سلاح المدرعات.. دبابات وعربات تطورت عبر التاريخ لتسهيل القتال
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
المدرعات مركبات عسكرية برية تكتيكية، محمية من الرصاص والقذائف بدرع كامل أو جزئي، وتكون مصفحة ومدولبة أو مزنجرة، وتجمع بين قوة النيران والقدرة الكبيرة على الحركة والمناورة وتوفير الحماية للجنود.
وتشمل المدرعات: الدبابات والعربات المصفحة ومركبات قتال المشاة وناقلات الجند المدرعة والمركبات المدرعة الخاصة.
استخدمت الشعوب القديمة في مختلف العصور آلات قتالية بدائية لحمل الأسلحة والمعدات، واختراق صفوف العدو، والاقتراب من الحصون والأسوار لنقبها أو تسلقها، مع الوقاية من رمايات أسلحة العدو.
ويعود استخدام المركبات للقتال إلى الألفية الثانية قبل الميلاد، عندما استخدم المصريون والحيثيون وغيرهم العربات الحربية التي تجرها الخيول كمنصات متحركة للقتال بالأقواس والسهام.
وقد عرف العرب في الجاهلية مثل هذه الآلات والمعدات، واستخدم المسلمون ما يشبه الدبابة في حصار الطائف في زمن النبي عليه الصلاة والسلام، وكانت آنذاك على شكل صندوق خشبي وبرج مسقوف بلا أرضية، يسير على عجلات وتحته عدد من الرجال يدفعونه إلى سور الأعداء، يتقون به سهامهم من فوق الأسوار.
وكانت هذه الآلة عرضة للاحتراق لكونها من الخشب، غير أن العرب طوروها بأن غطوها بجلود الحيوانات المشبعة بالخل كي لا تحترق، وجعلوا الصندوق أشبه بعمارة كبيرة تسير على عجلات، وتنتهي ببرج يعادل ارتفاعه ارتفاع السور.
واستمر تطوير هذا السلاح على مدى عقود طويلة حتى العصور الوسطى، ورافقه تطوير برج الحصار ورأس الكبش وغيرهما.
العربات المدرعةيعدّ مفهوم العربة المدرعة سابقا على اختراع محرك الاحتراق الداخلي، فمنذ بداية العصور الحديثة وظهور الأسلحة النارية؛ بدأ التفكير جديا في وسائل أكثر نجاعة للوقاية من نيران العدو، فاستخدم الإسكتلنديون عربة قتالية ذات عجلات يجرها حصانان عام 1456، وصمم الإيطالي فالتوريو عربة نقل قتالية تتحرك بقوة الريح عام 1472.
كما ساهم ليوناردو دا فينشي في تطوير تصميم عربة مدرعة عام 1487، بتكليف من دوق ميلانو لودوفيكو، واستوحى التصميم من قوقعة السلحفاة، وكان من المقرر أن تكون هذه العربة الحربية مصنوعة من الخشب المغطى بالمعدن، مع قمة مائلة لتفادي نيران العدو، وكان التصميم يشمل مدافع متمركزة حول محيط العربة لإطلاق النار على العدو من جميع الزوايا، غير أن التصميم لم يكن صالحا للتطبيق.
وفي عام 1855 حصل جيمس كوين على براءة اختراع في إنجلترا لتصميمه عربة مدرعة ذات عجلات تعتمد على الجرار البخاري، إلا أنها لم تستخدم عمليا، وظهرت أعمال مماثلة كثيرة، لكن مساوئها كانت أكثر من حسناتها فلم يكتب لها النجاح.
وقد بدأت العربات القتالية المدرعة باتخاذ شكل عملي في بداية القرن الـ20، إذ أصبح أساسها متاحا بامتلاك الدول الصناعية المحركات البخارية، ثم محركات الاحتراق الداخلي القادرة على تسيير العربات.
وفي عام 1900 سلحت شركة جون فاولر في إنجلترا دراجة رباعية تعمل بالطاقة البخارية، واستُخدمت حاملة للأسلحة في حرب جنوب أفريقيا "البوير" فيما بين 1899 و1902.
ثم أنتجت شركة أسترو دايملر عربة مدرعة لها 4 عجلات عام 1904، وصمم فريدريك سيمز العربة المدرعة عن طريق إضافة الدروع والأسلحة الحقيقية إلى العربات الموجودة سابقا، وفي الوقت ذاته أنتجت فرنسا عربة مدرعة مع برج.
واستطاع الجيش البلجيكي عام 1904 تحويل سيارة "مينيرفا" المدنية إلى مركبة عسكرية مدرعة، عن طريق إضافة درع مصفح ومدفع رشاش حول الهيكل الأصلي.
وتطور سلاح المدرعات بعد ذلك، واعتمدت عليه الجيوش في المعارك البرية، واتخذ أشكالا عدة، وقام بمهام مختلفة، وتمثلت المدرعات بنوعين رئيسيين: الدبابات والمركبات المدرعة، التي انقسمت كذلك إلى أصناف عدة.
أولا: الدبابةهي المدرعة القتالية الرئيسية، وهي مركبة قتالية مدججة بالسلاح ومدرعة ومزنجرة، قادرة على إطلاق قوة نيران ثقيلة للاشتباك مع الأهداف المدرعة وغيرها، مع قدرة عالية على الحركة عبر التضاريس المختلفة ومستوى عال من الحماية الذاتية.
