هل يتوقف الدعم الغربي لأوكرانيا؟
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
منذ فترة يحتدم الصراع في الكونغرس الأمريكي بين الديمقراطيين، الذين يريدون استمرار الدعم لأوكرانيا، وبين الجمهوريين الذين يرون أن الدعم يستنزف الخزانة الأمريكية، ويرفع تكاليف المعيشة على المواطن الأمريكي.
وبسبب ذلك الخلاف فقد تم عزل رئيس مجلس النواب الجمهوري، كيفن مكارثي، جراء مواقفه الداعمة لأوكرانيا، وتم تعيين جمهوري آخر، هو مايك جونسون المعروف بمعارضته لإرسال المساعدات إلى كييف.
ورغم أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، يقول إن الدعم سوف يستمر، لكن عن قريب سيكون من الصعب على الإدارة الأمريكية أن تستمر في سياسة الدعم، بعد أن تدخل البلاد في مرحلة الإعداد لانتخاب رئيس جديد ابتداء من مطلع العام المقبل، وفي الوقت نفسه، فإن أوروبا لا يمكنها تعويض نقص التمويل الأمريكي، لأن معظم الدول الأوروبية تعاني من ديون مكبّلة، حتى الاقتصاد الألماني، وهو الأكبر في أوروبا والرابع عالمياً، لن يستطيع الاستمرار في تقديم الدعم، حيث قدمت ألمانيا حتى الآن 12 مليار يورو فقط، بينما بلغ الدعم الأوروبي ككل لأوكرانيا 30 مليار يورو، منذ بدء الحرب. فيما قدمت الولايات المتحدة حتى الآن 52 مليار دولار، وكل هذه المبالغ الضخمة لم تؤدِ إلى تحقيق نصر أوكراني على روسيا، بل إن الهجوم الأوكراني المضاد الذي بدأ في مايو/ أيار الماضي لم يحقق نتائج مرضية.
ورغم استمرار المعارك على جبهات القتال، لكن لا يوجد اختراق أوكراني يمكن تصنيفه بأنه إنجاز كما حدث في خاراكيف، في خريف العام الماضي، وتشتكي القيادة الأوكرانية من أن الحلفاء الغربيين لا يقدمون لها ما تحتاج إليه فعلاً، من السلاح، لتحقيق إنجاز حقيقي على جبهات القتال. وهناك دول أوروبية بدأت بتغيير سياستها تجاه أوكرانيا، فقد هددت الحكومة البولندية بوقف شحن الأسلحة إلى كييف؛ بسبب الغضب إزاء واردات الحبوب الأوكرانية ذات الأسعار الرخيصة. وأيضاً بعد فوز روبرت فيكو، في سلوفاكيا، الموالي لروسيا، والمناهض لتقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا.
وقد عرقلت هنغاريا إقرار الاتفاق الذي توصّلت إليه القمة الأوروبية، والقاضي بحظر القسم الأكبر من واردات النفط الروسي، وفرض عقوبات جديدة على روسيا؛ حيث واصلت هذه الدولة شراء الغاز الروسي. كما يسعى رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان لإحباط خطط تقديم المزيد من المساعدات المالية من قبل الاتحاد الأوروبي إلى أوكرانيا.
ومع انفتاح جبهة جديدة للغرب في الشرق الأوسط؛ بسبب الحرب بين إسرائيل والفلسطينيين في غزة، فإن الأوكرانيين باتوا يتخوفون من أن يتوجه الاهتمام الغربي للجبهة الجديدة، وأن يتم إهمال بلادهم. وفي الواقع هناك تململ غربي من استمرار الحرب في أوكرانيا من دون تحقيق نتائج كبيرة، وقد زادت الأصوات المطالبة بقبول السلام، خاصة أن دول الغرب باتت تعلم كثيراً عن الفساد داخل الحكومة الأوكرانية.
وفي هذا الصدد فقد أشارت وثيقة استراتيجية أمريكية حصلت عليها صحيفة «بوليتيكو»، إلى أن مسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن، يشعرون بقلق أكبر بكثير بشأن الفساد في أوكرانيا، ويعترفون به علناً.
