تحل في شهر نوفمبر الجاري، ذكرى مرور عام على توقيع اتفاق السلام ووقف الأعمال العدائية في ولاية تيجراي، بين الحكومة الإثيوبية من جانب وجبهة تحرير شعب تيجراي من جانب آخر.


ووقع اتفاق السلام في ٢ نوفمبر ٢٠٢٢ بوساطة الاتحاد الأفريقي في مدينة بريتوريا بجنوب أفريقيا، وكان أبرز بنوده هو وقف القتال وتسليم مقاتلي تيجراي أسلحتهم الثقيلة وانخراطهم في الجيش أو تسريحهم بالإضافة إلى انسحاب القوات الإريترية من الولاية.

 


واندلعت الحرب في تيجراي، في شهر نوفمبر ٢٠٢٠ واستمرت عامين، وتحالف خلالها الجيش الإثيوبي وميليشيات فانو، بالإضافة إلى الجيش الإريتري ضد جبهة تيجراي، التي تمكنت من تحقيق انتصارات عديدة على التحالف الثلاثي حتى وصلت على مقربة من العاصمة أديس أبابا بحوالي ١٣٠ كم، إلا أن المساعدات من بعض القوى الإقليمية لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، أنقذته من السقوط.


وعلى مدار العام الماضي استمرت الأزمة في تيجراي، حيث مازالت القوات الإريترية تحتل غرب الإقليم الواقع في شمال إثيوبيا، وتطالب الجبهة بضرورة إنسحاب "القوى الأجنبية" منها، ويرجع ذلك إلى الخلاف بين الرئيس أسياسي أفورقي وآبي أحمد، بشأن رفض الرئيس الإريتري اتفاق بريتوريا وعدم مشاركته في أي مفاوضات من شأنها إنهاء الصراع.


وفي هذا السياق، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية، إن القتال والانتهاكات الحقوقية الخطيرة لا تزال مستمرة في منطقتي أمهرة وتيجراي شمال إثيوبيا.


وأضافت "هيومن رايتس ووتش" في تقريرها الصادر نهاية أكتوبر الماضي بمناسبة مرور عام على اتفاق بريتوريا، أن الأطراف المتحاربة واصلت خلال العام الماضي ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان في انتهاك لتعهد الاتفاقية بحماية المدنيين موضحة أن "القوات الإريترية ارتكبت عمليات قتل وعنف جنسي واختطاف ونهب، وعرقلت المساعدات الإنسانية، وأعاقت عمل مراقبي الاتحاد الأفريقي في المناطق الخاضعة لسيطرتها". 


وتابعت: "في منطقة تيجراي الغربية، التي لا يزال يتعذر على الوكالات الإنسانية الوصول إليها إلى حد كبير، واصلت السلطات وقوات إقليم أمهرة والميليشيات المعروفة باسم فانو حملة تطهير عرقي وطردت سكان تيجراي قسرا، وقالت ليتيسيا بدر، نائبة مديرة قسم أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "بينما تشيد الحكومة الإثيوبية وشركاؤها الدوليون بالتقدم الهائل الذي تم إحرازه في العام الماضي، لا يزال المدنيون في مناطق النزاع يتحملون وطأة الفظائع".


وفيما يتصل بالوضع الإنساني، فقد أصدر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الانسانية، تقريرا في الأول من نوفمبر الجاري، أكد فيه أن أكثر من ٥ ملايين شخص يتأثرون بالظروف الشبيهة بالجفاف في أمهرة وتيجراي.


وبعد مرور عام على اتفاق بريترويا فإن العديد من مواطني تيجراي أكدوا أنهم يكافحون من أجل الوقوف على أقدامهم حيث فقد بعضهم منازلهم وسبل عيشهم بسبب الحرب، بينما حزن آخرون على أفراد عائلاتهم الذين قتلوا في الصراع.


وأوضح معهد أبحاث السلام وهو منظمة غير حكومية وغير ربحية، في تقرير له يونيو الماضي أن الحرب فى تيجراى تسببت فى مقتل أكثر من ١٠٠٠٠٠ شخص بسبب المعارك فى عام ٢٠٢٢، أى أكثر من الغزو الروسى لأوكرانيا الذى تسبب فى مقتل أكثر من ٨١٠٠٠ شخص.


