يقودها عتاة التطرف.. هجمات المستوطنين ترعب أهالي الضفة الغربية
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
مع تواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تتزايد حدة الاستفزازات التي يشنها المستوطنون الإسرائيليون على سكان الضفة الغربية، إضافة إلى عمليات الاقتحام والمداهمات، التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي على مناطق واسعة في الضفة.
تتكر قصص الاعتداءات الإسرائيلية من قبل المستوطنين، في كل قرية تقريبا في جنوب تلال الخليل، يستولي المستوطنون الإسرائيليون على أرزاق السكان وماشيتهم، ويدمرون المعدات الزراعية وبساتين الزيتون التي يعتمد عليها المزارعون الفلسطينيون في معيشتهم.
يضرب المستوطنون المسلحون ببنادق حربية سكان القرى والبلدات بالعصي وقضبان الحديد أو بأعقاب بنادقهم، وتتعرض المنازل للنهب بشكل متكرر ويتم الاستيلاء على كل ما لدى الفلسطينيون من ممتلكات.
النساء وكبار السن لا يسلمون
في قرية شعب البطم الزراعية في الضفة الغربية المحتلة والتي تضم 300 فلسطيني، يظهر الخوف على وجوه السكان سواء كانوا صغارا أم كبارا وحتى النساء والشيوخ.
وبينما ترتفع حدة الجرائم الإسرائيلية ضد سكان غزة يتابع سكان الضفة أخبار القتل والجرائم الوحشية بحق أهلهم في غزة بفعل الغارات الجوية الإسرائيلية، تزيد الهجمات الاستيطانية وهجمات جيش الاحتلال التي قتلت العشرات من الفلسطينيين واعتقلت المئات منهم خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.
يرصد موقع ميدل إيست أي هجمات المستوطنين على سكان القرى والمناطق النائية في الضفة الغربية لمعاينة ما يتعرضون له من هجمات وحشية باتت أكثر حدة منذ العدوان على غزة.
يقول السكان للموقع إن الهجمات الأخيرة كانت الأشد شراسة مما كانوا يتعرضون له من قبل، حيث اضطرت عائلة واحدة إلى الفرار إلى بلدة مجاورة بعد أن دمر المستوطنون مباني مزارعهم وهدموا منزلهم بالجرافات.
يضيف سكان القرية أن بدأ المستوطنون، يأتون إلى هذه المناطق مرتدين الزي العسكري هذه المرة، يهاجمون الممتلكات ويضربون العديد من السكان وينهبون منازلهم المبنية من الطين.
وفي حديثه لموقع ميدل إيست أي يقول المزارع خالد جبريل: "أن المستوطنون صوبوا مسدسهم نحو زوجتي وضربوني وسرقوا هاتفي ووجهوا أسلحتهم نحو الأطفال" "ويتابع إذا ذكرنا الجنود للأطفال فإنهم سوف يقفون ساكنين يرتجفون من شدة الخوف".
عتاة التطرف يقودون الهجوم
في أواخر العام الماضي، شكل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حكومة ائتلافية مع حزب القوة اليهودية بزعامة إيتامار بن غفير والحزب الصهيوني الديني بزعامة بتسلئيل سموتريش.
تأسس حزب القوة اليهودية اليميني المتطرف الذي يتزعمه بن جفير على يد مئير كاهانا وهو حاخام يميني متطرف ونائب سابق، وكان يقود في السابق حزب كاخ، وهي منظمة حظرتها إسرائيل بعد أن أطلق أحد أتباعها النار على 29 من المصلين المسلمين في الحرم الإبراهيمي في الخليل أثناء صلاتهم.
وفي الوقت نفسه، تم تعيين سموتريتش، الذي أعلن نفسه "معاديا فاشيا للمثليين"، وزيرا للمالية، كما تم تسليمه سلطة واسعة على القضايا المدنية في الضفة الغربية، مما مكنه من زيادة بناء المستوطنات وإحباط التنمية الفلسطينية.
ومنذ ذلك الحين، أصبح سموتريش مسؤولاً عن الشؤون المدنية في الضفة الغربية المحتلة التي تعرف في المنطقة "ج"، حيث تتمتع إسرائيل بسيطرة أمنية ومدنية كاملة.
والمنطقة "ج" هي أكبر جزء من الضفة الغربية المحتلة، إذ تضم نحو 60 بالمئة من الأراضي الفلسطينية ويعيش فيها أكثر من 400 ألف مستوطن إسرائيلي غير شرعي.
