الشارقة في 4 نوفمبر / وام / يشارك بيت الحكمة في فعاليات الدورة الـ42 من معرض الشارقة الدولي للكتاب 2023 الذي يستضيفه مركز إكسبو الشارقة خلال الفترة من 1 حتى 12 نوفمبر الجاري من خلال تجربة ثريّة تسلط الضوء على ممارسات الاستدامة وأهميتها في الحفاظ على البيئة ومواردها الطبيعية وذلك انسجاماً مع إعلان دولة الإمارات عام 2023 عاماً للاستدامة .

ويستقبل بيت الحكمة زوار المعرض في جناحه الذي يجسّد في تصميمه مفهوم الاستدامة عبر ثلاثة أقسام تمنح الزوار تجربة استثنائية للتعرف على هذا المفهوم الضروري حيث يسلط القسم الرئيسي للجناح الضوء على التصميم الهندسي المستدام لبيت الحكمة والذي رُوعي فيه الاعتماد على عناصر البيئة الطبيعية في مساحاته الداخلية المختلفة وحدائقه الخارجية بجانب اتباع أحدث الأساليب في إعادة التدوير واستخدام الأنظمة الذكية التي تسهم في ترشيد استخدام الكهرباء والمياه.

وينتقل الزوار بعد ذلك إلى قسم آخر يأخذهم في رحلة بصرية غنية للتعرف على مفهوم الاستدامة في الإسلام والذي تجلى في عدة مظاهر من بينها "الحِمَى" القديمة التي وجدت في عهد النبوة والخلفاء الراشدين حيث كان يحرُم فيها الصيد والرعي لغرض الحفاظ على البيئة على غرار المحميات الطبيعية في عصرنا الحديث وبعدها يعرّج الزوار على منصة تعرض مجموعة مختارة من كتب بيت الحكمة المتعلقة بالبيئة في الإسلام والحضارة الزراعيّة والحياة البريّة والمحميات الطبيعيّة وغيرها.

وقالت مروة العقروبي المديرة التنفيذية لبيت الحكمة : يعد بيت الحكمة اليوم مصدر إلهام للأجيال القادمة ونموذجاً للمؤسسات الرائدة في تبني الممارسات الصديقة للبيئة وستشكل دورة هذا العام من معرض الشارقة الدولي للكتاب منصّة مميزة لإثراء وعي القراء والزوار بأهميّة الاستدامة، فنحن مؤمنون بأن المعرفة ونشر مفاهيم الاستدامة يشكلان دافعاً لتحفيز الأفراد لفهم دورهم وواجباتهم ومسؤولياتهم تجاه البيئة.

وفي سياق تعزيز الاستدامة؛ أعلن بيت الحكمة إطلاق "العضوية الرقمية" وهي فئة عضوية جديدة تتيح للشغوفين بالقراءة والتعلم في مختلف مجالات المعرفة والتخصصات فرصة رائعة لاستكشاف عالم غير محدود من المصادر الإلكترونية ضمن 15 قاعدة بيانات شاملة مثل الكتب الإلكترونية والعناوين الصوتية والمجلات والأطروحات الجامعية وأوراق البحث وغيرها وذلك بكل سهولة ودون التقيد بزمان أو مكان معين، بالإضافة إلى خدمة "الطباعة حسب الطلب" التي وفرها بيت الحكمة للجمهور للمرة الأولى في المنطقة بهدف ترشيد استخدام الورق وذلك من خلال محطة "إسبريسو الكتب" التي تتيح للزوار إمكانية طباعة الكتب الخاصة بهم أو الحصول على نسخة مطبوعة بحسب الطلب من قاعدة بيانات تضم أكثر من 7 ملايين عنوان.

وبالتزامن مع المعرض؛ يقيم بيت الحكمة العديد من الأنشطة وورش العمل التي تستهدف الفئات العمرية المختفة بالإضافة إلى تنظيم سلسلة مميزة من الجلسات الثقافية والأدبية ضمن برنامج "حديث الحكمة" بصحبة مجموعة من ضيوف المعرض من الروائيين والكتّاب ومؤلفي القصص.

