دراسة تكشف العلاقة بين السجائر الإلكترونية والربو
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
كشفت دراسة حديثة أجرتها كلية الصحة العامة في جامعة تكساس (إيه آند إم)، أن التدخين الإلكتروني قد يزيد من خطر الإصابة بمرض الربو لدى المراهقين، الذين لم يدخنوا منتجات التبغ التقليدية.
وأكد البحث على الحاجة الملحّة لتطوير أساليب الحد من ارتفاع معدل استهلاك السجائر الإلكترونية، والتي تسبب آثار صحية ضارة.
لقد ارتفع معدل استخدام السجائر الإلكترونية بين المراهقين بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية، على الرغم من أنها تحتوي على سموم أقل من السجائر العادية (على حسب ذكر الدراسة)، إلا أنها لا تزال تحتوي على خليط من المواد الكيميائية الضارة وتزيد من خطر الإصابة بأمراض في الجهاز التنفسي.
في هذه الدراسة الجديدة التي نُشرت في مجلة «الطب الوقائي»، قام الباحثون بتحليل بيانات تم أخذها من استطلاع عام للشباب، لتحديد ما إذا كان هناك ارتباط بين التدخين الإلكتروني والربو، وسعى الباحثون أيضًا إلى تحديد العوامل، التي قد ترتبط باستخدام السجائر الإلكترونية لدى المراهقين.
استخدم الفريق بيانات تم أخذها أيضا من نظام مراقبة سلوكيات الشباب الخطرة، وهي مجموعة بيانات صحية وطنية أنشأتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها لتتبع السلوكيات والنتائج الصحية للأطفال والشباب، واستخدمت هذه الدراسة البيانات، التي تم جمعها بين عامي 2015 و2019، والتي تضمنت معلومات عن استخدام السجائر الإلكترونية.
وتضمن التحليل بيانات تعود لأكثر من 3000 مراهق تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عامًا في تكساس، وأكثر من 32000 مراهق في كامل الولايات المتحدة الأميركية، من أجل المقارنة.
وسأل الاستطلاع المشاركين عما إذا كانوا قد استخدموا السجائر الإلكترونية من قبل، وعدد السجائر التي استهلكوها خلال فترة 30 يومًا سابقة، وما إذا كانوا قد أصيبوا بالربو مسبقا، وتضمنت الدراسة معلومات عن جنس المشاركين، وعمرهم وانتماؤهم العرقي وفي حال وجود أعراض الاكتئاب، وتضمن التحليل أيضًا بيانات عن استخدام مواد أخرى، مثل السجائر التقليدية والكحول والمخدرات غير المشروعة.
وتوصلت الدراسة إلى وجود علاقة بين استخدام السجائر الإلكترونية والربو لدى المراهقين الذين لم يدخنوا منتجات التبغ التقليدية مطلقًا، وهذا يدل على أن التدخين الإلكتروني يزيد من خطر الإصابة بالربو بشكل مستقل عن استخدام منتجات التبغ التقليدية لدى المراهقين.
ووجد الباحثون أيضًا أدلة على أن بعض العوامل الديموغرافية والسلوكيات المتعلقة بتعاطي المخدرات ووجود أعراض الاكتئاب ترتبط باستخدام السجائر الإلكترونية، حيث كان المراهقون الذين استخدموا السجائر التقليدية والكحول والمواد الأخرى أكثر عرضة لاستخدام السجائر الإلكترونية، كما هو الحال مع الأشخاص المصابين بالاكتئاب.
وقال الدكتور تايهيون روه، المؤلف الرئيسي للدراسة: «إن زيادة المعرفة حول الآثار الضارة لاستخدام السجائر الإلكترونية، وتنفيذ إرشادات أكثر صرامة، هي ضرورات محتمة للتخفيف من استخدام السجائر الإلكترونية».
ونظرًا للأعباء التي يسببها الربو والاستخدام المتزايد للسجائر الإلكترونية لدى المراهقين، يأمل الباحثون أن تساعد هذه النتائج في توجيه جهود الصحة العامة للحد من استخدام السجائر الإلكترونية.
المصدر: الراي
كلمات دلالية: استخدام السجائر الإلکترونیة لدى المراهقین
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف طرق تعزيز صحة الأمعاء ضد العدوى
كشف بحث جديد أن الأشخاص الذين يملكون مستويات مرتفعة من بكتيريا الأمعاء "الجيدة" يعانون من انخفاض مستويات البكتيريا الضارة مثل الإشريكية القولونية والكليبسيلة الرئوية، والتي يمكن أن تسبب عدوى خطيرة.