ومع اقتراب حلول العام الجديد، فإن أوكرانيا ستكون أمام منحنى خطر، لأن الدعم الأمريكي ربما يتوقف، بسبب حلول موسم الانتخابات الرئاسية، ولن يكون بمقدور الإدارة الأمريكية أن تستمر في السياسة نفسها التي كانت عليها، كما أن الاتحاد الأوروبي الذي يعاني اقتصادياً، لن يستطيع تعويض النقص في ذلك الدعم، إضافة إلى ما تكبدته دول أوروبا نتيجة الحظر الاقتصادي المفروض على روسيا، إذ تعتمد معظم دول أوروبا على الغاز الروسي، وبالتالي، فإن المقاطعة تمثل كلفة اقتصادية عالية، إضافة إلى الدعم المادي، وأغلب دول أوروبا لن تتحمل ذلك بسبب الركود الاقتصادي من جهة، وأعباء الديون التي تكبل عدداً كبيراً من دول القارة.
هذا الواقع المرير يجعل الحكومة الأوكرانية أمام خيارين لا ثالث لهما؛ الأول: مواصلة الحرب، أو توقف الدعم الغربي المقدم لها، وهي لن تقوى على الاستمرار من دون هذا الدعم المادي واللوجستي. والثاني: هو أن تستسلم لخيار المفاوضات عبر أي وسيط، وبالتالي ستخضع لشروط المنتصر، وربما تفقد جزءاً من أراضيها، والمتمثل في خسارة أوكرانيا لأربعة أقاليم في شرقها لمصلحة روسيا.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الحرب الأوكرانية
إقرأ أيضاً:
ترامب: تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا مسؤولية أوروبا وليس الولايات المتحدة
سرايا - اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء، أنّه على أوروبا، وليس الولايات المتحدة، تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا في إطار تسوية الحرب مع روسيا، واستبعد ضم كييف لحلف ضمان الأطلسي عشية زيارة لنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وقال ترامب خلال الاجتماع الأول لحكومته "لن أقدّم ضمانات أمنية أبعد من ذلك بكثير".
وأضاف "سنطلب من أوروبا أن تفعل ذلك لأنها جارتهم، لكننا سنحرص على أن تسير الأمور على ما يرام".
عند سؤاله عن عضوية كييف المحتملة في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، أجاب "الناتو، يمكنكم نسيان أمره... أعتقد أنّ هذا على الأرجح هو السبب وراء بدء الأمر برمّته"، في إشارة إلى الحرب روسيا لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022.
وتابع "سنبذل قصارى جهدنا للتوصل إلى أفضل اتفاق ممكن لكلا الجانبين، ولكن بالنسبة لأوكرانيا، سنحاول جاهدين التوصل إلى اتفاق جيد حتى تتمكن من استرداد أكبر قدر ممكن (من الأراضي)".
وتعترف الإدارة الأميركية التي لم تعد تتحدث عن الحفاظ على وحدة أراضي أوكرانيا، بأن هذه القضية يجب أن تكون جزءا من أي مفاوضات مستقبلية، في حين تحتل روسيا 20% من أراضي أوكرانيا.
وأكد أيضا زيارة نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى واشنطن الجمعة لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق إطاري بشأن استغلال المعادن الأوكرانية.
ويصر الرئيس الأميركي على أن هذا الاتفاق هو بمثابة تعويض عن المساعدات العسكرية والمالية التي قدمتها بلاده لكييف خلال الأعوام الثلاثة الماضية.
ومنذ المكالمة الهاتفية التي أجراها دونالد ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في 12 شباط/فبراير، عكس الرئيس الأميركي موقف بلاده بشأن الحرب في أوكرانيا بشكل كامل، وذهب إلى حد وصف زيلينسكي بأنه "ديكتاتور من دون انتخابات".
ومن المتوقع أن يصل رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى واشنطن الخميس، بعد زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاثنين، لمحاولة إقناع ترامب بضرورة منح ضمانات أمنية لأي اتفاق لوقف إطلاق النار مع روسيا في أوكرانيا.
تقدمت لندن وباريس بمقترح إرسال آلاف الجنود الأوروبيين لحماية أوكرانيا في إطار وقف النزاع، لكنهما تصران على ضرورة وجود "شبكة أمان" أميركية لردع روسيا عن شن غزو جديد خلال سنوات.
أ ف ب
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 26-02-2025 11:26 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية