مع تصاعد التوترات في منطقة بحر الصين الجنوبي بين مانيلا وبكين في الآونة الأخيرة، أجري رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا زيارة إلى الفلبين لبحث سبل التعاون الثنائي بين الجانبين في مواجهة النفوذ الصيني المتنامي في المنطقة.

تعاون ثلاثي

قال رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا اليوم السبت، إن طوكيو ومانيلا ووشانطن يتعاونون لحماية حرية بحر الصين الجنوبي، متعهدا بمساعدة مانيلا على تعزيز قدراتها الأمنية.

حسبما ذكرت وكالة “رويترز” للأنباء.

وقال كيشيدا، في زيارة رسمية، خلال خطاب ألقاه أمام الكونغرس الفلبيني في العاصمة مانيلا: “في بحر الصين الجنوبي، يجري التعاون الثلاثي لحماية حرية البحر”.

واتفق كيشيدا والرئيس الفلبيني فيرديناند ماركوس جونيور يوم الجمعة على بدء المفاوضات بشأن اتفاقية الوصول المتبادل للقوات لتعزيز التعاون العسكري في ظل تصاعد الصين لتأكيد نفوذها في المنطقة.

وقد اتخذت الفلبين واليابان، وهما من أقرب حلفاء الولايات المتحدة في آسيا، موقفا قويا ضد ما يرونه سلوكا عدوانيا من قبل السفن الصينية في ظل نزاعات قديمة حول السيادة البحرية .

وفي الشهر الماضي، تبادلت الصين والفلبين الاتهامات بشأن تصادم في المياه المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي، في حين حاولت السفن الصينية منع القوارب الفلبينية من تزويد القوات هناك.

مواجهة الصين

وتقول الصين، إنها لديها السيادة على ما يقرب من جزء كبير من بحر الصين الجنوبي، بما في ذلك أجزاء من المناطق الاقتصادية الحصرية لبروناي وإندونيسيا وماليزيا والفلبين وفيتنام.

وقالت محكمة التحكيم الدائمة في عام 2016 إن مطالب الصين لا تستند إلى أساس قانوني. ولا تملك اليابان أي مطالبة في بحر الصين الجنوبي، لكنها تخوض نزاعا بحريا مع الصين في بحر الصين الشرقي.

وقال كيشيدا: “ستواصل اليابان المساهمة في تعزيز قدرات الفلبين الأمنية، مساهمة بذلك في السلام والاستقرار الإقليميين”.

وفي مارس، شاهدت اليابان مناورات عسكرية مشتركة بين الولايات المتحدة والفلبين، وفي يونيو، تدربت خفر السواحل الفلبيني والياباني معا للمرة الأولى.

وقال كيشيدا، الذي كشف في ديسمبر عن أكبر توسع عسكري لليابان، إنه يهدف إلى مواجهة القوة العسكرية المتنامية للصين: “من خلال هذه الجهود، لنحمي النظام البحري، الذي يحكمه القانون والقواعد، وليس القوة” .

تعاون أمني غير مسبوق

وقال كيشيدا، إن اليابان وافقت على تزويد الفلبين برادارات مراقبة السواحل، في أول مشروع تعاون في العالم في إطار برنامج المساعدة الأمنية الرسمية (OSA)، الذي يهدف إلى مساعدة تعزيز قدرات الردع للبلدان الشريكة لطوكيو.

وسيتم وضع الرادارات في خمس مناطق منفصلة على طول ساحل الفلبين، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء كيودو اليوم السبت نقلا عن مسؤول حكومي ياباني كبير لم يذكر اسمه.

وقال التقرير، إن الرادارات ستكون من النوع الثابت وستستخدمها البحرية الفلبينية لمراقبة السواحل، دون أن يعطي مزيدا من التفاصيل عن مكان وضع الرادارات.

وقام كيشيدا بزيارة خفر السواحل الفلبيني يوم السبت قبل مغادرة مانيلا متوجها إلى ماليزيا.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا بحر الصين الجنوبي اليابان الولايات المتحدة الصين والفلبين الصين العاصمة مانيلا الفلبين نفوذ الصين بحر الصین الجنوبی فی بحر الصین

إقرأ أيضاً:

هواة يزورون القطب الجنوبي لحسم جدل شكل الأرض والجدار الجليدي

في رحلة استكشافية طويلة، انطلقت مجموعة من أشهر أصحاب قنوات "الأرض المسطحة" على منصة يوتيوب إلى القارة القطبية الجنوبية. وهناك، شهدوا لأول مرة ظاهرة فلكية استثنائية، وهي الشمس التي لا تغيب لمدة 24 ساعة، وهي ظاهرة موسمية تحطم نموذج الأرض المسطحة.

أُطلق على هذه الرحلة اسم "التجربة النهائية"، ونُظمت برعاية القس الأميركي ويل دافي، بهدف حسم الجدل المستمر منذ زمن طويل بين أنصار نموذج الأرض المسطحة ومؤيدي كروية الأرض.

وجمعت الرحلة، التي جرت في 14 ديسمبر/كانون الأول، 4 مؤيدين من كل طرف، وأسفرت عن اكتشافات أدهشت الكثيرين من مجتمع الأرض المسطحة عبر مقطع مسجّل.

