فورين بوليسي: بين أوكرانيا وغزة.. لماذا يتهم الجنوب العالمي أمريكا والغرب بالنفاق؟
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
"لماذا يتهم الجنوب العالمي أمريكا بالنفاق؟".. عبر هذا السؤال رصدت مجلة "فورين بوليسي" ما قالت إنها معايير مزدوجة صارخة بدأت الدول النامية تراها بوضوح في ردود أفعال الغرب المتباينة تجاه غزة وأوكرانيا، إذ يدين الاحتلال غير القانوني في أوكرانيا، بينما يقف أيضًا بقوة خلف الاحتلال الإسرائيلي، الذي يقضم الضفة الغربية وقطاع غزة منذ عام 1967 وأيضا يحتفظ بالمستوطنات في الضفة الغربية ومحيط قطاع غزة، وهي خطوات يعتبرها غالبية المجتمع الدولي غير قانونية، كما تفرض تل أبيب أيضًا حصارًا بريًا وجويًا وبحريًا على قطاع غزة منذ عام 2007.
وأشارت إلى أنه في الوقت الذي سارعت فيه الحكومات الغربية إلى إدانة روسيا لانتهاكها القانون الدولي عندما شنت هجوما واسع النطاق ضد أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، كان الغرب، وفقا لمراقبين في العالم النامي، أكثر تردداً في إدانة دولة الاحتلال الإسرائيلي سواء لاحتلالها الدائم أو لاستمرارها في الاحتلال، ناهيك عن أنها لم تفعل ما يكفي لمنع مقتل آلاف المدنيين في هجومها المستمر على غزة.
اقرأ أيضاً
تركيا تهاجم ازدواجية معايير أوروبا: ترفضون تأييد فلسطين وتسمحون بالإساءة للقرآن
واعتبرت أن هذا التناقض الملحوظ يثبت لدول الجنوب العالمي أنه "مدمر للمزاعم الغربية بشأن النظام القائم على القواعد - وهي الذريعة التي يتذرع بها قادة أوروبا والولايات المتحدة لحشد الدعم لحرب أوكرانيا ضد روسيا، حيث ترى العديد من الدول النامية في موقف الغرب بشأن إسرائيل وفلسطين دليل على تطبيقه القواعد والمعايير الدولية بشكل انتقائي - وفقًا للمصالح الجيوسياسية وليس بطريقة عالمية وإنسانية".
ويرى التقرير أن "هذا المعيار المزدوج من شأنه أن يلحق الضرر بالجهود الرامية إلى حشد الدول غير الغربية لدعم أوكرانيا".
وقد أثبت هذا التناقض الملحوظ أنه مدمر بشكل خاص للمزاعم الغربية بشأن "النظام القائم على القواعد" - وهى العبارة المركزية التى يستشهد بها زعماء أوروبا والولايات المتحدة لحشد الدعم لحرب أوكرانيا ضد روسيا.
وترى العديد من الدول أن موقف الغرب بشأن إسرائيل وفلسطين دليل على أنه يطبق القواعد والمعايير الدولية بشكل انتقائى - وفقًا للمصالح الجيوسياسية وليس بطريقة عالمية.
إلحاق الضرر بأوكرانياوفى تصريحات لـ"فورين بوليسى"، قال العديد من الدبلوماسيين، سواء من الغرب أو الجنوب العالمى، إن هذا المعيار المزدوج من شأنه أن يلحق الضرر بالجهود الرامية إلى جلب الدول غير الغربية إلى زاوية أوكرانيا.
ولفتت المجلة إلى أن تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن في 19 أكتوبر/ تشرين الأول تشكل مثالا صارخا على مدى الدعم الأمريكي الواسع لدولة الاحتلال، والذي يقوض في الوقت ذاته جهود واشنطن لبناء دعم عالمي أوسع لأوكرانيا.
اقرأ أيضاً
ازدواجية الغرب.. دعمه لعدوان إسرائيل يقوض مزاعمه في أوكرانيا
وأشارت إلى أن "تصريحات بايدن أثارت الدهشة في البلدان النامية، فبدلا من أن يشبه الفلسطينيين بالأوكرانيين شبه الإسرائيليين بالأوكرانيين. وذلك لأن الكثيرين ينظرون إلى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني من منظور الغاصب مقابل المحتل".
