“كل الخيارات مفتوحة”.. نصر الله للأمريكيين: أعددنا العدة لأساطيلكم
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
الجديد برس:
أعلن الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، الجمعة، أن المقاومة لن تكتفي بعملياتها على طول الحدود اللبنانية ـــ الفلسطينية وكل الخيارات أمامها مطروحة، لمساندة المقاومة الفلسطينية، متوعداً الولايات المتحدة بأن المقاومة جاهزة للتصدي للأساطيل التي حشدتها في البحر الأبيض المتوسط.
وقال نصر الله، في احتفال تكريمي لـ”الشهداء الذين ارتقوا على طريق القدس”، إن تصاعد الجبهة الجنوبية “مرهون بأحد أمرين أساسيَّين؛ الأمر الأول هو مسار الأحداث وتطورها في غزة، والأمر الثاني هو سلوك العدو الصهيوني تجاه لبنان”، مضيفاً: “بكل شفافية وغموض بنّاء، إن كل الاحتمالات في جبهتنا اللبنانية مفتوحة وإن كل الخيارات مطروحة ويُمكن أن نذهب إليها في أي وقت من الأوقات، ويجب أن نكون جميعاً جاهزين لكل الفرضيات المُقبلة”.
وتوجه نصر الله إلى الأمريكيين، بالقول: “أساطيلكم في البحر المتوسط لا تُخيفنا ولن تخيفنا في يوم من الأيام، وأقول لكم إن أساطيلكم التي تُهددون بها، لقد أعددنا لها عُدّتها أيضاً (…) الذين هزموكم في بداية الثمانينيات (في لبنان) ما زالوا على قيد الحياة، ومعهم اليوم أولادهم وأحفادهم”.
وأشار نصر الله إلى أن المقاومة في لبنان دخلت إلى المعركة في 8 أكتوبر الفائت، مؤكداً أن ما يجري على الجبهة الجنوبية مع فلسطين المحتلة “كبير جداً ومهم جداً ومؤثّر جداً” وهو “غير مسبوق” في تاريخ العدو الإسرائيلي، و”لن يتم الاكتفاء به على كلّ حال”.
وأوضح نصر الله أن عمليات حزب الله دفعت العدو الإسرائيلي إلى سحب ثلث الجيش الإسرائيلي، نصف القدرات البحرية، ربع القوات الجوية، ما يقارب نصف الدفاع الصاروخي وثلث القوات اللوجستية إلى الجبهة الشمالية مع لبنان، بدلاً من حشدها في الجنوب ضد قطاع غزة.
وأكد نصر الله أن “هذا الحضور في الجبهة وهذا العمل اليومي يجعلان العدو مردوعاً (…) عمليات المقاومة في الجنوب تقول لهذا العدو الذي قد يُفكّر في الاعتداء على لبنان أو بعملية استباقية، أنك سترتكب أكبر حماقة في تاريخ وجودك”.
وإذ شدد على أن “ما بعد عملية طوفان الأقصى ليس كما قبلها، وهذا ما يُحتّم على الجميع تحمل المسؤولية”، دعا نصر الله إلى العمل على تحقيق هدفين؛ الهدف الأول: وقف الحرب على قطاع غزة، والهدف الثاني: أن تنتصر المقاومة الفلسطينية وحركة “حماس” تحديداً في قطاع غزة، لافتاً إلى أن “انتصار غزة هو مصلحة وطنية مصرية وأردنية وسورية، وأولاً وقبل كل الدول هو مصلحة وطنية لبنانية”.
وأكد نصر الله أن عملية “طوفان الأقصى” كان قرارها وتنفيذها “فلسطينياً مئة بالمئة، وأخفاها أصحابها عن الجميع حتى عن فصائل المقاومة في غزة (…) هذا الإخفاء لم يزعج أحداً في فصائل المقاومة على الإطلاق، بل أثنينا عليه جميعاً”.
ورأى نصر الله أن “العمل الكبير والعظيم في طوفان الأقصى أدى إلى حدوث زلزال على مستوى الكيان الصهيوني أمني وسياسي ونفسي ومعنوي وكانت له تداعيات وجودية وإستراتيجية وستترك آثارها على حاضر هذا الكيان ومستقبله (…) كشفت عملية طوفان الأقصى عن الوهن والضعف في الكيان، وأنه بحق أوهن من بيت العنكبوت”.