وقالت وكالة "فرانس برس" إن الحرب دمرت البنية التحتية لتيجراي، حيث لا تزال المستشفيات تفتقر إلى المعدات الطبية وبعض المدارس لم تفتح بعد، ولا يزال مليون شخص نازحين في جميع أنحاء المنطقة، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة، مع حوالي ٢٣٤ ألفا في ميكيلي عاصمة تيجراي.


وأضاف التقرير أن الكثيرين من سكان تيجراي، اضطروا إلى التسول لتغطية نفقاتهم، وساءت أوضاعهم بعد اكتشاف شحنات المساعدات المحولة، مما دفع برنامج الغذاء العالمي والوكالة الإنسانية التابعة للحكومة الأمريكية USAIDإلى تعليق المساعدات الغذائية إلى تيجراي في مايو.


وأعلنت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، في يونيو الجاري، أن الحكومة الأمريكية علقت المساعدات الغذائية لإثيوبيا بعد أن كشف تحقيق عن سرقة أغذية متبرع بها، بحسب الوثائق المسربة التي تم تسليمها للمانحين تثبت تورط عناصر داخل الحكومة الإثيوبية.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: تيجراي الحكومة الإثيوبية اتفاق السلام الانتهاكات الإثيوبية أکثر من

إقرأ أيضاً:

المقاومة الفلسطينية تواصل استهداف العدو الصهيوني في كافة محاور التوغل في غزة

يمانيون../
فيما طوى العدوان الصهيوني على قطاع غزة يومه الـ438 تواليا، تواصل المقاومة الفلسطينية التصدي للقوات الصهيونية المتوغلة في كافة محاور التوغل بقطاع غزة، والتي أسفرت حتى اللحظة بحسب اعترافات جيش العدو عن مصرع المئات من ضباطه وجنوده وإصابة عشرات الآلاف، بالإضافة إلى تدمير المئات من آلياته العسكرية كلياً أو جزئياً.

فخلال الساعات الـ48 الأخيرة كبدت فصائل المقاومة الفلسطينية قوات العدو الصهيوني خسائر في عدة مواقع، حيث أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، عن تمكن مقاتليها من الاشتباك مع قوات صهيونية متوغلة داخل مخيم جباليا شمال قطاع غزة.. مؤكدة قتل وجرح 14 جندياً في عدة كمائن.

وقالت القسام في بيان لها عبر قناتها على “تلغرام” أمس الثلاثاء: “تمكن مجاهدو القسام من الاشتباك مع قوة صهيونية راجلة غرب معسكر جباليا وأجهزوا على ثلاثة جنود من المسافة صفر وشوهدت الطائرات المروحية تجلي القتلى والمصابين”.

وفي بيان لاحق أكدت القسام تمكن مجاهديها من تفجير منزل مفخخ في قوة صهيونية قوامها 11 جندياً وإيقاعهم بين قتيل وجريح، بالإضافة إلى ذلك تم تدمير ناقلة جند لجيش العدو بعبوة “شواظ” وسط مخيم جباليا شمال قطاع غزة.

بدورها، أفادت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بأنها قصفت بقذائف الهاون النظامي “عيار 60” تجمعات لجنود وآليات العدو المتوغلين في محيط مسجد العطار جنوب غرب مدينة رفح.

وعرضت السرايا عبر منصتها على “تليغرام”، مشاهد لما قالت إنه “استحكام مدفعي” على جنود وآليات العدو المتوغلين في حي الجنينة شرق مدينة رفح.

كما أعلنت سرايا القدس أنها قصفت بقذائف الهاون، مقر قيادة وسيطرة تابع لقوات العدو في “موقع أبو عريبان” بمحور “نتساريم”.

من جانبها، أعلنت كتائب المجاهدين أن مجاهديها استهدفوا تمركزًا لجنود العدو الصهيوني في منطقة السودانية شمال غرب مدينة غزة بـ “صواريخ حاصب التكتيكية”.

وقصفت كتائب شهداء الأقصى، وفق بيان لها، مقر قيادة وسيطرة تابع لقوات العدو محيط مستشفى الصداقة في محور “نتساريم” بصاروخين “107”.