والدبابات في الأساس منصات أسلحة، تجعل استخدام الأسلحة المثبتة فيها أكثر فعالية، نظرا لقدرتها على الحركة والقتال في مختلف الأراضي مدة طويلة نسبيا، وحملها كميات كبيرة من الذخائر، كما يمكنها العمل في النهار والليل، مع تأمين حماية نسبية لطاقمها ولعناصر الإنزال على متنها.
وتتألف الدبابة الحديثة من أجزاء رئيسية هي: المحرك وتوابعه والبرج والأسلحة والجسم والسلسلة التي تُسمى "الزنجير" وجهاز السير. ويضاف إلى ذلك ما تضمه الدبابة من أجهزة اتصال وتوجيه ومنظومات مختلفة.
النموذج الأولبدأت فكرة صنع الدبابة في الحرب العالمية الأولى، إذ أعاقت بعض التكتيكات الحربية الجديدة تقدّم المشاة، بسبب حفر أنظمة جديدة وعديدة من الخنادق على طول مئات الكيلومترات، ونصب الرشاشات والأسلاك الشائكة، إضافة إلى استخدام المدفعية، وحالت تلك المعوقات دون اختراق دفاعات العدو.
وشكلت حرب الخنادق نهاية فائدة العربات المدرعة، فأصبح من الواضح أن هذه العربات التي تقتصر على الطرق لن تكون سلاح الاختراق اللازم لحسم المعارك، وقد أثبتت التجارب كلها عدم فاعلية العجلات المطاطية فوق الأراضي التي تغطيها نيران المدفعية.
ودعت الحاجة إلى صنع مركبات مصفحة قادرة على التحرك على الطرق الوعرة، وفوق الأرض المتصدعة وعبر الأسلاك الشائكة، فتمّ تزويد المركبات المصفحة بجنازير حديدية أثبتت فاعليتها وجدواها.
وصنّع قسم الخدمة الجوية البحرية الملكية البريطانية، بدعم من اللورد ونستون تشرشل؛ أول مركبة مدرعة مجنزرة عام 1915، وأُطلق على هذا السلاح اسم "خزّان" من أجل التمويه، وصار هذا الاسم يعني "مركبة مدرعة مزنجرة ومسلحة بمدفع"، واستعير له بالعربية اسم "الدبابة".
وعُرف أول نموذج باسم "ليتل ويلي"، وهو مركبة تسير على زناجير، اعتُمد في صنعها على جرارات ذات عجلات وزناجير أميركية الصنع.
دبابة "مارك 1" المشاركة في الحرب العالمية الأولى أثناء معرض ببريطانيا في يونيو/حزيران 2023 (غيتي)تبعه نموذج ثان باسم "بيغ ويلي" صُمِّمَ لعبور خنادق واسعة، وحظي التصميم الجديد بقبول من الجيش البريطاني، الذي طلب تصنيع 100 دبابة منه باسم "مارك-1" في فبراير/شباط 1916.
وكانت الدبابة الأولى بجنازير ملفوفة ومحرك من نوع "دا مبلر" بقوة 105 أحصنة، وبسرعة متوسطة تبلغ 6.5 كيلومترات في الساعة، ومزودة برشاشين.
وأصبحت الدبابة البريطانية "مارك 1" أول دبابة قتالية تُستعمل في العالم، ونزلت صبيحة 15 سبتمبر/أيلول 1916 إلى أرض معركة "السوم" خارج قرية "فليرز" الفرنسية، واستُغلت الدبابات بالأساس لعبور الخنادق التي أقامها الجيش الألماني بفضل درعها المقاوم لنيران الأسلحة الرشاشة.
ومن أصل 49 دبابة نشرتها بريطانيا في فرنسا، استطاعت 31 دبابة عبور خطوط الجيش الألماني، وعلى الرغم من قلة خبرة الطواقم وعدم الانسجام مع المشاة وكثرة المشاكل الميكانيكية فإن الدبابات استطاعت بثّ الرعب بين أفراد المدفعية الألمانية، مما تسبب في وقوع أعداد كبيرة منهم في الأسر.
ولم يكن أداء الدبابات حاسما، لكنها ساعدت الجنود كثيرا على تجاوز الخنادق، ودفع هذا النجاح النسبي القيادة العليا للجيش البريطاني إلى إعطاء تعليمات بالاعتماد أكثر على هذه المدرعات، والعمل على تجاوز المشاكل التقنية، وتدريب الجنود على التعامل معها.
صورة لدبابة من متحف خاص بحرب إقليم ناغورني قره باغ (الجزيرة)وأظهرت الدبابة قيمتها التكتيكية في معركة "كامبراي" يوم 20 نوفمبر/تشرين الثاني 1917، حيث توغلت حوالي 400 دبابة على جبهة طولها 7 أميال في هجوم على كامبراي، وكان هذا أول استخدام واسع النطاق للدبابات في القتال.
وفي أغسطس/آب 1918 استخدمت الوحدات البريطانية والفرنسية والأميركية أكثر من 500 دبابة بهدف توفير الحماية المدرعة والقدرة على الحركة للحلفاء، إلى جانب القوة الضاربة التي أضعفت معنويات الجيش الألماني، مما مهد الطريق للنصر النهائي بعد حوالي 3 أشهر.
تطوير الدباباتأظهرت هذه التجربة التي خاضتها المدرعات أهمية تطوير هذا السلاح وتحسين فعاليته في المعارك، وخصّصت له الجيوش ميزانية كبيرة، وعلى نحو سريع ظهرت أنواع جديدة من المدرعات زُوّدت بمدافع ورشاشات ودروع أكثر سمكا وقوة.
