االإعلام الإسرائيلي.. نواجه مشكلة انعدام الثقة بالجيش وإسرائيل لم تعد آمنة لليهو
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
اتفق جنرالات في الاحتياط الإسرائيلي ومسؤولون سابقون على أن إسرائيل تواجه مشكلة كبيرة في انعدام الثقة بالجيش عقب أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في إشارة إلى عملية "طوفان الأقصى".
وفي هذا السياق، قالت المحامية رويطال سويد -العضو السابق في الكنيست- إن إسرائيل تلقت ضربة كبيرة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ومن أبرز نتائجها هي فقدان الثقة بالجيش، الذي لم يكن موجودا خلال الساعات الحرجة، "لقد تلقينا ضربة قوية وصعبة جدا".
وأضافت أنه عندما نبدأ حربا يجب على الجميع أن يعلم أنها ستكون طويلة، وأن لها أثمانا عالية، و"علينا أن ندرك أننا نعيش في مكان في غاية الصعوبة في غابة الشرق الأوسط، ولكن علينا أن نثبت للجميع أننا نمور وليس قططا في هذه الغابة".
بدوره، تحدث موشيه شنوسكي مدير راديو غالي سابقا عن حالة الرعب التي تسيطر على سكان غلاف غزة، وقال "إذا ظن أحدهم أن بقاء إرهابي واحد في غزة سيمنعني من السكن في غلاف غزة، فهذا يعني أن حماس انتصرت".
ومضى يؤكد أن الحديث عن عدم بقاء "إرهابيين" في الشمال أو الجنوب هو أمر غير عملي، ولا يمكن إجبار الناس الخائفين على العودة إلى أماكن سكنهم في الشمال والجنوب، وإذا حدث ذلك فإن حماس تكون انتصرت.
كما سلط الإعلام الإسرائيلي الضوء على حادثة وقعت الساعة 11 ليلا مع جنرال في الجيش كان في طريقه إلى أحد المخازن في غلاف غزة، لكن الجنود أوقفوه وأخبروه أنهم يريدون الحصول له على إذن للمرور، غير أن الجنرال الذي كان على عجلة من أمره رفض الانصياع لطلب الجنود، وحاول أن يكمل السير بسيارته العسكرية، فما كان من أحد الجنود إلا أن تصدى لسيارته، وأطلق عيارات نارية في الهواء، لكن الجنرال أصر على المضي قدما، وصرخ بالجنود طالبا منهم الابتعاد عن طريقه.
وبحسب الإعلام الإسرائيلي، فإن قيادات الجيش توعدت بفتح تحقيق بالحادثة بعد انتهاء الحرب، واعتبر مسؤولون وعسكريون سابقون إن الحادثة تشير إلى حالة التوتر العالية في إسرائيل، وفي المؤسسة العسكرية.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
أوروبا تدعو لمرور المساعدات إلى غزة وإسرائيل تواصل التصعيد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في ظل تصاعد الغارات الإسرائيلية المكثفة على قطاع غزة، أطلقت كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا نداءً مشتركاً لإسرائيل بضرورة الالتزام بالقانون الدولي، والسماح الفوري بمرور المساعدات الإنسانية دون عوائق. البيان الثلاثي، الذي صدر عن وزراء خارجية الدول الثلاث، أشار بشكل واضح إلى أن المساعدات لا يجب أن تُستخدم كأداة ضغط سياسي، كما شدد على رفض أي تقليص للأراضي الفلسطينية أو تغييرات ديموغرافية مفروضة بالقوة.
يأتي هذا الموقف الأوروبي وسط تصعيد غير مسبوق من الجيش الإسرائيلي الذي نفذ، على مدار يومين، أعنف سلسلة غارات على غزة منذ أسابيع، أودت بحياة ما لا يقل عن 19 فلسطينياً، بينهم نساء وأطفال، واستهدفت بشكل خاص المرافق الحيوية، بما في ذلك المعدات المستخدمة لانتشال الضحايا من تحت الركام.
واحدة من أكثر الغارات دموية طالت مدرسة يافا في حي التفاح، والتي كانت تؤوي آلاف النازحين، وأسفرت عن مقتل 11 شخصاً على الأقل، بعضهم تفحّمت جثثهم بفعل الحريق الكبير الذي اندلع نتيجة القصف. كما طالت الغارات منازل مدنيين في مناطق جباليا وخان يونس والزيتون، ما يؤكد اتساع رقعة الاستهداف الإسرائيلي للمناطق المأهولة.
في موازاة الكارثة الإنسانية، تحذّر وزارة الصحة في غزة من انهيار وشيك لمنظومة الرعاية الصحية، وسط نقص حاد في المعدات والمستلزمات الأساسية، بل وتعمّد استهداف المرافق الطبية. فجر الأربعاء، استهدفت الطائرات الإسرائيلية مستشفى الدرة للأطفال، ما ألحق أضراراً جسيمة بمنظومة الطاقة البديلة وقسم العناية المركزة.
ويواجه القطاع أزمة صحية خانقة، بعد تعليق حملة التطعيم ضد شلل الأطفال المدعومة أممياً، والتي كانت تستهدف أكثر من 600 ألف طفل، في وقت تظهر فيه مؤشرات سوء تغذية على عشرات الآلاف من الأطفال، ما يُنذر بكارثة صحية قد تمتد آثارها لأجيال.
منذ انهيار وقف إطلاق النار في 18 مارس، فرضت إسرائيل حصاراً شاملاً على غزة، مانعة دخول أي مساعدات أو إمدادات، بما في ذلك الغذاء والدواء. وأدى هذا الحصار إلى إغلاق جميع المخابز المدعومة من الأمم المتحدة، والتي كانت آخر خطوط الإمداد الغذائي المتبقية.
ووفق تصريحات من مسؤولي الصحة والسكان المحليين، فإن الغارات الإسرائيلية دمّرت عشرات المركبات الهندسية التي كانت تُستخدم لرفع الأنقاض، بما فيها تسع مركبات قدمتها مصر حديثاً، ما فُسّر على أنه استهداف متعمّد لجهود الإنقاذ. الجيش الإسرائيلي، من جهته، برر القصف بزعم أن تلك المركبات كانت تُستخدم في "أفعال هجومية"، في تبرير لا يجد صداه في المجتمع الدولي، خاصة في ظل العجز الواضح في معدات الدفاع المدني.
في حين تطالب الدول الأوروبية بوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، تتزايد حدة الانتقادات الدولية للحصار، الذي وصفه السيناتور الأميركي بيرني ساندرز بـ"جريمة حرب"، في حين دافع وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس عن الممارسات الإسرائيلية معتبراً أنها "تخضع للمراقبة" وتُنفذ "وفق القانون الدولي".
لكن مفوض الأونروا، فيليب لازاريني، قدم تقييماً مختلفاً، مشيراً إلى أن المساعدات أصبحت أداة للمساومة وسلاحاً في الحرب، مؤكداً أن ما يحدث هو عقاب جماعي لملايين المدنيين.