مصطفى بدر الدين/ بتول كشواني

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: بیت الحکمة

إقرأ أيضاً:

“خلوة الكتّاب” يتكلل بإطلاق “حكايا البيت” في “الشارقة الدولي للكتاب 2024”

احتفت فعاليات الدورة الـ43 من “معرض الشارقة الدولي للكتاب” بنجاح “خلوة الكتّاب”، البرنامج التدريبي والإرشادي المعني بتطوير مهارات الكتّاب، الذي أقيمت دورته الثانية في أغسطس، ممهّدًا الطريق أمام عشرة مشاركين إماراتيين لاحتراف الكتابة الإبداعية، وتكلل بإطلاق مجموعة قصصيّة مُشتركة بعنوان “حكايا البيت”، من إصدار دار “روايات” التابعة لـ”مجموعة كلمات”.

وجاءت الاحتفالية بمشاركة المؤلفين العشرة والدكتورة فاطمة البريكي، أستاذ مشارك في البلاغة والنقد في جامعة الإمارات وناشرة وكاتبة وناقدة، والتي أشرفت على تدريب المشاركين برنامج “خلوة الكتّاب” على مدار سبعة أيام في “فندق ذا تشيدي البيت – الشارقة” التراثي بمنطقة “قلب الشارقة”، حيث التقوا بالشيخة بدور القاسمي، المؤسِّسة والرئيسة التنفيذية لمجموعة كلمات، وسعادة مبارك الناخي، وكيل وزارة الثقافة، اللذين استمعا إلى تجربة المشاركين في “خلوة الكتاب”، والتقطوا صورة جماعية مع الكتّاب الصاعدين، وإصدارهم الجديد “حكايا البيت”.

النهوض بالمحتوى العربي
وقالت الشيخة بدور القاسمي: “لطالما ركزت مجموعة كلمات على إثراء المحتوى العربي وتعزيز جودة الأعمال المكتوبة باللغة العربية، بما يتوافق مع رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مما يدفعنا إلى دعم كافة العاملين في صناعة الكتاب، كتّابًا وناشرين وموزّعين ومترجمين، وتوفير بيئة حاضنة لهم، ومدّهم بسبل الدّعم كافّة من موارد وأدوات تسهم في النهوض بقدراتهم”.

وأضافت الشيخة بدور القاسمي: “لم تتوقّف دولة الإمارات العربية المتحدة يومًا عن ولادة المبدعين وأصحاب المواهب من الأدباء والمسرحيين والشعراء الذين أثروا المكتبة الإماراتية ووضعوا بصمتهم في المشهد الأدبي العربي، مجسدين هويتنا الثقافية وتاريخنا الأدبي، لذلك أطلقنا برنامج خلوة الكتّاب، لمساعدة المبدعين الواعدين على تطوير مهاراتهم في الكتابة الإبداعية واللحاق بركب كوكبة أدبائنا الكبار، واليوم نرى ثمار البرنامج بين أيدينا بهذا الإصدار المتميز، وأهنئ كتّابه وأثمّن جهودهم المميزة”.

من جانبه، قال سعادة مبارك الناخي، وكيل وزارة الثقافة: “إن هذه الخلوة ليست مجرد فعالية ثقافية، بل هي منصة فريدة تتيح للكتّاب والناشرين فرصة التفاعل وتبادل الأفكار، بما يسهم في تعزيز الإبداع الأدبي وتطوير صناعة النشر وتسليط الضوء على إسهاماتهم في الحفاظ على الهوية الوطنية والثقافة العربية من خلال الأدب والفنون. نحن نؤمن بأن الثقافة هي أساس بناء المجتمعات، وأن دعم الإبداع الأدبي والفني يساهم في تعزيز الانتماء الوطني بما يتماشى مع رؤية القيادة الرشيدة، حفظها الله، والتي تضع الثقافة والإبداع في صميم التنمية المجتمعية والاقتصادية، لا سيما أن الاقتصاد الإبداعي يُعدّ ركيزة أساسية للتنمية المستدامة.”