ومع نهاية الحرب كانت بريطانيا وفرنسا تمتلكان عددا كبيرا من الدبابات، في حين لم تنتج ألمانيا خلال الحرب سوى 20 دبابة من طراز "أي 7 في"، الذي تبلغ سرعته القصوى 8 كيلومترات في الساعة ولم يكن أداؤها جيدا، وكانت معرضة للسخونة وغير مستقرة.
واحتلت فرنسا المقدمة في هذا المجال بعد انتهاء الحرب، وأنتجت دبابات جيدة التسليح، تحتوي على بنادق عيار 75 مليمترا، فقدمت نوعين من الدبابات حينها هما دبابتا "شنايدر" و"سانت شاموند" عام 1918، كما صنعت دبابة "رينو إف تي-17″، التي امتلكت أول برج يدور في كل الاتجاهات، وظلت الدبابة الأكثر عددا في العالم حتى أوائل الثلاثينيات.
الدبابة "رينو إف تي-17" أول دبابة مدرعة من الحرب العالمية الأولى ببرج يدور في كل اتجاه (غيتي)وفي هذه الأثناء كان البريطانيون يحسنون قدرة دباباتهم على الحركة، وكانت دبابة "فيكرز" المتوسطة هي الدبابات الوحيدة تقريبا التي كان يمتلكها الجيش البريطاني حتى أوائل الثلاثينيات، وقد صُنعت أعداد كبيرة منها خلال منتصف العشرينيات.
ونما عدد الدبابات الخفيفة بسرعة بعد عام 1929، وكان الاتحاد السوفياتي المنتج الأكثر أهمية إلى حد بعيد، كما دخلت بولندا وتشيكوسلوفاكيا واليابان في هذا المجال على نطاق أضيق.
وبدأت تظهر النماذج الثقيلة المسلحة بمدافع 37 إلى 47 مليمترا، ومن أمثلتها المبكرة دبابة "فيكرز أرمسترونغ" التي أُنتجت عام 1930 وبلغ وزنها 6 أطنان، وتم صنعها على نطاق واسع في الاتحاد السوفياتي باسم "تي 26″، وكان المثال الأكثر نجاحا هو "بي تي" التي تم تصنيعها أيضا بأعداد كبيرة في الاتحاد السوفياتي.
وعلى الرغم من أن دبابات النوع "تي 26″ و"بي تي" كانت مسلحة بشكل جيد وسريعة نسبيا، فإنها كانت مدرعات خفيفة ذات صفائح بسمك يتراوح بين 10 و15 مليمترا، لذا لم تكن مناسبة للدعم المباشر للمشاة.
وأصبح من الضروري للدبابات التي تتحرك بوتيرة بطيئة للمشاة أن تكون مدرعة بشكل كثيف، لحمايتها من التأثر المباشر بالمدافع المضادة للدبابات، فظهرت دبابات المشاة في منتصف الثلاثينيات، مثل: الفرنسية "آر-35" بدرع 40 مليمترا، والبريطانية "أي- 11 " بدرع 60 مليمترا.
وأدت التجارب المختلفة خلال العشرينيات وأوائل الثلاثينيات من القرن الـ20 إلى اعتماد عام لفئتين من الدبابات: الدبابات السريعة، والدبابات البطيئة الأكثر تدريعا التي تدعم سلاح المشاة.
دبابة تي 62 في معرض المعدات العسكرية في متحف كيسلوفودسك التاريخي في روسيا (غيتي)كما دعت الحاجة إلى الدبابات المزودة بمدافع بعيار أقوى، فصنّع الاتحاد السوفياتي دبابات متعددة الأبراج، مثل: "تي-28" و"تي-35″، وذلك في عامي 1932 و1933، وهي مزودة بمدافع 76 مليمترا، كما غيروا جميع الدبابات الخفيفة والمتوسطة المسلحة بمدافع من عيار 37- 47 مليمترا؛ بدبابات متوسطة مسلحة بمدافع من عيار 75 أو 76 مليمترا.
وكانت أكبر قوة للدبابات لدى الاتحاد السوفياتي، إذ بلغت عام 1939 حوالي 20 ألف دبابة، وهو عدد أكبر بكثير من بقية دول العالم مجتمعة، وكانت الجيوش الأخرى متخلفة عنها أيضا في إنتاج الدبابات الجيدة التسليح.
وقد كانت بريطانيا تملك 1148 دبابة بين عامي 1930 و1939 منها 1068 دبابة مسلحة بالمدافع الرشاشة فقط، وكانت إيطاليا أسوأ حالا، فقد كان لديها 70 دبابة فقط من طراز "إم- 11" مزودة بمدافع 37 مليمترا، وكانت بقية دباباتها البالغ عددها 1500 دبابة صغيرة مسلحة بمدافع رشاشة.
وكان لدى الولايات المتحدة حوالي 300 دبابة خفيفة مسلحة بمدافع رشاشة فقط، وكانت معظم الدبابات المنتجة في اليابان البالغ عددها 2000 دبابة مسلحة بشكل خفيف. وكان لدى فرنسا دبابات أشد قوة عددها 2677 دبابة حديثة، 172 منها من طراز "تشار بي" مسلحة بمدافع 75 مليمترا.
