قراءة في #خطاب_نصر الله!
بقلم: د. #ذوقان_عبيدات
ما أن انتهى خطاب حزب الله حتى بدأت حملة شيطنة جديدة، قادها أعداء الحزب والمضلّلون
استخباراتيًا، ومخلصون خابت ظنونهم وتوقعاتهم من الخطاب، وانساقوا جميعًا في حملة غير مسبوقة ضد حزب الله وزعيمه، بل وضد المقاومة مستذكرين تخلي أنصار الحسين عنه في معركة كربلاء! وخلاصة الموقف: (مبغوضة وجابت بنت)!!
مقالات ذات صلة معركة لها ما بعدها 2023/11/04لكن أقول: لو صدر خطاب نصر الله من أي زعيم، أو حزب عالمي، أو عربي وقال عّشْرَ ما قاله نصر الله لعددناه بطولة خارقة تفوق التوقعات!!
(١ )
شبهات في الخطاب
لاحظت ثلاثة مواقف خطيرة جدًا
تحتمل تفسيرات سلبية: الأول؛
غياب مصطلح وحدة ساحات محور المقاومة تمامًا، حيث لم يذكر إطلاقًا ، وهذا “قد” يخفي نوايا واضحة في أنّ الحزب لن يتدخل في هذه المعركة، وأكثر من هذا أنه لجأ إلى ما تقوم به المقاومة في العراق واليمن، وهو يعرف ضآلة تأثير هذا التدخل!
والأمر الثاني؛ تركيزه منذ بداية الخطاب على أنّ حماس هي من خطّط، وأبدع ونفّذ، ولم يكن لأي أحد آخر أي دور!! فالمعركة فلسطينية بالكامل، وهذا موقف شبهة أيضًا لأنه يحتمل تفسيرات عديدة أحدها؛ هو من خطّط ونفّذ دون استشارتنا، وعليه أن يتحمل مسؤولية ما فعل، فلماذا نتدخل في معركة فلسطينية لسنا طرفًا فيها؟
والثالث؛ حين قال: نحن نتضامن مع المقاومة في غزة، وكلمة “تضامن” يمكن تفسيرها بمدلولات عديدة منها: أننا نتضامن سياسيًا، أو بالدعاء لكم،
أو كما تفعل الدول العربية التي تحولت إلى وكالات غوث ، أو كتضامن الدول الغربية في إرسال مستشفيات بحرية!
هذه مواقف بتقديري غامضة، وتحتاج تفسيرات خاصة إذا عزلناها عن سياق الخطاب!
هذه المواقف الثلاثة، إضافة إلى أنه لم يشفِ غليل توقعاتنا التي رأت أنّ تدخله سيقلب الأمور!
( ٢ )
الوجه الآخر للخطاب: أقل شعرة
من إعلان الحرب!
كان سياق الخطاب كله إيجابيّا، وهو حتى الآن برغم ما سبق، أقوى خطاب لفظي، وغير لفظي داعم لمقاومة الشعب الفلسطيني، فليس بحدود علمي أي موقف عربي، أو دولي، كان أكثر جرأة من خطاب نصر الله! فهو حتى الآن أقوى دعم تلقاه الشعب الفلسطيني ومقاومته في غزة؛ على الرغم ممّا ذكرت في البند الأول!
وأدلتي هي:
١-قال بأنّ الحزب تدخل منذ الثامن من أكتوبر ، وأن الحزب قدّم أكثر من ستين شهيدًا، وأن الجبهة أمس اشتبكت في جميع مناطقها! وأضاف؛ لن يبقى الأمر عند هذا الحد! وهذا يعني بوضوح أنّ توسع الحرب ما زال مطروحًا.
٢-وقال: إن جميع الخيارات مفتوحة، ولن نتردد في الذهاب إلى أيٍ منها! وهذا يعني أنه سيشارك في حرب مفتوحة!
٣-وقال: إن تدخلنا الواسع في الحرب مرهون بأمرين هما: تطور الموقف في غزة، وعدوان إسرائيل على لبنان! وهذا يدل بوضوح على أنه سيتدخل إن وصلت الأمور في غزة إلى خطّ أحمر معيّن. وبرأيي هدا، يمكن التحقق منه قريبًا جدّا.
٤- ليس من الحكمة أن يتصدى حزب الله لإعلان حرب شاملة من خلال خطاب تلفزيوني، أو يكشف عن معلومة مثل هذه مجانًا. ولا يمكن أن يقول مثل هذا أمام العالم من دون مقدمات.
٥-أوضح بقوة أن الأسطول الأمريكي لن يؤثر على قرار الحرب، وأنه أعدّ له العدّة! وذكّر الولايات المتحدة بهزائمها في بيروت وغير بيروت، وقال: إن من أخرجوكم من بيروت سنة١٩٨٢ ما زالوا أحياء وزادوا أولادًا وأحفادًا.
وأخيرًا، هل خذل حزب الله الجمهور العربي؟ الجواب: نعم.
