سيناريوهات أمريكية للأزمة الشرق أوسطية
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
أظهرت النقاشات الحادة التي دارت في الداخل الأميركي، الأسبوع الماضي، أن هناك حالة عميقة من القلق تلف الداخل الأميركي، تجاه أزمة الصراع القائم في غزة، ومصير القطاع بعد نهاية المواجهات العسكرية.
منطلق التساؤلات: «ما مستقبل غزة سياسياً، بعد تدمير (حماس) وبنيتها العسكرية»، وهو أمر مرهون، ولا شك، بنجاحات الغزو البري الإسرائيلي المحتمل، والقضاء على «حماس» بالكامل هذه المرة، بشراً وحجراً، خلافاً للمرات السابقة.
هل الفرضية في حد ذاتها متجاوزة الواقع الممكن، لا سيما أن «حماس» فكرة تمزج بين تيارات مقاومة الاحتلال آيديولوجياً، وبين النظرة لأرض فلسطين نظرة دوغمائية، ما يكسب الصراع قدسية تفوق ما هو نسبي؟
من المؤكد أن هناك من يخشى حالة الفراغ في قطاع غزة في حال الانسحاب الإسرائيلي السريع بعد تحقيق الغرض العسكري، الأمر الذي يجعل منها مرتعاً لجماعات مشابهة، وهناك تجارب سابقة، منها الفراغ في أفغانستان الذي أوجد قوى أكثر تطرفاً من «طالبان» مثل تنظيم «القاعدة»، وفي أفريقيا حيث استغل «داعش» ضعف هياكل عدد من الدول الأفريقية أو غيابها في منطقة الساحل لينمو ويتمدد.
الخوف الأميركي الأكبر هو أن تستفيد إيران من فراغ السلطة، وتستسلم لإغراء استخدام أساليب جديدة، أو نشوء وارتقاء حلفاء جدد لها، ليكملوا مهمة شن هجمات على إسرائيل.
هذا المنطلق دفع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للتعبير صراحة الأسبوع الماضي، وخلال جلسة استماع للجنة المخصصة بمجلس الشيوخ للحديث عن أن واشنطن تسعى جدياً لبلورة خيارات لبدائل محتملة لمستقبل القطاع، وإن استخدم جملة شرطية: «إذا تم عزل حماس».
حديث بلينكن أسفر عن فهم مبدئي لرفض إسرائيل إدارة قطاع غزة مرة أخرى، بعد نهاية العمليات العسكرية، والميل الواضح إلى وجود سلطة فلسطينية فعالة ومتحدة تتولى حكم غزة، وإن كان السؤال الذي لا تملك دوائر واشنطن المعنية جواباً عنه هو ما إذا كان ذلك ممكناً من عدمه.
لم يكشف بلينكن عن البدائل التي تقاربها واشنطن في هذه الآونة، بينما قامت وكالة «بلومبرغ» بهذا الدور... ماذا عن تلك الخيارات؟
الخيار الأول: يتمثل في توفير السيطرة المؤقتة على غزة من قبل دول الشرق الأوسط، بدعم من قوات الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وألمانيا وفرنسا، وفي الوقت نفسه يذهب هذا التوجه لجهة وجود قوات عربية.
غير أن هذا الخيار لا تبدو حظوظه ناجحة لا سيما في ضوء تصريحات المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي، بأنه لا توجد خطط أو نيات لنشر قوات عسكرية أميركية على الأرض في غزة سواء الآن أو في المستقبل.
عطفاً على ذلك، فإن غالبية العواصم العربية تميل إلى حد التفضيل إلى عدم الانخراط بأي شكل عسكري في هذه الأزمة بصورة أو بأخرى.
الخيار الثاني: يتمثل في نشر قوات حفظ السلام والمراقبين الدوليين على الأرض في غزة، وهو خيار تراه إسرائيل قابلاً للدراسة ولو بصورة أولية.