وأضاف: “نحن في وزارة الثقافة نحرص على التعاون مع الشركاء في توفير بيئة تشجع على الابتكار والإنتاج الأدبي، وتعزيز الروابط بين أفراد المجتمع الإبداعي، وفتح آفاق جديدة أمام الكتّاب والناشرين لاستكشاف فرص التعاون وتطوير أعمالهم. هذه المبادرة تعكس روح الشارقة الثقافية التي تدعم التفاعل الإبداعي على المستوى المحلي والعالمي وتؤكد مكانتها كوجهة رائدة للثقافة والإبداع”

منهج متميز
تضمن برنامج “خلوة الكتّاب”، في دورته الثانية، ورش عمل تدريبية مكثفة في “الكتابة الإبداعية” تجاوزت ٣٥ ساعةً تدريبية نظريةً وتطبيقيةً، و٢٦ تمرينًا كتابيًا، ناقشت صنعة الكتابة والأسلوب اللغوي، والتقنيات الأدبية المستخدمة في الكتابة، باحترافية عالية. إذ لمس التعاون والانسجام بين المؤلفين الواعدين خلال الكتابتين الفردية والمشتركة، إلى جانب جلسات الإرشاد والتوجيه تحت إشراف نخبة من نجوم عالم الأدب، كالروائية أحلام مستغانمي التي حلت ضيف شرف على البرنامج، والروائية بشرى خلفان، والكاتبة إيمان اليوسف، والكاتبة نادية النجار، والشاعر حسن النجار، والكاتب والناشر جمال الشحي.

ندوة حوارية
وأقيمت يوم الخميس، الموافق 14 نوفمبر، ندوة حوارية أدارتها مديرة برنامج خلوة الكتاب أمل إسماعيل، بحضور المشاركين وفريق التنظيم، حيث سلطت الندوةُ الضوء على تجربتهم. وأكد المشاركون أن الخلوة أسهمت في تطوير مهاراتهم وتوسيع آفاق أفكارهم ومخيلتهم وملكاتهم الإبداعية، ومكنتهم من اتخاذ الخطوة الأولى نحو احتراف الكتابة، حيث يعد كتاب “حكايا البيت” شهادةً حيّةً على نجاحهم وتميزهم.

مواهب واعدة وخطوات راسخة
وأكدت الدكتورة فاطمة البريكي أن الكتاب المشاركين يمتلكون مواهب استثنائية، مشيرة إلى أنهم ثمار ناضجة قطفتها “خلوة الكتّاب” بإيلائها الرعاية المناسبة، وأشادت بالجهد الجماعي لـ”مجموعة كلمات” و”وزارة الثقافة والشباب” والمشاركين الذين ساهموا في تشكيل ملامح هؤلاء الكتّاب، وإنجاز مجموعة قصصية في فترة زمنية قياسية، واضعين أقدامهم على أول طريق احتراف الكتابة الإبداعية.

كلمات الكتّاب المشاركين
وحول نظرتهم إلى الكتابة بعد الانضمام إلى “خلوة الكتّاب”، تنوعت أفكار المشاركين، بين اعتبار الكتابة عملية إبداعية لإيصال صورة ورسالة معينة، وعملية شجاعة يبادر إليها الكاتب الشجاع، وتستدعي الإصرار، وأن القراءة ملجأ ورحلة استشفاء يرى الكاتب من خلالها العالم بعينيه وأفكاره ومشاعره، وأن الكتابة حاجة نفسية وإنسانية ووجدانية، وطريقة مثلى للتعبير عن شخصه وفكره، فالكاتب يعبّر عن نفسه قبل أن يكتب للناس.

وأشار المشاركون إلى أن الكتابة صوت من لا صوت له، وأنها ليست وحيًا أو إلهامًا، بل عملية استمرار وإلحاح، وأن امتلاك أدوات الكتابة ليس كافيًا، إنما يجب أن يحب الكاتب ما يفعله، وأن يؤمن بسمو الكتابة ورفعتها وبعدها كل البعد عن المظاهر، فهي عملية جدية لا مجرّد خروج من ضغوطات الحياة والمشاغل، وأن جدلية الكتابة بين الموهبة والصنعة تُحسم بالتدريب الذي يصقل الموهبة، ويثبّت أقدامها.

