كارثة بيئية مرتقبة.. أشلاء شهداء غزة تحت الأنقاض تهدد الأحياء
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
كارثة صحية وبيئية تهدد مدينة غزة، ناقوس خطر دقته العديد من البلديات هناك والمنظمات الدولية، إثر تراكم جثامين الشهداء تحت الأنقاض منذ أسابيع، وسط عرقلة مستمرة من قوات الاحتلال لوصول فرق الإنقاذ إليها لانتشالها، فضلا عن تكدس النفايات الصلبة وتلوث المياه وازدحام مراكز الإيواء بالنازحين المحرومين من الاستحمام، كل ذلك ينذر بانتشار الأوبئة والأمراض تدفع القطاع إلى كارثة محتمة إذا استمر العدوان على هذا النحو.
يبدأ تحلل جثمان الشخص المتوفى منذ لحظة الوفاة، حيث يبدأ تحلل الجسد أولا من البطن والمعدة وتحديدا الأمعاء، التي تبدأ في التحلل وتنتج الأمعاء غازات سامة، تتسبب هذه الغازات في انتفاخ الجسد، حتى يحدث التعفن بينما تستمر الخلايا في التحلل، بحسب تصريح الدكتورة سمر عبد العظيم، أستاذ الطب الشرعي بجامعة عين شمس، في بداية حديثها لـ«الوطن»، عن عواقب ترك جثامين الشهداء تحت الأنقاض في قطاع غزة.
غازات سامة تضر الأحياءتختلف سرعة تحلل الجسد حسب درجة الحرارة ودرجة التهوية المتاحة، وفي حالة جثامين شهداء غزة المدفونة تحت الأنقاض يزداد الوضع سوءًا، حيث تتحلل الأجساد سريعا تحت الأنقاض ويخرج عنها غازات ضارة سامة تسبب مشكلات بيئية وصحية خطيرة للأحياء الذين يستنشقون هواءً ملوثا بالغازات السامة الناتجة عن تحلل الجثامين، حسب وصف أستاذ الطب الشرعي.
وشددت أستاذ الطب الشرعي، على أن عملية الدفن الطبيعية تتم على مسافة تحت الأرض وفي مكان محكم الغلق حتى لا تخرج الغازات السامة إلى الهواء، لافتة إلى أن حالة الوضع الحالي في غزة ينذر بكارثة بيئية تضر الأحياء قبل الأموات، حسب تعبيرها.
وفي تصريح سابق للتلفزيون الفلسطيني، قال الدكتور أشرف القدرة، متحدث وزارة الصحة الفلسطينية، إن الأوبئة بدأت تنتشر بالفعل في فلسطين نتيجة وجود الجثث تحت الأنقاض جراء القصف الإسرائيلي المتتالي على قطاع غزة، وعرقلة وصول رجال الإنقاذ إلى الجثامين لانتشالها.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: غزة البيئة جثامين الشهداء شهداء غزة فلسطين تحت الأنقاض
إقرأ أيضاً:
البناء غير القانوني في جزيرة سانتوريني يهدد بزلازل وبكوارث بيئية.. ما القصة؟
كشف مسؤولون يونانيون عن تفاصيل تتعلق بالعشرات من المنازل غير القانونية في جزيرة سانتوريني، التي يشير العلماء إلى أنها قد تشكل خطرًا كبيرًا في حال حدوث زلازل مستقبلاً.
وقد أظهرت عمليات التفتيش التي أُجريت في أكتوبر ونوفمبر من العام الماضي العديد من المنشآت السياحية التي لا تلتزم بالقوانين، بما في ذلك الفنادق وأحواض السباحة وأحواض الاستحمام الساخنة، ما يعرض الجزيرة لمخاطر في حال حدوث هزات أرضية.
مخالفات في منطقة كالديراكشفت وزارة البيئة والطاقة اليونانية عن العديد من المخالفات في منطقة كالديرا، التي تعد جزءًا من الحافة البركانية في سانتوريني. تم اكتشاف منشآت سياحية تتجاوز الحجم المسموح به وفقًا للقوانين، ما دفع السلطات إلى فرض غرامات بقيمة 191,000 يورو.
كما تم العثور على أحواض سباحة وأحواض استحمام ساخنة تم تركيبها بشكل غير قانوني، مما رفع إجمالي الغرامات إلى أكثر من 900,000 يورو.
في إطار مكافحة هذه المخالفات، أصدرت السلطات القواعد الجديدة التي تسمح بإزالة المنشآت غير القانونية إذا كانت تنتهك قوانين الحماية. يتم منح المالكين مهلة 30 يومًا لإزالة المنازل المخالفة من تاريخ صدور القرار.