عنصر أساسي في الحروبشهدت الحرب العالمية الثانية طفرة هائلة في تطوير الدبابات، وأصبح هذا السلاح أحد أدوات القوة، وأصبحت حرب الدبابات عنصرا حيويا في القتال والفوز بالمعارك، وطورت عدّة دول دبابات خلال الحرب.
وأصبح الألمان سادة الحرب المدرعة في السنوات الأولى من الحرب العالمية الثانية، فقد استطاعت ألمانيا تطوير آليات مدرعة ودبابات ثقيلة، وامتلكت عام 1939 3195 مركبة، منها 211 دبابة "بانزر-4″، كما طورّت دبابة "تايغر" التي يبلغ وزنها 43 طنا وهي مسلحة بمدفع من عيار 88 مليمترا ويبلغ سمك دروعها 185 مليمترا.
دبابات شيرمان 4 (غيتي)ومكنت هذه الآليات المدرعة ألمانيا من تحقيق نجاحات باهرة، خصوصا مع مطلع عام 1943، بفضل الدبابة الثقيلة "تايغر" بنسختيها الأولى والثانية، ووصفت معارك "كورسك" بين النازيين والسوفيات بأنها أكبر معارك الدبابات في تاريخ الحروب قاطبة، واستعملت في معركة بروخوروفكا لوحدها 850 دبابة ألمانية، مقابل 250 دبابة للقوات السوفياتية.
واستطاع السوفيات استعادة المبادرة مجددا بفضل تطوير دبابة "إيوسيف ستالين"، التي زُودت بدروع قوية ومدافع من عيار 122 مليمترا، وبفضلها تمكنت القوات السوفياتية من استعادة السيطرة على عدة مدن وخاضت معارك ناجحة حتى وصلت في أواخر الحرب إلى العاصمة الألمانية، مستهدفة بنيرانها مبنى مجلس النواب في برلين.
وعدّت الدبابة "شيرمان إم 4" أكثر دبابات الولايات المتّحدة أهميّة وانتشارا في الحرب العالية الثانية. وزُودت بمدافع من عيار 75 مليمترا أو 76 مليمترا، وبلغت سرعتها 26 ميلا في الساعة، وقد أنتجت منها الولايات المتحدة أكثر من 50 ألف دبابة بين عامي 1942 و1945، وزودّت بها بريطانيا وفرنسا وغيرهما من دول الحلفاء.
في نهاية الحرب، قدم الجيش الأميركي عددا قليلا من الدبابات الثقيلة من طراز "بيرشينغ إم 26" بمدفع 90 مليمترا، وأضافت بريطانيا بعد ذلك مدفع هاوتزر عيار 95 مليمترا إلى دبابات "كرومويل"، وهو مدفع يمكنه اختراق دروع الدبابات.
وعلى الرغم من ذلك فقد كانت الولايات المتحدة والقوى المتحالفة حتى نهاية الحرب عام 1945 متخلفة كثيرا عن الدبابات الألمانية والسوفياتية في قوة السلاح.
وبالتوازي مع تطور الدبابات خلال مجريات الحرب العالمية الثانية طورت جميع الجيوش مدافع مضادة للدبابات ذاتية الدفع، وانتقلت المدفعية المضادة للدبابات من استخدام العيار 40 مليمترا إلى العيار 90 مليمترا، وطور الجيش الأميركي فئة متخصصة من مدمرات الدبابات التي تشبه المدافع الذاتية الدفع بكونها مدرعة خفيفة نسبيا، ولكنها مثل الدبابات لها أبراج دوارة.
دبابات ليوبارد الحديثة (رويترز) أنواع الدباباتصُنفت الدبابات في الفترة الممتدة من 1916 إلى نهاية الحرب العالمية الثانية إلى فئات على أساس الوزن على النحو الآتي:
الدبابات الثقيلة: تتميز بدروعها السميكة على حساب قدرتها على الحركة والمناورة، وكان الحد الأدنى لوزنها لا يتعدى 25 طنا، ثم ارتفع إلى 50 طنا، أما الحد الأقصى فهو في حدود 68 طنا. الدبابة المتوسطة: كانت تسمى "دبابة المطاردة"، وتراوح وزنها بين 15 و25 طنا، ثم ارتفع في نهاية الحرب العالمية الثانية إلى 40 طنا. الدبابة الخفيفة: والهدف منها دعم قتال وحدات المشاة ومساندة تقدمها، إضافة إلى تنفيذ مهام الاستطلاع والالتفاف السريع، ثم استخدمت للدعم والمناورة والاستطلاع وقنص الدبابات المعادية في الكمائن، وقد تراوح وزنها بين 5 و10 أطنان، ثم أصبح بين 20 و25 طنا، وبلغ سمك دروعها نحو 60 مليمترا.وبعد الحرب العالمية الثانية توقف الفصل بين مفهومي الدبابة الثقيلة والمتوسطة للتداخل الكبير في مواصفاتهما، وجُمِع بين المفهومين بمفهوم واحد أساسي أطلق عليه اسم "دبابة القتال الرئيسية" التي تقوم بتنفيذ المهام الأساسية للقوات المدرعة.
الدبابات الحديثةبعد الحرب العالمية الثانية أدركت الدول الحاجة إلى الدبابات المدججة بالسلاح، فزادت عيارات مدافع الدبابات بشكل مطرد، إذ طور البريطانيون دبابات "كونكيورر" بمدافع عيار 120 مليمترا، بينما زود الاتحاد السوفياتي دباباته خلال السبعينيات والثمانينيات بمدافع عيار 125 مليمترا.
