موقع 24:
2024-11-16@04:28:04 GMT

مصر وغزة وخطورة مخطط التهجير

تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT

مصر وغزة وخطورة مخطط التهجير

بعض المصريين وكثير من الأجانب يسألون ببراءة حيناً وبخبث في معظم الأحيان: إذا كانت مصر قد سمحت للعديد من الجنسيات التي تشهد بلدانها صراعات سياسية وفوضى واضطرابات وحروباً أهلية بالدخول إلى البلاد، فلماذا تتشدد مع الأخوة والأشقاء الفلسطينيين في غزة وتصر على رفض دخولهم للإقامة في سيناء في حين أنهم يتعرضون للقمع والقتل على يد الاحتلال الإسرائيلي؟!

سؤال يبدو منطقياً من الوهلة الأولى لكن إجابته سهلة وبسيطة وأكثر منطقية.


المسألة ببساطة أن كل الجنسيات التي لجأت إلى مصر في السنوات الأخيرة يمكنها أن تعود إلى بلدانها في أي لحظة تقرر ذلك، لكن الفلسطيني إذا غادر بلده فإن هناك احتلالاً استيطانياً سوف يستولي على بيته ويمنعه من العودة، كما فعل مع غالبية الفلسطينيين الذين غادروا منذ النكبة عام 1948.
في تفصيل ذلك، فإن التقديرات تقول إن هناك حوالي 5 ملايين سوداني موجودون في مصر قبل اندلاع الصراع المسلح بين قوات الجيش النظامي وقوات الدعم السريع.
هؤلاء الأشقاء فروا من ويلات الحرب، لكن أي شخص منهم يستطيع العودة إلى بلده اليوم أو غداً ويذهب للإقامة في أي ولاية سودانية، ولا يستطيع أي من أطراف الأزمة هناك أن يمنعه من العودة. وبالتالي فلا يوجد أي خطر من وجودهم في مصر بالمرة.
الأمر نفسه بالنسبة للأشقاء في ليبيا، فالصراع بين الشرق والغرب بعد سقوط نظام معمر القذافي دفع مئات الآلاف من الليبيين للمجيء إلى مصر، وهؤلاء يمكنهم العودة لبلدهم في أي وقت، وقد حدث هذا بالفعل مع فترة الهدنة الموجودة بين مختلف أطراف الصراع.
عدد كبير من الأخوة السوريين وعقب اندلاع الصراع المسلح في أوائل عام 2011، غادروا بلدهم إلى العديد من المنافي، ومنها مصر، وجاءوا بأعداد كبيرة بالفعل، وبعضهم استقر هنا، وامتهن العديد من المهن والحرف، لكن مرة أخرى لا يوجد ما يمنع السوري من العودة لبلده في أي وقت.
والأمر نفسه حدث مع اندلاع الأزمة في العراق، حينما تعرض لغزو أمريكي في مارس 2003، لكن غالبية العراقيين عادوا إلى بلدهم مع استقرار الأوضاع نسبياً، ولم يكن هناك ما يمنع عملياً من عودتهم.
الوضع بالنسبة للأشقاء الفلسطينيين مختلف تماماً، خصوصاً بعد التصريحات الإسرائيلية المتتالية ومحاولة إجبارهم على الفرار إلى مصر والإقامة في سيناء مقابل معونات وإغراءات اقتصادية كبيرة لمصر على أن تتخلص إسرائيل نهائياً من «صداع غزة». الأمر هنا مختلف تماماً فنحن بصدد مشروع تهجير قسري دائم، فلا يوجد ما هو مؤقت في الأعراف الإسرائيلية.
والذين خرجوا من بلدهم عقب نكبة 1948 حاملين مفاتيح بيوتهم ظناً أنهم سيعودون بعد أيام وشهور، لكنهم لم يعودوا وكثير منهم مات ولا يزال أقاربهم يحتفظون بمفاتيح البيوت نفسها. وبالمناسبة فهؤلاء الفلسطينيين، وخلافاً للأكاذيب، لم يبيعوا أرضهم أو يخرجوا برغبتهم، بل بقوة السلاح.
وفي ظل انكشاف المخطط الإسرائيلي يصبح من الخطر الشديد على مصر أن تسمح بدخولهم، لكن الأهم أن الفلسطينيين صاروا أكثر وعياً بأهمية التمسك بالأرض.
مصر قالت بوضوح أكثر من مرة، إن معبر رفح كان مفتوحاً معظم الأوقات، خصوصاً لإدخال المساعدات، أما وقد كشفت إسرائيل عن نواياها الخطيرة بضرورة دفع الفلسطينيين للمغادرة والنزوح إلى سيناء المصرية، فلم يعد الأمر يحتمل التهاون، وبالتالي فالقاهرة ستدرس كل الوسائل لمنع إسرائيل من تهجيرهم، وثانياً حض الفلسطينيين على البقاء في أرضهم، لأنهم لو غادروها فقد لا يعودون إليها مرة أخرى.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل

إقرأ أيضاً:

السرطان الكِيزَانِي

بسم الله الرحمن الرحيم و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

لا يوجد فرق ما بين جماعة الإخوان المسلمين (الكيزان) و السرطان من حيث أن كلاهما مرض عضال ، فتاك و مميت ، و معلومٌ أن من طبيعة ذلك المرض الخبيث و خصآئصه إحداث: الأعطال و الأعطاب و التلف البليغ المفضي إلى موت الخلايا و الأنسجة ، و يحدث الضرر عن طريق إنشطار الخلايا و تكاثرها المتسارع و الغير خاضع للسيطرة ، و كذلك الإنتقال و الإنتشار في الجوار و أنحآء مختلفة من الجسم ، هذا الإنشطار و التكاثر المتنامي و الإنتشار السريع يؤدي إلى إختلال في الموازين ما بين المطلوب و المتاح (الطلب يفوق العرض) للخلايا و الأنسجة و الأجهزة من الإمدادات و الغذآء و بقية العناصر الأساسية/الضرورية للحياة ، هذا الإختلال و النقصان/الحرمان من أساسيات الحياة يفضي في نهاية الأمر إلى ”موات“ الخلايا المنشطرة و المتكاثرة بصورة متناهية السرعة مما يؤدي إلى إعطال و إعطاب الأجهزة المختلفة و فسادها و تلفها فتفشل و تعجز عن القيام بمهام وظآئفها و تتوقف عن العمل و تموت ، و لهذا فإن السرطان قاتل...
و إن كان الأمر كذلك فمن البديهي/الضروري أن تتشابه طرق التعامل معهما: السرطان و جماعة الكيزان الفاسدة من حيث سبل العلاج و التخلص منهما...
إن تعامل مؤسسات جماعة الكيزان العسكرية و الأمنية و التنظيمات التي أنشأتها الجماعة من مليشيات الجَنجَوِيد العشآئرية (الدعم السريع) و كتآئب الظل الجهادية و سلسلة المنظومات الإقتصادية و الواجهات السياسية و المنظمات المدنية و المنصات الإعلامية المتعددة مع ثورة ديسمبر ٢٠١٨ ميلادية و ما تلاها من فترة إنتقالية و مع مؤسسات الدولة السودانية عموماً يماثل/يطابق تعامل مرض السرطان مع خلايا و أنسجة و أعضآء و أجهزة الكآئنات الحية من حيث التكاثر و الإنتشار و ما يعقب ذلك من الأعطال و الأعطاب و التلف و الفساد و الإعاقة عن العمل و أدآء الوظآئف ثم القضآء عليها في نهاية الأمر بالموت ، و هذا التعامل السرطاني الكيزاني مع الثورة السودانية لم يتوقف على مؤسسات الجماعة و منظماتها و تنظيماتها و مليشياتها و كتآئبها فحسب ، بل قد مارسه الحلفآء في الكتلة ”الديمقراطية“ التي تضم العديد من الحركات المسلحة و الأحزاب و المسارات الجهوية و النظارات القبلية و التجمعات الدينية التي سلكت و نحت ذات النحو السرطاني الكيزاني في تعاملها مع الثورة و القوى المدنية المساندة للحرية و التغيير...
و مما يعقد الأمور و يربكها و يزيد من ضراوة و خبث المرض السرطاني الكيزاني حقيقة أن الجماعة و أذرعها القمعية في الأجهزة العسكرية و الأمنية من: قوات مسلحة و إستخبارات و أجهزة أمن: خآصة و عمليات و كتآئب و مليشيات و حلفآء مسلحين قد تدججوا جميعهم بالأسلحة الفتاكة إلى أسنانهم فأذهبوا الأمن و الطمأنينة في جميع بلاد السودان ، و أشاعوا الرعب و الخوف بين المواطنين ، و ساقوا البلاد إلى الإحتراب و الدولة إلى الفوضى و الإنهيار ، و في هذه الأثنآء أودوا بحياة الألاف من السودانيين ، و أعاقوا ألافاً أخرى جسدياً و نفسياً ، و دمروا المساكن و المنشأت ، و أضاعوا الممتلكات/المقتنيات ، و أرهبوا و شردوا الملايين و دفعوهم إلى الفرار و النزوح و الشتات في بقاع الأرض داخل و خارج حدود بلاد السودان و في صحبتهم/معيتهم الألام المختلفة و المآسي و حزم الأمراض و الهموم و كذلك المسغبة و نقص الغذآء...
و معلومٌ أن أمراض السرطان عضالٌ و فتاكة و تفضي في نهاية الأمر إلى موت عدد من المصابين بها ، و أن محاولات علاجها و القضآء عليها لم تكلل بالنجاح المطلوب/المرجو ، حيث أنها في بعض من الأحوال لم تفلح في إيجاد العلاج الناجع ما عدا في أنواع محددة و حالات معينة ، و أن الحالات التي تم علاجها بنجاح أو التي تم فيها الحد من إنتشار المرض إلى فترات زمنية متباينة و متفاوتة تطلبت الإكتشاف المبكر و إتباع إستراتيجيات علاجية معقدة و مركبة و مكلفة لا تخلو من التعقيدات و المضاعفات و الأضرار و الألام المبرحة ، إستراتيجيات يستخدم فيها خليط و تراكيب مختلفة من العلاج الجراحي الإستئصالي و التداوي بالإشعاع الذري و العقاقير الكيماوية و الهرمونات و العلاج بالخلايا الجذعية...