وعد شخصي وعهد وطني
وبسؤال المشاركين عن الوعود الشخصية والعهود الوطنية التي قطعوها في “خلوة الكتّاب” على أنفسهم، جاء جوابهم مؤكدًا على طموحهم بأن يصبحوا كتّابًا يؤثرون في المشهد الإماراتي والعربي، وأن يصدروا كتبًا تفخر بها الدولة، والتخصص في جميع الألوان الأدبية بما فيها أدب الأطفال واليافعين، والاستمرار في الكتابة وعدم التوقف عنها بما يواكب توجهات الإمارات لوصول كتّابها إلى المحافل العالمية، وأن تحصد الكتب الإماراتية جوائز عالمية، إلى جانب إبراز التراث والهوية الإماراتية، والكتابة بصدق وأمانة وشفافية أمام أنفسهم وأمام الآخرين، مع إبراز جماليات اللهجة الإماراتية، والمساهمة في المشهد الثقافي الإماراتي والعربي.

دعم مستمر
وعبر المشاركون عن تقديرهم وامتنانهم لجهود “مجموعة كلمات” في تنظيم البرنامج، ومبادرة “وزارة الثقافة” لرعايته، حيث جسد البرنامج التزام الجانبين بدعم وتعزيز الكتّاب الإماراتيين الشباب والاحتفاء بالمواهب الإماراتية، والدور المحوري الذي تلعبه “وزارة الثقافة” في رعاية هذه المبادرة، واستمرار دعمها الذي يؤكد أهمية تنمية المواهب المحلية وتعزيز الأدب الإماراتي داخل دولة الإمارات العربية المتحدة.

حفل إصدار توقيع “حكايا البيت”
وفي نهاية الجلسة، التقط المؤلفون صورة جماعية تخلد نجاح برنامج “خلوة الكتّاب” الذي تكلل بتوقيع الكتاب المشترك للمجموعة القصصية “حكايا البيت” التي تتضمن 14 قصة قصيرة، ألفها الكتّاب المشاركون في “خلوة الكتّاب”، وهم: عبير أحمد، وليلى الظاهري، وحمدان العامري، ومحمد الأنصاري، وأمل عبدالله، وحفصة الظنحاني، وشمسة الملا، وإبراهيم اليادع، ومحمد الأحبابي، ومريم عيسى، الذين احتفلوا بإصدار باكورة أعمالهم مع عائلاتهم وأصدقائهم، ووقعوا الكتاب للقراء من زوار معرض الشارقة الدولي للكتاب.

يشكل إصدار كتاب “حكايا البيت” ثمرة عملية لبرنامج “خلوة الكتّاب” الذي انطلق بموجب مذكرة تفاهم رسمية بين “وزارة الثقافة” و”مجموعة كلمات”، استهدفت تشجيع المزيد من المواهب الإماراتية الواعدة على خوض ميدان الأدب والكتابة الأدبية بما يسهم في تعزيز دور الاقتصاد الإبداعي في دولة الإمارات.


مقالات مشابهة

  • "سوق السفر العربي" 2025 يستعرض سبل تعزيز السياحة المستدامة
  • جلسة في “العين للكتاب” تناقش دور الطاقة المتجددة في مستقبل الاستدامة
  • الإمارات تؤكد الالتزام بمستقبل البيئة والموارد الطبيعية في COP29
  • جلسة تناقش دور الطاقة المتجددة في مستقبل الاستدامة في «العين للكتاب»
  • "العين للكتاب" يناقش دور الطاقة المتجددة في مستقبل الاستدامة
  • انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب بمشاركة 31 دولة
  • “خلوة الكتّاب” يتكلل بإطلاق “حكايا البيت” في “الشارقة الدولي للكتاب 2024”
  • 400 عنوان يقدمها أبوظبي للغة العربية في الكويت الدولي للكتاب 2024
  • وفد من لجنة الأدباء والقراءة يزور معرض العين للكتاب
  • المعرض والمؤتمر السعودي الدولي للخطوط الحديدية ينطلق غدًا في الرياض