وعلى الرغم من أنه كان من المفترض نقل السيطرة على جزء من هذه المنطقة إلى السلطة الفلسطينية في عام 1999، وفقًا لاتفاقيات أوسلو، إلا أن التسليم لم يتحقق، مما ترك مسائل الأمن والتخطيط والبناء في أيدي إسرائيل.
منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حاول كل من بن غفير وسموتريتش، والعديد من العناصر الأخرى داخل الحكومة الإسرائيلية، إثارة المزيد من التوترات مع الفلسطينيين في المنطقة "ج"، وأجزاء أخرى من الضفة الغربية والسكان الفلسطينيين في إسرائيل.
وبينما كان بن غفير يوزع الأسلحة بحرية على المستوطنين في المدن الحدودية مثل سديروت، تعهد سموتريتش، بصفته وزير المالية، بتجميد التمويل للسلطة الفلسطينية بسبب دعمها المزعوم لحماس.
وتقول العائلات الفلسطينية في هذه المناطق النائية، والتي تعاني بالفعل من النزوح السابق، إنها تعيش ما يمكن أن يكون فترة أخرى من التجريد القسري من ممتلكاتها بسبب ممارسات المستوطنين التي يدعمها طل من بن غفير وسموتريتش.
الانتقام قادم
وكان موقع "ميدل إيست آي" قد ذكر في وقت سابق أن المستوطنين الإسرائيليين كانوا يوزعون منشورات تهديدية ويتركون دمى ملطخة بالدماء في المدارس، ويحذرون الفلسطينيين إما من المغادرة أو القتل.
وقال سكان إحدى قرى الضفة الغربية إنهم تلقوا رسائل تحذيرية نصها "أردتم الحرب - انتظروا النكبة الكبرى"، في إشارة إلى تهجير 750 ألف فلسطيني من وطن أجدادهم عام 1948.
وفي رسالة أخرى، أرسل للسكان صورة لمستوطنين ملثمين يحملون عبوات بنزين وأسلحة، مع عبارة: "إلى كل الجرذان في مجاري قرية قصرة، ننتظركم ولن ناسف عليكم يوم القيامة" "الانتقام قادم".
وفي أم الخير، وهي قرية صغيرة يحيط بها المستوطنون الإسرائيليون من جميع الجهات، طُلب من الفلسطينيين رفع الأعلام الإسرائيلية خارج منازلهم بحلول الساعة السابعة مساءً بالتوقيت المحلي أو مواجهة العواقب.
وبعد إحراق منزل أحد المزارعين، قال السكان إنهم اتصلوا بالشرطة الإسرائيلية طلبا للمساعدة، على أمل أن تأتي وتعتقل الجناة وبدلا من ذلك، اتهمت الشرطة الضحايا بأنهم "كاذبون" وهددتهم بالسجن.
يقول الموقع انه تواصل مع الشرطة الإسرائيلية للتعليق، لكنه لم يتلق أي رد.
خلال الأسبوع الماضي قرر جميع سكان خربة زنوتا الفرار من منازلهم بسبب تصاعد عنف المستوطنين، حيث توجه العديد منهم إلى مناطق يسكنها فلسطينيون.
ونتيجة لذلك، تفقد التلال والوديان الوعرة في الضفة الغربية المحتلة المزارعين والرعاة والقبائل البدوية التي عاشت هنا منذ قرون وفي قرية تواني المجاورة، تحدث السكان عن مضايقات مستمرة.
وقال بطريرك القرية، حافظ الحسيني لموقع ميدل إست أي إنه على الرغم من استسلام العديد من المزارعين لضغوط المستوطنين، إلا أنه لم يستطع تحمل الفرار من منزله كما فعل العديد من الفلسطينيين عندما تأسست إسرائيل عام 1948.
وقال بشكل قاطع: "لا، أبداً. لا شيء سيجعلني أغادر منزلي".
ولكن عند تلقيه تهديدات واضحة لأطفاله - تحذيرات من احتمال استهدافهم أو حتى قتلهم - فقد يضطر هو أيضاً إلى مغادرة منزل أجداده.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الضفة الغربية الضفة الغربية المستوطنون الاسرائيليون سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الضفة الغربیة المحتلة فی الضفة الغربیة العدید من بن غفیر
إقرأ أيضاً:
898 حاجزًا عسكريًا وبوابة تحاصر الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة
وصل عدد الحواجز والبوابات الحديدية، التي أقامها ونصبها جيش الاحتلال في الضفة الغربية، إلى 898.
