؤلاء الذين ينظرون إلينا نظرة فوقية متعالية. لا تصدقوا كلماتهم الناعمة عن العدالة والحرية والديمقراطية والمساواة. نحن في نظرهم غير مشمولين بهذه المبادئ الإنسانية. .

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

"انظروا إلينا نرقص".. رواية لـ"هشام النجار" في مواجهة التطرف والإرهاب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تظل المواجهة الفكرية ضد الجماعات الدينية المتطرفة هي المواجهة الأهم، لأن تحرير المجتمعات من الأفكار الرجعية والظلامية يعطي فرصة قوية لتعزيز التنمية الحقيقية والمستدامة، دون الخوف عليها من التخريب أو التدمير، وفي إطار هذه المواجهة الفكرية المطلوبة صدرت حديثا رواية "انظروا إلينا نرقص" للكاتب هشام النجار، الباحث في شئون الجماعات المتطرفة. 

وخلافا لمؤلفاته السابقة المباشرة، يطرح النجار أفكاره حول التطرف من خلال عمل أدبي، في محاولة منه لإعطاء وجهات نظر متعددة للتداخل والتناقش، ومن بينها بالضرورة الصوت المخالف والصوت المتطرف، وهو ما يصنعه الأدب بامتياز، هو خلق بيئة منطقية لكل فكرة وكل وجهة نظر كي تتحرك من خلال منطقها الداخلي فيكتشفها القارئ ويتعرف عليها بسهولة.

في روايته "انظروا إلينا نرقص" عاد النجار إلى ما قبل يناير 2011 وصولا إلى 30 يونيو2013، متتبعا تنامي فكرة تأسيس تيار أو مركز للتنوير بين الشباب يتحرك داخل المجتمع، مشتبكا مع الحوادث الواقعية، مبتعدا عن نقاشات الورش والصالونات المغلقة التي تصنع من المثقفين أشخاصا منعزلين عن الحياة والواقع، وربما هو نوع من التعويل على حماس الشباب المثقف بدلا من كبار المثقفين المنعزلين عن الشعور بخطورة التطرف والرجعية على مجتمعنا.

يظهر هذا التفاعل من الممارسات الفعلية التي قام بها الشباب عندما خصصوا ندوة لمناقشة طلبة التيار الديني المتشدد في كلية الفنون الجميلة لتفنيد المقولات الكارثية حول تحريم الفن التشكيلي والنحت وحرمة التماثيل، وانتقالهم لمساندة الطلبة في حفل غنائي بكلية الصيدلة تعرضوا لهجوم من مجموعة الطلبة ذي التوجهات السلفية، أو الدفاع عن أحد المنتمين للجماعات الدينية ممن راجعوا أفكارهم واكتشفوا خطيئة ما يدعون الشباب إليه، عندما تعرض للهجوم من رفاقه القدامى.

ولأن مؤلف الرواية باحث متخصص في العالم الذي ارتبطت به روايته، فقد غلب على هذا العالم الروائي صوت الأفكار، وتحاورها، المناقشات الجدلية، تعمد الرد على الأفكار التخريبية للجماعات المتطرفة، والتركيز الواضح على أهمية إعداد تيار نشط يتولى مهمة إزاحة الأفكار التي زرعتها الجماعات الرجعية على مدى عقود طويلة أثرت في المجتمع المصري بشكل فعال وحاسم، وفي الوقت نفسه أظهر تخاذل رموز الجماعات الرجعية أمام المناقشات وأمام تدفق وقوة الحجج في المواجهة الفكرية، وأنهم دائما ما ينسحبون أو يتخلفون عن الحضور أو يلجؤون إلى العنف والتهديدات عندما يشعرون بالهزيمة.

أعطت الرواية مساحة لظهور وعرض شخصية رفاعي سرور وأبنائه، على ألسنة الشخصيات ونقشاتها، وهو الاسم الجهادي الذي ينوب عن سيد قطب في التنظير للتكفيريين، الملهم البديل لقطب كما تقول عنه الرواية، وكتابه الذي يحمل عنوان "عندما ترعى الذئاب الغنم"، الذي يتشابه في جوهره مع كتاب سيد قطب "معالم في الطريق" في ضرورة تكفير الحكام ومحاربة الذين تكبروا في الأرض بغير حق وجعلوا أنفسهم أربابا.

وتعد رواية "انظروا إلينا نرقص" خطابا هادئا للشباب، تفتح معهم قضايا ونقاشات عامة، وأخرى متخصصة تثيرها الجماعات الدينية مثل الإخوان والسلفيين في الجامعات، أبرزها مفهوم الحرب والسلام في القرآن الكريم، الغزوات والمعارك في التاريخ الإسلامي، لذا فالرواية هي إيمان حقيقي بدور الكلمة في التغيير والمواجهة.

في نهايتها تمزج الرواية بروح متفائلة بين إنجاز فريق الشباب مركز التنوير، وهو المشروع الذي حلم وخطط له أحد أبطال الرواية مدفوعا بالثأر لأخيه الذي قُتل على يد الجماعات الإرهابية، وإنجاز على المستوى الشخصي بزواج زعيمي تأسيس الحركة، وإنجاز على المستوى الوطني بالموجة الجارفة للشعب المصري الذي خرجت تطالب برحيل جماعة الإخوان الإرهابية وضرورة إزاحتها عن الحكم، وهو وعي مصري عام بمدى خطورة الجماعة الإرهابية، عبرت عنه الرواية من خلال تفاعل الشباب بإيجابية في إطار المواجهة الفكرية.  

تنتهي الرواية بقيام ثورة شعبية ضد جماعة الإخوان الإرهابية لإزاحتها عن الحكم

مقالات مشابهة

  • العودة الأوروبية إلى المنطقة
  • من المجر إلى هولندا.. هل يؤدي توسع نفوذ اليمين الراديكالي في أوروبا إلى التأثير على قرارات الاتحاد؟
  • موعد مباراة هولندا وتركيا في ربع نهائي كأس الأمم الأوروبية
  • الهيدروجين حلبة صراع جديد بين الصين والغرب
  • مطالب أوروبية بمكافحة الواردات الصينية الرخيصة
  • "انظروا إلينا نرقص".. رواية لـ"هشام النجار" في مواجهة التطرف والإرهاب
  • رئيسة المفوضية الأوروبية: أوروبا تساند شراكتها الجديدة مع مصر باستثمارات كبيرة
  • رئيسة المفوضية الأوروبية: أوروبا أكبر شريك تجارى ومستثمر لمصر
  • يورو 2024.. أرقام مميزة لمنتخب المانيا بعد التأهل لربع النهائي
  • إسبانيا تتسلح بسجلها القوي أمام ألمانيا قبل مواجهتهما المرتقبة في يورو 2024