لبنان ٢٤:
2025-02-02@17:07:10 GMT
تصعيد حزب الله في الجنوب لـتعزيز دفاعاته ليس إلا
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
كتب ابراهيم بيرم في "النهار": يريد حزب الله ان يبرهن للاسرائيليين والاميركيين على حد سواء انه ما انفك يقبض على زمام الامور والمبادرة والفعل على طول الحدود الجنوبية، وانه يتحكم بمسار الامور في هذه الجبهة خلافاً لكل ما يشاع. ودليله على ذلك انه كسر في وقت قصير قواعد الاشتباك في تلك البقعة، والتي بدت خلال الايام الـ 26 الماضية وكأنها ثابتة ورتيبة، وصعّد الموقف الميداني هناك على نحو غير مسبوق بدا فيه كأنه قد شرع في الهجوم وذلك انسجاما مع نظرية عسكرية تقليدية مفادها ان الهجوم في احيان كثيرة يكون شكلاً من أشكال الدفاع.
وتعزيزاً لمفاعيل هذا التوجه أدخل الحزب في هجومه المشهود ذاك العنصر الفلسطيني على نحو اوسع واكبر وقعاً ودلالة من ذي قبل. وتجسد ذلك في اعلان حركة "حماس" انها قصفت للمرة الاولى مستوطنة كريات شمونة في الجليل الاعلى البعيدة نسبياً عن الخط الحدودي بأكثر من اربعين صاروخاً، ما ألحق بهذه المستوطنة التي لها مع الفدائيين الفلسطينيين تاريخ طويل من المواجهات والصراعات قبل العام 1982.
وعلى رغم كل هذه التطورات الحافلة بالدلائل، فان ثمة مراقبين مازالوا يعتقدون ان الحزب واسرائيل ما زالا يلعبان في مساحة متفق عليها وضمن قواعد محددة ولا يرغبان الى الآن في تبديلها. ويتذكر حاملو هذه الرؤية ان اسرائيل تعمدت بعد ساعات قليلة من عملية أسر جنودها في العملية التي نفّذها مقاتلو الحزب في خراج عيتا الشعب في تموز عام 2006، تدمير كل الجسور ومؤسسات حيوية فضلاً عن المطار، وهي حتى الآن ورغم كل التوتير والاحتقان والتصعيد تحرص على ألّا تتعدى قذائفها نحو الاراضي اللبنانية الـ 5 كيلومترات عمقاً. ويبدو من خلال البرهان الميداني ان الحزب يمارس الامر نفسه فلا تتعدى قذائفه وصواريخه هذه المساحة في عمق الاراضي الفلسطينية المحتلة. وصار واضحاً ان الحزب يضبط ساعته العسكرية على هذا الواقع مراعاة لاعتبارات عدة، ابرزها ان ليس له مصلحة في تعميق جبهة المواجهة لانها والحال هذه ستحيل عشرات القرى والبلدات الحدودية اللبنانية التي يقطنها نحو نصف مليون مواطن الى بلدات غير صالحة للسكن.
وفي هذا السياق، يقول عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب محمد خواجة: "ان ما نفذته المقاومة في الجنوب من اجراءات وخطوات منذ السابع من الشهر الماضي إنما تندرج في اطار تحصين دفاعاتها". ويعتبر خواجة ردا على سؤال ان "السماح للعنصر الفلسطيني المسلح بالمشاركة في المواجهات على الحدود هو "مرتّب ومضبوط" ولا يوجد أي تفلّت لان القرار النهائي حوله هو عندنا في لبنان. اما التحذير من العودة الى مرحلة ما قبل العام 1982 (قبل الاجتياح الاسرائيلي الواسع في صيف ذلك العام ) فهو مجرد تخويف، اذ ان تلك المرحلة قد انقضت ولا يمكن ان تعود".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
اتفاقات نوعية مع الخارج تنتظر والرئيس عون يعطّل الألغام
كتب طوني مراد في" نداء الوطن": تلتقي الأوساط الدبلوماسية الأوروبية والعربية على الإشارة إلى أن الضربة العسكرية لإيران باتت شبه حتمية وقد اتخذ القرار فيها أخيراً، وستكون على الأرجح قبل نهاية آذار المقبل، وقد تواكبها تطورات داخلية، إلا إذا أبدت طهران استعداداً جديّاً وفعليّاً ملموساً لتقديم تنازلات على صعد عدة سواء في ما خص برنامجها النووي أو أجندتها التوسعية وخريطة نفوذها في المنطقة، وهو احتمال طوعي وارد بنسبة محدودة تحت وطأة الضغوط، لأن البديل هو التخلّي قسراً عن تلك الرهانات. وترى الأوساط أن الضربات التي تلقتها إيران في لبنان وغزة وسوريا غير كافية، طالما أن رأس الحربة ما زال يراهن على تعويم أذرعه.يبدو أن "حزب الله" يدرك جيّداً دقائق اللعبة، ويسعى إلى الحفاظ ما أمكن على مواقعه ونفوذه في صلب الدولة اللبنانية، على رغم بعض التباينات في صفوف قيادته بين متماهين كليّاً مع إيران وبين من يسعى إلى نوع من التمايز، إذ من الواضح أن الجانبين يلتقيان على هذه المسألة. من هنا يُفهم استشراس "الحزب" من خلال تركيبة الثنائي، على التمسك بحقيبة المال وحقائب أخرى معينة، وعلى استنفار الموالين له في الإدارات الرسمية والمؤسسات على قضم ما أمكن من مواقع، أو على فرض أمر واقع، تحسّباً للتحوّلات المتوقعة، باعتبار أن ما يمكن أن يحصِّله "الحزب" اليوم قد لا يمكنه تحصيله بعد حين.
يقول عارفون في المعادلة الشيعية إنّ الرئيس نبيه بري يحاول التملّص من الحالة الضاغطة بخلفية دولية على "حزب الله" حكوميّاً، والحالة الضاغطة الموازية التي يمثلها "الحزب"، علماً أن ثمّة تململاً متنامياً وأكثر تجلياً في المناخ المحيط بحركة "أمل" لجهة الانزعاج من رهانات "حزب الله" وما استتبعته من خسائر ونكبات، وتالياً "لم يعد في الإمكان تحمّل المزيد".
من هنا يمكن فهم تمايز "الحركة" في الموقف حيال عراضات الدراجات النارية الأخيرة، على أن هذه العراضات شكّلت "نقزة" كبيرة محليّاً وخارجيّاً، وقد تجلّى ذلك في تقارير دبلوماسية لعدد من السفارات المهمة لعواصمها تلفت إلى محاذيرها وانعكاسها على انطلاقة العهد الجديد وما تعنيه من خطر صدامات داخلية.
يبقى أنه مع تأليف الحكومة العتيدة فإن استحقاقات مهمة تنتظرها، إذا ما كانت التشكيلة على قدر الآمال وتلبّي التطلعات الدولية والعربية إلى إرساء مرحلة مختلفة عما سبق تحت عنواني استعادة السيادة وإطلاق عملية الإصلاح. وفي هذا المجال، تمّ العمل الدؤوب ويتمّ حاليّاً على استكمال مشاريع اتفاقات تعاون مع عدد من الدول العربية والصديقة، ومن بينها اتفاقات مهمّة مع المملكة العربية السعودية، ويبلغ عددها اثنين وعشرين اتفاقاً وينكبّ عليها موظفون في وزارة الخارجية والوزارات والإدارات المعنية، وهي مشاريع اتفاقات لا يمكن أن تبصر معظمها النور إذا لم تكن الحكومة الجديدة أهلاً للثقة.