وأدى تطوير الصواريخ الموجهة إلى ظهور دبابات يمكنها إطلاق خراطيش شديدة الانفجار مصممة لأهداف محددة تشمل الأفراد والطائرات والدبابات الأخرى.
دبابة "أبرامز أم 1 إيه 1" (غيتي)وطُوِّرَت أجهزة تحديد المدى وزادت بفضلها احتمالية إصابة الأهداف على نحو كبير، وظهر التطور الرئيسي في ميزة "التصويب الليلي"، وهي تقنية تعمل بالأشعة تحت الحمراء مكّنت الدبابات من القتال في الظلام، ومنذ السبعينيات زُوِّدَت الدبابات بمناظير التصوير الحراري، التي لا تبعث طاقة ولا يمكن اكتشافها.
كما طُوِّرَت الدروع فصُنعت الدروع التفاعلية المتفجرة، التي تتكون من طبقة من المتفجرات محصورة بين لوحين فولاذيين رفيعين نسبيا تدفع الانفجار إلى الخارج، وشهد القتال في لبنان عام 1982 أول استخدام لها على الدبابات الإسرائيلية.
وكانت دبابة "أبرامز إم-1" نقطة تحول مهمة، وتوصف بأنها العمود الفقري للجيش الأميركي، وقد دخلت الخدمة منذ ثمانينيات القرن العشرين وخضعت لتعديلات متتالية، حتى أصبحت تمتلك تقنيات حديثة ومتطورة، مثل نظام الرؤية الليلية ونظام الاستشعار الحراري ونظام الدفاع الجوي وغيرها، إضافة إلى مدفعها الرئيسي ذي العيار 120 مليمترا، وشهدت استخداما واسع النطاق طوال حروب الخليج.
ويوصف الطراز الأحدث "أبرامز أم 1 إيه 2" بأنه أكثر الدبابات تقدما على الإطلاق، لاحتوائه على أحدث أنظمة تحديد المواقع، وعلى الجيل الثالث من الأشعة تحت الحمراء، ومكتشف نطاق ليزر بفعالية عالية، وكاميرا ملونة.
وتعدّ "ليوبارد 2" الألمانية إحدى أكثر الدبابات فعالية وقدرة على المناورة، مما يجعلها المفضلة لدى قادة الجيوش حول العالم، وتتمتع "ليوبارد 2" بمزيج مثالي يجمع بين سرعة الحركة، التي تبلغ 72 كيلومترا في الساعة، وبين القوة النارية بفضل مدفعها الرئيسي ذي عيار 120 مليمترا.
كما تحظى بمدى أكبر مقارنة بدبابات "أبرامز"، فضلا عن هيكلها الصلب الذي يحمي الجنود من الصواريخ المضادة للدبابات والألغام ونيران قذائف "آر بي جي".
كما ظهرت "الدبابات الخاصة" التي تملك الدرع والقدرة الحركية التي تتمتع بها دبابة القتال الرئيسية، ولكن من دون برج أو مدفع، وتستطيع تأدية أنواع كثيرة من الخدمات التي تحتاج إليها القوات المدرعة في الميدان، وتساعدها على تنفيذ مهامها.
وتقوم "الدبابة الخاصة" بتنفيذ المهام وتنقسم إلى عدّة أنواع منها:
"القاحط المدرع" الذي يُستخدم للأعمال الهندسية. "الدبابة الجسرية" التي تعمل على تسهيل عبور الموانع المائية والخنادق. "كاسحة الألغام" وتستخدم لتنظيف طريق الدبابات من الألغام. "دبابة النجدة" لمساعدة الدبابات والمركبات المعطلة وخدمتها فنيا. دبابة "الإسعاف الميداني" لإجلاء القتلى والمصابين.كما ظهرت دبابات الدفاع الجوي، التي تحمل منظومات دفاع جوي، وترافق التشكيلات المدرعة وتؤمن تغطيتها في مختلف أنواع الأراضي، وتُسلح هذه الدبابات بمدافع ورشاشات ثقيلة مضادة للطائرات أو صواريخ مضادة للطائرات مع مركبات توجيه وسيطرة.
مركبات مدرعة من طراز "أم 2 برادلي" (غيتي) ثانيا: المركبات المدرعةهي مركبات خفيفة التسليح وخفيفة التدريع نسبيا، تسير على عجلات أو سلاسل "زناجير" وتخصص للأعمال المتممة لأداء الدبابات، مثل نقل المشاة إلى خطوط الاشتباك مع العدو أو خوضهم القتال على متنها، إضافة إلى حمل مقرات القيادة.
وتقوم المركبة المدرعة بمهمات الاستطلاع ونصب الكمائن وحمل الأسلحة المضادة للدبابات والتصدي لدبابات العدو، وكذلك حمل وسائط ومنظومات الدفاع الجوي المرافقة للقوات المقاتلة.
وقد أدى استخدام الدبابة في القتال بكثافة إلى تغير جذري في الإستراتيجية والتكتيك، إذ صار بإمكان القوات المدرعة أن تعمل مستقلة، وأن تقوم بأعمال واسعة النطاق في عمق العدو وبسرعة كبيرة، وصار متوسط مدى عمل التشكيلات المدرعة ليوم واحد يتراوح بين 80 و100 كيلومتر.
وأدى ذلك إلى عجز قوات المشاة الراجلة عن مسايرة المدرعات والعمل معها، ولأن قوات المشاة عنصر أساسي في أرض المعركة، فقد تم التوصل إلى تزويدها بعربات قتالية مدرعة عجلية أو مزنجرة تعمل بالتوازي مع الدبابات.
