سواليف:
2024-11-16@12:24:18 GMT

هذا هو «قدوة» إسرائيل؟!

تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT

هذا هو «قدوة» إسرائيل؟!

هذا هو «قدوة» إسرائيل؟!

د. #فيصل_القاسم

كي لا يتهمنا أحد بالتجني أو المبالغة أو الافتراء أو الفبركة، تعالوا نذهب فوراً إلى مقالة أشهر كاتب أمريكي (يهودي) في أشهر وأهم صحيفة أمريكية، #توماس_فريدمان في «نيويورك تايمز» فهو الذي قال بالحرف الواحد إن #إسرائيل تطبق اليوم فنون #التدمير والسحق والحرق الممنهج التي أرساها #حافظ_الأسد ثم نقلها لنظامه من بعده، مضيفا أن الإسرائيليين يقومون اليوم بتطبيق ما أسماه «قواعد حماة» وهو مصطلح يزعم فريدمان أنه نحته قبل سنين لوصف الاستراتيجية التي استخدمها حافظ الأسد، عندما حاول معارضوه الإطاحة بنظامه.

فقد دكّ الأسد الأحياء المعارضة في مدينة حماة براً وجواً، ولم يسمح لأحد بالخروج منها، ثم جلب الجرافات لتسويتها بالتراب وجعلها مثل مواقف السيارات، وقتل أكثر من خمسين ألف شخص من السوريين في العملية.
ويقول الكاتب إنه مشى فوق أنقاض #حماة بعد أسابيع، وأخبره زعيم عربي كيف هزّ الأسد كتفيه عندما سُئل عن القتلى، قائلاً باختصار: «ناس بتعيش وناس بتموت». ولا ننسى طبعاً ما قاله معاون وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق إن #إسرائيل لا تفعل اليوم أكثر مما فعله #بشار_الأسد بالسوريين، فكما هجر بشار ملايين السوريين إلى تركيا، من حق إسرائيل أن تهجر الغزاويين إلى مصر. وكما استخدم نظام الأسد الخدمات الأساسية كالماء والكهرباء لابتزاز السوريين وتركيعهم، من حقنا أن نبتز الغزاويين بالماء والكهرباء لتركيعهم.
تصوروا أن #النظام_السوري أصبح قدوة ومرجعية في فن الهمجية والوحشية حتى للإسرائيليين. وكم أخطأ الكثيرون عندما كانوا يعتقدون أن الطواغيت العرب يتعلمون من ربيبتهم إسرائيل، فاكتشفنا أن العكس هو الصحيح، فهي اليوم تحاول تطبيق استراتيجيات الجنرالات العرب الذين مارسوا أبشع وأحقر أنواع التدمير والتعذيب والتهجير والتنكيل الممنهج ليس بأعدائهم (لا سمح الله) بل بشعوبهم، لهذا يتفاخر الإسرائيليون اليوم بأنهم حتى لو طبقوا أساليب حافظ وبشار الإجرامية، إلا أنهم يطبقونها ضد أعدائهم، وليس ضد شعبهم. ولا أدري لماذا ذكرنا توماس فريدمان بخطة حافظ الأسد في مدينة حماة عام ألف وتسعمائة واثنين وثمانين، وتجاهل ما فعله بشار ابن حافظ ببقية المدن السورية منذ عام ألفين واثني عشر وحتى هذه اللحظة، وما فعلته إيران وميليشياتها بالمدن السنية في العراق، فقد تفوق بشار على أبيه بمراحل.