وقد أصيب الفلسطينيون، على وجه الخصوص - الذين يدعم نصفهم تقريبًا أوكرانيا ضد روسيا - بخيبة أمل عندما أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن دعمه الفوري الثابت لإسرائيل "في أعقاب الهجوم الذي شنته حماس، لكنه لم يذكر سوى القليل عن غزة أو فلسطين".
وأدلت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بتصريحات مماثلة. وقارنت إسرائيل فى الصراع بدفاع أوكرانيا ضد روسيا فى حدث سياسى أقيم فى 22 أكتوبر فى ألمانيا، قائلة إن "هذه الصراعات تشترك فى شيء واحد.. إنها تدور حول الصراع بين أولئك الذين يسعون إلى السلام والتوازن والحرية والتعاون - وأولئك الذين لا يريدون أيًا من هذا لأنهم يستفيدون من ذلك".
كانت هذه التصريحات محل جدل كبير.
تدمير البنى التحتيةوفي 9 أكتوبر، أي بعد يومين من هجوم "حماس"، أعلن وزير البنية التحتية الإسرائيلي أن حكومة الاحتلال ستقطع جميع إمدادات المياه عن غزة، وسرعان ما انتشر مقطع فيديو لخطاب فون دير لاين في أكتوبر 2022 قالت فيه إن "الهجمات على البنية التحتية المدنية، وخاصةً الكهرباء، تعتبر جرائم حرب، وقطع المياه والكهرباء والتدفئة عن الرجال والنساء والأطفال مع قدوم الشتاء، هو عمل إرهاب خالص، وعلينا أن نسميها كذلك".
اقرأ أيضاً
يتقدمهم بايدن.. قادة 6 دول يؤكدون دعمهم لعدوان إسرائيل على غزة
وربط مراقبون هذه التعليقات بتصريحاتها السابقة الداعمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، مما جعل النقاد يؤكدون أن هناك تناقضًا في الموقف الأوروبي، حيث يبدو أن هناك قواعد مزدوجة تطبق على القضايا الدولية.
ويزعم ماتياس سبكتور أن اتهامات الدول النامية للولايات المتحدة بالنفاق ليست بالضرورة أمرًا سيئًا، حيث كتب في مجلة "فورين أفيرز": "لم يكن هذا نتيجة لخلل في شخصية الولايات المتحدة، ولكن لأن الولايات المتحدة بنت سلطتها من خلال توفير المنافع العامة العالمية من خلال المؤسسات العالمية وتغطي سلطتها السياسة الخارجية بلغة الفضيلة الأخلاقية".
ومع ذلك، فهو يحذر أيضًا من أن كثيرين من الناس يعتبرون النفاق أسوأ من الكذب، في حين أن الكاذبين يضللون من أجل الربح، فإن المنافقين يذهبون أبعد من ذلك من خلال خداع الآخرين بينما يسعون إلى الثناء على فضائلهم الأخلاقية، إنهم يتظاهرون بالتفوق في عملية انتهاك المبادئ ذاتها التي يدعون إلى التمسك بها.
محاولة للاستدراك غير مفيدةوإدراكًا لمخاطر أن يُنظر إليهم على أنهم منافقون، يؤكد العديد من القادة الغربيين، بما في ذلك فون دير لاين، الآن على ضرورة احترام دولة الاحتلال الإسرائيلي للقانون الإنساني في غزة.
ومع ذلك، فمن غير المرجح أن تؤدي مثل هذه المبادرات إلى عكس تصورات الجنوب العالمي بشأن النفاق الغربي، وخاصة مع ارتفاع عدد الضحايا المدنيين في غزة.
ويقول التقرير: لقد تجاوز عدد من الأطفال الذين ماتوا في غزة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية فقط عدد الأطفال الذين ماتوا في جميع الصراعات المسلحة خلال كل سنة من السنوات الثلاث الماضية.
