غيتار من الفطر وآخر من خلايا النحل.. ما الذي ترغب بإثباته صانعة القيثارات هذه؟
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- رغم أنّ القيثارات الكلاسيكية ستحظى دومًا بمكانة ثابتة في قوائم التشغيل الخاصة بنا، إلا أنّ هناك بعض التصاميم الجديدة تأخذ شهرة من خلال استخدام بعض المواد الغريبة.
وتعتقد صانعة الغيتار والآلات الموسيقية راشيل روزنكرانتز أنّها حققت الهدف الملائم، من خلال تصنيع آلات موسيقية صُمّمت خصيصًا من مواد حيوية.
بدأت هذه المغامرة في مطلع العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، عندما كان روزنكرانتز ما برحت طالبة وتبلغ من العمر 21 عامًا في باريس، متأرجحة بين أن تصبح موسيقية أو فنانة بصرية. جمعت صناعة الغيتار بين شغفيها، بيد أنّ صانعي الآلات الموسيقية المحليين قالوا إنها أكبر من أن تبدأ حتى في تلك السن المبكرة، لذلك ظلت متمسكة بالتصميم.
وبعد مرور عشر سنوات، غيّر انتقالها إلى رود آيلاند في الولايات المتحدة أسلوبها. لحقت بركب الموسيقى مجددًا، وبدأت تدريبها وها هي تصنّع القيثارات منذ قرابة 13 عامًا.
وقال روزنكرانتز لـCNN: "ربما لم يحدث ذلك عندما كان عمري 21 عاماً، لكن عمري الآن 42 عاماً وأنا أفعل ذلك بالفعل، لذا لم يفت الأوان بعد".
دخلت المواد الحيوية الصورة عندما نظرت في أثر صناعة آلة الغيتار على أنواع معينة من الأشجار.
وأوضحت روزنكرانتز أنه "رغم أننا (صانعي الغيتار) لا نمثّل نسبة كبيرة من الأشخاص الذين يستهلكون الخشب، إلا أننا نتسبّب بأضرار جسيمة في بعض المناطق. لكنني أعتقد أن صانعي الغيتار أكثر وعياً بالمكان الذي يحصلون منه على الأخشاب".
وتابعت أنه "يتم إنتاج حوالي 2.6 مليون غيتار سنويًا في الولايات المتحدة وحدها. لكن بخلاف صناعات البناء والأثاث التي تفضل الأخشاب سريعة النمو، تستخدم صناعة الغيتار عادةً الأخشاب النادرة والأقدم مثل الماهوجني، وخشب الأبنوس، وخشب الورد.
يتم قطع الأشجار بشكل عمودي على حلقات نموها للحصول على صوت أفضل، وتغطية الجزء الأمامي والخلفي من الغيتار والجوانب بالكامل، ما يعني أن ثمة حاجة إلى جذوع أكبر، مثل تلك التي نقع عليها في الأشجار المعمّرة. وهذا فعل غير مستدام.
كان خشب الورد البرازيلي يتمتع بقيمة كبيرة في صناعة القيثارات، لكن الشجرة، التي لا نجدها إلا في الغابة الأطلسية الساحلية البرازيلية، تواجه تهديدات خطيرة جرّاء قطع الأشجار بشكل غير قانوني لتطهير الأراضي من أجل الزراعة واستخدامات أخرى. منذ عام 1992، تم حظر استخدامه بشكل فعال بموجب اتفاقية التجارة الدولية في الأنواع المهددة بالانقراض (CITES).
تم استخدام شجرة التنوب سيتكا على نطاق واسع لصنع القيثارات الصوتية، لكن غالبًا ما تؤخذ من غابة تونغاس الوطنية في ألاسكا، حيث أدّى قطع الأشجار على نطاق واسع لاستخدامها في مختلف الصناعات، إلى مطالبة بعض صانعي الغيتار ببدائل أكثر استدامة.
ورأت روزنكرانتز أنّ "كل ما يتطلبه الأمر هو التحلي ببعض الأخلاق. مجرد القيام بالأمر الصحيح يحدث فرقًا كبيرًا".