إسرائيل تطبق اليوم فنون التدمير والسحق والحرق الممنهج التي أرساها حافظ الأسد ثم نقلها لنظامه من بعده، مضيفا أن الإسرائيليين يقومون اليوم بتطبيق ما أسماه «قواعد حماة»

مقالات ذات صلة الإيمان وأثره على الفرد والمجتمع 2023/11/03

معاذ الله أن نقلل من وحشية العمليات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في غزة وغيرها، لكن تعالوا اليوم نقارن العدوان الإسرائيلي على غزة بما فعله النظام السوري وشركاؤه بالسوريين وحتى بالفلسطينيين داخل دمشق ذاتها، فمشهد المهجرين الفلسطينيين من مخيم اليرموك أصبح أشهر من نار على علم، ويستشهد به القاصي والداني يومياً للتذكير بمذابح آل الأسد بحق الفلسطينيين في سوريا ولبنان، ناهيك عما فعله بحي التضامن وبتل الزعتر وغيره من قبل. هل شاهدتم آلاف المهجرين الفلسطينيين وهم يتكدسون فوق بعضهم البعض وهم هاربون من مخيماتهم الذبيحة بدمشق بسبب الهجوم الهمجي والبراميل المتفجرة التي أسقطتها الطائرات السورية فوق رؤوسهم في قلب الشام؟ لا يمكن أن تجد مثيلاً لذلك المشهد النيروني لا في فلسطين ولا في أي مكان آخر منذ عشرات السنين. أما ما فعله النظام بالمدن السورية بحق السوريين فحدث ولا حرج.
هل شاهدتم مدينة حمص أكبر مدينة سورية من حيث المساحة؟ ماذا بقي منها؟ ألم تتحول إلى ركام في معظمها؟ من بقي من سكانها؟ ألم يمارس النظام سياسة تهجير قسري بنفس الطريقة التي تتبعها إسرائيل اليوم مع الغزاويين؟ لا عجب إذاً أن إسرائيل اليوم تقول للعالم إن ما أفعله الآن بأعدائي الفلسطينيين فعله بشار الأسد وحلفاؤه بالشعب السوري قبل سنوات قليلة بطريقة أكثر فظاعة ووحشية وبشاعة وشناعة، وانظروا فقط إلى المدن السورية لتروا كيف تحولت إلى أنقاض، بينما هرب أكثر من نصف الشعب السوري خارج بلده بسبب آلاف البراميل المتفجرة التي أسقطها النظام السوري فوق رؤوس المدنيين. هل شاهدتم كيف تحول مئات الأحياء السورية في مدينة حلب إلى ما يشبه الجحيم، حيث فر ملايين البشر بسبب الدمار الهائل الذي ألحقته بها الطائرات السورية والروسية والميليشيات الإيرانية. هل شاهدتم ما فعله بشار وشركاؤه بمدينة إدلب السورية التي تؤوي اليوم خمسة ملايين سوري فارين من الجحيم الذي لحق ببقية المدن السورية؟ هل شاهدتم ما فعله بمدينة درعا التي وعد بشار بتحويلها إلى مزرعة بطاطا بعد تسويتها بالأرض وتهجير غالبية سكانها، ثم أوفى بوعده؟ هل شاهدتم ريف دمشق الذي تشعر بحالة من الرعب الشديد عندما تراه اليوم لأن شكله الآن يبدو أفظع بكثير من فيلم رعب لما لحق به من خراب ودمار وتنكيل منظم؟
واليوم وفي الوقت الذي تحرق فيه إسرائيل الأخضر واليابس في غزة وتدفع مئات الألوف من الفلسطينيين خارج بيوتهم ومناطقهم، تشن الميليشيات الإيرانية والطائرات الروسية والسورية غارات مماثلة على محافظة إدلب السورية بعيداً عن أعين الإعلام، وكأن هناك تنسيقاً واضحاً بين إسرائيل من جهة وإيران وروسيا والنظام السوري من جهة أخرى. أنت يا إسرائيل تتفرغين لحرق غزة وتشريد شعبها أمام كاميرات الإعلام الدولي، ونحن نتفرغ لحرق إدلب وتهجير خمسة ملايين سوري بعيداً عن الأضواء. وللتذكير، فإن إدلب بالنسبة لسوريا كغزة بالنسبة لفلسطين، فكلاهما تشكلان شوكة في خاصرة الغزاة والمحتلين. لاحظوا هذا التزامن الرهيب بين عملية إبادة غزة وعملية إبادة إدلب اليوم. وإذا لجأت إسرائيل لاحقاً إلى استخدام الغازات السامة المحرمة دولياً ضد المقاتلين الفلسطينيين داخل الأنفاق تحت الأرض في غزة، فهي كما قال أحدهم تكون أيضاً تطبق استراتيجية بشار الذي استخدم الأسلحة الكيماوية وكل أنواع الغازات ليس ضد المقاتلين فقط، بل ضد آلاف المدنيين، وخاصة الأطفال السوريين.
والمضحك اليوم أن نفس الذين فعلوا الأفاعيل بالمدن السورية يذرفون دموع التماسيح على غزة وشعبها متناسين أنهم هم الذين قدموا نموذج التهجير والإجرام لإسرائيل لتستنسخه في غزة بحذافيره، وليكون ملهماً لها في عملياتها الهمجية بحق الشعب الفلسطيني حاضراً ومستقبلاً. وقبل سنوات سمعنا كلاماً من الإسرائيليين أنفسهم يقولون فيه إن ما فعله بشار الأسد في سوريا سيشجعنا أن نفعل مثله وأكثر بالفلسطينيين ولن يلومنا أحد، وعلى الأقل نحن لا نفعل ذلك مع شعبنا، بل مع عدونا.
هل لاحظتم الآن أن النظام السوري تحول اليوم إلى ما يشبه القدوة لإسرائيل في عملياتها الإجرامية البربرية بحق الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة وغيرها.