يأتي ذلك في الوقت الذي، اعترف فيه جيش العدو الصهيوني، بمصرع ضابط وجندي بمعارك رفح جنوب قطاع غزة.

وأعلن المتحدث باسم جيش العدو عن مصرع ضابط وجندي، في معارك رفح جنوب قطاع غزة، أحدهما من لواء “الناحال”، والثاني لم تنشر عنه معلومات بعد.

وأفادت إذاعة جيش العدو الصهيوني بمصرع الرائد بجيش الاحتياط موشيكو ماكسيم روزنفلد، قائد سرية بكتيبة الهندسة 7107 التابعة للواء ناحال، قُتل جراء انهيار مبنى في رفح؛ جندي آخر قُتل في الحادث، ولم يُسمح بعد بنشر اسمه.

ومساء الاثنين، قتل جنديان صهيونيان على الأقل وأصيب آخرون، في كمين تعرضوا له بمدينة رفح جنوب قطاع غزة.

وأوضحت مصادر في جيش العدو أن الجنود وقعوا ضحية لانهيار مبنى تم تفخيخه مسبقًا، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم، ولم تذكر المصادر تفاصيل إضافية حول الحادثة أو العدد الدقيق للإصابات.

في سياق متصل، وثّقت معطيات رقمية صادرة عن قسم التأهيل في وزارة الحرب الصهيونية، إصابة 13 ألفا و500 من الجنود الصهاينة بنيران المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.

وذكر موقع “0404” الصهيوني نقلا عن قسم التأهيل في جيش العدو أن هناك ارتفاع بنسبة 20 في المائة بعدد الخاضعين للعلاج، حيث ارتفع عدد الجنود الخاضعين للعلاج من 62 ألف إلى 75 ألف.

وأضاف: إن الأعداد الجديدة وهم حوالي 13,500 كلهم من مصابي حرب “السيوف الحديدية” (معركة طوفان الأقصى) بقطاع غزة.

ولفت قسم التأهيل بوزارة الحرب الصهيونية أن نحو 13700 جندي ممن يتلقون الدعم هم من المصابين في هذه الحرب، وأن 8500 منهم يعانون من إصابات جسدية، و5200 يعانون من اضطرابات نفسية

ومؤخرا، ذكرت هيئة البث الصهيونية أن هناك توقعات من تصاعد الأزمات النفسية الناتجة عن الحرب، وارتفاع في حالات الانتحار مع انتهاء الحرب، وعودة الأوضاع إلى طبيعته، وفقا لما أوردته لجنة الصحة في “الكنيست” الصهيوني.

وذكرت دراسة صهيونية أن أكثر من 520 ألف شخص في الأراضي الفلسطينية المحتلة تعرضوا لـ”اضطراب ما بعد الصدمة” وبحاجة لرعاية وعلاج، كما شهدت دراسات إضافية على سوء الحالة النفسية لدى الصهاينة بسبب الحرب الطويلة.
سبأ

مقالات مشابهة

  • المقاومة تواصل عملياتها النوعية بغزة وتُكبد العدو الصهيوني خسائر فادحة
  • المقاومة الفلسطينية تواصل استهداف العدو الصهيوني في كافة محاور التوغل في غزة
  • الكونغرس الأمريكي يتوصل لاتفاق بشأن تمويل الحكومة الفدرالية
  • الأمم المتحدة: إسرائيل تواصل رفض إيصال المساعدات إلى شمال غزة
  • برنامج الأغذية العالمي يعلن عن تسليم مساعدات غذائية لأكثر من 800 ألف شخص في السودان
  • الرئيس السيسي يؤكد أهمية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة
  • الودائع بالعملة الأجنبية في البنك المركزي ترتفع لـ17.8 مليار دولار الشهر الماضي
  • برنامج الأغذية: سجلنا في أكتوبر الماضي أعلى معدل لتقديم المساعدات بالسودان
  • المطران عطا الله حنا: يجب أن تتوقف الحرب التي يدفع فاتورتها المدنيين الأبرياء
  • الأمم المتحدة تطالب بوقف الانتهاكات الإسرائيلية لسيادة سوريا