في وقت مبكر من مسيرتها المهنية في صناعة الغيتار، تساءلت روزنكرانتز عما يمكن فعله من دون الخشب والبلاستيك. ومن خلفيتها في التصميم، رأت أنّ المواد الحيوية تُستخدم في كل شيء بدءًا من سيارات BMW وصولًا إلى الأحذية الرياضية.
أول خطوة أساسية قامت بها تمثلت باستبدال البلاستيك بجلد السمك، الذي تحصل عليه من بائع في البرازيل يصنع جلود البلطي من نفايات المزارع السمكية. وقالت: "إنه (جلد السمك) أقوى من البلاستيك، وأكثر مرونة منه أيضًا. بالنسبة لواقي الالتقاط الذي يحمي الآلة من الخدش، فإنه يلحق بحركة الخشب".
ولفت الميسيليوم أو الغزل الفطري، بنية تشبه الجذور وتتكون من خيوط رفيعة مصنوعة من الفطريات، انتباه روزنكرانتز عندما لاحظت استخدامه كبديل للبوليسترين في التغليف . ولاحظت أن "البوليسترين يوصل الصوت بشكل مذهل لأنه غني بالهواء، فماذا لو كان نظيره الطبيعي يتمتّع بنفس الخاصية"؟
وأوضحت روزنكرانتز التي تدرس أيضًا بكلية رود آيلاند للتصميم، أنه بمجرد أن تجف المادة، فإنها تلتحم معًا فتصبح الكثير من الألياف المجوّفة مثل حزمة السباغيتي، بحيث يكون لها صدى بطريقة مماثلة للخشب.
وتحصل صانعة الآلات على الميسليوم من أحد البائعين في شمال ولاية نيويورك، وتقول إنه يمكن زراعته بأي شكل، ما يعني أنّ العمل به لا يترك قطعًا تضيع سدى. غيتارها الكهربائي "Mycocaster" مصنوع من الفطريات والورق، مع إضافة ألياف مجففة مثل قشر الذرة لجعل جسم الغيتار أكثر صلابة.
الصوتتبدو إبداعات روزنكرانتز الغريبة مختلفة قليلاً عن القيثارات التقليدية، اعتمادًا على المادة الحيوية التي تُصنع منها. ويتميز "Mycocaster" بنغمة منتفخة وأنفية. قالت: "لم أكن أعلم أنه سيكون لديه هذا الصوت".
ومع ذلك، فقد جعلها ذلك تعتقد أن هذه الآلات قد تخدم أنواعًا موسيقية متخصصة وربما جديدة. وأضافت روزنكرانتز: "إذا أردنا تأليف أصوات جديدة، علينا النظر في مواد جديدة".
بالنسبة لـMycocaster، ذهبت إلى أبعد من ذلك من خلال إضافة بعض الالتقاطات والميكروفونات إلى جسم الميسيليوم التي في الإمكان ضبطها اعتمادًا على مقدار "صوت الفطر" الذي يريده المستخدم.
ومع ذلك، فإن هذه القيثارات المخصصة ليست رخيصة. يقدر سعر Mycocaster من Rosenkrantz حاليًا 4000 دولار، ولديها ثلاثة طلبات قيد التنفيذ.
إنها ترغب بخفض التكاليف بشكل أكبر، لكنها تعترف بأنها ستحتاج إلى مساعدة من شركة تصنيع أكبر. في هذا الإطار أوضحت روزنكرانتز بـ"أنني أود أن يصل سعره إلى 50 دولارًا، وأن يتمكن كل طفل من شرائه".
وخلصت إلى أنه "ربما يكون الغيتار على شكل فطر وسيلة لتحقيق ذلك، سيكون هذا هو حلمي". وأضافت: "لدي ثقة في المستقبل. ما قد يعتبر غريبا اليوم قد لا يكون غريبا غدا".
