محلل سياسي: القضية الفلسطينية ركن أساسي في السياسة السعودية
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
أكد الكاتب السياسي د. علي العنزي، أنه لا يوجد أي دولة تماثل المملكة في مساعدة الشعب الفلسطيني ودعمه لاستعادة حقوقه.
وأضاف خلال مداخلة مع قناة «الإخبارية» أن القضية الفلسطينية ركن من أركان السياسة السعودية الداخلية والخارجية مثل ظهور هذه القضية في عام النكبة 1948.
ولفت العنزي إلى أن موقف المملكة واضح من هذه القضية وهو دعم الشعب الفلسطيني بكل الوسائل الممكنة حتى يسترد حقه ويستطيع الصمود في وجه كل ما يتعرض له من سلطات الاحتلال.
وأشار إلى أن موقف المملكة هو دعم القضية الفلسطينية سياسيا واقتصاديا وعسكريا، حيث شاركت المملكة في كل الحروب التي قامت على أرض فلسطين ولها شهداء، على الرغم من أنها ليست من دول المواجهة.
فيديو | "القضية الفلسطينية في وجدان كل سعودي"
الكاتب السياسي د. علي العنزي: ليس هناك أي دولة تماثل المملكة في مساعدة الشعب الفلسطيني ودعمه لاستعادة حقوقه #نشرة_النهار#الإخبارية pic.twitter.com/EBQDO0j0qo
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: القضیة الفلسطینیة
إقرأ أيضاً:
اليمن في الوعي الفلسطيني المقاوم
ارتبطت اليمن منذ بداية المعاناة الشعبية العربية الفلسطينية مع القوى الاستعمارية بدءا من الحروب الصليبية مرورا بالاستعمار العثماني ثم الإنجليزي وصولا للاحتلال الصهيوني، وفي كل هذه المحطات الاستعمارية كانت اليمن حاضرة بفرسانها ورجالها وبوعيها الجمعي الديني والفكري والسياسي والثقافي والاجتماعي، غير أن اليمن التي ارتبطت بهذه القضية بصورة فردية أو جماعية محدودة وكان للبعد الجغرافي دور في هذا السياق، إلا أن ما حدث مؤخرا من قبل اليمن فعل غير مسبوق وغير متوقع حتى من قبل ألد أعداء اليمن وهم الصهاينة والأمريكان، والبريطانيون، بل شكل موقف صنعاء وقرار قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي بدعم وإسناد المقاومة العربية في فلسطين صدمة مثيرة للحيرة لدى البعض من النخب اليمنية في الداخل، فيما كانت بمثابة كارثة وجرس إنذار لدول المحيط اليمني الذين شكل لهم الموقف اليمني ليس سابقة غير معهودة لفعل طبيعي بل نظروا لموقف صنعاء باعتباره يحمل من المخاطر لهم ما يفوق قدرتهم على التعامل معه وليس ثمة إمكانية لتطويق موقف صنعاء التي تجاوزتهم وتجاوزت أدوارهم ونسفت بموقفها كل مشاريعهم الاستراتيجية ذات الأبعاد الجيوسياسية التي كانت بعض أنظمة المنطقة تسعى للوصول إليها عبر فلسطين التي اتخذت منها بعض الأنظمة إن لم يكن كلها بمثابة جسرا لتحقيق أهداف ومصالح جيوسياسية واستراتيجية والتي نسف الموقف اليمني جسور تواصلها واضعا أمام الأنظمة العربية مجتمعة ودون استثناء خيارات مصيرية يصعب تجاوزها أو التحايل عليها، وكما وضعت صنعاء السفن العابرة لمضيق باب المندب ومياه البحرين الأحمر والعربي أمام خيارين هما مقاطعة الموانئ الصهيونية أو الاستهداف، الأمر الذي اضطر بعض ملاك هذه السفن إلى وقف تعاملهم مع الكيان، فيما اختار البعض الآخر (رأس الرجاء الصالح) الأمر ذاته بالنسبة للأنظمة العربية فإن صنعاء وضعتها أمام خيارين إما (الحياد) وهذا ما اتخذته تقريبا غالبية الأنظمة العربية، وإما (التطبيع) مع العدو والمجاهرة به، وكلاهما بطعم المر بالنسبة لهذه الأنظمة التي ترتبط بعلاقة مع العدو من تحت الطاولة وبرعاية أمريكية بريطانية غربية، فيما أخرى وعددها محدود كانت قد جاهرت بعلاقتها مع العدو من قبل أن يتحول الموقف اليمني من موقف تابع لبعض الأنظمة العربية والدولية إلى موقف مستقل، استطاع أن يذهب بعيدا في قراره فيما يتعلق بالقضية المركزية العربية الأولى للأمة قضية فلسطين ويتحول موقف اليمن من موقف الإسناد الفردي والجماعي المحدود المتعارف عليه تاريخيا، على الصعيد الشعبي، ومن موقف رسمي محدود يقتصر على التعاطف وبيانات الإدانة والشجب، إلى آخر غير متوقع ومفاجئ لكل العالم خاصة بعد أن تحول هذا الموقف من موقف إسناد إلى آخر فاعل ومواجهة ميدانية مع العدو، ساحبة البساط من تحت أقدام أنظمة ونخب تاجرت بالقضية ووظفتها لتحقيق أهداف سياسية محلية وعربية ودولية بحرص لا يؤدي لخسارتهم أو يفقدهم طرق العبور نحو واشنطن ولندن وباريس وبقية عواصم الاستعمار القديم المتجدد من خلال رعاية الكيان الصهيوني.