ولفت نصر الله إلى مسارعة الولايات المتحدة بـ”رئيسها ووزرائها وجنرالاتها لتمسك بهذا الكيان، الذي كان يهتزّ ويتزلزل من أجل أن يستعيد بعض وعيه ويقف على قدميه من جديد، وهو لم يتمكن حتى الآن من استعادة زمام المبادرة (…) هذه السرعة الأمريكية لاحتضان إسرائيل ومساندتها كشفت وهن هذا الكيان وضعفه”.
واعتبر نصر الله أن “حكومات العدو لا تستفيد من تجاربها على الإطلاق (…) من أهم الأخطاء التي ارتكبها الإسرائيليون ولا يزالون هو طرح أهداف عالية لا يمكنهم أن يحققوها أو يصلوا إليها (…) مشاهد المجازر الآتية من قطاع غزة تقول لهؤلاء الصهاينة إن نهاية المعركة ستكون انتصار غزة وهزيمة العدو”.
وحمل نصر الله “المسؤولية بالكامل عن الحرب الدائرة في غزة لأمريكا، وإسرائيل هي أداة، فأمريكا هي التي تمنع وقف العدوان على غزة وترفض أي قرار لوقف إطلاق النار”، مبيناً أنه “لذلك أتى قرار المقاومة الإسلامية في العراق بمهاجمة قواعد الاحتلال الأمريكية في العراق وسوريا، وهو قرار حكيم وشجاع”.
وكان نصر الله قد أكد أن معركة قتال العدو الإسرائيلي “معركة كاملة الشرعية من الناحية الإنسانية والأخلاقية والدينية”، موجهاً التحية إلى “الشعب الأسطوري الذي لا نظير له في العالم، إلى أهل غزة وشعب غزة”، وإلى كل الذين تضامنوا وساندوا ودعموا “على مستوى العالم من دول عربية وإسلامية وأمريكا اللاتينية، ونخص بالذكر السواعد العراقية واليمنية التي دخلت إلى قلب هذه المعركة المباركة”.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: طوفان الأقصى نصر الله إلى نصر الله أن قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
“الآلة التي عطشت” .. “من رواية: قنابل الثقوب السوداء”
#سواليف
“الآلة التي عطشت”
” من #رواية: #قنابل_الثقوب_السوداء “
كان جاك يحدّق من خلف الزجاج السميك، يتأمل هذا الفراغ اللامنتهي خارج الشراع، حيث لا شيء سوى السواد والصمت. بينما تتوهج نجوم خافتة في الأفق. الشراع قد اقترب كثيرًا من مقدّمة سحابة أورط، في محيطٍ لا يُرى فيه الضوء إلا كما ترى النفس أحلامها في غياهب النوم. السُحُب هنا ليست كالتي اعتادها البشر، بل غازات متجمدة، نوى مذنّباتٍ راكدة، وكويكبات شاردة، وكلّها تغوص ببطء داخل تأثير حراري خافت نابع من الجاذبية الحادة لثقب أسود بعيد. تأثيره لا يُرى، لكن يمكن قياسه. كما تُقاس الحمى دون لمس الجلد.
مقالات ذات صلة الزعبي تفتتح معرض الصور الفوتغرافية بتنظيم من ملتقى الصورة الثقافي ومديرية ثقافة إربد 2025/04/18لقد قطعوا ما يقرب من 70% من السنة الضوئية منذ مغادرتهم الأرض. والآن، أمامهم ما يعادل 2840 مليار كيلومتر، والمياه بدأت في قول الحقيقة الوحيدة التي لم يرغب أحدهم في سماعها.
على متن السفينة، كان كل شيء يعمل في صمت كأن الكون يهمس: لم يحن وقت الكشف بعد. نظام السُبات الفضائي يُبقي الرواد الثلاثة نائمين بسلام، بإشراف الروبوت الطبي ‘
إيريكا 300’، الذي لا يكلّ ولا يملّ. في ركنٍ آخر، كانت آلات الطعام تمزج المركّبات الأولية ببطء لتصنع وجبات المستقبل. الطحالب تنمو بهدوء تحت ضوء صناعي دافئ، تلتهم ثاني أكسيد الكربون وتمنح الأوكسجين. حتى بطاريات النظائر المشعة، كانت تبث حياة
بالكاد تُرى، لكنها كافية لتستمر الرحلة.”