وزاد استخدام هذه المركبات المدرعة في المعركة الحديثة، حتى غدت عنصرا لا يستغنى عنه يلازم الدبابات في ميادين القتال ويكمل مهامها.
ويمكن تصنيف المركبات المدرعة إلى 4 أنواع، هي: العربات المصفحة، ومركبات قتال المشاة، وناقلات الجند المدرعة، والمركبات المدرعة الخاصة.
المصفحات (المركبات المدرعة ذات العجلات)هي مركبة قتال مدرعة خفيفة الوزن نسبيا، وأسرع بشكل عام من المدرعات الثقيلة كالدبابات ومركبات المشاة القتالية المجنزرة، ولكنها مدرعة بشكل خفيف مقارنة بدبابة القتال الرئيسية، ويمكن أن يتكون تسليحها من مدفع رشاش واحد، أو مدفع من عيار 105 مليمترات.
وتُستخدم عادة في مهام الاستطلاع والمرافقة المسلحة والمراقبة والأمن الداخلي وحفظ السلام، ولا تُستخدم ضمن المركبات القتالية الرئيسية، على الرغم من أن الفرنسيين استخدموها في فرقة المدرعات الخفيفة السادسة في قوات التحالف خلال حرب الخليج عامي 1991 و1992.
وقد سبقت المصفحات الدبابات في الصنع، إذ استُخدمت قبل الحرب العالمية الأولى للحراسة، وفي الدوريات المتحركة لحماية القواعد العسكرية والبحرية والمطارات، وقد طورت كندا أول تشكيلات مدرعة للمصفحات عام 1914، وكذلك طوّر قسم الخدمة الجوية البحرية الملكية المصفحات خلال الحرب العالمية الأولى؛ لإنقاذ الطيارين من ساحة المعركة.
وازدادت الحاجة إليها فيما بين الحربين حتى نهاية الحرب العالمية الثانية، واستخدمت أول الأمر لدعم المشاة في الاشتباكات الخفيفة والحراسة، ثم أصبحت تستخدم للقيادة والاستطلاع الميداني والكيميائي والإشعاعي، وفي المحافظة على الأمن ومكافحة الشغب والإجلاء الطبي.
وتتمتع المركبات ذات العجلات عموما بمزايا مقارنة بالمركبات المجنزرة في السرعة والاقتصاد في استهلاك الوقود وانخفاض تكاليف الصيانة، ولذلك فهي مفيدة بشكل خاص في نوع عمليات حفظ السلام وعمليات مكافحة التمرد التي أصبحت أكثر انتشارا منذ نهاية الحرب الباردة.
مركبات مدرعة تابعة للجيس الإندونيسي (أسوشيتد برس)وقدم الجيش السوفياتي في أوائل الستينيات مركبة "بي تي آر- 60″، وتمثّل أول خط ناجح من المركبات المدرعة ذات العجلات بمواصفات نموذجية، إذ تزن 10.1 أطنان، وطاقمها مكون من شخصين، ويمكنها حمل 12 جنديا من المشاة، وهي مسلحة بمدفع رشاش ثقيل من عيار 12.7 مليمترا.
كما قدم السوفيات إصدارات محسنة منها في أواخر السبعينيات وأواخر الثمانينيات من القرن العشرين، تضمنت مدفعا رشاشا ثقيلا من عيار 14.5 مليمترا، مثبتا على برج ومحطات طاقة محسنة، واستخدمت هذه المركبات على نطاق واسع في الحرب الأفغانية بين عامي 1979 و1989.
وأنتجت قوات مشاة البحرية الأميركية عام 1983 مركبة "لاف- 25″، وهي مركبة مدرعة خفيفة ذات عجلات، قادرة على التحرك على جميع التضاريس تزن 12.8 طنا، ويتكون طاقمها من 3 أفراد، ويمكنها حمل 6 جنود مشاة، وهي مسلحة بمدفع سلسلة من عيار 25 مليمترا مثبت على برج، ورشاشين من عيار 7.62 مليمترا.
وعلى مدى عقدين من الزمن تقريبا، كانت "لاف- 25" هي البرنامج الأميركي المهم الوحيد للمركبات المدرعة ذات العجلات، ولكن في أواخر التسعينيات، مع الرغبة في نشر قوات أكثر سرعة، قرر الجيش الأميركي تطوير مركبة مدرعة ذات عجلات قابلة للنقل بالطائرات.
وشدد الجيش على استخدام التكنولوجيا الجاهزة لتسريع عملية التطوير، وكانت النتيجة هي المركبة حاملة المشاة "سترايكر"، التي تزن 18 طنا ولديها طاقم مكون من شخصين، ويمكنها حمل 9 جنود مشاة، وجهّز الجيش الأميركي أكثر من 6 فرق قتالية بمركبات "سترايكر"، التي استخدمت في كل من حرب العراق وحرب أفغانستان.
وأظهرت الحروب في العراق وأفغانستان، عدم قدرة المركبات المدرعة الخفيفة على مواجهة الألغام والقذائف الصاروخية والعبوات الناسفة، وفشلت عدة تعديلات في الحماية من العبوات الناسفة الأكثر فتكا.
