الأردن يستطيع إذا ما أراد
د. #رامي_عياصرة
ثمة حالة #غليان غير مسبوقة في #الشارع_الاردني تجاه #جرائم #الاحتلال الاسرائيلي في #غزة وممارساته غير الانسانية بالذات تجاه المدنيين والآمنين من الاطفال والنساء والكبار والصغار.
وهذا في تقديري شئ طبيعي وتحرك عفوي يتناسب وطبيعة الأردنيين لأن #الأردن توأم #فلسطين، وعمان نبض القدس ، والاردني والفلسطيني هم اخوة المسار والمصير .
ولدور الاردن التاريخي تجاه القضية الفلسطينية يتساءل الجميع عن المطلوب من الرسمي الاردني تجاه ما يجري ، وهل الموقف الرسمي المتقدم قياساً بالمحيط العربي مقبول ويكتفى به ؟
أم أن الأردن عليه واجب أكبر ويستطيع أكثر مما قدم على قيمته وأهميته ؟
باعتقادي أن ما قدمه الملك من مضمون في خطابه في قمة القاهرة من رفض قاطع لمبدأ تهجير الفلسطينيين ومخالفة الاحتلال الإسرائيلي للقانون الدولي الانساني وما يرتكبه من جرائم حرب وعقاب جماعي وقتل ممنهج للمدنيين وحصار مطبق على اهل غزة لهو المطلوب اولا وقبل كل شئ حيال الازمة وتصاعدها والتي من الواضح أنها ستطول، وكذلك جولته الاوروبية في بداية الازمة وفي دول المنطقة، واخيرا استدعاء سفير الاردن من دولة الاحتلال ومنع سفير الكيان من العودة. وكذلك التحركات الدبلوماسية لوزير الخارجية الصفدي في جلسة مجلس الأمن الاخيرة ونقده الحاد للممارسات الاسرائيلية، واستصدار قرار الجمعية العمومية للامم المتحدة الداعي الى وقف اطلاق النار.
ولكن على أرض الواقع لم يتغير شئ، يستمر الحصار الشامل والعقاب الجماعي والتهجير القسري مع تصاعد القصف واتساع نطاقه ليشمل المستشفيات والمساجد والكنائس والبيوت الآمنة، وارتكاب أفضع المجازر التي تحصد المئات دفعة واحدة، بمعنى ان شيئا على ارض الواقع لم يتغير.
اذن ما المطلوب اردنياً للبناء على المواقف السابقة ؟ وهل يستطيع الاردن فعل شئ حقيقي على الأرض والتأثير في مجريات الاحداث ؟
في تقديري نعم، الأردن قادر ويستطيع، لكثيرٍ من الاعتبارات الجيوسياسية وقدرته على الحديث مع الامريكيين بالذات الذين دخلوا شركاء مع الاسرائيليين كطرف في المعركة ، فهم من يدير غرف العمليات والقرار على المستويين السياسي والعسكري، وبالتالي فان الأردن المتضرر من استمرار الحرب وطول أمدها وخاصة اذا ما توسعت لتشمل الإقليم ودخول ايران من خلال اذرعها وحزب الله في مسرح العمليات العسكرية.
الأردن يمتلك معاهدة وادي عربة يستطيع من خلالها الضغط على الجانب الاسرائيلي لفتح جسر جوي وايصال المساعدات الإنسانية الى القطاع المنكوب ومن جهة الضفة الغربية وليس من رفح المصرية.
هناك اتفاقات ماء وكهرباء وطاقة تبين بالواقع العملي أنها باتت اوراق ضغط تهدد الأردن اذا رفض الفرضية الاسرائيلية في تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية الى الاردن لتحقيق الرؤية الاسرائيلي التي كشفتها هذه المعركة بوضوح.
الاردن له علاقات واتفاقات وتحالف مع الولايات المتحدة صاحبة الكلمة العليا في المشهد واعتقد جازما انها – أي الولايات المتحدة- اليوم هي صاحبة القرار في استمرار الحرب او ايقافها وليس الاسرائيليون وحدهم .
معنى ذلك أن الأردن يستطيع ، وليس من المقبول التوقف عند الموقف الاول الذي وبشهادة الجميع كان موقفا متقدما على المحيط العربي.
فقدر الأردن أن يرتبط ارتباطا وثيقا بقضية فلسطين ولا يستطيع أن يتعامل معها كأي طرف عربي آخر اذا أراد.
ثم بعد أن تنجلي غبار المعركة يتوجب على عقل الدولة اعادة التفكير بالمشهد الاقليمي ومجريات الأحداث ، والإعداد لنهج جديد في التعاطي مع قادمات الأيام على الصعيدين الداخلي والخارجي وعلى رأسها كيفية التعامل مع هذا الكيان المحتل.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: غليان الشارع الاردني جرائم الاحتلال غزة الأردن فلسطين
إقرأ أيضاً:
الدويري .. لا تكتبوا عن بطولات المقاومة ، اكتبوا عن الخذلان والصمت العربي
#سواليف
كتب الخبير العسكري اللواء #فايز الدويري
لا داعي للكتابة عن بطولات المقاومة فهي ظاهرة للعيان لا ينكرها إلا أعمى البصيرة والبصر ، فقد تفوقوا على انفسهم وعلى أمتهم.
ولا داعي للكتابة عن تضحيات وصمود أهل غزة رغم المذبحة التي يتعرضون لها على مرأى ومسمع العالم اجمع فقد صبروا صبر الصابرين.
مقالات ذات صلةلكن أرى أن تكون الكتابة عن الخذلان والصمت العربي على ما يجري في غزة، وعن التواطؤ والتعاون لبعض الأنظمة العربية مع دويلة الاحتلال.
لقدد قدمت المقاومة يوم السابع من اكتوبر للامة فرصة تاريخيّة لتعديل مقاربتها الاستراتيجية مع دويلة الاحتلال ووضعت القضية الفلسطينية على بداية طريق الحسم والتحرير.
لكن كالعادة أضاعت الأمة فرصتها وخذلت المقاومة.
ماذا نقول في أمة تتجاوز 2 مليار عجزت خلال ستين يوم عن ادخال زجاجة ماء أو لقمة طعام اوًحبة دواء إلى 2.4مليون من اخوانهم.
لا أملك إلا أن أقول شاهت الوجوه إلا من رحم ربي.