و هل أفرح أعداء الحزب؟
الجواب: نعم وبشدة! وكانوا سيحبطون لو دخل الحزب هذه الحرب!!
ولكن! هل خذل أصدقاءه؟ الجواب: لست أدري وأميل إلى كلّا!
أعتقد بأنّ تقويم الخطاب، والموقف لم يحن بعد!
قالت نيويورك تايمز بعد الخطاب
رأيًا دقيقًا جدّا؛ توقف حسن نصر الله عند أقل من شعرة من إعلان الحرب الشاملة! فلننتظر هذه الشعرة التي لا حبل لنا سواها!!!
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: خطاب نصر ذوقان عبيدات خطاب نصر الله حزب الله فی غزة
إقرأ أيضاً:
بيان من الشيوعي السوداني حول الإنتهاكات الجسيمة في الجزيرة؛
يدين الحزب الشيوعي السوداني الإنتهاكات الجسيمة التي تحدث حاليا في ولاية الجزيرة، وموجة العنف والإرهاب والترويع المستعرة بوتائر متسارعة هناك، وهذه الفظائع تتحمل مسؤوليتها مباشرة قيادة الجيش قانونياً وسياسياً بلا أي إمكانية للإفلات من المحاسبة والعقاب؛ فبالإضافة عن مسؤولية القيادة
الحزب الشيوعي السوداني مكتب الاعلام المركزي
بيان حول الإنتهاكات الجسيمة في الجزيرة؛
يدين الحزب الشيوعي السوداني الإنتهاكات الجسيمة التي تحدث حاليا في ولاية الجزيرة، وموجة العنف والإرهاب والترويع المستعرة بوتائر متسارعة هناك، وهذه الفظائع تتحمل مسؤوليتها مباشرة قيادة الجيش قانونياً وسياسياً بلا أي إمكانية للإفلات من المحاسبة والعقاب؛ فبالإضافة عن مسؤولية القيادة قانوناً عن افعال الضباط والجنود تحت قيادتها، وكذلك عن القوات "الأخرى" المتحالفة معها، وعن مسؤوليتهم عن أمان المواطنين في مناطق سيطرة الجيش، فإن الخطابات الصادرة مباشرة عن قيادات الجيش تعطي الضوء الأخضر للقوات لممارسة كل الإنتهاكات دون قيد "لجام" كما لوحظ في الخطاب الأخير للرجل الثاني في قيادة الجيش.
سبقت هذه الإنتهاكات موجة من خطاب التحريض والعنف والوعيد، تارة تحت دعاوى "المتعاونين" وتارة تحت دعاوى ( حسم الفوضى التي سبقت سقوط ود مدني ! ) ، وحملة تحريض ضخمة ضد المواطنين من سكان الكنابي...
هذه الحملة تم الاعداد لها وتنظيمها من قبل الفئات الداعمة لإستمرار الحرب وتستفيد منها، وهي مستمرة، وأدت وستؤدي إلى نتائج وخيمة.
إن وحدة المجتمع السوداني والسلم الأهلي هي مسؤوليتنا جميعا ويجب الدفاع عنهما بلا هوادة أمام هذه المهددات الماثلة والتي لها نتائج حالية ومستقبلية شديدة الخطورة.
ندين بشكل حاسم وصريح مجزرة كمبو خمسة طيبة شرق أم القرى، وقتل المدنيين في مناطق أخرى في الجزيرة، وندعو إلى وقف هذه الإنتهاكات والفظائع فورا، وكذلك تقديم مرتكبيها إلى محاكمات عادلة، كما نهيب بالمجتمع السوداني ومنظماته الحقوقية والسياسية أن يعلنوا إدانة ما حدث بشكل واضح وصريح، كذلك واجب رصد كل الإنتهاكات وتوثيقها.
كما ندعو إلى المبادرة إلى التمسك بالسلم الأهلي وسيادة حكم القانون وحماية حقوق الإنسان في بلادنا في ظل هذه الحرب الكارثية.
مارس طرفا الحرب إنتهاكات في حق الشعب السوداني ترقى لمستوى جرائم الحرب، ولقي سكان الجزيرة منها النصيب الأكبر؛ كل ذلك يكشف ويجرد طرفي الحرب من شعاراتهم التي يخوضون بها هذه الحرب البغيضة، ويجعل من إدانتهما ورفض حربهما وكشف زيف كل إدعاءاتهما واجب مقدم.
هذه الفظائع لن تنتهي إلا بإيقاف هذه الحرب، وعبر عمل وطني شعبي خالص، وشعبنا وقواه الحية قادر على ذلك.
نترحم على ضحايا المجازر والإنتهاكات، وكل ضحايا هذه الحرب الكارثية، ونواسي الأسر المكلومة، ونقف مع مواطني الجزيرة أمام هذه الفظائع والإرهاب، وندعو إلى وقف ما يحدث فورا ومحاسبة الفاعلين.
مكتب الاعلام المركزي
الحزب الشيوعي السوداني
14 يناير 2025م.