كاتب واعلامي سوري
falkasim@gmail.com

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: فيصل القاسم توماس فريدمان إسرائيل التدمير حافظ الأسد حماة إسرائيل بشار الأسد النظام السوري النظام السوری حافظ الأسد ما فعله فی غزة

إقرأ أيضاً:

وزارة الخارجية : سورية تدين الجرائم الوحشية التي يرتكبها الكيان الصهيوني والتي سقط ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى من المدنيين

2024-11-14SAMERسابق الحرارة أعلى من معدلاتها غداً وأجواء باردة ليلاً ‏التالي الخارجية : استمرار الكيان الإسرائيلي اليوم في اعتداءاته على سورية يأتي بعد يومين فقط من صدور إدانة واسعة عن القمة العربية – الإسلامية المشتركة في الرياض لعدوانه الغاشم والمتصاعد على الأراضي السورية ،وتحذيرها من خطورة هذا التصعيد الذي يعصف بالمنطقة وما له من تبعات إقليمية ودولية انظر ايضاًفي اليوم العالمي للسكري… أهمية زيادة الوعي وتحسين الوقاية وتعزيز عافية ‏المرضى

‏‏دمشق-سانا ‏ يتيح اليوم العالمي للسكري والذي يحتفل به سنويا في الـ 14 من تشرين

آخر الأخبار 2024-11-14وزارة الخارجية : سورية تدين الجرائم الوحشية التي يرتكبها الكيان الصهيوني والتي سقط ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى من المدنيين 2024-11-14الحرارة أعلى من معدلاتها غداً وأجواء باردة ليلاً ‏ 2024-11-14في معمل زيوت النيرب بحلب… عصر 2700 طن من بذور القطن 2024-11-14الرئيس الأسد يلتقي لاريجاني والمباحثات تتناول التطورات في المنطقة والعلاقات الثنائية 2024-11-14البدء بأعمال صيانة وإصلاح الطرق المتضررة جراء العدوان الإسرائيلي في القصير بريف حمص 2024-11-14نقل طرطوس تبدأ بتركيب لوحات جديدة للمركبات ‏ 2024-11-14الرئيس الأسد يصدر ثلاثة قوانين تسهم في تطوير آليات العمل بالقطاع السياحي 2024-11-14بوريل يقترح تعليق الحوار السياسي بين الاتحاد الأوروبي و”إسرائيل” بسبب استمرار مجازرها في غزة 2024-11-14برعاية الرئيس الأسد… تخريج دفعة جديدة من طلبة الكلية الجوية بمعاهدها الثلاثة 2024-11-14الجلالي خلال لقائه اتحاد غرف الصناعة: القطاع الصناعي الخاص شريك حقيقي في الاقتصاد الوطني

