قبل 101 عام، وفي 4 نوفمبر 1922، شهدت الحضارة المصرية القديمة واحدة من أهم اللحظات في تاريخها والبشرية معا، عندما وقف البريطاني هيوارد كارتر - وقد اعتادت عيناه الظلام- ليرى بريق الذهب الذي يُشكّل محتويات قبر الملك الذي سيصير الأشهر بين من حكموا مصر القديمة "توت عنخ آمون". 
وأعلن كارتر عن اكتشاف أكثر مقابر ملوك مصر القديمة اكتمالًا، ليُحقق ما بدا أنه حلم حقيقي، في وقت كان يستعد فيه ممول عملياته للتنقيب ومواطنه من النبلاء "إيرل أوف كارنرفون" إيقاف هذه العمليات.

قال كارتر عن تلك اللحظة: "في البدء لم أستطع رؤية شيء، وأتى عليّ هواء دافئ خارجًا من الحجرة، مما جعل شعلة الشمعة تترنح. بعد أن تعودت عيناي على الظلام بدأت أتبين ما بداخل الحجرة. حيوانات غريبة، وتماثيل، وذهب. في كل ناحية بريق ذهب".
قبل الاكتشاف الضخم كان تاريخ تلك البقعة في الجبل لا يتجاوز قطع عليها خرطوش توت عنخ آمون وجدتها بعثة 1905 - 1906. هناك كذلك مواد تحنيط وكوب عليه اسم توت عنخ آمون؛ وفي عام 1909 عُثر على مقبرة الملك "آي" أحد كبار القصر في عهد توت عنخ آمون، والذي خلفه في الحكم بعد مماته.

لم يكن كل هذا يكفي لإثارة حماس المحامي الأمريكي "ثيودور ديفيز"، والذي أعياه البحث عن مقبرة الملك الشاب؛ لذا فقد أنهى عمليات تنقيبه ورد تصريح بحثه عن المقبرة إلى السلطات المصرية؛ هنا أسرع "كارنرفون" بالحصول على تصريح من مصلحة الآثار ليقوم بحفريات في وادي الملوك، وتعثر المشروع قليلًا بسبب اندلاع الحرب العالمية الأولى فلم يبدأ إلا في عام 1917.

كان كارتر المتحمس يقود رجاله بينما تتناثر أمامه قطع أخرى غير مفيدة في حل الأحجية والوصول للملك الذي اختفى جثمانه طيلة آلاف الأعوام، منها بقايا مساكن لعمال قدماء بين مقبرتي رمسيس الثاني ورمسيس السادس. بينما كان اللورد الذي يتنقل بتأنق بين ضيعته وعاصمة الضباب قد بدأ يتأفف من ذلك الغارق في الغبار والعرق مُستنشقًا الأتربة وسط عُمّاله المصريين الذين يُنشدون الأغاني وهم يحفرون، قد قرر في عام 1921 عدم تمويل أكثر من ذلك للمشروع. ولكن كارتر -الذي كان يشعر أنه يضرب معوله الأخير- استطاع إقناعه بالاستمرار.

لم يكن كلاهما يدري أن الموافقة المُتأففة التي حصل عليها الشاب في زيارة اللورد إلى وادي الملوك ستقوده إلى البقاء في صفحات التاريخ إلى الأبد.
فقد عثر كارتر على 16 سلمة أزاح عنها ترسيبات من طمي النيل وحطام بعض الصخور، ثم وصل إلى باب عليه أختام من العهد القديم، كانت عدة طبعات أختام بيضوية الشكل وعليها نقش إله المصريين القدماء أنوبيس فوق تسعة سجناء -والتي تسمى "الاقواس التسعة"- وهو ختم القبور الملكية.


هكذا، ردم كارتر المدخل ثانية بالرمل والأحجار وانتظر حضور اللورد المتأفف، والذي وصل بصحبة ابنته الليدي "إيفيلين" التي وقفت تُشاهد كارتر مع مجموعة العمال معه.

في عصر يوم 26 نوفمبر وصل كارتر إلى مانع ثاني مختوم بعدة أختام، فقام بكسر فتحة صغيرة فيه وأدخل يده بشمعة. 
وكتب تلك اللحظة في يومياته: "في البدء لم أستطع رؤية شيء، وأتى عليّ هواء دافئ خارجًا من الحجرة، مما جعل شعلة الشمعة تترنح.. بعد أن تعودت عيناي الظلام بدأت أتبين ما بداخل الحجرة، حيوانات غريبة، وتماثيل، وذهب. في كل ناحية بريق ذهب".


المقبرة التي استمرت أعمال التنقيب فيها حتى عام 1932، شهدت في 3 يناير عام 1924 الوصول إلى حجرة التابوت، التي وصل إليها كارتر والمجموعة العلمية العاملة معه وهم منهمكون في الوقت نفسه في تصوير جميع الموجودات وتدوينها في قوائم، ونقلها إلى مختبر أنشئ مؤقتًا، وقد استغرق اخلاء محتويات الحجرة الأمامية نحو 50 يوما.

وطبقًا للنقوش، تبدأ رحلة توت عنخ أمون إلى العالم السفلي بمشاهد من كتاب الموتى ممثلة على الحائط نحو الشرق؛ وتصف الكتابة الهيروغليفية والرسومات الملونة الطقوس الجنائزية وما يختص بها من توابيت، كما تُبيّن كبار القصر في ملابس بيضاء في حالة حزن.


يكتمل تزيين الحائط الشمالي بثلاثة مشاهد تبين استعداد الملك للانتقال إلى العالم الآخر. 
يصور المشهد الأول طقوس فتح الفم التي تجري للملك وهو في هيئة أوزوريس مع الوزير آي الذي يلبس التاج الأزرق المميز لملوك الأسرة الثامنة عشر، كما يرتدي جلد نمر مميزة لمقامه ككبير الكهنوت، ويذكر اسم آي مكتوبًا داخل خرطوش دليلًا على تقلده عرش مصر بعد وفاة توت عنخ أمون؛ ويبين المشهد اليساري منه مقابلة إلهة السماء نوت مع الملك، ويتبعه مشهد مقابلته مع أوزوريس والـ كا تبعه ويصحبهما إلى العالم الآخر.

ومرسوم عل الناحية اليسرى للحائط الغربي أجزاء من كتاب الآخرة، وهي تصف رحلة فرعون مصاحبًا للإله رع في هيئة خنفساء في مركب الشمس؛ حيث قيل أن المصريين القدماء كانوا يرمزون لـ رع بقرص الشمس أثناء النهار، ويرمزون له بالخنفساء أثناء الليل - لأنهم كانوا يعتقدون أن الخنفساء تخلق نفسها بنفسها- واعتمدوا في ذلك الاعتقاد رؤيتهم لها تخرج من الرمال تتدحرج مكورة كالشمس، وهو شكل بيضها المحفوظ في شرنقة كرية الشكل تدفعها أمامها. 

ومرسوم أسفل الخنفساء 12 قردًا من البافيان تمثل الاثنى عشر ساعة لليل الذي سوف يعبره توت عنخ آمون في طريقة إلى الآخرة، طبقا لوصف الكتاب وما يجري في كل ساعة من أحداث وما يقابل توت عنخ أمون خلالها.

وتستمر النقوش الخاصة برحلة انتقال توت عنخ آمون إلى العالم السفلي على الحائط الذي أزاله كارتر لكي يخرج التابوت من المقبرة. يحيط بتوت عنخ أمون الإلهان أنوبيس وهاتور، وكذلك بصحبة إيزيس في مشهد لا يوجد اليوم، وبيستقبله آلهة أخرى في العالم السفلي.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مقبرة كارتر توت عنخ أمون الحضارة المصرية القديمة توت عنخ آمون توت عنخ أمون إلى العالم

إقرأ أيضاً:

محمد كارتر زوج شيماء سيف يكشف سبب تأخر الإنجاب

كشف مدير الإنتاج محمد كارتر، زوج الفنانة شماء سيف، عن السبب الحقيقي لتأخير إنجابهما، بعد مرور أكثر من ست سنوات على زواجهم، موضحًا أن السبب لا علاقة له بفقدان وزن زوجته الفترة الماضية.

محمد كارتر يكشف سبب تأخر الإنجاب

نشر كارتر، منشور عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، يوضح فيه سبب تأخر إنجابه من زوجته شيماء سيف.

