حرب داخل حرب: أزمة الجنينة المزمنة وروشتة منبر جدة
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
حرب داخل حرب: أزمة الجنينة المزمنة وروشتة منبر جدة
عبد الله رزق
في وقت هددت فيه قوات الدعم السريع الجنينة، بعد استيلائها على نيالا ثم زالنجي، في تصعيد تزامن مع استئناف محادثات جدة، لأجل إنهاء الحرب واستعادة مسار الانتقال الديموقراطي المدني، ما يعني إدراجها ضمن الأزمة العامة.
ليس من المتوقع أن تؤدي أي اتفاقات لوقف اطلاق النار وإنهاء العدائيات، تنتج من المفاوضات الجارية في جدة بين الدعم السريع والقوات المسلحة ،تلقائياً، إلى وقف الحرب المزمنة، التي تجعل من الجنينية، دار اندوكا، مسرحاً لها.
فمنبر جدة، معني بإيقاف حرب 15 ابريل، بين البرهان وحميدتي، بينما تمتد جذور حرب الجنينة، إلى أبعد من ذلك التاريخ، وحتى إلى ماقبل الفترة الانتقالية.
يمكن التقرير بأن حرب الجنينة هي بقايا من حرب 2003، التي ابتدرتها حركة تحرير دارفور، ما يعني أن حرب الجنينة بحاجة لمنبر خاص، ولحزمة حلول جذرية تتجاوز روشتة منبر جدة.
خلال السنوات الأربع الماضية، منذ معارك نهاية العام 2019 وحتى مقتل خميس أبكر في يونيو 2023، شهدت الجنينة ما لا يقل عن أربع جولات من الاقتتال الأهلي. واستقبلت أكثر من وفد من الحكومة المركزية، حيث زارها، ابتداءً، الدكتور عبد الله حمدوك، رئيس الوزراء، مطلع عام 2020 ،ضمن وفد كبير، لتفقد الأوضاع وتهدئتها، واستعادة الأمن والسلام. كما استقبلت في أوقات لاحقة، وعلى وقع الاقتتال الأهلي، أيضاً، مسؤولين كبار آخرين، آخرهم الجنرال عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي ،في ابريل 2022، حيث طرح خطة تتضمن خروج جميع المليشيات من المدينة، وحفر خندق لمنع تسلل المقاتلين الأجانب.
تجدر بالملاحظة، أن اتفافات جوبا، التي وقعت عليها الحركات المسلحة، وما رافقها من تفاهمات، فوق وتحت التربيزة، لم يكن لها أثر ملموس على الأوضاع في الإقليم، وفي الولاية على نحو خاص. مما يرجح الاستنتاج، بأن تلك الاتفاقات والتفاهمات، قد تنكبت الصراط المستقيم لمخاطبة جذور الأزمة.
وبسبب الاحتقان المزمن، الذي يهدد التعايش السلمي بين مكونات الجنينة السكانية، ظل احتمال نشوب الاقتتال قائماً، في أي وقت، ولأي سبب.
ففي إحدى المرات، نشب خلاف بين شابين، قرب بائعة شاي، حول من يحصل أولاً على طلبه من الشاي، انتهى بقتل أحدهما الآخر، وفي مرة ثانية، كان الخلاف والشجار، الذي انتهى- أيضاً- بمقتل أحد المتشاجرين الاثنين، حول ملكية شاحن موبايل، وفق ما ورد في الصحف حينئذٍ. وفي الحالتين، تم استدراج قبائل المتشاحرين إلى حلبة انتقام وثأر واسعة.
تتميز حرب الجنينية، ببعدها الخارجي. ففي أكثر من مرة، تمت الإشارة لمشاركة عرب من تشاد إلى جانب عرب الجنينة في القتال القبلي الدائر.
وبفعل العسكرة المتزايدة للصراع في الولاية، نتيجة انتشار السلاح، وقد كان للسلطات المحلية دور في ذلك، وتوزع غالب المواطنين، وفق خطوط التقسيم القبلي، على الحركات ومليشياتها، ما تجدر ملاحظته، أيضاً، في هذا السياق، أن الوالي السابق كان قائد مليشيا لها حضورها في خارطة الصراع، أصبح للاقتتال نتائج وخيمة إنسانياً، بدلالة محصلة القتل والتشريد والنزوح الداخلي والخارجي.
