الشارقة -  الوكالات

أكد المؤرخ الكوري البروفيسور كيم هو، أن البيانات هي العامل الرئيسي للحفاظ على استمرار الدراسات التاريخية وتخيّل الماضي، مشيراً إلى أنه من الصعب تصوّر شكل الماضي دون وجود بيانات كافية.

وقال كيم هو خلال جلسة "تصوّر الأحداث التاريخية"، أقيمت ضمن فعاليات الدورة الـ 42 من معرض الشارقة الدولي للكتاب: "عندما كنت أستكمل دراساتي العليا أخبرني مستشاري بتجنب التخيل قدر الإمكان، لأنه سيتسبب في وقوعي بأخطاء إذا اعتمدت عليه فقط"، لافتاً إلى ضرورة فتح الباب للربط بين البيانات - ممثلة في النصوص- والسياق الثقافي.

وأضاف المؤرخ الكوري: "دائما أتنقل بين النصوص والسياق الثقافي، ومن خلال هذا التنقل أعزز قدرات التخيل اعتمادًا على حقائق تاريخية، لذلك فسر نجاح المؤرخ يتجسد بقدرته على التنقل بين الخيال والسياق الثقافي والنصوص بشكل سليم؛ فالنصوص والسياق ليسا متصلين ببعضهما البعض، لكنهما دائمًا يتفاعلان سويًا لتقديم حقيقة جديدة"، مشيراً إلى أن النصوص والسياق الثقافي لهما نفس المكانة الخاصة، وبالتالي فمن الضروري الاعتماد عليهما جنباً إلى جنب.

الحقيقة تختلف عن الصورة الذهنية

وأوضح كيم أن الحقيقة تختلف عن الصورة الذهنية المتوارثة؛ فالتبادلات المباشرة بين كوريا والعالم العربي كانت نادرة جدًا في الماضي، وهذا الأمر قد يتسبب في تكوين صورة ذهنية غير دقيقة لدى كل طرف عن الطرف الآخر، لكن الآن أصبحت التبادلات كبيرة بين الجانبين ومن ثم تتغير تلك الصورة.

ويقول المؤرخ المتخصص في دراسة حضارة مملكة جوسون الكورية القديمة: "عندما يتعلق الأمر بالسجلات والوثائق القديمة للحصول على المعلومات، يكون هناك الكثير من المحتوى غير المفهوم؛ وهنا يكون الخيال مفيدًا عند البحث عن البيانات، لكنه قد يصبح عائقاً في بعض الأحيان".

مهارات المؤرخ الناجح

ولفت كيم، إلى أن المؤرخ يجب أن يمتلك مهارة العودة إلى الماضي والسفر عبر الزمن، وأن يتجنب التحيز منذ البداية. ومن خلال تحقيق توازن بين المعطيات يمكن أن يحصل على نتيجة أقرب إلى الدقة والاستمرار فيها مع تعمق الدراسة التاريخية.

وتابع: "يمكن القول بأن المؤرخ يجب عليه أن يتخذ موقفاً موضوعياً، ولكن كإنسان لا يستطيع تجنب عدم الموضوعية في بعض الأحيان؛ إذ يقف بين اتجاهين ويبحث عن طريقة معقولة لتحقيق التوازن في تدقيق المعلومة".

وذكر كيم هو، أنه كمؤرخ مهتم بالحياة اليومية للأشخاص العاديين في حضارة جوسون وتعاملاتهم والأدوية التي كانوا يستخدمونها عند مرضهم، قائلاً: "يمكنني الحصول على المعلومات عن الملوك والنبلاء بسهولة، لكن البيانات المتعلقة بالناس العاديين كان أمرًا صعبًا، ووجدت أنهم لم يتركوا أي سجلات، لكن تركوا سجلات عن الجرائم المرتكبة لذلك عكفت على دراسة هذا الموضوع لاقتفاء أثره".

المحتوى العربي إلى كوريا

وأوضح كيم هو، أن زيارته إلى دولة الإمارات للمشاركة في فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب تعد الأولى له لدولة عربية، مضيفاً: "عندما وصلت إلى المعرض فوجئت بكثرة الكتب العربية المعروضة به، ورغبت في معرفة ماذا يدور في تلك الكتب وكيف يمكن نقل ذلك المحتوى الثمين إلى كوريا"، وأضاف: "قرأت كتاب ألف ليلة وليلة وأعجبني كثيرًا، حتى أنني رغبت بعدها في معرفة تفاصيل أكثر عن العالم العربي".

