أظهرت عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها حركة حماس في السابع من أكتوبر الماضي فشلا عسكريًا واستخباراتيًا لإسرائيل بات حديثا لمختلف وسائل الإعلام حول العالم، وهو ما امتد إلى الولايات المتحدة التي طفا على السطح خطؤها في تقدير قدرة الكيان المحتل حينما استخلفته - منذ ٢٢ عاما - في مهمة التجسس على عناصر الحركة، فكان من المنطقي أيضًا أن يصبح المستقبل السياسي لرأس السلطة في إسرائيل ورئيس حكومتها على المحك، كونه المسؤول الأول عن هذا الإخفاق.


وكان لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في هذا الصدد تقريرا يوم الأربعاء الماضي كشفت فيه أن وكالات الاستخبارات الأمريكية قررت في السنوات التي تلت هجمات ١١ سبتمبر ٢٠٠١ وقف جهود التجسس على حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى.


وذكر التقرير، قال مسئولون أمريكيون لم يتم الكشف عن هويتهم، إنه بدلًا من ذلك، قررت واشنطن توجيه جهودها نحو متابعة ومطاردة قادة تنظيم القاعدة وبعد ذلك تنظيم داعش.


وتفيد هذه التحولات، بحسب هؤلاء المسئولين غير المعروفين، باستنتاجات أمريكية تشير إلى أن حماس لا تشكل تهديدًا مباشرًا للولايات المتحدة، وأن هناك أولويات استخبارية أخرى تتطلب اهتمامًا أكبر.


ووفقًا للصحيفة، كانت واشنطن قد قررت نقل مسؤولية متابعة نشاط حركة حماس إلى إسرائيل، وذلك استنادًا إلى ثقتها بأن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تمتلك قدرات قوية وقادرة على كشف أي تهديد، وفقًا لمسئولين أمريكيين.


ومع ذلك، في صباح يوم ٧ أكتوبر، أصبح واضحًا أن هذا التقدير كان مخطئًا بشكل كبير، إذ لم تكن لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أية معلومات حول استعداد حماس لشن حرب بواسطة هجوم مفاجئ وغير مسبوق (عملية طوفان الأقصى)، ولم يتم اكتشاف أيضًا وجود آلاف من المقاتلين على مسافة قريبة جدًا من حدود إسرائيل.


وقال أحد المسئولين المجهولين للصحيفة: "يجب أن نكون حذرين وأكثر تأنيًا في اتخاذ القرارات"، مشيرًا إلى الاعتماد الزائد على إسرائيل في هذا السياق.


ويقر مسئولون أمريكيون بأن الولايات المتحدة أخطأت التقدير بشأن التهديد الذي تمثله حماس للأمن القومي الأمريكي، حيث تبين أن هجوم حماس أسفر عن مقتل وفقدان عشرات الأمريكيين.


ونتيجة لذلك، اضطرت الولايات المتحدة لنقل قوات عسكرية ومعدات بقيمة مليارات الدولارات إلى الشرق الأوسط، بالإضافة إلى احتمالية نشوب حرب إقليمية.


مارك بوليمروبولوس، الذي عمل سابقًا ضابط عمليات في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه"، يعلق على هذه الإخفاقات الاستخبارية ويقول: "بخصوص الأخطاء في التقديرات، التي يمكن أن تُلقى بالغالبية على إسرائيل، فأعتقد أنه يجب أن نعترف بمسؤوليتنا في عدم التنبؤ بهذا الحدث الهام (الهجوم الضخم الذي نفذته حماس)".


ويخلص إلى أن "التخلي عن متابعة حماس لصالح إسرائيل كان له تأثيرات سلبية كبيرة".


ووفقًا لمسؤولين حاليين وسابقين في وكالات الاستخبارات الأمريكية، بما في ذلك "سي آي إيه"، كان هناك عدد قليل جدًا من المحللين يتابعون الأحداث في قطاع غزة المحاصر والذي كانت المعاناة فيه أقل قبل وقوع الهجوم.


وكانت الولايات المتحدة تعتمد بشكل كبير على المخابرات الإسرائيلية للحصول على معلومات حول حماس من خلال مصادر بشرية وأنشطة تجسس إلكترونية.


رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتهم يوم الأحد الماضي بشدة أجهزة الدفاع والمخابرات في بلاده بالفشل في مواجهة الهجوم الذي نفذته حماس.


ونشر نتنياهو تغريدة على منصة «إكس» تعبيرا عن انزعاجه من الأوضاع الأمنية، لكنه بعد ساعات قليلة قام بحذف التغريدة وقدم اعتذارًا.


أعضاء في حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو أكدوا أن الأولوية الآن هي هزيمة حماس واستعادة الأمن، وأنه يجب التركيز على تحقيق هذا الهدف قبل التفكير في تحليل الأخطاء وتحديد المسؤوليات.

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: إسرائيل الولايات المتحدة حماس طوفان الأقصى الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

باحث سياسي: أمريكا لا تريد إلا الحفاظ على هيبة إسرائيل

قال زهير الشاعر، الكاتب والباحث السياسي، إن الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد أن تدعم رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف جالانت بالتحديد ولكن تريد أن تحافظ على هيبة إسرائيل كحليف استراتيجي بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية.

وأضاف «الشاعر»، خلال مداخلة عبر شاشة قناة «القاهرة الإخبارية»، أن الولايات المتحدة الأمريكية تساهم بـ50% من ميزانية محكمة الجنايات الدولية بالرغم من أنها ليست عضو كامل في هذه المحكمة، وإنما عضو مراقب وبالتالي هي تريد أن تسجل موقفًا واضحًا أمام المحكمة وجميع الجهات الدولية بأنها لن تتخلى عن إسرائيل بالمطلق.

ما سبب توقيت هذا القرار الآن؟

وتابع «ما سبب توقيت هذا القرار الآن؟ هل أعطت أمريكا ضوءًا أخضر لهذه المحكمة لتمضي قدمًا في اتخاذ قرارها ضد نتنياهو وجالانت كون هذه  الفترة بالغة الأهمية والحساسية للرئيس جو بايدن من جهة ومن جهة أخرى، بايدن لا ينسى أبدًا عملية إفشال نتنياهو لكل جهوده التي حاول أن يقوم بها خلال الفترة الماضية والتي كانت مصاحبة لعملية الحرب في قطاع غزة».

مقالات مشابهة

  • عبدالمنعم سعيد: أمريكا تعد إسرائيل حليف استراتيجي كبير لها
  • عبدالمنعم سعيد: أمريكا تعتبر إسرائيل حليفا استراتيجيا كبيرا لها
  • عبدالمنعم سعيد: أمريكا تعتبر إسرائيل حليف استراتيجي كبير لها
  • وول ستريت جورنال: مستثمر أميركي يدرس شراء "نورد ستريم 2"
  • باحث سياسي: أمريكا لا تريد إلا الحفاظ على هيبة إسرائيل
  • وول ستريت جورنال: قوة الدولار تزيد الضغوط على الصين واقتصادات آسيا
  • كم مرة استخدمت أمريكا “الفيتو” لصالح الاحتلال؟
  • صحف عالمية: إسرائيل فشلت أمام صواريخ حزب الله وترامب قد يقصف منشآت إيران
  • من هو الرجل الذي أرسلته كوريا الشمالية لقيادة قواتها في معارك أوكرانيا؟
  • الولايات المتحدة: إسرائيل تحقق أهدافها وتقترب من نهاية حربها مع حزب الله