تونس – جدد الرئيس التونسي، قيس سعيد، موقفه من التطبيع مع إسرائيل بعد جدل واسع في بلاده بشأن مشروع “قانون تجريم التطبيع” مع تل أبيب، مقترحا تغيير مادة في الدستور تجعل التطبيع خيانة عظمى.

وقال الرئيس التونسي: “هذا الوقت الذي تهدم فيه البيوت على رؤوس الفلسطينيين، وتنتهك فيه كل شرائع الأرض والسماء، في هذا الوقت الذي لا يقطع فيه البنزين عن المشافي، بل تقطع فيه حتى قطرة الماء، وسويت فيه بالأرض لا مربعات بل مدن بأكملها، وتم تهجير قسري لمئات الآلاف من الفلسطينيين، يتحول الصراع للأسف إلى صراع قانوني”.

وشدد سعيد: ” نحن اليوم في حرب تحرير لا حرب تجريم، ومن يتعامل مع العدو الصهيوني لا يمكن إلا أن يكون خائنا، وخيانته هذه هي خيانة عظمى”.

وأكد سعّيد أن “ما يسمى بالتطبيع مصطلح لا وجود له عندي على الإطلاق لأنه يعكس فكرا مهزوما والفكر المهزوم لا يمكن أن يكون فكر المقاوم والفدائي في ساحات الوغى والقتال”.

وأوضح أن “الغاية من هذه الكلمة ليست الدخول في سجال قانوني عقيم، ولا في جدل حول عدد من المصطلحات والمفاهيم القانونية التي لا جدوى منها في هذه اللحظات التاريخية التي يواجه فيها شعبنا العربي في فلسطين أبشع الجرائم، ولكنه يواجهها بعزيمة الفدائي المقاتل، وهي نفس العزيمة التي نتقاسمها معه، لأننا لا نرضى إلا بالنصر أو الاستشهاد”.

وأردف: “أجد نفسي مضطرا اليوم، خاصة وأن عديد الأذان التي بها وكر للتذكير بأن الدستور الخامس والعشرين من يوليو لسنة 2022، نص في توطئته على الانتصار للحقوق المشروعة للشعوب التي من حقها وفق الشرعية الدولية أن تقرر مصيرها بنفسها، وأولها حق الشعب الفلسطيني في أرضه السليبة وإقامة دولته عليها بعد تحريرها وعاصمتها القدس الشريف”.

وتابع: “الفرق واضح، بينما ورد في الدستور التونسي الذي صحح مسار الثورة وما ورد في دستور 2014، الذي اقتصر على الإشارة إلى مناصرة حركات التحرر العالمية وفي مقدمتها حركة التحرر الفلسطيني.. فلا إشارة على الاطلاق في حق الشعب الفلسطيني في فلسطين السليبة وإقامة دولته عليها وعاصمتها القدس الشريف.. فهل تحتاج الشمس إلى دليل؟.. ربما تعرفون الأسباب التي أدت إلى الصيغة التي تم الاختيار عليها في دستور 2014.. فأحد الصهاينة من الذين كانوا يترددون منذ سنة 2011، على قصر باردو، فضلا عن اللقاءات التي كانت تجمعه بعدد من المؤسسين آنذاك في بعض العواصم في الخارج، وحين طرح علي السؤال حول مقترح القانون الذي تم التداول فيه يوم أمس، جددت الموقف ذاته وهو أن الأمر يتعلق بخيانة عظمى مشيرا إلى إمكانية الاستئناس بالفصل 60 من المجلة الجزائية الذي ينص على أنه يعد خائنا للشعب الفلسطيني مع تعداد صور الخيانة بكل دقة والتنصيص على الجزاء الذي يترتب عن كل واحدة منها، ومع التأكيد على أن هذه الخيانة هي خيانة عظمى”.

كما أكد: “لست في حاجة لشهادة أحد وتكفيني شهادة الله وشهادة الشعب والتاريخ، وأؤكد مجددا اليوم على أن الأمر يجب أن يكون متعلقا بالخيانة العظمى للشعب الفلسطيني.. ليست لدينا صواريخ عابرة للقارات ولكن لدينا مواقف عابرة للقارات ولا نقبل المساومة ولا المزايدة ولا الضغط ولا الابتزاز من أي جهة كانت، لا في الداخل ولا في الخارج.

