صحيفة أثير:
2025-03-12@20:49:39 GMT

محمد قراطاس يكتب: غزّة أرضٌ ملتهبةْ

تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT

محمد قراطاس يكتب: غزّة أرضٌ ملتهبةْ

غزةُ أرضٌ بسماءٍ.
تحتَ الأرضِ يموتُ الطفلُ،
فوق الأرضِ يموتُ الطفلُ،
فوق الغيمِ يموتُ الطفلُ
أنفاسُ الأطفال سماءٌ أخرى
وبكاء الأطفالِ الريح القادمةُ
في التوراة وفي الإنجيل وفي القرآن

غزةُ أرضٌ لا تفنى
الأرضُ هناك عميقا تتألمْ
وعميقاً تتغنى بالقصف القادم
حنجرة العالم حشرجة فقدت أوتار الصوتِ
فقدت وتر الأخلاقِ قطعت وتر الإنسان
وعادت لكهوف الجهل
حشرجة الأنسان الأول حشرجة الحيوان الناطق
وغزةُ أرضٌ عُلوية
تنظرُ للعالم أسفلها نظرة إشفاقْ
غزّة ترتفع وتعلو عن ضجّة هذا الكون

والآباءُ بغزّة أمواجٌ تتباركُ
أمواجٌ تتعالى نحو الشمسِ
لتخطفَ أرواحَ الشهداء وتلقمَّ أسلحة الشهداء
والآباءُ بغزّة تحرث أرضَ الأجدادِ
تزرع أطفال الشهدا في جسدِ الأرض الملتهبةْ

غزةُ أرض ملتهبةْ
الأمُّ هناك جبال ٌ تتحركُ بين الأحياء
وبين الأموات
وبين الشاشات
وحتى بين الصلواتِ
الأمُّ هناك بغزّة تخلدُ قبل الموتِ
وقبل الهدم
وقبل الطبخِ وقبل القصف
وقبل النوم
الأمّ بغزّة أرضٌ ملتهبةْ
وبلادٌ تلدّ بلادا وسماءٌ تلدُ سماءَ

غزّة أرض ملتهبة
تشربُ آلاف الأجسادِ
لترمّمَ عرسَ الأحرارِ
وغزةُ أرضٌ لا تتوقفُ عن إخراجِ الثوّارِ أساطيراً حيّة

غزّة أرضٌ لا تفنى حيّةْ
مهما قصفوا مهما قتلوا مهما اقترفوا
ستظلُّ تعيدُ الأطفالَ رجالاً أبطالا.

.
غزّةُ لا تفنى.. غزةُ حيّة..

محمد قراطاس

المصدر: صحيفة أثير

إقرأ أيضاً:

د. نزار قبيلات يكتب: هل الفكاهة مهارة أم فلسفة؟

لا شك أن الشخص الذي يتمتّع بحسّ الفكاهة والطرفة هو شخص إيجابي، يَلقى الكثير من التّقبل والاستحسان من الآخرين، بل ويحظى بمكانة متفرّدة بينهم، فقد أثبتت دراسات كثيرة أن مثيري الضحك وأصحاب الطُرفة هم أشخاص قادرون على التخفيف من حِدة الاكتئاب والقلق لدى مجالسيهم، هذا إذا لم يكن الضحك نفسه دواءً للعديد من الأمراض المستعصية كما أثبتت إحدى الدراسات العلمية التي أجريت في الصين مؤخراً، لكن هل الفكاهة سلوك فكري تلقائي، أم هي مهارة يمكن التمرّن عليها وتأديتها؟ لقد شاعت في منتصف الثمانينيات من القرن الفائت ثقافة الكوميديا في المقاهي والمسارح العالمية، وهي عبارة عن أداء فردي يقوم به «كوميديان» أمام جمهور يحرص في أدائه على إضحاك الحضور، ومن أشهرهم في الولايات المتحدة الأميركية تشارلي تشابلن، إيدي ميرفي، وجيري سينفيلد، فقد حقق هؤلاء شهرةً عالية وبالمقابل أرباحاً كبيرة، جراء استحسان الجمهور لهذا الفنّ وحاجتهم إلى الاسترواح بالهزل، هاربين بذلك من ثقل الجدّ ومَراسمه المتعبة، فبها يستعيد الإنسان نشاطه ويجدد همّته، بل إن الجاحظ أوصى بالفكاهة والضحك، لا سيما للعلماء وأهل البحث والنّظر الذين تطغى على محياهم مظاهر الجدّة والعبوس والصّرامة عادةً، كل ذلك مشروط بأن يكون المُزاح أو الهزل في وقته وسياقه، فلا يليق مثلاً الهزل بالمحامي، في حين يصلح للمحاضرين وإن كانوا أكاديميين، والهزل دليل على أن صاحبَه فارغ البال، غير مهموم، حاله حسنة، على ألا يؤدي الهزل إلى الإفراط بالواجبات والإهمال كالابتعاد عن الموضوع والواجبات الرئيسية.
أما الجاحظ فقد استخدم الفكاهة، عبر سرد قصص النوادر والطرائف في كتابيه «الحيوان» و«البيان والتبيين»، كفلسفة ونهج في التأليف، بُغيته من ذلك جذب القارئ وتقديم الموضوعات بطرق غير تقليدية، رغم أنه طرح مسائل علمية بحتة، فاستطاع أن يلج إلى عمقها تحليلاً واستقصاءً، دون أن يُفقد تلك المسائل أهميتها الأدبية والتاريخية، وبذلك جعل من الإضحاك والمزح جِدةً ووقاراً، كما أعانته الفكاهة على تنويع أبواب كتبه وطرح مواضيع متنوعة بسهولة، باعتبار أن الضحك والرغبة به ظاهرة اجتماعية لا يمكن تجاوزها لأنها تخفف من أثقال الحياة وأعباء الواجبات المنوطة بالإنسان، فقد عدّها فلسفةً وفناً ساخراً لا يُتقن بتلك السهولة واليسر، فقيمة أسلوب الفكاهة الشفوية والمكتوبة تكمن في قدرتها على إظهار شخصيات ثانوية وخطابات مضمرة أو مسكوت عنها في عُرف سلطة النّص الجامد الذي يحكم على النص وصاحبه تبعاً لجديته وقيمته الثابتة، وهو بالتالي رسالة يراد منها هدم نمط معين من السلوكيات العامة.
*أستاذ بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية

أخبار ذات صلة د. نزار قبيلات يكتب: تأثيل الرّمسة الإماراتية وعام المجتمع لغة الجسد الرقمية

مقالات مشابهة

  • نصر عبده يكتب: أسئلة مشروعة لوزيرة التضامن الاجتماعي؟
  • السوداني: الحكومة قطعت شوطاً مهماً في إكمال البنى التحتية للمدارس
  • ترقبوا تعليقا مهما لقائد الثورة بشأن قرار حظر ملاحة سفن العدو الإسرائيلي
  • هل هناك علاقة بين التغير المناخي والزلازل؟
  • محمد أبو هاشم: الإمام الشافعي ملأ طباق الأرض علمًا وشكل علامة فارقة في الفقه الإسلامي
  • د. عصام محمد عبد القادر يكتب: الْوَعْي الرَّقَمِيّ.. الْمَاهيّةُ وَاَلْأَهَمْيّةُ
  • د. مروان المعشر يكتب .. الخطة العربية مقابل المقترح الأمريكي
  • عصام الدين جاد يكتب: أمس كان الفداء.. واليوم كان النصر
  • ‏اليمن يكتب فصلًا جديدًا في التضامن العربي
  • د. نزار قبيلات يكتب: هل الفكاهة مهارة أم فلسفة؟