ولطالما زعم مؤيدو نظرية الأرض المسطحة أن القارة القطبية الجنوبية تخفي الدليل القاطع على صحة معتقداتهم، فوفقا لنموذجهم، فإن القارة الجنوبية عبارة عن جدار جليدي هائل يحيط بالعالم، وأن الشمس على مدار العام، يجب أن تشرق وتغرب يوميا.

لكن هذه الرحلة دحضت تلك الادعاءات، حيث قدمت أدلة دامغة على دوران الشمس بشكل مستمر لمدة 24 ساعة خلال أشهر الصيف الجنوبي، وهو أمر يستحيل تفسيره ضمن إطار نموذج الأرض المسطحة.

شهادة حية حول شمس لا تغيب

كانت إحدى اللحظات الفاصلة في الرحلة عندما خاطب جيران كامبانيللا، وهو شخصية بارزة من قناة يوتيوب "جيرانيزم"، جمهوره عبر مقطع مسجل في منتصف الليل، رغم أن الشمس ما زالت في السماء، من مخيم يونيون غلاسيير.

إعلان

وصرح كامبانيللا قائلا: "أحيانا تكون مخطئا في الحياة"، معترفا بخطأ اعتقاده السابق حول غياب ظاهرة الشمس التي لا تغيب. وأقرّ قائلا: "إنها حقيقة، أن الشمس تدور حولك على مدار اليوم في الجنوب"، ولاقى هذا الاعتراف الصادق صدى عميقا لدى متابعيه، حيث دعاهم إلى قبول الحقائق المرصودة.

بدوره، أيّد أوستن ويتسيت، من قناة "ويتسيت غيتس إت"، هذا الموقف قائلا: "كنا مخطئين". وبينما أظهر انفتاحا على منظور الأرض المسطحة، أقرّ بأن حركة الشمس التي شهدها خلال الرحلة تتماشى بوضوح مع أدلة كروية الأرض، وشدّد كلا الشخصين على أهمية الصدق في السعي وراء الحقيقة، حتى عند مواجهة أدلة تتعارض مع معتقداتهم السابقة.

التداعيات الأوسع

استغرق العمل على الرحلة قرابة 3 سنوات من التحضير، بتكلفة 35 ألف دولار لكل مشارك من خلال شركة "الخدمات اللوجستية والبعثات في القارة القطبية الجنوبية"، وكانت الغاية من هذه الرحلة هو إنهاء الجدال القائم حول شكل الأرض بشكل نهائي.

وكانت هذه الرحلة، التي كانت أول زيارة لمؤيدي الأرض المسطحة إلى القارة القطبية الجنوبية، قد دحضت كذلك نظرية المؤامرة التي تزعم أن معاهدة القطب الجنوبي لعام 1959 تهدف إلى منع اكتشاف "الحقيقة" ومنع وصول جميع البشر إلى القارة المتجمدة.

ورغم أن ظاهرة الشمس التي لا تغيب أثبتت بما لا يدع مجالا للشك بطلان نموذج الأرض المسطحة، فإن أحد المشاركين في الرحلة في أثناء البث الذي أجروه قد أشار إلى إمكانية وجود تفسيرات بديلة لتكييف هذه الظاهرة مع نموذج الأرض المسطحة، وأشار كذلك إلى احتمالية وجود مفاهيم فيزيائية غير مكتشفة بعد، قد تفسر هذه الظاهرة ومطابقتها على أرض مسطحة.

في حين يكشف بعض المؤمنين بنموذج الأرض المسطحة بأن ظاهرة الشمس التي لا تغيب لا تمثل دليلا قاطعا على كروية الأرض، وأن مشاهدة الأرض بالعين المجردة من الفضاء هو الفيصل الحقيقي لمثل هذا الجدال، ولا يخفى على أحد بأن الصعود إلى الفضاء بات أمرا متاحا مؤخرا، إلا أن تكاليفه الباهظة تمنع تحقيق هكذا رحلة في المستقبل القريب.

إعلان

مقالات مشابهة

  • هواة يزورون القطب الجنوبي لحسم جدل شكل الأرض والجدار الجليدي
  • إعصار تشيدو يكشف التوترات بين السكان المحليين والمهاجرين في مايوت
  • مدمنة حرب..الصين: حروب أمريكا في العراق وسوريا وأفغانستان غير شرعية
  • الصحة بغزة: هجوم صهيوني غير مسبوق على مستشفى كمال عدوان
  • الصين: الاستراتيجية العسكرية الأمريكية أصبحت تصادمية وتمثل تهديدا للأمن العالمي
  • الصين تحث أمريكا على التوقف عن إشعال الأزمة الأوكرانية
  • إنفصال أكبر جبل جليدي عن القطب الجنوبي
  • وول ستريت جورنال: انطلاق محادثات نووية بين إيران وأوروبا يناير المقبل
  • سبب أمني ألغى المؤتمر.. انتهاء لقاء الجولاني بالوفد الأمريكي في دمشق
  • خفر السواحل الصيني: نحث الفلبين على الوقف الفوري للانتهاكات والاستفزازات