كيف يختار الكاتب الوكيل الأدبي المناسب؟.. نصائح من مديري ومؤسسي وكالات أدبية
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
الشارقة - الوكالات
أكد عدد من مديري ومؤسسي نخبة من أشهر الوكالات الأدبية العربية والدولية، أن الوكيل الأدبي يقوم بدور ثقافي مهم في الحفاظ على التراث الأدبي، ويعمل على مصلحة الكاتب والناشر على حد سواء، وهذا يتطلب منه متابعة دقيقة ومهنية للمعطيات والتفضيلات القرائية، من هنا ينبغي على الكاتب أن يختار بعناية الوكيل الأدبي المناسب له، والذي يفهم طبيعة كتاباته ويرى فيها قيمة أدبية؛ مشيرين إلى أن الوكيل الأدبي المحترف لا يعمل بشكل منفرد، بل يتعاون مع الناشر، ويسعى إلى خلق نجاح مشترك للكتاب، وأنه قادر على جذب المؤلفين إليه بسمعته وإنجازاته.
جاء ذلك في جلسة "الدور المتطور للوكلاء الأدبيين في العصر الرقمي"، ضمن فعاليات الدورة الـ42 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، واستضافت كلاً من تامر سعيد، مدير وكالة الشارقة للحقوق الأدبية، وياسمين جريصاتي، مؤسسة وكالة "راية" الأدبية، وصوفي هيكس، مؤسسة وكالة صوفي هيكس.
صلة وصل بين الكاتب والناشر
وفي حديثه حول عمل الوكيل الأدبي والتحديات التي يواجهها، قال تامر سعيد: "الوكيل الأدبي له دور في الحفاظ على التراث الثقافي الموجود، فهو يعمل على مصلحة أطراف الكتاب من المؤلف إلى الناشر، ويمثل صلة الوصل بينهما، لتوفير أفضل فرص صنع المحتوى وإتاحته". مشيراً إلى أن سوق النشر، كغيره من الأسواق، يواجه تحديات من أبرزها في العالم العربي غياب معلومات وتحليلات السوق، التي تتيح للوكيل الأدبي تعريف عملائه على آخر الإحصاءات والتفضيلات القرائية للقراء في المساحات الجغرافية التي يعمل بها، إضافة إلى افتقار السوق العربي إلى المتخصصين في مراجعات الكتب، ومنصات الحركة النقدية، والتي تعد من أهم محفزات نجاح ودعم عمل الوكلاء الأدبيين، وحتى القراء.
سوق النشر مليء بالمفاجآت
وعلقت صوفي هيكس: "في عالم النشر، يواجه الوكيل الأدبي والكاتب والناشر تحديات مختلفة ومتنوعة، فمن جهة، يسعى الوكيل الأدبي إلى تقديم خدمة مميزة للكاتب، ومن ناحية أخرى، يتعامل الناشر مع الكتاب بنظرة تجارية، لذلك، يجب على الوكيل الأدبي أن يكون حذراً وواقعياً في التعامل مع الناشر، وأن يضمن أن الكتاب يحمل إمكانية انتشار واضحة في سوق النشر. فسوق النشر مليء بالمفاجآت، وقد لا تتطابق التوقعات مع النتائج؛ فقد يفشل كتاب كان مرشحاً للنجاح، أو قد ينجح كتاب كان مهملاً أو مغموراً".
لكل وكيل أدبي هوية خاصة
وحول التحديات التي يواجهها الوكيل الأدبي العربي، قالت ياسمين جريصاتي: "الوكيل الأدبي للكتاب العربي لديه مهمة صعبة أكثر من غيره، لأن الناشر العربي لديه تحديات سوقية متعددة تدفع الوكيل الأدبي إلى متابعة الموضوع بشكل عميق لنجاح الكتاب في الوصول الواسع والترويج الذي يخدم الكتاب بشكل أفضل" مؤكدة أن كل وكيل له هوية ومعايير خاصة، تختلف عن الوكيل الآخر، فبعض الوكلاء ينظر إلى المحتوى، وآخر يرى أن اسم الكاتب هو العنصر الأهم، وغير ذلك من المعايير التي تبرز شخصية كل وكيل.