أمريكازراعةصناعةموسيقىنشر السبت، 04 نوفمبر / تشرين الثاني 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتكوبونز CNN بالعربيةCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: زراعة صناعة موسيقى
إقرأ أيضاً:
خلايا وقود الهيدروجين قفزة تكنولوجية للحوثيين قد تغيّر قواعد اللعبة العسكرية في البحر الأحمر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تقريرًا جديدًا يكشف عن تطور نوعى في تكنولوجيا الطائرات المسيرة التي يستخدمها الحوثيون في اليمن، مما قد يجعل هذه الطائرات أكثر سرية وقادرة على التحليق لمسافات أطول، ويركز التقرير على تهريب مكونات خلايا وقود الهيدروجين إلى اليمن، وهى تقنية متقدمة يمكن أن تمنح الحوثيين قفزة تكنولوجية في قدراتهم الجوية.
وأفاد التقرير أنه على مدار أكثر من عام، نفّذ الحوثيون هجمات متكررة استهدفت سفنًا تجارية وحربية فى البحر الأحمر باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة والزوارق المفخخة، وقد أدت الهجمات التى زعم الحوثيون أنها تأتى تضامنًا مع الفلسطينيين فى غزة، إلى تعطيل طرق الشحن الدولية عبر أحد أكثر الممرات البحرية ازدحامًا فى العالم.
وبحسب التقرير، طالت هذه الهجمات سفنًا على بعد ١٠٠ ميل من الساحل اليمني، مما دفع الولايات المتحدة وإسرائيل إلى الرد عبر غارات جوية انتقامية، ورغم تراجع الهجمات الحوثية إلى حد كبير بعد التوصل إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس فى يناير الماضي، فإن الأدلة الجديدة تشير إلى أن الحوثيين قد حصلوا على تقنية جديدة تزيد من صعوبة اكتشاف طائراتهم المسيرة، ما قد يُغير موازين المواجهات العسكرية مستقبلًا.
وفقًا لتحقيق أجرته منظمة أبحاث تسليح الصراعات (Conflict Armament Research)، وهى منظمة بريطانية متخصصة فى تعقب الأسلحة المستخدمة فى النزاعات حول العالم، فإن الحوثيين حصلوا على مكونات متطورة لخلايا وقود الهيدروجين يمكن استخدامها فى تشغيل الطائرات المسيرة، هذا الاكتشاف قد يكون مؤشرًا على قدرة الحوثيين على توسيع مدى طائراتهم المسيرة وزيادة صعوبة اكتشافها.
وأوضح تيمور خان، المحقق فى أبحاث تسليح الصراعات، إن هذه التكنولوجيا قد تمنح الحوثيين "عنصر المفاجأة" فى أى مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة أو إسرائيل إذا استأنفوا هجماتهم، وكان خان قد زار جنوب غرب اليمن فى نوفمبر الماضى لتوثيق أجزاء من أنظمة خلايا وقود الهيدروجين التى تم العثور عليها فى قارب صغير تم اعتراضه، إلى جانب أسلحة أخرى يُعرف أن الحوثيين يستخدمونها.
وأكد أن خلايا وقود الهيدروجين تُنتج الكهرباء من خلال تفاعل الأكسجين فى الهواء مع الهيدروجين المضغوط عبر سلسلة من الصفائح المعدنية المشحونة كهربائيًا.
وهذه العملية تُنتج بخار الماء كمنتج ثانوي، ولكنها تُصدر القليل من الحرارة أو الضوضاء، مما يجعل الطائرات المسيرة التى تعتمد عليها أكثر صعوبة فى الاكتشاف من خلال أجهزة الاستشعار الصوتية أو أنظمة الأشعة تحت الحمراء.
ووفقًا للتقرير، فإن الطائرات المسيرة الحوثية التى تعمل بأنظمة تقليدية، مثل محركات الاحتراق الداخلي أو بطاريات الليثيوم، يمكنها التحليق لمسافة تصل إلى ٧٥٠ ميلًا، لكن باستخدام خلايا وقود الهيدروجين، يمكن أن تصل المسافة إلى ثلاثة أضعاف ذلك، أى أكثر من ٢٠٠٠ ميل، مما يمنح الحوثيين قدرة أكبر على تنفيذ عمليات استطلاع وهجمات بعيدة المدى.
