سواليف:
2025-01-31@21:56:18 GMT

معركة لها ما بعدها

تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT

معركة لها ما بعدها

معركة لها ما بعدها
د. #عبدالقادر_عبدالرحمن
لم يكن يخطر في خلد وزير خارجية بريطانيا (آرثر بلفور) الذي أعطى وعدا لا يملكه لمن لا يستحقه لإقامة وطن لليهود في #فلسطين، أن تمر مئة وستة أعوام على ذاك الوعد المشؤوم ،حتى يأتي السابع من أكتوبر ويقلب الموازين والمعادلات السياسية منها والعسكرية.
فلم يعد العالم قبل السابع من أكتوبر كما كان قبله ،فكيف لنا أن نتصور أن هذا #الكيان الهش الذي أقيم على جمع تناقضات ديمغرافية شتى في بقعة جغرافية واحدة يحمل في داخله عوامل ضعفه وانقسامه، لا بل وعوامل زواله ،قبل أن تأتي عملية طوفان الأقصى وتؤكد تلك الحقيقة الدامغة، فهم أقاموا دولتهم على أنقاض شعب قد هجروه وألقوا به في ديار الشتات، وتوقعوا أن يموت الكبار وينسى الصغار ما حصل لآبائهم من قبل ،ولكن خابت توقعاتهم عندما دخل أهل الحق عليهم في عقر مغتصباتهم ،وأثبتوا بما لا يحتمل التشكيك هشاشة كيانهم المصطنع ،والذي هو أشبه ما يكون ببيت العنكبوت.


ولقد ظهر جليا من( #طوفان_الأقصى) وما تبعها من أحداث وعدوان غير مسبوق على أهل غزة أن هذا الجيش الذي لا يقهر قد أصيب في كرامته ،و تمرغت هيبته في التراب ،فلم يعد يفرق بين مستشفى ولا مدرسة ولا هدف عسكري ، بل يهلك الحرث والنسل في محاولة بائسة لاستعادة هيبته المفقودة وقوة ردعه التي يستحيل أن يستعيدها في ظل المعارك البرية التي تدور رحاها هناك ،حيث جعلت المقاومة الفلسطينية من دباباته ومدرعاته نمراً من ورق، بعد أن اشتبكت مع جنوده من نقطة الصفر .ويأتي ذلك في سياق نتائج الحرب التي كشفت عن قدرات في تغير معادلة الردع في الجانب الفلسطيني، حيث لم يتوقع أكثر المتفائلين أن تصل غنائم المقاومة الى عدد غير مسبوق من جنود الاحتلال ،الأمر الذي تستطيع معه أن تفاوض من مصدر قوة لتبييض السجون من أسرانا البواسل ،
وفي موازاة الحرب التي تدور رحاها في قلب غزة العزة، هناك حرب لا يقل تأثيرها وصخبها تلكم هي الحرب النفسية التي يتولى الإعلام اليوم بوسائله ومنصاته الرقمية إدارتها. وقد ظهر استعداد المقاومة لهذه الحرب من خلال الاعلام العسكري الذي أصبح فيه الملثم أيقونة الاعلام المعاصر باحترافية مهنية تدرس في كليات الاعلام ،بدءاً من هيبة الظهور ومروراً باختيار العبارات المؤثرة التي ترسخ في اذهان الجماهير،وانتهاءً ببثه الرسائل الخاصة للرأي العام ، حتى بات ظهوره ينتظره الملايين حول العالم.
ومن الارتدادات غير المتوقعة لهذه الحرب والمكاسب التي حققتها القضية الفاسطينية بعد السابع من أكتوبر أنها أعادت للذاكرة العربية ما كان يعرف بفلسطين التاريخية وأحيت في العقل الجمعي والوجدان العربي إمكانية تحرير فاسطين كاملة غير منقوصة بكامل ترابها من البحر الى النهر ، وهي حقيقة كادت تندثر مع الأيام ،فاذا تمكنت ثلة قليلة من فعل ما رأيناه في السابع من أكتوبر فكيف لو توحدت الامة وصدقت النوايا في تقديم الدعم اللازم لطلائع التحرير عوضا على أن نتركهم يقاتلون أشرس عدو عرفته البشرية.
واذا ما أردنا ان نكون متفائلين رغم كل الذي دمرته آلة الحرب الصهيونية فان هذه الأحداث قد أعادت -من حيث اراد العدو أم لم يرد – قضية فلسطين الى الواجهة من جديد باعتبارها محور ارتكاز القضايا العربية وقضية العرب والمسلمين الأولى.
وقد يكون من أعظم مكاسب هذه الحرب أيضا أنها عملت على كشف زيف الغرب الكاذب الذي صدع رؤوسنا باسطوانة حقوق الانسان ،فنراه يتباكى على ضحايا الحرب في أوكرانيا، فيما الضحايا من الأطفال العزل في غزة لا بواكي لهم،لا بل يقدم كل ما يملك من دعم عسكري ولوجستي لربيبته في المنطقة في انحياز سافر للجلاد الظالم ضد الضحية المظلوم الذي لا يملك حتى حق الدفاع عن أرضه ومقدساته.
وأخيرا فإن من التبعات غير المقصودة لهذه الحرب إعادة توجيه البوصلة نحو العدو الحقيقي للعرب والمسلمين ،وهو العدو الصهيوني الذي احتل هذه الأرض المباركة بمزاعم توراتية محرفة كما في الإصحاح(15) فيقول الرب لإبراهيم عليه السلام “لنسلك أعطي هذه الأرض” ولم يدرك هولاء الشرذمة من شذاذ الآفاق أن مصيرهم المحتوم إلى زوال قريب بوعد الله الحق”{ ﴿ إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا﴾ صدق الله العظيم.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: عبدالقادر عبدالرحمن فلسطين الكيان طوفان الأقصى السابع من أکتوبر هذه الحرب