"وكالة الشارقة الدولية للحقوق الأدبية" في "الشارقة الدولي للكتاب 42" و"مؤتمر الناشرين"
وتأتي مشاركة الوكالة انعكاساً لالتزامها بالترويج للأدب العربي، حيث توفر الوكالة مجموعة شاملة من الخدمات لدعم الكتّاب والناشرين العرب وتمكينهم من التغلب على عوائق الحدود الجغرافية وتوسيع مدى وصولهم إلى الأسواق الإقليمية والعالمية، وتتضمن تمثيل الحقوق، وخدمات التحرير والترجمة بالإضافة إلى التسويق والترويج، إلى جانب البرامج التعليمية، حيث تسهم تلك الخدمات بتمكين الكتّاب والناشرين، وتعريفهم على خصائص مشهد النشر الدولي.
ويذكر أن وكالة الشارقة الدولية للحقوق الأدبية شاركت في فعاليات "مؤتمر الناشرين" الذي سبق انطلاق "معرض الشارقة الدولي للكتاب"، حيث ركزت المشاركة بشكل أساسي على تواصل الشركات مع بعضها من جهة، ومع الناشرين وأصحاب الحقوق الدوليين من جهة ثانية، واستشكفت آفاق التعاون والصفقات في صناعة النشر، وشكّلت مشاركتها في ندوة تحت عنوان "شراء الحقوق من العالم العربي" منصة للنقاشات المتعمقة حول الإمكانات الواسعة للسوق الأدبي العربي، والتي أثبتت فعاليتها في فهم المنطقة وتوقيع العقود والصفقات بين الحاضرين.
ومع تركيز "وكالة الشارقة الدولية للحقوق الأدبية" على الأدب، وكتب الأطفال، والروايات المصورة، إلّا أنها تلتزم بمجموعة واسعة من أنواع الأدب العربي، في إطار سعيها لتمثيل الكتّاب الموهوبين من جميع أنحاء العالم، موفرة لهم منصة للتبادل الثقافي والأدبي، وتعزيز حضورهم في السوق خلال فعاليات "معرض الشارقة الدولي للكتاب".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: الشارقة الدولی للکتاب وکالة الشارقة
إقرأ أيضاً:
"أبوظبي الدولي للكتاب" يرفع شعار "مجتمع المعرفة" في دورته الرابعة والثلاثين
أبوظبي- مدرين المكتومية
تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، افتتح سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، الدورة الـ34 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية، خلال الفترة من 26 إبريل إلى 5 مايو 2025، في مركز أدنيك أبوظبي، تحت شعار "مجتمع المعرفة... معرفة المجتمع".
وقام سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان بجولة على أجنحة المعرض، واطلع على أبرز الإصدارات الحديثة لدور النشر المحلية والعالمية، التي تسهم في الارتقاء بقطاع النشر والأدب وإثراء الساحة الثقافية العالمية. كما استمع سموه إلى آراء الناشرين بشأن التحديات والفرص التي يشهدها القطاع، في ظل التحولات الرقمية المتسارعة.
واختار المعرض لنسخة هذا العام "ثقافة حوض الكاريبي" ضيف شرف، والعالم الموسوعي ابن سينا شخصية محورية، و"ألف ليلة وليلة" كتاب العالم.
ويعزز المعرض مفهوم المعارض الثقافية الشاملة من خلال احتضان هذه الدورة لأكثر من 2000 فعالية متنوعة، منها فعالية "مجلس الشعر"، التي تقام للمرة الأولى، إضافة إلى النسخة الأولى من مؤتمر "رقمنة الإبداع"، الذي يركز على دمج التكنولوجيا الحديثة بالنشر، ما يرسخ دور أبوظبي المحوري في استدامة صناعة النشر، وقيادة قطاع النشر دولياً.
ويدعم شعار المعرض هذا العام "مجتمع المعرفة... معرفة المجتمع" إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، العام 2025 عاماً للمجتمع. ويبلغ عدد الناشرين المشاركين في الدورة الـ34 من المعرض 1400 دار نشر من 96 بلداً، ويعكس هذا الإقبال الكبير مكانته بوصفه منصة عالمية لصناع النشر والمفكرين والمبدعين، ومحطة رئيسة لإطلاق إصداراتهم الجديدة والترويج لها، بالاستفادة من السمعة الرائدة التي يحظى بها المعرض في قطاع النشر الدولي، والموثوقية التي يتسم بها بين عشاق القراءة ورواد الثقافة في العالم.