لكن تواتر جولات الاقتتال، الذي يخلو أحياناً، من مشاركة أحد طرفي حرب 15 ابريل، أو كليهما، لم تمنع قيادات المجتمع المدني والأهلي، بالجنينة ،التي رفعت منذ وقت مبكر شعار: “الجنينة آمنة”، من مواصلة العمل على مبادراتها السلمية، بالتوسط لوقف الاقتتال واستعادة التعايش السلمي بين مكونات المدينة والولاية. هذه القوى المدنية المناهضة للحرب جديرة بأن يكون لها دور في أي تسوية سلمية تاريخية للنزاع المتطاول.
الوسومالجنينة الدعم السريع القوات المسلحة تشاد حرب 15 ابريل دار اندوكا زالنجي عبد الله رزق غرب دارفور منبر جدة نيالاالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الجنينة الدعم السريع القوات المسلحة تشاد حرب 15 ابريل زالنجي غرب دارفور منبر جدة نيالا حرب 15 ابریل منبر جدة
إقرأ أيضاً:
حزب الله يكشف عن المعادلة الوحيدة التي تحمي لبنان
أعلن "حزب الله" اللبناني، اليوم الأحد، أن السلاح الشرعي المشترك بين الجيش والمقاومة بدعم من الشعب "حتمي وضروري"، معتبر أن "هذه المعادلة الوحيدة التي تحمي لبنان".
وقال نائب رئيس المجلس السياسي في "حزب الله" محمود قماطي، الاحتفال التكريمي الذي أقامه “حزب الله” لمجموعة من شهداء المقاومة ، وقال قماطي: “إذا كنّا شركاء حقيقيون في الوطن، علينا أن نبني استراتيجية دفاعية تدافع عن هذا الوطن، فالجيش وحده لا يستطيع أن يواجه العدو، وكُلنا يعلم ذلك، وليته يستطيع، فنحن لسنا ضد أن يكون قادراً على المواجهة وحده، ولذلك هناك شراكة ضرورية حتمية وطنية لا بُد منها بين المقاومة والجيش لندافع عن وطننا، وما حصل وما يحصل اليوم في كل المحيط حولنا، دليل على ذلك، ونحن لا نقبل أن يصبح لبنان في مهب الرياح الإقليمية والدولية”.
«كاتس» يتوعد حزب الله إذا انتهك وقف إطلاق النارحزب الله : الاحتلال الإسرائيلي سرطان يهدّد الأمة بأسرهاسويسرا تقر حظر حزب الله اللبناني .. تفاصيل
وشدد على أن “الحلم والتمنيات الخبيثة من البعض بأن لبنان يجب أن يبقى بدون سلاح المقاومة وليس لديه ضرورة، لن يتحقق، ونحن نقول، إن السلاح الشرعي المشترك بين الجيش والمقاومة وبدعم من الشعب حتمي وضروري، فهذه المعادلة الوحيدة التي تحمي لبنان، ونحن لا نتخلّى عن وطننا وعن قوته وقوة الحماية الوطنية فيه لأجل عيون بعض المرتبطين بالخارج، أو من أجل ألسنة بعض سيئي الخطاب والفجور الإعلامي، فلن يحصل ذلك”.
وأكد قماطي على أن "حزب الله" سيكون "في أقصى درجات التعاون والانفتاح سياسيا"، مضيفا: "فنحن كنّا منفتحين، وما زلنا وسنبقى كذلك، لأننا نعتبر أن هذا الوطن بحاجة إلى التفاهم والحوار السياسي والتعاون بين كل الأطراف اللبنانيين للوصول إلى نتائج، ونحن نقول إن كل الأمور خاضعة للحوار، ونحن حاضرون لنتحاور حولها، لنبني هذا البلد لبنان ما بعد العدوان الإسرائيلي، ولذلك سوف نأتي إلى الاستحقاق الرئاسي بكل تفاهم، وسيكون الثنائي الوطني اللبناني على موقف واحد في الاستحقاق الرئاسي وفي كل الاستحقاقات الأخرى لإنعاش وبناء هذا البلد”.