اقرأ أيضاً
دعاية وذخيرة وجزيرة.. حرب إسرائيل وحماس نعمة لروسيا والصين
ويقول جون هيربست، المبعوث الأمريكي السابق إلى أوكرانيا والدبلوماسي الأمريكي السابق في إسرائيل، مؤخرًا إنه في حين أن سمعة الولايات المتحدة العالمية ستتضرر إلى حد ما بسبب دعمها لتل أبيب، فإن هذا الموقف لن يؤدي إلا إلى جعل كسب الدعم لأوكرانيا "أكثر صعوبة".
وتشير المجلة إلى أن صناع السياسات في البلدان النامية نظروا لفترة طويلة إلى ادعاءات الولايات المتحدة بالتمسك بأرضية أخلاقية عالية باعتبارها مزعجة بلا داع.
وختمت تقريرها بالقول إنه "كلما طال أمد الحرب بين إسرائيل وحماس، تعاظمت المخاطر التي تهدد مصداقية الغرب في الجنوب العالمي".
المصدر | فورين بوليسي - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: أوكرانيا غزة تناقض نفاق الغرب الحرب على غزة الاحتلال الإسرائيلي الاحتلال الإسرائیلی أوکرانیا ضد روسیا الولایات المتحدة الجنوب العالمی العدید من اقرأ أیضا إلى أن
إقرأ أيضاً:
إماراتيون: برنامج الدخول العالمي نقطة تحول في السفر إلى أمريكا
رحب عدد من الإماراتيين، بضم دخول المواطنين إلى برنامج "الدخول العالمي"، الذي يوفر سهولة الوصول إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ويمنحهم تصريحاً سريعاً عند وصولهم إلى بوابات في المطارات الأمريكية.
وفي هذا السياق، أكد المواطن محمد المنصوري، عبر 24، أن "تطبيق برنامج الدخول العالمي خطوة هامة توفر تسهيلات حقيقية للمواطنين خلال السفر إلى أمريكا، وتعكس متانة العلاقات بين الإمارات والولايات المتحدة".
وقال إن "الصحول على التصريح السريع في المطارات الأمريكية، يختصر الكثير من الوقت والجهد، ويوفر تجربة سفر أسهل، ويساهم في تسهيل الأعمال".
وبدورها، لفتت شيخة المزروعي، إلى أن "التسهيلات التي تقدمها الولايات المتحدة للإماراتيين خطوة إيجابية تفتح أبواباً جديدة في مختلف المجالات، وتعكس عمق العلاقات بين البلدين والشعبين".
وأشارت المزروعي، إلى أن "البرنامج يساهم في تشجيع المزيد من المواطنين الإماراتيين على استكشاف الولايات المتحدة، ويتيح لهم فرصاً واعدة في قطاعات التعليم، والسياحة، والاستثمار، والتجارة".
وقالت: "أتطلع للاستفادة من هذا البرنامج، الذي يتيح الدخول للولايات المتحدة عبر 75 منفذاً على حدود الولايات المتحدة، وأتمنى أن يستفيد منه جميع المواطنين في رحلاتهم".
نقطة تحولمن جانبه، قال عبيد الشامسي، إن "بدء تنفيذ برنامج الدخول العالمي للمواطنين الإماراتيين يمثل نقطة تحول في تجربة السفر إلى أمريكا، ويعزز فرصنا في استكشاف وجهات سياحية جديدة، كما أن التصريح السريع عند الوصول إلى بوابات المرور المخصصة في المطارات الأمريكية سيوفر لنا الوقت والجهد، للتمتع بتجربة سفر أكثر سلاسة وراحة".
وأكد أن "لا تقتصر العوائد الإيجابية للبرنامج على توفير الوصول السريع للمواطن الإماراتي إلى الولايات المتحدة فقط، بل تشمل أيضاً عوائد اقتصادية وتنموية وحتى إنسانية، عبر تسهيل التبادل التجاري والاستثمار الاقتصادي للأفراد والمؤسسات، ويجسد عمق العلاقات الوثيقة بين البلدين، والتزامهما بتعزيز التعاون في مختلف المجالات".