ووفقًا للعلماء، يعتبر تناول الألياف أحد العوامل المساهمة في تعزيز صحة الأمعاء وحمايتها من التهابات قد تؤثر على جهاز المناعة.
الأمعاء: بيئة معقدة وصحيةيعد ميكروبيوم الأمعاء نظامًا بيئيًا يحتوي على تريليونات من البكتيريا والكائنات الدقيقة الأخرى التي تساهم في هضم الطعام ودعم صحة الأمعاء ووظائف المناعة لكن ما يشكل ميكروبيومًا صحيًا قد يختلف بين الأفراد.
وفي دراسة جديدة نُشرت في 10 يناير 2025 في مجلة Nature Microbiology، أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين لديهم مستويات أعلى من بكتيريا Faecalibacterium في أمعائهم يتمتعون بمستويات أقل من البكتيريا الضارة مثل الإشريكية القولونية و Klebsiella pneumoniae، اللتين قد تؤديان إلى الإصابة بالتهابات تهدد الحياة.
العلاقة بين الألياف والبكتيريا "الجيدة" في الأمعاءأشار الباحثون إلى أن Faecalibacterium تتغذى على الألياف الموجودة في الأطعمة مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة. وعندما تزداد كمية الألياف في النظام الغذائي، يمكن أن يعزز ذلك من نشاط هذه البكتيريا الجيدة في الأمعاء، مما يساعد في الحماية من التهابات الأمعاء. ومع ذلك، أضاف العلماء أن هناك حاجة لمزيد من البحث لتأكيد هذه الفرضيات.
دراسة على نطاق واسعتحليل الباحثين لبيانات من أكثر من 12200 مشارك من 65 دراسة عبر 45 دولة أظهر ارتباطًا بين وجود مستويات أعلى من Faecalibacterium في عينات البراز وانخفاض مستويات البكتيريا الضارة في الأمعاء. وكان المشاركون في هذه الدراسة خاليين من العدوى النشطة ولم يستخدموا المضادات الحيوية أثناء جمع العينات. وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين لديهم مستويات أعلى من Faecalibacterium كانت لديهم مستويات أقل من البكتيريا السلبية الجرام مثل الإشريكية القولونية و Shigella.
هل الألياف هي الحل؟يعتقد العلماء أن تناول المزيد من الألياف يمكن أن يدعم البكتيريا الجيدة في الأمعاء ويعزز إنتاج الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة (SCFAs)، وهي مركبات ثبت أنها تقلل من الالتهابات وتحسن صحة الأمعاء. قد تساعد هذه الأحماض الدهنية في تنظيم نمو البكتيريا الضارة مثل الإشريكية القولونية والكليبسيلة.
ورغم النتائج الواعدة، أقر الباحثون بوجود حاجة لمزيد من الدراسات التي تختبر تأثير الألياف والعناصر الغذائية الأخرى على صحة الأمعاء والوقاية من العدوى.
تحذيرات وآراء الخبراءرغم الرابط الذي أظهرته الدراسة بين مستويات البكتيريا الجيدة وانخفاض مستويات البكتيريا الضارة، يحذر بعض الخبراء من استنتاج أن تناول الألياف بشكل مباشر يقلل من خطر الإصابة بالعدوى. يوضح الدكتور دانييل فريدبيرج، أخصائي أمراض الجهاز الهضمي، أن الدراسة لم تثبت أن تناول الألياف يقلل من خطر الإصابة بالعدوى بشكل مباشر.
من جانب آخر، يعتقد توم شميت، أستاذ علم البيئة في جامعة ميشيغان، أن الأمعاء الصحية قد تحافظ على مقاومة أكبر ضد غزو البكتيريا الضارة. يقول شميت: "عندما تكون البيئة المعوية صحية، تستهلك الميكروبات المحلية جميع الموارد المتاحة، مما يمنع فرص غزو البكتيريا الضارة".
بينما تشير النتائج إلى أن الألياف قد تكون وسيلة لتعزيز صحة الأمعاء وحمايتها من التهابات الأمعاء، لا يزال من المبكر تحديد ما إذا كانت الألياف بمفردها يمكن أن تكون أداة وقائية فعالة ضد العدوى. ومع ذلك، يعد الحفاظ على نظام غذائي غني بالأطعمة الكاملة والثرية بالألياف خطوة مهمة نحو تعزيز صحة الأمعاء بشكل عام.