محمد كارتر وشيماء سيف
شمياء سيف وفقدان الوزن

وكتب كارتر: «من فترة طويلة من فترة طويلة وانا بسمع الناس لما بتقابل شيماء بتقولها انتي لو خسيتي هاتخلفي ودلوقتي لما شيماء خست الناس لما بتقابلها بتقولها ايوا كده خسيتي يعني هاتخلفي وهي عمرها مافكرت ترد وبتقول إن شاء الله وحتي الناس اللي انا اعرفهم بيقولولي كده».

كارتر: عندي مشكلة في الإنجاب

وتابع كارتر: «محدش فيهم ولا لحظة فكر إنها سليمة ومفيهاش اي حاجة ومعندهاش اي مانع إنها تخلف غير إنها مراتي ولو شيماء كانت اتجوزت اي حد غيري كان زمانها مخلفة عادي جدآ بس النصيب والقدر خلها تتجوزني انا ونكتشف بعد فترة إن عندي مشكلة في الإنجاب».

كارتر: احنا لسه ميعادنا مجاش

وأضاف محمد كارتر المنشور، قائلًا: «وهي علشان عارفة ربنا كويس قالتلي إن كل شيئ بميعاد واحنا لسه ميعادنا مجاش وهايجي إن شاء الله»، وانهى حديثه قائلًا: «دعواتكم».

الفنانة شيماء سيف تفقد 50 كيلو من وزنها

وبشأن خسارة الفنانة شيماء سيف، 50 كيلو جرام من وزنها، أوضحت الفنانة أنها خضعت لإجراء جراحية «تكميم المعدة»، وذلك لأن لديها مشكلة في مفصل الرجل بسبب وزنها الزائد.

محمد كارتر وشيماء سيف
شيماء سيف تجري عملية جراحية

وتابعت شيماء سيف، أنها لجأت للعمل الجراحي، عقب تعرضها لوعكة صحية، وقرر طبيبها المعالج إجراء عملية تغيير مفصل، بسبب صعوبة المشي وصعود السلم.

معلومات عن محمد كارتر زوج شيماء سيف

- يعمل محمد كارتر في الإنتاج الفني.

- يشغل كارتر منصب مدير إنتاج في العديد من الشركات والقنوات.

- أنتج كارتر العديد من البرامج والمسلسلات التلفزيونية المتنوعة.

شارك كارتر في إنتاج الكثير من الأعمال الفنية من أبرزها: «شيخ الحارة - توأم روحي - تلاتة في واحد».

- تزوج محمد كارتر من الفنانة شيماء سيف، بعد علاقة حب نشأت بينهم منذ عام 2018م

اقرأ أيضاًمحمد كارتر زوج شيماء سيف يكشف سبب عدم الإنجاب.. ماذا قال؟ «صورة»

«بتجيبوا الهري دا منين».. أول تعليق من محمد كارتر على شائعة طلاق شيماء سيف

استعرضت رشاقتها على أغنية «دب دب».. شيماء سيف تتصدر التريند بعد خسارة وزنها |صور

مقالات مشابهة

  • توت عنخ آمون ذكرى 102 عام.. ما بين لعنة الفراعنة – والشهرة
  • المتحف المصري يحتفل بالذكرى الـ102 لاكتشاف مقبرة «توت عنخ آمون»
  • موت مكتشفي مقبرة توت عنخ آمون.. هل أكدت وجود لعنة الفراعنة
  • تضم العديد من المجوهرات الفريدة.. اكتشاف أول مقبرة من عصر الدولة الوسطى في مصر
  • رسائل المخرج شادي عبدالسلام إلى «إخناتون».. سيناريو الحلم الذي لم يكتمل
  • اكتشاف مقبرة جماعية لجنود الجيش الأحمر الأسرى في بولندا
  • محمد كارتر زوج شيماء سيف يكشف سبب تأخر الإنجاب
  • خبير: اكتشاف أول مقبرة من عصر الدولة الوسطى سيغير تاريخ الجبانة
  • خبير أثري: اكتشاف أول مقبرة من عصر الدولة الوسطى سيغير تاريخ الجبانة|فيديو
  • خبير أثري: اكتشاف أول مقبرة من عصر الدولة الوسطى سيغير تاريخ الجبانة