وقال معالي محمد خليفة المبارك رئيس دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي: "يجسد معرض أبوظبي الدولي للكتاب إيماننا بأن المعرفة تشكل جسراً للحوار والتفاهم بين الثقافات، وركيزة للتقدم والازدهار الإنساني. وتشهد هذه الدورة برنامجاً حافلاً بالفعاليات والبرامج التي تؤكد من جديد التزام أبوظبي بتكريس قيم الشمولية والتنوع الثقافي. ويسلط المعرض الضوء على قدرة الكتاب على نقل المعرفة، وتحفيز الإلهام عبر الأجيال. وفي (عام المجتمع) في دولة الإمارات العربية المتحدة، نمضي قدماً في تعزيز مكانة اللغة العربية، والاحتفاء بدور الأدب كمنارة للإبداع تضيء طريقنا نحو مستقبل أفضل".
وقال سعادة الدكتور علي بن تميم رئيس مركز أبوظبي للغة العربية: "تعكس الدورة الحالية من معرض أبوظبي الدولي للكتاب قيمة الثقافة والقراءة في التجربة التنموية الرائدة لدولة الإمارات وعاصمتها أبوظبي، وتبرز- عبر محاورها وبرامجها المتنوعة- مستوى الاهتمام الذي تحظى به اللغة العربية وصناعة الكتاب والنشر، والصناعات الإبداعية، ضمن جهود خدمة المجتمع، من خلال تعزيز علاقته باللغة العربية لغةً لهويته الثقافية المكتنزة بقيمه الأصيلة المستمدة من ثقافة المكان وتراثه".
وأضاف سعادته: "تتناغم هذه الدورة مع إعلان عام 2025 ليكون عام المجتمع، من خلال برنامج متكامل من الفعاليات التي تلائم أذواق واحتياجات فئات المجتمع كافة، انسجاماً مع أهداف دولة الإمارات ورؤيتها في تعزيز التنوع الثقافي، وتوسيع حصة قطاع النشر ومشاركته في التنمية المستدامة، وتسريع جهود استكمال منظومة الاقتصاد المعرفي".
وتجسد الدورة الحالية من المعرض رؤية إمارة أبوظبي الثقافية، التي تسعى إلى ترسيخ مكانتها وجهة للثقافة العربية، ومنصة للتبادل الفكري العالمي، وتعزيز الحوار الثقافي بين الشعوب، وتشتمل فعاليات المعرض على تنوع لافت يغطي مساحة واسعة من الموضوعات التي تشمل المجتمع، والفنتازيا، والاستدامة، والعلوم العربية، والذكاء الاصطناعي، والابتكار، ما يجعل من زيارته تجربة فريدة من نوعها غنية بالتنوع لما يقدمه من برامج متكاملة تتوزع على خمسة برامج.
ويتميز البرنامج الثقافي هذا العام بمجلس الشعراء، الذي يواكب شغف الجمهور للشعر والكلمة المغناة عبر تجارب سابقة للمركز، ويتضمن أمسيات مخصصة للشعر النبطي، والشعر الفصيح، تصاحبها موسيقى مستمدة من القصائد وإيقاعاتها، إضافةً إلى أمسيات يلتقي خلالها الشعراء العرب بنظرائهم من ثقافات أخرى، في تفاعل إبداعي عابر للحدود.
ويحافظ المعرض على تنوعه ومساحته الترفيهية من خلال برنامج "أبدع"، الذي يضيء على تنوع فنون الطهي في العالم المرتبطة بالتراث الحضاري للشعوب، إضافة إلى معارض وورش التصوير الفنية، ويتضمن البرنامج سينما الصندوق الأسود التي تعرض مجموعة مختارة من الأفلام العربية القصيرة، إلى جانب برنامج موسيقي يحييه فنانون مميزون على مدى أيام المعرض.