وفي هذا السياق، تستثمر وزارة البيئة والطاقة 130 مليون يورو في صور الأقمار الصناعية والذكاء الاصطناعي، بهدف تحديد المباني المثيرة للقلق. ومن المتوقع أن يتم تشغيل هذا النظام بحلول صيف 2026.
من جهته، لفت عالم الزلازل اليوناني أكيس تسيلينتيس إلى خطورة "جرائم البناء الحضري" في سانتوريني، مشيرًا إلى أن تضاريس الجزيرة تساعد المطورين العقاريين على إخفاء أنشطتهم غير القانونية.
وقال تسيلينتيس إن المنازل غير القانونية تُبنى تحت سمع وبصر السلطات، محذرًا من أن الأطماع المالية قد تؤدي إلى بناء في بيئة تضم بركانين نشطين وفالق زلزالي.
تسعى الجزيرة منذ الزلزال المدمر الذي ضربها عام 1956 للحد من النمو العمراني، خوفًا من تهديد تراثها المعماري الفريد. ومع ذلك، شهدت سانتوريني في الثمانينات انتعاشًا سياحيًا ملحوظًا، مما أدى إلى تسارع عمليات البناء لتلبية الطلب المتزايد على المنشآت السياحية.
لكن مع مرور الوقت، تفاقمت مشكلة البناء، ومعها ارتفعت المخاوف من تأثيرات النمو العمراني المفرط على البيئة والجزيرة نفسها. في عام 2023، وصل عدد السياح إلى 3.4 مليون، رغم أن سكان سانتوريني لا يتجاوزون 25,000 نسمة. ونتيجة لذلك، باتت الجزيرة تعيش ضغطًا متزايدًا، خاصةً مع تدفق أعداد كبيرة من الزوار عبر السفن السياحية.
وفيما يخص النمو العمراني، أصدرت السلطات في 2023 نحو 470 تصريح بناء و300 تصريح إضافي للتجديدات، مما أثار تساؤلات حول الاستدامة البيئية. وفي خطوة للحد من هذا التطور، أعلنت وزارة البيئة عن تعليق جميع تراخيص البناء في منطقة كالديرا وجزيرة ثيراسيا في أغسطس 2024، بما في ذلك المشاريع الجديدة والإضافات.
من جانبه، يرى ديمتريس بابانيكولاو، أستاذ الجيولوجيا في جامعة أثينا، أن التربة البركانية على المنحدرات تعد غير مناسبة للبناء، وأنه كان يجب إجراء تقييمات شاملة لهذه المناطق قبل السماح بإنشاء منشآت عليها.
ودعا تسيلينتيس إلى إعطاء الأولوية للعلم والتقييمات الزلزالية، مشيرًا إلى ضرورة مواجهة ضغوط المصالح السياحية والإسراع في تطبيق السياسات اللازمة لحماية الجزيرة.
وفقا لجامعة أثينا الوطنية وجامعة كابوديستريان في أثينا، فإن النشاط الزلزالي في المنطقة بين سانتوريني وأمورجوس قد شهد تراجعًا منذ 15 فبراير 2024. بينما أصبحتالهزات الأرضية أقل تواترًا وأقل شدة، رغم أن هناك بعض الهزات التي لا تزال تحدث بين الحين والآخر.
على الرغم من استمرار النشاط الزلزالي في المنطقة، لم تصدر الحكومة اليونانية أو أي سلطة أوروبية تحذيرات رسمية تمنع السفر إلى سانتوريني. ومع ذلك، يُنصح الزوار بتوخي الحذر، وخاصة تجنب المباني القديمة والمهجورة، فضلاً عن الابتعاد عن المناطق المزدحمة في حال حدوث هزات قوية.
وتستمر حالة الطوارئ في الجزيرة حتى بداية مارس 2025، حيث تبقى خدمات الطوارئ في حالة تأهب لمواجهة أي تطورات مفاجئة. كما أشارت التقارير إلى أن الزلزل بدأ في التراجع، حيث أصبحت الهزات أقل تكرارًا وأقل حدة.
يُذكر أن سانتوريني جزء من القوس البركاني اليوناني، ما يجعلها عرضة للنشاط الزلزالي المستمر. بناءً على ذلك، يعتبر بعض الخبراء أن عملية البناء على جوانب المنحدرات البركانية قد تعرض الأرض للانزلاقات أثناء وقوع الزلازل.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية زلزال بقوة 5.2 درجات يضرب شمالي المغرب ويثير هلع السكان زلزال قوي بقوة 7.6 درجة يضرب البحر الكاريبي وتحذيرات من" تسونامي" في عدة دول زلزال بقوة 6.4 درجة يهز جنوب تايوان ويخلف 27 إصابة ثوران بركانيبناء وتشييدسياحةبناءاليونانزلزال