دبابات تابعة للجيش التركي (وكالة الأناضول)ولمكافحة هذه التهديدات؛ أنتج الجيش الأميركي ومشاة البحرية آلاف المركبات المدرعة الثقيلة ذات العجلات المقاومة للألغام والمحمية من الكمائن. وصُمِّمَت بهيكل على شكل "حرف V" لتحويل الانفجارات إلى الأعلى بعيدا عن مقصورة القوات.
وبالفعل أثبتت المصفحة فعاليتها في حماية الركاب، ولكن المشكلة التي واجهتها أنها مصممة ناقلة جند وليست مركبة قتالية، فجعلها ذلك عرضة للانقلاب بسبب وزنها الثقيل، كما أنها لم تكن مثالية للعمل في الأراضي الوعرة، مما دفع الولايات المتحدة لإنتاج إصدار أخف لتحسين الأداء في بيئات مختلفة مثل بيئة أفغانستان.
مركبة قتال المشاة المدرعةمركبة قتالية مدرعة مصممة ومجهزة بشكل أساسي لنقل فرقة مشاة قتالية، وتوفر عادة القدرة للقوات على إطلاق النار من داخل المركبة تحت حماية مدرعة، وهي مسلحة بمدفع متكامل أو أساسي لا يقل عياره عن 20 مليمترا، وأحيانا قاذفة صواريخ مضادة للدبابات. وتعدّ مركبات قتال المشاة المدرعة بمنزلة نظام الأسلحة الرئيسي للمشاة ووحدات القوات البرية.
وقد ظهرت مركبات قتال المشاة متأخرة عن ظهور الدبابات، وكان من دواعي إنتاجها مواجهة قوات المشاة المرافقة للدبابات في ميادين القتال مصاعب لا سيما في المناطق الوعرة، إضافة إلى الخسائر الكبيرة في صفوف المشاة الراجلة أو المنقولة على عربات مدولبة.
وصُمّمت المركبات لتكون مزنجرة وخفيفة التدريع ومجهزة ببرج دوار، وذات قدرة حركية كبيرة، ومسلحة بأسلحة متوسطة ومنظومات صواريخ وتتسع لعدد من الجنود، إضافة إلى طاقمها المؤلف من 3 أشخاص.
وتتسم مركبات قتال المشاة بمعظم مواصفات الدبابات الخفيفة وتقوم بمهام حمل المشاة، ومرافقتهم عند ترجلهم في أثناء القتال ومتابعة حركتهم ودعمهم بأسلحتها والتصدي لدبابات العدو.
ويمكن استخدامها في مختلف أنواع الأعمال القتالية والإنزالات الجوية والبحرية ومع القوات الخاصة، وقد نافست أعدادها أعداد الدبابات في القوات المدرعة الحديثة.
وشكلت المركبة الفرنسية "أيه أم إكس – في سي آي" المحاولة الأولى لإنتاج مركبة قتال مشاة حقيقية، أي ناقلة مدرعة مجنزرة يمكن للمشاة القتال منها بفعالية.
وكانت مركبة "ماردر" الألمانية الغربية والمركبة السوفياتية "بي إم بي 1″، أهم مركبات القتال البرية تطورا منذ الحرب العالمية الثانية، ومكنت كلتا المركبتين المشاة من الاشتباك على نحو فعال حتى مع المدرعين، وهي قدرة تفتقر إليها التصميمات السابقة.
وقدم الجيش الأميركي عام 2002 مركبة المشاة القتالية "برادلي إم-2 أي 3" التي توفر النقل المحمي لفرق المشاة المتصلة على نحو وثيق بالعدو، وتمتلك المركبة مناظير تعمل بالأشعة تحت الحمراء، وجهاز تحديد المدى بالليزر ودرعا تفاعليا متفجرا.
ناقلة الجنود المدرعة (غيتي) ناقلات الجند المدرعةهي مركبة مصفحة مدولبة أو مزنجرة، مصممة ومجهزة لنقل فرق المشاة إلى أرض المعركة وحمايتهم، وتكون مزودة بسلاح متكامل وأساسي، وقادرة على السير في مختلف الأراضي.
وظهرت ناقلات الجنود المدرعة لأول مرة بأعداد كبيرة في وقت مبكر من الحرب العالمية الثانية، عندما اعتمدها الجيش الألماني لنقل وحدات المشاة إلى المعركة.
وبعد الحرب العالمية الثانية، أدت التحسينات المدخلة على ناقلات الجنود المدرعة إلى جعلها أكثر قدرة على مرافقة الدبابات في المعركة، لكن أهميتها قلّت في الحرب الحديثة أو اختفت تماما لتحل محلها مركبات قتال المشاة، كما ظهرت منها أنواع مسلحة بالصواريخ للصراع لمواجهة الدبابات. وتضم نوعين من الناقلات:
ناقلات نصف مجنزرةصممت هذه المركبات لتكون لها عجلتان على المحور الأمامي، ونظام دفع خلفي يعتمد الجنزير، وتوفر الحد الأدنى من الحماية، ومع ذلك فقد مثلت تقدما كبيرا مقارنة بنقل المشاة إلى المعركة في شاحنات غير مدرعة.
وبدأ الألمان استخدامها لحمل المشاة في بداية الحرب العالمية الثانية، وسرعان ما حذت الولايات المتحدة حذوها، وبحلول نهاية الحرب أنتجت نحو 41 ألف ناقلة. وقد استخدمتها ألمانيا بشكل فعال وقاتلت عبرها أثناء التنقل، مما أدى إلى زيادة كبيرة في حركة المشاة في ساحة المعركة.