مراسيم وقوانين الرئيس الأسد يصدر ثلاثة قوانين تسهم في تطوير آليات العمل بالقطاع السياحي 2024-11-14 الرئيس الأسد يصدر مرسوماً بتنفيذ عقوبة العزل بحق قاضية في النياية العامة التمييزية 2024-11-02 مرسوم بتحديد الـ 7 من كانون الأول القادم موعداً لإجراء انتخابات تشريعية لمقعدين شاغرين في دائرتي حلب وطرطوس 2024-11-02الأحداث على حقيقتها عدوان إسرائيلي يستهدف جسوراً وطرقات على الحدود مع لبنان بريف حمص 2024-11-13 تدمير عشر طائرات مسيرة للتنظيمات الإرهابية بريفي حلب وإدلب- فيديو 2024-10-30صور من سورية منوعات انبعاثات الكربون العالمية تصل إلى مستوى قياسي خلال العام الجاري 2024-11-13 دعوى قضائية ضد ميتا تتعلق باستحواذها على “إنستغرام” و”واتساب” 2024-11-13فرص عمل الخارجية تعلن عن برنامج تدريب المقبولين للتقدم إلى المرحلة الثالثة من مسابقتها 2024-11-06 التعليم العالي تسمح للجامعات الخاصة فتح التسجيل المباشر لملء الشواغر في كلياتها 2024-11-04الصحافة ما بين المفهوم والهوية.. بقلم: أ. د بثينة شعبان 2024-11-11 أميركا والاستثمار بالإرهاب.. بقلم: شعبان أحمد 2024-11-09حدث في مثل هذا اليوم 2024-11-1414 تشرين الأول 1908- عالم الفيزياء ألبرت أينشتاين يعلن عن نظرية كمية الضوء 2024-11-1313 تشرين الثاني 1935- اندلاع انتفاضة شعبية في مصر ضد الاحتلال البريطاني والحكومة التي يرأسها محمد توفيق نسيم باشا 2024-11-1212 تشرين الثاني 1847 – الطبيب البريطاني جيمس يانج سيمبسون يستخدم الكلوروفورم في التخدير لأول مرة في التاريخ 2024-11-1111 تشرين الثاني 1918 – انتهاء الحرب العالمية الأولى بالهدنة التي وقعتها ألمانيا مع قوات الحلفاء 2024-11-1010تشرين الأول 1975 – رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات يلقي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في مقرها بمدينة نيويورك لأول مرة في تاريخ القضية الفلسطينية 2024-11-099 تشرين الثاني 2005- تفجيرات إرهابية تهز فنادق في العاصمة الأردنية عمّان.
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2024, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • الرئاسة السورية: الأسد يبحث مع علي لاريجاني التصعيد الإسرائيلي وضرورة إيقاف العدوان ضد فلسطين ولبنان
  • الخارجية : استمرار الكيان الإسرائيلي اليوم في اعتداءاته على سورية يأتي بعد يومين فقط من صدور إدانة واسعة عن القمة العربية – الإسلامية المشتركة في الرياض لعدوانه الغاشم والمتصاعد على الأراضي السورية ،وتحذيرها من خطورة هذا التصعيد الذي يعصف بالمنطقة و
  • وزارة الخارجية : سورية تدين الجرائم الوحشية التي يرتكبها الكيان الصهيوني والتي سقط ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى من المدنيين
  • ترامب يختار مديرة للاستخبارات التقت بشار الأسد
  • أردوغان يدلى بتصريحات هامة حول تطبيع العلاقات التركية السورية
  • روسيا تكشف آخر التطورات لإمكانية عقد لقاء بين أردوغان والأسد
  • FP: لماذا لم يدعم النظام السوري غزة وتجنّب دخول الحرب المستمرة بالمنطقة؟
  • ما حقيقة الفيديو المتداول عن مشادة بين بشار الأسد ونجيب ميقاتي خلال قمة الرياض؟
  • أردوغان يكشف سبب غيابه عن كلمة بشار الأسد خلال قمة الرياض
  • أردوغان يتودد لـ نظيره السوري: استعادة العلاقات مع الأسد تهدئ التوتر الإقليمي