غير أن أميركا التي تفكر بإقدام على هذا الصعيد، هي التي تصرح محجمة عن الفعل عينه، وهو ما تبدى في تصريحات أدريان واتسون المتحدث الأميركي باسم مجلس الأمن القومي الأميركي لوكالة «بلومبرغ» عينها وفيها: «إن إرسال قوات أميركية إلى غزة بوصفه جزءاً من قوة حفظ السلام ليس أمراً قيد النقاش».
الخيار الثالث: يدور حول إدارة مؤقتة لقطاع غزة تحت رعاية الأمم المتحدة، لكن إسرائيل، لا سيما بعد تصريحات الأمين العام أنطونيو غوتيريش عن الأوضاع الإنسانية في غزة، ترى الهيئة الأممية، قليلة الفائدة، وعديمة الجدوى.
أين تقف وزارة الخارجية الأميركية رسمياً من هذه الخيارات المتباينة؟
من الواضح أن حالة الشقاق والفراق في أروقة الخارجية الأميركية، باتت مسموعة ومقروءة في الخارج بصورة واضحة، ذلك أنه في ظل الصمت الرسمي للتعليق على بدائل غزة بعد المعارك، كان هناك من يؤكد أنه بالفعل تجري محادثات أولية جداً بخصوص الشكل الذي قد يكون عليه مستقبل غزة، وفق «ماثيو ميلر»، المتحدث باسم الخارجية الأميركية.
هل هناك ركن أصيل غائب في هذه الخيارات، يباعد بينها وبين الواقعية السياسية وإمكانية التنفيذ الحقيقي على الأرض؟
حكماً نعم، حيث لا أحد يحفل بسكان غزة أنفسهم، ما يطرح التساؤل بأي حق يفكر الأميركيون أو الأوروبيون في تقرير مصير مواطنين على أراضيهم، وهل هذا أمر يتسق مع القوانين الدولية، لا سيما أن الغزاويين سينظرون للأمر على أنه نوع من استباحة حقوقهم في السيادة على أرضهم؟
على أنه مهما يكن من أمر هذه البدائل جميعها، فإنه من المبكر بمكان القطع بنجاعة أي خيار، ما دامت هناك معركة دائرة على الأرض، ولهذا تبقى سيناريوهات المواجهة العسكرية، هي التي ستحدد المشهد السياسي المقبل في غزة.
خيارات المعارك على الأرض لن تخرج عن أحد الأمور الأربعة:
أولاً: أن تقدم إسرائيل على سيناريو الغزو البري الشامل، وتدمير ما تبقى من غزة ومحاولة تهجير سكانها قسراً، وساعتها سيقع مئات الآلاف من المدنيين ضحايا، وستحصد تل أبيب آلاف القتلى.
ثانياً: تحويل غزة إلى أثر من خلال تفجير أقبية «حماس» وأنفاقها بأسلحة متطورة، لا يستبعد منها الأنواع التكتيكية غير التقليدية، وإن كان هذا لا يعني القضاء على الحمساوية إلى الأبد.
ثالثاً: عملية برية غير مكتملة، يتبعها دخول قوات أممية وعربية تتسلم الوضع في الداخل، بما يحفظ ماء وجه «حماس»، لكن اليمين الإسرائيلي سيعد الأمر خيانة وعدم تنفيذ نتنياهو ما وعد به.
رابعاً: تسليم «حماس» أسلحتها لطرف دولي موثوق به، وإنهاء الحرب، وهو احتمال شبه منعدم.
ماذا تعني السيناريوهات الأربعة السالفة؟
تعني أن الضبابية سيدة الموقف، وأن الأحداث المتدافعة على الأرض هي ما ستحدد الخطوة المقبلة، وهي أسوأ ما يمكن النزول عنده في أزمنة الحروب العشوائية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الخارجیة الأمیرکی على الأرض لا سیما فی غزة
إقرأ أيضاً:
فى انتظار المعجزة.. سيناريوهات مصير مصر فى مونديال اليد
حسمت مبارة مصر أمام فرنسا في بطولة العالم لكرة اليد رقم "29" لصالح المنتخب الفرنسي بنتيجة 34-33 وبعد العودة لتقنية الفيديو تم التأكد من عبور الكرة خط المرمى في آخر 3 جزء من الثانية تحديدا 59:59:07.
