بيئات تعليمية تُخرج أجيال عامًا بعد عام إلا أن هذا العام يبدو أن الأمر مختلفًا تمامًا، فلم يعد المنزل في قطاع غزة، الذي يأوي الطالب مُتاحًا من الأساس، هو فقط ركام ضم في طياته متعلقات الطالب «الشنطة والقلم والكراسة حتى محتويات غرفة نومه»، فالمعتاد ذهاب الطفل إلى المدرسة في ساعات الصباح المبكرة، والعودة منها عقب انتهاء اليوم الدراسي، إلا أن الأمر تغير رأسًا على عقب، فيبدو أنها أصبحت مستقره الآمن أو بالأدق «شبه الآمن» له ولأسرته أيضًا يعيشون فيها إن أتاح لهم القصف فرصة العيش.

لم يكن وضع المدارس في قطاع غزة على ما يُرام، بل وصفه صادق الخضور، المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم الفلسطينية بالـ«الصعب»، فالتعليم لـ600 ألف طالب مُعطل منذ 7 من شهر أكتوبر الماضي، فهناك عدد من المدارس تحولت إلى ملاجئ وبعضها تم استهدافه وهناك مدرستان تم إزالتهما بالكامل مع استهداف كوادر من المعلمين ومديري المدارس.

استهداف الاحتلال الإسرائيلي للمدارس

213 مدرسة حكومية استهدفها الاحتلال الإسرائيلي لم تكن الآثار واحدة على الجميع، لكن معظم المدارس المستهدفة تعرضت لأضرار متوسطة وباتت خارج نطاق الخدمة، بحسب ما رواه «الخضور» في حديثه لـ «الوطن»، موضحًا أن عدد المدارس الحكومية 410 وهناك 600 ألف طالب مناصفة بين وكالة الغوث التي تغطي تقريبا نصف عدد الطلبة في غزة والحكومة.

تحولت المدارس في قطاع غزة، إلى ملاجئ وهي مجهزة لتكون مدارس لا ملاجئ وبالتالي فهي الآن تفتقد لمقومات عيش الآلاف فيها، فيؤكد صادق الخضور، أن استهداف الاحتلال الإسرائيلي للمدارس جزء من استهداف مقومات الحياة واستهداف للبراءة والطفولة وله تداعيات تطال البنية التحتية والبشر والجانبين التعليمي والنفسي للطلاب الذين فقدوا عائلاتهم الأمر الذي يتطلب تبني برامج للتعامل مع الجانب النفسي.

سيناريوهات لتعويض الفاقد التعليمي

وفق صادق الخضور، فإن المدارس في قطاع غزة مكتظة بطبيعة الحال وعشرات منها تعمل بنظام الفترتين فخروج عدد منها التي تعرضت للقصف عن الخدمة يعقد الوضع الذي بالأساس «صعب»، وهنا فالتدخلات النفسية مهمة في ظل ما عايشه الطلبة الأطفال من معاناة وقصص مؤلمة في ظل فقدهم لأهلهم وأقربائهم وزملائهم.

وبالنسبة للخريطة الزمنية للعام الدراسي، أكد المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم: «لا يمكن الحديث حاليًا عن أي سيناريوهات في ظل تواصل العدوان واستهداف التعليم ومع انتهاء العدوان يمكن تقييم الوضع لكن تعطل المدارس لقرابة شهر حتى الآن يستوجب تبني سيناريوهات لتعويض الفاقد التعليمي».

لم تسطير المستوطنات الإسرائيلية على مدارس، لكن هناك مدارس في الضفة الغربية تسبب الاحتلال في تعطيلها ومنها مدارس عين سامية وزنوتا وراس التين ووادي السيق وكلها في تجمعات بدوية يعمد الاحتلال إلى تهجير سكانها.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: قطاع غزة غزة فلسطين المدارس الاحتلال الإسرائيلي الاحتلال الإسرائیلی فی قطاع غزة مدارس فی

إقرأ أيضاً:

ماذا سيحدث في غزة بعد إعلان الاحتلال الإسرائيلي موعد انتهاء الحرب بشكلها الحالي؟

مع استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية في الشجاعية وخان يونس، تحدثت القناة 13 العبرية عن أن الحرب بشكلها الحالي ستنتهي في قطاع غزة خلال 10 أيام، وذلك بعد ساعات، من إعلان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن أن المرحلة الثالثة من الحرب على الأبواب، في وقت تقترب فيه العملية في رفح الفلسطينية من نهايتها، لكن، ماذا سيحدث في قطاع غزة بعد 10 أيام؟

الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، تحدث لـ«الوطن»، تعليقًا على قرار إنهاء الحرب بشكل الحالي في غزة، قائلًا إن الاحتلال الإسرائيلي يريد أن يُجهز لمرحلة مقبلة من الحرب، وهي تنفيذ عمليات مُركزة كما حدث في الشجاعية بالضبط، وهو ما حدث أيضًا خلال الساعات الماضية في خان يونس، عندما طلب الاحتلال الإسرائيلي من السكان مغادرة المناطق الشرقية بالمدينة.

المرحلة الثالثة عبارة عن عمليات مركزة في غزة

وستكون المرحلة الثالثة من الحرب على قطاع غزة عبارة عن عمليات مُركزة، في أعقاب ذلك، سيستمر جيش الاحتلال الإسرائيلي بالبقاء في محور صلاح الدين ونتساريم ومنطقة السودانية في الشمال الغربي بمدينة غزة، ثم البدء في عمليات مركزة واغتيالات ودخول مناطق سيتم من خلالها تنفيذ عمليات اعتقال وهدم منازل، بحسب أستاذ العلوم السياسية.

الاحتلال الإسرائيلي لم يحقق أهدافه

ولم يحقق جيش الاحتلال الإسرائيلي حتى الآن أيا من أهدافه في غزة، ولم يصل إلى قيادات الفصائل الفلسطينية أو أسراه، وبالتالي، يُصر على استمرار الحرب ولكن بطريقة أخرى.

التقليل من استهداف المدنيين

وأكد «الرقب»، أن الحرب لم تنتهِ، ولكن جيش الاحتلال الإسرائيلي يتحدث عن الحرب البرية الواسعة التي سيتم إنهاؤها، بينما ستكون العمليات أكثر تركيزًا، وستقلل من استهداف المدنيين: «هذا لا يعني أن المدنيين قد أصبحوا بعيدين عن الاستهداف، عملية القضاء على عناصر المقاومة الفلسطنينية ليست أمرًا سهلًا، وبالتالي سيكون هناك استهداف للمدنيين».

ولا توجد رؤية للاحتلال الإسرائيلي ولا الولايات المتحدة الأمريكية لوقف الحرب على قطاع غزة، ووقف الحرب مرتبط فقط، بموقف الفصائل الفلسطينية والشعب الفلسطيني على الصمود، وقدرة الاحتلال على الاستمرار في الحرب.

مقالات مشابهة

  • ‏نتنياهو: قادة إيران يقفون وراء محور القتل والحرب
  • ‏الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل قائد فصيل في لواء جفعاتي خلال معارك شمالي قطاع غزة
  • ‏نتنياهو: الولايات المتحدة تدرك أن إسرائيل يجب أن تفوز بهذه الحرب
  • تنياهو: نخوض هذه الحرب من أجل البقاء وحماية حريتنا
  • الاحتلال الصهيوني يتمادى في استهداف المستشفيات بغزة:شهداء وجرحى ومعتقلون في جرائم للكيان الصهيوني بالقطاع والضفة
  • ‏القناة 14 الإسرائيلية: الجيش يقترب من إنهاء الحرب على قطاع غزة
  • ‏الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جنديين في قطاع غزة
  • ‏القناة 12 الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي طلب من المستوى السياسي مهلة 4 أسابيع أخرى لاستكمال العملية في رفح
  • ماذا سيحدث في غزة بعد إعلان الاحتلال الإسرائيلي موعد انتهاء الحرب بشكلها الحالي؟
  • «سرايا القدس» و «حزب الله» يواصلان ضرباتهم العسكرية ضد قوات الاحتلال