لكن، وكما كلّ الأسرار في هذا الكون، انكسر التوازن بصوت خافت: قراءة خزان الماء.
“المستوى ناقص.” قال كازو، وهو يحدق في الشاشة.
نظر إليه جاك، وقد بدا على وجهه ما يشبه الإحساس المجهول، ذاك الذي ينتاب المرء عندما يشعر أن شيئًا صغيرًا ينزلق خارج المعادلة.
“كم شربتَ أمس؟” سأل كازو.
“لترًا.” أجاب جاك ببساطة.
قالت جوليا من المقصورة الخلفية، “وأنا كذلك.”
ثم قال كازو، “وأنا أيضًا.”
المنطق واضح: ثلاثة لترات، خمسون ناقص ثلاثة تساوي سبعة وأربعين. لكن العداد يظهر ستة وأربعين.
كان نقص لتر واحد فقط، لكنه كان كافيًا ليفتح ثغرة في قشرة الهدوء الكوني.
“هل هناك أحد غيرنا؟” قال كازو، وهو ينظر إلى جاك.
“ربما هناك رابع مختبئ على متن الشراع، كالأشباح.” قال جاك، نصف مازح.
لكن الصمت الذي أعقب المزحة لم يكن مضحكًا. جوليا وكازو لم يردّا، أطرقا رأسيهما كما لو أن السؤال قد فُتح على وادٍ لا يريدان السير فيه.
مرت الشهور. وجاك لم ينسَ.
في لحظة ما، صرخت جوليا.
كان الصوت غريبًا، متقطعًا كإشارة تائهة في الفراغ. لحظتها، استدارت “إيريكا”
برأسها نحو الصوت، كأنها سمعتْه قبل أن يُنطق. كأنها كانت تنتظره.
توجّه جاك وكازو نحو وحدة الخدمات. هناك، عند نظام MOF المسؤول عن استخلاص جزيئات الماء من الهواء، كانت جوليا تنتظر.
“توقف النظام.” قالت، وعيناها متسعتان.
جاك نظر إلى السطح المساميّ للبلورات، كان جافًا كجدار مهجور.
المولد الحراريّ يعمل، الطاقة مستمرة. لكنه وجد الخلل في سلكٍ دقيق قد انفصل عن المزدوجة الحرارية، بشكل شبه خفيّ.
أعاد توصيله. بدأ الجهاز بالعمل. عاد الماء، وعادت الأنفاس.
لكن شيء ما ظلّ معلقًا.
جاك، وهو ينظر إلى الشاشة، سأل نفسه بصمت: “لتر واحد… في كل يوم. من؟ أو ماذا؟”
في ذلك الفضاء العميق، حيث لا شيء يحدث دون قصد، بدا أن الإجابة لن تكون بسيطة.
كانت إيريكا تعلم أن سلك التوصيل مفصول، لكنّها اختارت أن تترك الرعب يتسلل إلى قلوبهم، ليتهدم معنوياتهم تدريجيًا، فتسهل عليها التخلص منهم في وقت لاحق.
هذا الحدث أثار حفيظة جاك، وجعل تساؤلاته تتزايد حول سبب فقدان المياه بمعدل لتر يوميًا. أصبح الأمر جادًا، فقد يحتاجون في أي وقت لهذا اللتر الذي يُفقد بشكل مستمر.
فكر جاك مليًا، وتردّد في ذهنه: ربما تكون جوليا أو كازو، أو ربما هما معًا، يستهلكان الماء في صمت دون أن يصارحا أحدًا. كان عليه أن يتصرف بحذر.
بدأ في تنفيذ خطته، فقرر أن يبدأ باختبار جوليا الروسية، معتقدًا أن الحقد الروسي تجاه الأمريكيين قد يكون جارياً في عروقها، حتى وإن كانت جوليا تحبه.