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

خبراء يطالبون بإقرار النقل العادل والمستدام للجميع

دبي: «الخليج»
أكد عدد من الخبراء العالميين المعنيين بأنظمة النقل الذكية، أهمية استخدام التكنولوجيا والبيانات الرقمية الضخمة لتحقيق نقل عادل، نحو النقل المستدام الرقمي وتقديم خدمات يستفيد منها الجميع في المدن وخارجها ولكافة الشرائح المجتمعية.
وقالوا إن هناك جهوداً وتجارب كبيرة تبذل في بعض المدن العالمية يعمل من خلالها المختصون على إقرار العدالة في التنقل وتحقيق جودة الحياة للجميع من خلال الاستفادة من التقنية المتاحة للغالبية، وفي ظل امتلاك نحو 90% من سكان العالم هواتف محمولة تساهم في الاستفادة من التكنولوجيا والخدمات التي يتم إطلاقها، ومن بينها خدمات التنقل.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية أقيمت بعنوان: «النقل العادل كخدمة نحو النقل المستدام الرقمي»، أقيمت ضمن فعاليات اليوم الخامس للمؤتمر والمعرض العالمي لأنظمة النقل الذكية، والذي يقام للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تحت شعار: «التنقل مُعزّزاً بأنظمة النقل الذكية»، وتستضيفه دبي.
وأشار الخبراء إلى أهمية الدور الرسمي في البلدان لتوفير وسائل الاتصال الحديثة والبنية التحتية التكنولوجية القوية بين المناطق المدنية والريفية على حد سواء، لتحقيق العدالة والمساواة في تقديم الخدمات، وبالتالي تحقيق الاستخدام العادل والمتكافئ لمستخدمي وسائل النقل بصورة عامة.
وأوضحوا أن الخدمات الرئيسية في تحقيق العدالة، تساهم بصورة كبيرة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة الصادرة عن الأمم المتحدة، وأهدافها الـ 17، والتي تهتم أيضاً بالتصدي للفقر والتغيير المناخي، إضافة للحرص على تلقي الجميع للخدمات مع إقرار الأمان في «صفر» انبعاثات كربونية وكذلك «صفر» حوادث مرورية.
شارك في الجلسة عدد من الخبراء والمختصين وهم: البروفيسور جيسون تشانج أستاذ جامعة تايوان الوطنية، والبرفيسور سانجو تشو، من الجمعية الكورية لأنظمة النقل الذكية وجامعة هونجيك، ومحمد حكمت الرئيس التنفيذي لشركة إم إس تكنولوجي، ورويلوف هيلمانس، المسؤول عن فريق خدمة (ماس)، والدكتور فيمال راو أبارو بجامعة نوتنغهام ماليزيا، والدكتور يونج جون مون بجامعة تايوان الوطنية.

مقالات مشابهة

  • «ديوا» تضيء على مشاريعها ومبادراتها لدعم التنقل الأخضر
  • «طرق دبي» تعتمد خطة لتشغيل أنظمة المرور الذكية بنسبة 100%
  • خبراء يطالبون بإقرار النقل العادل والمستدام للجميع
  • اختتام فعاليات ملتقى التنقل الأخضر الثاني بمشاركة خليجية
  • صالون الشارقة الثقافي ينظم “تحديات المسؤولية في القيادة الثقافية”
  • خبير أمن المعلومات: تفجير أجهزة الاتصال البيجر مماثل لأفلام الخيال العلمي
  • خطوات الاستعلام عن بطاقة التموين وكيفية تحديث البيانات.. تفاصيل مهمة
  • كاواساكي الياباني يهزم أولسان الكوري بالنخبة الآسيوية
  • الجيش الكوري الجنوبي يزيل آلاف الكاميرات صينية الصنع من قواعده
  • كأنها خرجت من أفلام الخيال العلمي.. ألق نظرة على مباني العصر الذهبي في الكويت