إقرأ أيضاً:

“هآرتس”: الحشود التي تعبر نِتساريم حطّمت وهم النصر المطلق‎

وأكمل بالقول: “معظم فترة الحرب، رفض نتنياهو مناقشة الترتيبات لما بعد الحرب في قطاع غزة، ولم يوافق على فتح باب لمشاركة السلطة الفلسطينية في غزة، واستمر في دفع سيناريو خيالي لهزيمة حماس بشكل تام. والآن، من يمكن الاعتقاد أنه اضطر للتسوية على أقل من ذلك بكثير”.

ورأى هرئيل أن رئيس حكومة العدو، هذا الأسبوع، قد حقق ما أراده، إذ إن حماس وضعت عوائق في طريق تنفيذ الدفعات التالية من المرحلة الأولى في صفقة الأسرى، لكن نتنياهو تمكن من التغلب عليها، على حد تعبيره، موضحًا أنه: “حتى منتصف الليل يوم الأحد، تأخر نتنياهو في الموافقة على عبور مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى شمال القطاع، بعد أن تراجعت حماس عن وعدها بالإفراج عن الأسيرة أربيل يهود من “نير عوز””، ولكن بعد ذلك أعلنت حماس نيتها الإفراج عن الأسيرة، وفق زعمه، فعلّق هرئيل: “حماس وعدت، والوسطاء تعهدوا، أن يهود ستعود بعد غد مع الجندية الأخيرة آغام برغر ومع أسير “صهيوني” آخر، والدفعة التالية، التي تشمل ثلاثة أسرى “مدنيين” (من المستوطنين)، ستتم في يوم السبت القادم”. لذلك، قاد تعنّت نتنياهو – ومنعه عودة النازحين الفلسطينيين – على تسريع الإفراج عن ثلاثة أسرى صهاينة في أسبوع، على حد ادعاء الكاتب.

تابع هرئيل: “لكن في الصورة الكبيرة، قدمت حماس تنازلًا تكتيكيًّا لإكمال خطوة استراتيجية، أي عودة السكان إلى شمال القطاع”، مردفًا: “أنه بعد عودتهم إلى البلدات المدمرة، سيكون من الصعب على الكيان استئناف الحرب وإجلاء المواطنين مرة أخرى من المناطق التي عادت إليها حتى إذا انهار الاتفاق بعد ستة أسابيع من المرحلة الأولى”، مضيفًا: “على الرغم من نشر مقاولين أميركيين من البنتاغون في ممر “نِتساريم” للتأكد من عدم تهريب الأسلحة في السيارات، لا يوجد مراقبة للحشود التي تتحرك سيرًا على الأقدام، من المحتمل أن تتمكن حماس من تهريب الكثير من الأسلحة بهذه الطريقة، وفق زعمه، كما أن الجناح العسكري للحركة، الذي لم يتراجع تمامًا عن شمال القطاع، سيكون قادرًا على تجديد تدريجي لكوادره العملياتية”.