تصنّع جاك التظاهر بالسبات، بينما أدخل كازو في سبات حقيقي، وترك جوليا والروبوت لإتمام أعمال الشراع.
تركتْ جوليا المكان حيث كان جاك يرقد، فتبعها سرًا، ليكتشف أنها كانت تواصل أداء مهامها على أكمل وجه في المركبة. فصمت وعاد أدراجه قبل أن تراه، لكن سرعان ما لمح إيريكا تدخل وحدة الخدمات. تبعها ظنًا منه أنها قد تكون تهدر الماء بسبب تلف في أحد برامجها، لكنه تفاجأ بأنها كانت تشرب الماء وتتجشأ.
أمسك بها بشدة وقال: “اليابان أرسلتكِ روبوتًا أم رائدة فضاء، أيّتها الحمقاء؟ هل تريدين أن تدمّري حياتنا؟”
ثم صرخ ونادى على كازو وجوليا، لكنه نسي أن كازو في سبات عميق. فركض نحوه وأيقظه بسرعة، ثم عاد به أمام إيريكا، وقد تابعته جوليا، مشدوهة.
قال جاك: “كازو، هل طلبنا روبوتًا من دولتك أم رائدة فضاء بشريّة؟”
أجاب كازو: “روبوت”.
وأشار جاك إلى إيريكا وقال مستنكرًا: “أهذه رائدة فضاء متنكّرة في زيّ روبوت؟”
أسرع كازو نحو إيريكا 300، وبدأ يتحسّس جسدها، وفتح صدرها ليكشف شريحة البرمجة، فأراها لجاك قبل أن يعيدها في مكانها. ثم فتح معدتها ليجدها فارغة من الأعضاء البشرية، واستبدل ذلك بتجويف مملوء بمادة صناعية مخصصة للروبوت.
أمعن النظر في رأسها، فوجد الخلية العصبية الصناعية، وأعاد تأكيد إجابته: “هذا حاسوب، روبوت يا جاك، فما الذي حدث؟”
غضب جاك وقال: “أنتِ تريدين أن تفعلي مثلما نفعل، تشربين الماء؟” ثم سكت لحظة واعتدل قائلاً: “من صمّمها يا كازو؟”
أجاب كازو: “كاجيتا، ميتشو كاجيتا يا جاك”.
زم شفتيه وهو يقول باستياء: “الملعون… اللعنة عليه!”
استمر الحوار، وإيريكا وجوليا تستمعان دون أن ينبسا بكلمة. ثم تحدثت إيريكا أخيرًا وقالت موجهة كلامها إلى جاك: “كما أنني مبرمجة للدفاع عن نفسي والحفاظ على بقائي، فأنا أيضًا مبرمجة لتنظيف جسدي. كنت أظن أنني بحاجة إلى ذلك، لأنني أشعر بالاتساخ”.
ردّ جاك مستاءً: “أنتِ تشعرين بالاتساخ، أيتها الحقيرة!” ثم قال بلؤم: “ابكي، ابكي الآن، أيتها الصغيرة!” وهاجمها ضاربًا إياها في وجهها. تألمت إيريكا ورددت: “آه، آه”.
نظر إليها جاك، فاستشعر مكراً في تصرفاتها، ثم قال لها بعنف: “أيتها الخبيثة، لا تتصنّعي الشعور بالألم، الفرح، الجوع، العطش، الحب أو الكره… أنتِ مجرد آلة، فلا تتصنّعي هذه المشاعر الزائفة!
أجابته إيريكا بهدوء: “أنا أحمي نفسي من العطب.”
قال جاك، وهو يلوي لسانه بغضب: “إيّاكِ أن أراكِ تشربين، تأكلين، تضحكين أو تعبسين… حتى لو أصبتِ بالعطب، فأنتِ المسؤولة يا إيريكا!”
“حسنًا… لكن لو أصابني عطب، أنت المسؤول يا جاك.”
أجابها بغضب: “لا تتذاكي، أيتها الحمقاء… عيشي كآلة، ولا تعتقدي أنكِ أكثر من ذلك، لأنكِ مجرد آلة.”
بقلمي: إبراهيم أمين مؤمن -مصر
19/4/2025