سيناريوهات مركز مصر المحتمل فى مونديال اليدسيناريوهات عدة يواجهها مصير منتخب مصر بعد خسارته أمام فرنسا حيث ينتظر المنتخب تحديد مركزه من الخامس إلى السابع فى بطولة العالم رقم "29" التى تقام بتنظيم مشترك بين كرواتيا والدنمارك والنرويج.
ويحدد مركز مصر فى مونديال اليد عند المركز الخامس فى حالة فوز البرتغال غدا على ألمانيا فى باقى مباريات ربع النهائى، وفوز الدنمارك على البرازيل منتخب مصر يحصل على المركز الخامس ببطولة العالم.
أما السيناريو الثاني تحصل مصر علي المركز السادس فى حالة هزيمة البرتغال من ألمانيا وفوز الدنمارك وعليه تحصل مصر على المركز السادس.
أما السيناريو الثالث فهو أن تحتل مصر المركز السابع فى حالة هزيمة البرتغال والدنمارك وعليه يحتل منتخب الفراعنة على المركز السابع. وحجزت المجر المركز الثامن بعد الخسارة من كرواتيا.
قمة مباريات الثمانية الكبارووصفت الصحف الفرنسية تأهل منتخب بلادها على حساب مصر إلى نصف نهائي بطولة العالم لكرة اليد 2025 بالمعجزة، نسبة لما حدث في آخر 3 أجزاء من آخر ثانية في الدقائق الـ60 التي تبادل خلالها المنتخبان السيطرة على قمة مباريات الثمانية الكبار.
وفي تقرير أعدته صحيفة ليكيب تقريرها لتغطية أحداث الدقائق الستين بين مصر وفرنسا في ربع نهائي بطولة العالم لكرة اليد قالت : "خرجت فرنسا فائزة أمام أبطال أفريقيا بعد أن فاجأتهم تسديدة لوكا كاراباتيتش في الثانية الأخيرة.. لقد عانى منتخب فرنسا كثيرًا أمام مصر.. لكنه في النهاية انتصر في أول مباراة حاسمة له منذ خيبة الأمل التي عاشها في أولمبياد باريس 2024".
فيما عبر جيوم جيل، مدرب منتخب فرنسا، فى صحيفة لو باريزيان بعد الفوز على مصر، "كما هو الحال في ربع نهائي بطولة العالم.. كانت لدينا مباراة مذهلة مع سيناريو مجنون إلى حد ما".
فيما أشارت مونت كارلو إلي تصريحات لوكا كاراباتيتش الذي سجل هدف فوز منتخب فرنسا على مصر في الثانية الأخيرة حيث قال "هذا هو المستوى العالي في كرة اليد.. التفاصيل الصغيرة هي التي تحسم المباريات، لقد كانت المباراة متوترة جدًا، ومنتخب مصر تسبب لنا في بعض المشاكل وقدم مباراة استثنائية، لكننا ما نزال في المنافسة، ولن نستسلم أبدًا".
مبارة تاريخية لمنتخب مصر أمام فرنساوقدم منتخب مصر بقيادة المدرب الإسباني خوان كارلوس باستور مباراة تاريخية، إذ عاد المنتخب من التأخر بفارق 4 أهداف في الشوط الأول إلى تعادل عادل (33-33) قبل ثانية أو أقل على نهاية الشوط الثاني.
وفي الأجزاء الأخيرة من الثانية الأخيرة، سجل منتخب فرنسا هدف الفوز (34-33) على مصر.
جدير بالذكر أن بطولة العالم لكرة اليد في كرواتيا والنرويج والدنمارك بين 14 يناير و2 فبراير 2025، بمشاركة 32 منتخبًا وصل عددها إلى 8 فقط مع بلوغ الأدوار الإقصائية.