ولم يكن دافع صنعاء سياسياً ولا جيوسياسياً كما يذهب المتخوفون في تفسير موقف صنعاء التي انطلقت في مواقفها من وازع ديني عقائدي غير قابل للمساومة وغير قابل للتوظيف السياسي أيضا، وهذا ما دفع البعض في الداخل و المنطقة من خصوم صنعاء إلى تبني حملة تشويه وتضليل ضد صنعاء ومحاولة الانتقاص من دورها في معركة الطوفان والتقليل من هذا الدور وإظهاره بصورة (العبث) تارة وأخرى وصفه بالهروب إلى معركة خارجية تلهي الشعب عن أزمته الداخلية فيما هناك من ذهب بعيدا بغيظه واعتبر أن صنعاء بموقفها الداعم لفلسطين وشعبها إنما تستدعي العدوان الصهيوني لتدمير قدرات الشعب اليمني..
أصحاب هذا التوصيف الأخير الذين يتهمون صنعاء بأنها استدعت العدو ربما كانوا أكثر من أقرانهم المنتقدين لموقف صنعاء ارتهاناً وتبعية لأسباب عدة، أهمها أن لا شيء بقي من قدرات اليمن سالما ولم تدمره قوات التحالف الدولي التي تستهدف اليمن وقدراتها منذ مارس 2015م.. ويعلم أصحاب هذا المنطق وكانوا حين تدمرت واستهدفت كل هذه القدرات لا يزالون شركاء في المواجهة ضد العدوان الذي دمر كل شيء بالوطن حتى منازلهم الخاصة ومقراتهم دمرت وكانوا لا يزالون جزءا من المشهد الوطني المواجه قبل أن ينقلبوا على الوطن والشركاء لدوافع سياسية زينتها لهم جهات خارجية إقليمية ودولية بهدف شق الصف الوطني غير أن محاولتهم فشلت فذهبوا ليعاد تجنيدهم من قبل دول العدوان الذين حاولوا أن يتخذوا منهم أوراق مساومة بهدف الضغط على صنعاء عند الحاجة..
وأعتقد أن رد الفعل المقاوم فلسطينيا على موقف صنعاء ما عبره عنه المجاهد (أبو عبيدة) في طلته الأخيرة الذي وصف موقف صنعاء بأنه ( موقف تاريخي فريد) بل وذهب أبعد حين (ربط اليمن بفلسطين وجوديا) ولم يذكر (أبو عبيدة) أي نظام عربي غير اليمن، وأن حياء الشعوب العربية الحرة التي شاركت إخوانهم في فلسطين معاناتهم وجدانيا وفكريا ومعنويا.
استراتيجيا يمكن القول أن صنعاء التي انتقلت من حالة الإسناد المحدود إلى المواجهة المفتوحة مع العدو وشركائه أمريكا وبريطانيا تحديدا جعلت صنعاء تقلب الطاولة على رؤوس الجميع متسلحة بوعيها الإيماني وبقناعتها بدورها والتفاف الشعب حولها، وتوظيفها لموقع اليمن الجغرافي لأول مرة في تاريخ اليمن وهو السلاح الأخطر في سياق الصراع المحتدم على الخارطة الدولية لما في ذلك الصراع الجاري في فلسطين الذي بدوره متصل اتصالاً مباشراً بالصراع الدولي القائم.