الأمم المتحدة تُبدي قلقها البالغ بشأن العنف المستمر في الضفة الغربية المحتلة شهيد وإصابة 10 في الضفة الغربية بعد اقتحام إسرائيليوأفاد المدير العام للنشر والتوثيق في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان أمير داود ، اليوم الأربعاء، بأن من بين الـ898 حاجزا عسكريا وبوابة حديدية، 18 بوابة حديدية نصبها الاحتلال منذ بداية العام الجاري 2025، بحسب وكالة وفا.
وأضاف، كانت آخر البوابات الحديدية هي بوابة بلدة كفر قدوم شرق قلقيلية، التي نصبها جيش الاحتلال صباح هذا اليوم، لتكون المحصلة النهائية لعدد الحواجز بكل تصنيفاتها (898)، منها (146) بوابة حديدية بعد السابع من أكتوبر 2023.
وأشار إلى أن المستعمرين بحماية جيش الاحتلال نفذوا سلسلة اعتداءات على القرى والبلدات الفلسطينية ومركبات المواطنين وممتلكاتهم، خاصة في شرق قلقيلية، ما يدلل على أن هناك تبادلا وظيفيا بينهما، للتنغيص على حياة المواطنين.
شددت قوات الاحتلال إجراءاتها العسكرية عند معظم مداخل المحافظات ومخارجها في الضفة الغربية.
عشرات المستوطنين يقتحمون باحات المسجد الأقصي بحماية شرطة الاحتلال
اقتحم مستوطنون، اليوم الأربعاء، باحات المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"،بأن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى على شكل مجموعات، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوسا تلمودية، بحماية قوات الاحتلال.
وفي سياق متصل.. اقتحم مجموعة من المستوطنين، اليوم، مدرسة شلال العوجا الأساسية المختلطة في تجمع رأس العين البدوي شمال مدينة أريحا، وأتلفت ممتلكات تعود للمدرسة، وأطلقت أغنامها ترعى في محاصيل المواطنين.
يذكر أن التجمعات البدوية في الأغوار تشهد تصعيدا مستمرا من المستوطنين، وتعاني التجمعات البدوية في الأغوار من اعتداءات متكررة تستهدف الأرض والسكان.
وول ستريت جورنال ترصد تحديات الإغاثة في غزة وسط تسارع تدفق المساعدات
كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عما يواجه جهود توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، من تحديات، من بينها نقص الشاحنات والقيود الإسرائيلية على دخول مواد البناء اللازمة للمأوى .
وذكرت الصحيفة،في سياق تقرير نشرته، اليوم الأربعاء أن تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة تسارع بمعدل غير مسبوق، حيث تسعى الحكومات الأجنبية والمنظمات الإغاثية إلى إيصال الإغاثة العاجلة إلى السكان الذين يعانون منذ أشهر من نقص حاد في الإمدادات، مستغلين وقف إطلاق النار الساري منذ الأحد الماضي.
وأشارت الأمم المتحدة إلى دخول 1545 شاحنة محملة بالمساعدات إلى غزة خلال اليومين الأولين من الاتفاق، متجاوزة العدد المتوقع بـ600 شاحنة يوميًا. وتشمل المساعدات مواد غذائية، وقود، وإمدادات أساسية أخرى، مع وجود آلاف الشاحنات المتأهبة على الحدود المصرية لتوصيل المزيد.
وأفادت الصحيفة بأنه إلى جانب الغذاء، هناك حاجة ماسة للماء والمأوى والأدوية، حيث يعيش العديد من السكان في خيام أو ملاجئ مؤقتة وسط ظروف مناخية قاسية. ويطالب العاملون في المجال الإنساني بتخفيف القيود الإسرائيلية على دخول مواد الإعمار.
وأضافت "وول ستريت جورنال" أنه مع احتمالية استئناف القتال في أي لحظة، تعتبر المنظمات الإغاثية هذه الفترة فرصة لإيصال أكبر قدر من المساعدات لسكان غزة.
كما تشير المنظمات الإغاثية إلى أن غزة تحتاج إلى إعادة بناء شاملة للبنية التحتية التي دمرت، بما يشمل الطرق، والمدارس، والمستشفيات. ومع مقتل عدد كبير من الأطباء والمعلمين، تبرز فجوة في الكوادر البشرية اللازمة لتقديم الخدمات الأساسية .
كما تواجه الجهود الإغاثية تهديدات مع احتمال استئناف القتال أو تأثير قوانين إسرائيلية جديدة تعرقل عمليات وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، مما قد يؤثر على توفير التعليم والرعاية الصحية لمئات الآلاف من السكان.