ناقلات مجنزة كاملةطور الجيش الأميركي بعد الحرب العالمية الثانية ناقلات مشاة مجنزرة كاملة مع حماية شاملة للدروع، وكانت أول ناقلة هي "إم 44" الكبيرة التي يتألف طاقمها من فردين، وتحمل 25 جنديا، تبع ذلك طراز "إم 75" الأصغر واستخدم بنجاح خلال الحرب الكورية.
وفي عام 1955 أُنتج طراز "إم 59" البرمائي، الذي كان مشابها في المظهر ولكنه أقل تكلفة، ثم حلت محله ناقلة "إم 113" بوزن أخف إلى حد كبير، وكانت أول مركبة مدرعة من الألومنيوم أُنتجت على نطاق واسع.
وبعد ظهورها، بنيت عدة ناقلات مدرعة ودبابات خفيفة ومدافع ذاتية الدفع باستخدام دروع الألمنيوم، وخلال 30 عاما، أنتجت الولايات المتحدة أكثر من 76 ألف ناقلة جنود مدرعة من طراز "إم 113" وإصداراتها. وعلى الرغم من تعويضها بنماذج أحدث، فإن ناقلات "إم 113" لا تزال تستخدم في مجموعة متنوعة من الأدوار كعمليات الإجلاء الطبي وحاملات مدفع الهاون.
المركبات المدرعة الخاصةهي مركبات مدرعة عجلية أو مزنجرة تحمل وسائل مختلفة بحسب المهمة المصممة لها، ومنها:
مركبات "المدفعية الذاتية الدفع". مركبات "الدعم الهندسي الميداني". مركبات "الدعم اللوجستي". مركبات "الدفاع الجوي" الحاملة للصواريخ وشبكاتها. "مصفحات عقد الاتصال الميدانية" الخاصة بمقرات السيطرة والاتصال، وغيرها.وتكون مركبات "المدفعية الذاتية الدفع" غالبا على نفس النطاق المادي للدبابات الرئيسية، ولكنها تحتوي على مدافع رئيسية أكبر ذات مدى أطول، ولها دور واضح يتمثل في توفير النيران غير المباشرة، ولا يتم استخدامها عادة ضمن تأثير النيران المباشرة للعدو.
أما مركبات الدعم الهندسي الميداني فإنها قد تكون على هيكل مركبة كبير مثل دبابة قتال رئيسية، أو صغير مثل ناقلة جنود مدرعة، وتشتمل عادة على معدات مصممة للمساعدة على مهام المهندس الميداني، وتشمل المحاريث والرافعات ومدارس المناجم وملحقات تحريك الأرض والمثاقب وغيرها من المعدات التي تعمل بالطاقة.
قد تشتمل بعض مركبات الدعم الهندسي الميداني على مدافع ذات حجم ونطاق محدودين، مصممة لعمليات هدم تفجيري موضعي، ولا تُستخدم هذه المدافع عادة أسلحة مباشرة أو غير مباشرة ضد مركبات العدو أو أفراده.
وتعتمد مركبات الدعم اللوجستي، على هيكل مركبة بحجم ناقلة جنود مدرعة، وتحمل أسلحة تساعد على الدفاع عن النفس، وتشمل مهامها صيانة المعدات والمركبات والأسلحة، وغيرها، ونقل الإمدادات من الوقود والذخيرة والإمدادات العامة، وتوفر دعم الأسلحة القتالية المدرعة والمتحركة والقوات الأخرى، وتضم سيارات إسعاف لإجلاء المصابين، ونحوها من المهام اللوجستية التي تحتاج إليها المعركة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: بعد الحرب العالمیة الثانیة الحرب العالمیة الأولى الاتحاد السوفیاتی المرکبات المدرعة الولایات المتحدة المضادة للدبابات الجیش الأمیرکی مضادة للدبابات الجیش الألمانی الدفاع الجوی على الرغم من الدبابات فی من الدبابات نهایة الحرب عربة مدرعة المشاة إلى خلال الحرب على الحرکة هذا السلاح ت الدبابات إضافة إلى فی الساعة ت الدبابة المشاة فی فی مختلف کبیرة فی مدرعة من فی الحرب دبابة من على نطاق على نحو من طراز أکثر من ت دبابة من عیار التی ت
إقرأ أيضاً:
جزئي.. انهيار كوبري للمشاة بالسعودية وتدخل عاجل للسلطات
ذكرت وسائل إعلام سعودية بأن حادثا مروريا وقع في مدينة الطائف السعودية تسبب في انهيار جزئي الكوبري للمشاة نتيجة ارتطام حوض شاحنة قلاب بكوبري المشاة؛ وذلك بسبب خلل فني في الشاحنة وتعليق البستم.
وأكدت أمانة الطائف وفي بيانٍ لها أن الحادث نجم عنه تحطم الجزء الوسطي من كوبري المشاة، ولم تكن هناك أي إصابات أو أضرار بشرية، واقتصر الحادث على الأضرار في الجسر والشاحنة.
وباشرت على الفور فرق الأمانة الحادث، وتم إيقاف تشغيل جسر المشاة لحين إصلاح الضرر؛ حفاظاً على سلامة العابرين، بينما باشرت الجهات المختصة تنظيم حركة المرور بموقع الحادث.
إعلان هام من التعليم السعودية للطلاب في الطائف قرار عاجل بتحويل الدراسة الحضورية بالفترة المسائية لتكون عن بُعد بجامعة الطائف