و رغم الجهود الطبية الحثيثة و البحوث العلمية المكثفة إلا أن الشواهد تشير إلى أن هنالك حالات من أمراض السرطان تستعصي على جميع إستراتيجيات العلاج و ينتهي بها الأمر إلى العلاج عن طريق الرفق و الرعاية التلطيفية/الملطفة التي تعتمد على تسكين ألام المريض و التعامل مع مضاعفات المرض و إفرازته و توفير الراحة النفسية للمريض و أهله و أقربآءه مع الحرص على الحفاظ على كرامة المريض حتى حلول قضآء الموت...
و على الرغم من أن قرآئن الأحوال و الإدلة تشير إلى البطء في التعامل مع السرطان الكيزاني المتكاثر و المنتشر في أجساد الشعوب و مرافق الدولة السودانية ، و أن المرض في العقود الأربعة الماضية ربما قد تجاوز المرحلة الرابعة من حيث الإنتشار ، و رغم هذه القتامة و الإحباط العظيم إلا أنه لا بد/مناص/مفر من التفآؤل و الإيمان بأنه ما زال هنالك أمل كبير في العلاج و الشفآء ، و خصوصاً إن عُلِمَ أن هنالك حالات سرطانية قد تم لها الشفآء التآم ، و إن كان الأمر كذلك فإن الشعوب السودانية الثآئرة و الصابرة تأمل أن تكون من ضمن تلك الإحصآئيات المفرحة/الإيجابية التي يكون فيها العلاج ناجحاً و ناجعاً!!!...
و مما تقدم ، و إن كانت هنالك رغبة صادقة في علاج السرطان الكيزاني الذي أصاب جسد الثورة السودانية و تكاثر و انتشر في أنسجتها و أجهزتها ، و إن كان هنالك حرص على تفادى الرفق و الرعاية التلطيفية/الملطفة و مسكنات ما قبل الموت!!! ، فإن الأمر بالضرورة يستلزم التدخل العاجل و ذلك حتى لا يستفحل المرض أكثر مما كان بحيث يصعب/يستحيل علاجه ، و هذا يستدعي إعمال جميع الإستراتيجيات العلاجية المجربة من: الإستئصال الجراحي و التداوي بالإشعاع الذري و العقاقير الكيماوية و الهرمونات و العلاج بالخلايا الجذعية ، و لا ضير في إضافة الرقية الشرعية و تفعيل سلاح الدعآء!!! ، و ذلك حتى تزداد فرص و نسبة إحتمالات النجاح و الشفآء التآم...
و على الرغم من أن العلاج ليس بالسهل ، لكنه ليس بالمستعصي أو المستحيل ، و ليس هنالك إستئصال أنجح و أنجع من الثورة السودانية الدآئمة الإشتعال ، خصوصاً إذا علمنا أن السرطان الكيزاني و ملحقاته قد بلغوا مرحلة الوهن أو هم على أعتابها/مشارفها!!! ، و قد دلت التجارب أن في هذه المرحلة ، الوهن ، يكون السرطان في أضعف حالته و تكون إستجابته للتدخلات و العلاجات أفضل ، هذا مع ملاحظة أن الشعوب السودانية قد إستخدمت العلاج الإستئصالي و إستراتيجيات علاجية أخرى و جربتها مراراً و أثبتت نجاحها و نجوعها في إقتلاع طواغيت من العسكر تعاقبوا على الإستيلآء على السلطة و برعوا كثيراً في إستخدام شتى أدوات القمع و البطش و التنكيل...
و الحمدلله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

فيصل بسمة

fbasama@gmail.com

   

مقالات مشابهة

  • مسؤولة أممية: مئات النساء في لبنان وغزة يتعرضن للتعذيب على يد جيش الاحتلال
  • الحشود الجماهيرية تتوافد الى الساحات لنصرة وغزة ولبنان
  • بعد سعي إسرائيل لضم الضفة الغربية.. مصطفى بكري: مخطط التهجير لن يقف عند حدود غزة
  • مسؤولة إسرائيليّة عن حزب الله: هذا الأمر لن يحصل
  • «القاهرة الإخبارية»: مخطط إسرائيلي جديد للسيطرة العسكرية على غزة
  • عضو بـ«النواب»: أرقام الإنجازات تحبط مخطط ترويج الشائعات عن مصر
  • السرطان الكِيزَانِي
  • وزير الخارجية: مصر ترفض محاولات فرض التهجير والنزوح لسكان لبنان
  • "جورة الخليل".. محطة من محطات التهجير في الضفة
  • تعرف على مواقف مستشار الأمن القومي الأمريكي الجديد من الصين وإيران وغزة