جملة حذرت منها مصر مرارًا وتكرارًا في أكثر من محفل مُهم نصها «ازدواجية المعايير» خاصة في التعامل مع القضية الفلسطينية، التي ظهرت بشأنها دعوات لتهجير الشعب الفلسطيني من أراضيه، الأمر الذي اعتبرته القيادة السياسية المصرية بمثابة تصفية للقضية الفلسطينية وهو ما لا تسمح به على الإطلاق.

وفسّر صلاح وهبة، الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية ماهية ازدواجية المعايير، قائلًا: «تعني ثنائية التعامل تجاه المواقف الدولية وتقييمها وطرق التعامل معها واتخاذ المواقف بشأنها، وبمعني أدق هي سياسة الكيل بمكيالين تجاه التعاطي مع المواقف الدولية المختلفة بما يحقق المصلحة السياسية والاستراتيجية».

تطورات خطيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة

واسترشد «وهبة» في حديثه لـ «الوطن»، بمثال اتخاذ موقف بمناصرة الدولة المعتدية لتحقيق الأهداف والمصالح السياسية ويحافظ عليها: «هذا الأمر ما نراه بوضوح وبشكل فاضح في التطورات الخطيرة التي تشدها الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ السابع من الشهر الماضي والدعم الأمريكي والأوروبي غير المحدود لإسرائيل في عدوانها على قطاع غزة».

وصف الباحث بالمركز المصري، ما تنفذه قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة بأنه جرائم ضد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ترتقي في معظمها إلى جرائم حرب، ومن بينها استخدام الأسلحة المحرمة دوليًا وتجويع واستهداف وقتل المدنيين وغيرها من الجرائم التي لا يتسع المجال لذكرها: «وهنا اتخذت ازدواجية المعايير لدى المجتمع الدولي مصطلح حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها عنوانًا لتبرير هذه الازدواجية».

ارتكاب العديد من المجازر تجاه أهالي غزة 

عند مقارنة المواقف الدولية تجاه الأزمة الروسية الأوكرانية على سبيل المثال، بحسب صلاح وهبة، يتضح أن المجتمع الدولي اتهم موسكو بارتكاب جرائم ضد القانون الدولي وحقوق الإنسان دون أدلة واضحة، بينما في قطاع غزة شنت تل أبيب هجومًا واسع النطاق على كافة البنى التحتية واستهدفتها بقصف شامل، وارتكاب العديد من المجازر تجاه أهالي القطاع، ومن بينها مجزرة المستشفى المعمداني واستهداف سيارات الإسعاف التي كانت تنقل الجرحى إلى معبر رفح.

إجمالي أعمال قوات الاحتلال الإسرائيلي الإجرامية في قطاع غزة، وفق «وهبة»، مواقف وجرائم غض المجتمع الدولي الطرف عنها بل وقام بتربيرها في بعض الأحيان، وهو ما يعد مثالا صارخًا على ما تواجهه القضية من إزدواجية معايير يمارسها المجتمع الدولي تجاهها.

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: القضية الفلسطينية فلسطين غزة قطاع غزة المجتمع الدولي ازدواجیة المعاییر المجتمع الدولی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: مستعدون لتعبئة المجتمع الدولي لدعم للبنان

بيروت (وكالات)

أخبار ذات صلة الأونروا: 4000 شاحنة مساعدات جاهزة لدخول غزة المتحدثة باسم «أوتشا» لـ«الاتحاد»: الشعب السوري عند لحظة تاريخية والحماية حق للجميع

عبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، أمس، عن الدعم الكامل والاستعداد لتعبئة المجتمع الدولي بالكامل لتقديم كل أشكال الدعم للبنان، لما نعتقد أنه سيكون تعافياً سريعاً لهذا البلد، ليعود مرة أخرى مركزاً حيوياً للشرق الأوسط، فيما أكد الرئيس اللبناني تمسك لبنان بضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من الجنوب ضمن المهلة التي حددها الاتفاق الذي تم التوصل إليه في 27 نوفمبر الماضي. 
ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام عن جوتيرش قوله، بعد اجتماعه، أمس، برئيس الجمهورية جوزف عون: «أتيحت لي في هذا الاجتماع مع رئيس الجمهورية، الفرصة للتعبير عن تضامننا مع شعب لبنان الذي عانى كثيراً، كما أعربت عن دعمنا الكامل للرئيس وللحكومة المستقبلية، مع علمنا أنه سيكون من الممكن الآن تعزيز مؤسسات الدولة اللبنانية وتهيئة الظروف اللازمة لتمكين الدولة اللبنانية من حماية مواطنيها بشكل كامل»، مضيفاً أنه سيكون من الممكن، مع انسحاب القوات الإسرائيلية وانتشار الجيش اللبناني في كامل الأراضي اللبنانية، فتح صفحة جديدة للسلام، اللبنانيون يتمتعون بديناميكية استثنائية، وصمود هائل، وشجاعة كبيرة، وأعلم أنه بمجرد انتهاء النزاع، تبدأ عملية إعادة الإعمار. 
 وقال جوتيرش، للرئيس عون: «أنا واثق من أنه تحت قيادتك ستعود الأمور إلى طبيعتها في لبنان ويستعيد هذا البلد قوته ويعود وطناً مستقراً في المنطقة، صحيح أن مهمتك ليست سهلة لكن الإرادة صلبة وهي كفيلة في تحقيق ما نصبو إليه جميعا». وجدد دعم الأمم المتحدة بكافة منظماتها للبنان، مؤكداً العمل لتأمين دعم المجتمع الدولي لما يتطلبه لبنان في عملية إعادة النهوض وإزالة تداعيات ما خلفته أحداث السنوات الأخيرة. 
وشدد جوتيريش على أن الأمم المتحدة ستواصل دعم الجيش اللبناني والمؤسسات اللبنانية وستضع إمكاناتها في سبيل مساعدة الرئيس عون في مسيرته الرئاسية، مشيراً إلى أنه سيبذل كل ما في وسعه لتأمين انسحاب القوات الإسرائيلية من الجنوب ضمن المهلة المحددة لذلك.
بدوره، أبلغ الرئيس اللبناني الأمين العام للأمم المتحدة، أن لبنان متمسك بضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من أراضيه المحتلة في الجنوب ضمن المهلة التي حددها الاتفاق الذي تم التوصل إليه في 27 نوفمبر الماضي، بحلول 26 يناير. 
ولفت عون إلى أن استمرار الخروقات الإسرائيلية البرية والجوية، لاسيما لجهة تفجير المنازل، وتدمير القرى الحدودية يناقض كلياً ما ورد في اتفاق وقف إطلاق النار ويعتبر استمراراً لانتهاك السيادة اللبنانية وإرادة المجتمع الدولي بعودة الاستقرار إلى الجنوب اللبناني. واعتبر زيارة جوتيريش للبنان بعد أسبوع من انتخابه رئيساً للجمهورية رسالة أمل للبنانيين، شاكراً ما تقدمه منظمات الأمم المتحدة من دعم للبنان في المجالات كافة.
ونوه الرئيس اللبناني بدور القوات الدولية العاملة في الجنوب وصمود أفرادها في وجه الاعتداءات الإسرائيلية التي طالت مراكزها محيياً أرواح قتلى «اليونيفيل»، مشدداً على التنسيق الكامل القائم بينها وبين الجيش اللبناني. 
وأثار عون مسألة إحراق إسرائيل للأراضي المزروعة في الجنوب، متمنياً مساعدة الأمم المتحدة ولاسيما منظمة الأغذية والزراعة الدولية «فاو» للمزارعين من أجل استصلاح الأراضي وجعلها جاهزة للاستثمار مجدداً. كما تطرق عون إلى جهوزية الجيش اللبناني للحلول مكان الإسرائيليين فور انسحابهم، مطالباً مساعدة الأمم المتحدة لتأمين عودة النازحين السوريين إلى بلادهم خصوصاً بعد إزالة الأسباب السياسية والأمنية التي أدت إلى نزوحهم.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: مستعدون لتعبئة المجتمع الدولي لدعم للبنان
  • الشخصية السودانية ترفض الاستبداد.. بابكر حمدين: مساواة الجيش والمليشيا من قبل أمريكا ازدواجية المعايير
  • الأورومتوسطي .. المجتمع الدولي فشل في وقف الإبادة الجماعية في غزة ويجب ألا يفشل بالمحاسبة عليها
  • حركة فتح: لابد أن تمارس السلطة الفلسطينية واجباتها تجاه قطاع غزة
  • الناطق باسم «فتح»: لا بد أن تمارس السلطة الفلسطينية واجباتها تجاه قطاع غزة
  • عبد العاطي: على المجتمع الدولي تفعيل دوره لإعادة إعمار غزة
  • الأولى منذ سقوط الأسد.. ما دلالات الغارة التي نفذها التحالف الدولي في إدلب؟
  • أردوغان: يجب على المجتمع الدولي مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار
  • تحالف الأحزاب يرحب باتفاق وقف إطلاق النار.. ويؤكد: مصر قامت بدور تاريخي تجاه القصية الفلسطينية
  • وزير يمني: مسام جنب الآلاف من اليمنيين الموت والإعاقات بالألغام والمجتمع الدولي متخاذل تجاه قضية الألغام