وادعى هرئيل أن حماس تلقت ضربة عسكرية كبيرة في الحرب، على الأرجح هي الأشد، ومع ذلك، لا يرى أن هناك حسمًا، مشيرًا إلى أن هذا هو مصدر الوعود التي يطلقها “وزير المالية في كيان الاحتلال” بتسلئيل سموتريتش، المتمسك بمقعده رغم معارضته لصفقة الأسرى، بشأن العودة السريعة للحرب التي ستحل المشكلة مرة واحدة وإلى الأبد، ويعتقد هرئيل أن: “الحقيقة بعيدة عن ذلك، استئناف الحرب لا يعتمد تقريبًا على نتنياهو، وبالتأكيد ليس على شركائه من “اليمين المتطرف”، القرار النهائي على الأرجح في يد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومن المتوقع أن يستضيف الأخير نتنياهو قريبًا في واشنطن للاجتماع، وهذه المرة لا يمكن وصفه إلا بالمصيري”.

وأردف هرئيل ، وفقا لموقع العهد الاخباري: “ترامب يحب الضبابية والغموض، حتى يقرر، لذلك من الصعب جدًّا التنبؤ بسلوكه”، لافتًا إلى أنه وفقًا للإشارات التي تركها ترامب في الأسابيع الأخيرة، فإن اهتمامه الرئيسي ليس في استئناف الحرب بل في إنهائها، وأكمل قائلًا: “حاليًا، يبدو أن هذا هو الاتجاه الذي سيضغط فيه على نتنياهو لإتمام صفقة الأسرى، وصفقة ضخمة أميركية – سعودية – صهيونية وربما أيضًا للاعتراف، على الأقل شفهيًّا، برؤية مستقبلية لإقامة دولة فلسطينية”.

وقال هرئيل إن “نتنياهو، الذي أصرّ طوال السنوات أنه قادر على إدارة “الدولة” (الكيان) وأيضًا الوقوف أمام محكمة جنائية، جُرّ أمس مرة أخرى للإدلاء بشهادته في المحكمة المركزية، رغم أنه يبدو بوضوح أنه لم يتعاف بعد من العملية التي أجراها في بداية الشهر، واستغل الفرصة لنفي الشائعات التي تفيد بأنه يعاني من مرض عضال، لكنه لم يشرح بشكل علني حالته الصحية”، مشددًا على أن نتنياهو الآن، من خلال معاناته الشخصية والطبية والجنائية والسياسية، قد يُطلب منه مواجهة أكبر ضغط مارسه رئيس أميركي على رئيس وزراء الكيان الصهيوني.

 

مقالات مشابهة

  • أسمته “إسرائيل” رجل الموت.. من هو محمد الضّيف مهندس معركة “طوفان الأقصى” الذي أرعب الكيان الصهيوني؟ (تفاصيل + فيديو)
  • للمرة الأولى.. حكومة نتنياهو تناقش تشيكل لجنة تحقيق في أحداث 7 أكتوبر
  • بالفيديو.. تعرف على “محمد الضّيف” مهندس معركة “طوفان الأقصى” الذي أرعب الكيان الصهيوني
  • تعرّف على المنظمة التي تلاحق مجرمي الحرب الإسرائيليين بجميع أنحاء العالم
  • اعلام العدو ينشر إحصائية قتلى الجنود الصهاينة منذ السابع من أكتوبر 2023
  • معهد صهيوني: صورة قاتمة لـ”وضع إسرائيل” في الحرب منذ 7 أكتوبر 
  • حزب صوت الشعب يطالب بإخراج ليبيا من البند السابع والوصاية الأممية
  • ضابط كبير يكشف التحدي الحقيقي الذي يواجه الجيش الإسرائيلي
  • “هآرتس”: الحشود التي تعبر نِتساريم حطّمت وهم النصر المطلق‎
  • كاتب إسرائيلي: علينا الاستعداد لـظل حماس الطويل.. تأثير 7 أكتوبر