وكشف التقرير أن مكونات خلايا الوقود التى عُثر عليها فى اليمن تم تصنيعها من قبل شركات صينية متخصصة فى إنتاج تقنيات الطائرات المسيرة، وأظهرت وثائق الشحن أن خزانات الهيدروجين المضغوط تم تصنيفها بشكل خاطئ على أنها أسطوانات أكسجين، فى محاولة لتمويه طبيعتها الحقيقية.
ورغم أنه ليس من الواضح ما إذا كانت هذه المكونات قد أُرسلت مباشرة من الصين، إلا أن ظهور مصدر جديد لمعدات عسكرية متقدمة لدى الحوثيين يشير إلى توسع فى سلاسل التوريد التى يعتمدون عليها، ما يعزز استقلاليتهم عن الدعم الإيرانى التقليدي.
وأضاف التقرير أنه تم اعتراض القارب الذى فتشه فريق أبحاث تسليح الصراعات فى أغسطس الماضي من قبل قوات المقاومة الوطنية اليمنية، المتحالفة مع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، واحتوى القارب على مجموعة من الأسلحة المتقدمة، من بينها صواريخ مدفعية موجهة، ومحركات صغيرة أوروبية الصنع يُمكن استخدامها فى صواريخ كروز، ورادارات وأجهزة تتبع السفن، ومئات الطائرات المسيرة التجارية، وأجزاء من خلايا وقود الهيدروجين.
وتجدر الإشارة إلى أنه تقنية خلايا وقود الهيدروجين تعتبر معروفة منذ عقود، حيث استخدمتها ناسا خلال مهمات أبولو، كما بدأ استخدامها فى الطائرات العسكرية المسيرة فى أواخر العقد الأول من القرن الحادى والعشرين خلال الحروب الأمريكية فى العراق وأفغانستان.
وأوضح أندى كيلي، المتحدث باسم شركة إنتيليجنت إنرجى البريطانية، أن خلايا وقود الهيدروجين توفر قدرة تخزين طاقة أكبر بثلاث مرات مقارنة ببطاريات الليثيوم ذات الوزن المماثل، وهذا يمنح الطائرات المسيرة قدرة على الطيران لفترات أطول مع حمل وزن أكبر، مما يجعلها أكثر كفاءة لأغراض الاستطلاع والهجمات بعيدة المدى.
وأضاف كيلى أن أنظمة خلايا الوقود تصدر اهتزازات أقل مقارنة بالمحركات التقليدية، ما يجعلها أكثر ملاءمة لاستخدام أجهزة الاستشعار والمراقبة فى الطائرات المسيرة.
ويشير تقرير نيويورك تايمز إلى أن الحوثيين قد يكونون فى طريقهم إلى تحقيق اكتفاء ذاتى جزئى فى مجال التسليح، بعيدًا عن الحاجة المستمرة إلى الإمدادات الإيرانية.
هذا التطور قد يسمح لهم بتنفيذ هجمات أكثر تعقيدًا ضد السفن الحربية والتجارية، وربما توسيع نطاق عملياتهم ليشمل أهدافًا خارج منطقة البحر الأحمر، ورغم أن الولايات المتحدة وحلفاءها يبذلون جهودًا كبيرة لتعقب شحنات الأسلحة المتجهة إلى الحوثيين، فإن هذه القضية تبرز مدى تعقيد النزاع فى اليمن، خاصة مع تزايد استخدام الحوثيين لتكنولوجيا متقدمة قد تُغير من معادلة الصراع فى المنطقة.
ويكشف تقرير الصحيفة الأمريكية بالتعاون مع أبحاث تسليح الصراعات عن تطور استراتيجى فى ترسانة الحوثيين، يتمثل فى اعتمادهم على خلايا وقود الهيدروجين لتشغيل طائراتهم المسيرة، هذه التقنية تمنحهم قدرة على التحليق لمسافات أطول وبشكل أكثر سرية، مما قد يشكل تحديًا جديدًا للقوات الأمريكية والإسرائيلية وحلفائهما فى المنطقة.
وبينما يظل المصدر النهائى لهذه المكونات غير واضح، فإن التحليل يشير إلى أن الحوثيين قد يكونون بصدد تحقيق استقلالية أكبر فى تسليحهم، مما قد يزيد من تعقيد المشهد الأمنى فى اليمن والشرق الأوسط.