واختتم الرئيس التونسي: “لمجلس نواب الشعب وظائفه طبق أحكام الدستور ولرئيس الجمهورية وظائفه طبق مقتضيات الدستور والسيادة في كل الحالات للشعب التونسي الذي يريد تحرير كامل الوطن المحتل.. حرب التحرير نخوضها مع كل أحرار العالم، والتحرر لا يؤخذ بالنصوص وبالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا”.

ومع دخول الحرب يومها الـ28 منذ بدء عملية “طوفان الأقصى”، لا يزال الجيش الإسرائيلي يكثف قصفه لقطاع غزة، بينما تواصل الفصائل الفلسطينية استهداف تحشيدات القوات الإسرائيلية المتوغلة بالقطاع. فيما أعلنت وزارة الصحة في غزة، ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 9227 فلسطينيا وإصابة 23516 آخرين.

 

المصدر : RT

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: خیانة عظمى

إقرأ أيضاً:

عمرو موسى: حماة إسرائيل يحاولون فرض حل إسرائيلي على النزاع في الشرق الأوسط

قال عمرو موسى، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، إن موضوع التطبيع مع إسرائيل ليس محظورًا في الحديث، والمبادرة العربية التي أصدرتها الجامعة العربية بناءً على اقتراح المملكة العربية السعودية، تنص على التطبيع والاعتراف بالاحتلال الإسرائيلي في إطار باتفاقات معينة، مضيفًا: «إذًا نحن لسنا ممنوعين من الحديث عن التطبيع، ولكن التطبيع أيضًا لا يكون مجانيًا أو خاضعًا للضغط».    

فرض حل إسرائيلي على النزاع في الشرق الأوسط،

وأضاف «موسى»، خلال لقاء خاص مع الإعلامية أمل الحناوي ببرنامج «عن قرب»، المذاع على قناة «القاهرة الإخبارية»، أنّ القوة القائمة بالاحتلال، ومن يحمي هذه القوة مسؤول عن الوضع الحالي، ويحاول فرض حل إسرائيلي على النزاع في الشرق الأوسط، وهذا لن يحدث وإذا فُرض اليوم لن يعيش بعد ذلك.

اتفاقية 2002 بشأن فلسطين

وتابع: «أطالب الدول العربية والشعوب والمجتمع العربي باليقظة، نحن مستعدون للحل السلمي والسياسي طبقًا للمبادرة العربية التي صدرت في 2002، وأمريكا سعدت بها وأوروبا وآسيا وكل الدول، ولكن ماذا فعلوا بها؟ يتم خرقها أو يساعدوا إسرائيل على خرقها والدليل على ذلك ما يجرى في الضفة».

مقالات مشابهة

  • عمرو موسى: التطبيع العربي مع إسرائيل لا يمكن أن يكون مجانيًا
  • عمرو موسى: التطبيع العربي مع إسرائيل لا يمكن أن يكون مجانيا
  • عمرو موسى: حماة إسرائيل يحاولون فرض حل إسرائيلي على النزاع في الشرق الأوسط
  • هوكشتاين يقترح تسوية تستبعد إلحاق الـنقطة-ب والمزارع بلبنان
  • مظاهرات حاشدة في صنعاء ومدن مغربية دعما لغزة ورفضا للتطبيع
  • نجاح أدبي وجماهيري.. شعبة الدراما باتحاد الكتاب تحتفي بصناع أوبريت "قمر الغجر".. أول عرض مسرحي يكشف قسوة وبشاعة ما يتعرض له الشعب الفلسطيني بالأراضي المحتلة من إبادة وتطهير عرقي
  • جريصاتي يقرأ في مداخلة فياض: غاب عنها الدعوة الى الالتصاق بمشروع الدولة.. وعلى كل طيف قوي رفد الدولة بقوته
  • الجامعة العربية تتخذ جملة من القرارات ضد إسرائيل وتستنكر عرقلة بريطانيا للعدالة
  • هنية يشيد بجهود الشعب الأردني لنصرة الشعب الفلسطيني
  • تنسيقية نسائية تدعو إلى اعتماد “اجتهاد منفتح وبناء” لمدونة الأسرة