خبير مصري يرسم سيناريوهات للحرب البرية في غزة ويتوقع "مقبرة" للجيش الإسرائيلي في حربه بمدن القطاع
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
أكد الخبير الاستراتيجي اللواء محمد الغباشي أن حماس تمتلك أدوات الحرب والمباغتة ما يجعل سيناريو حصار بيروت صعب التكرار معها وتمركزها جيدا في القطاع مع تجهيزات هندسية استعدادا للعدو.
وقال اللواء الغباشي في تصريح لـRT، إن "الحديث عن مدينة بيروت يختلف تماما، لأن بيروت مدينة سكانية، لديها قوات الجيش اللبناني الخاص بالمقاومة، بالإضافة إلى عناصر من المخيمات في جنوب لبنان قبل ظهور "حزب الله"، وكانت متواجدة في مناطق سكنية.
وعن إمكانيات حركة حماس أوضح الغباشي أنها "متمركزة بشكل كبير في قطاع غزة، حيث قامت بعمل تجهيزات هندسية استعدادا للعمليات العسكرية ضد العدو المحتل".
تجهيزات حماس
وأضاف الخبير: حماس لديها شبكة أنفاق تقدر بحوالي 500 كيلومتر، تقسم على مستويين في قطاع غزة. لافتا إلى تجهيزات حماس لأماكن الإقامة للانتقال إلى وضع الدفاع وأماكن لخروج مقاتلين لإطلاق الصواريخ، وأيضا أماكن للخروج بالأسلحة الخفيفة والرشاشات، بالإضافة إلى أماكن للأسلحة المضادة للدبابات والمدرعات.
وتابع: "لديها أماكن مخصصة للمخازن والأسلحة والذخائر والإقامة لتوفير المعيشة في حالة الحصار وقضاء فترة دون الاستعانة بالخارج."
كما بيّن الغباشي تسخير حماس الكبير لفتحات الدخول والخروج، من أجل تنفيذ عمليات مفاجأة على العدو المتمركز حول قطاع غزة وداخله، منوها بالصعوبة الشديدة عقب كل قصف قابلها، ولكن هناك احتواء من جهة مقاتلين حماس وفصائل المقاومة في قطاع غزة.
إقرأ المزيدوأردف قائلا: "الأمر يختلف تمام وعلينا ألّا نعتبر ما حدث في لبنان 1982 نموذجا لما يحدث الآن في قطاع غزة، وهناك أكثر من تجربة لتقدم عناصر مدرعة منذ أسبوع حيث تم تدميرها التعامل معها بشدّة، أما العمليات التي تمت نطلق عليها في قانون القتال العسكري "الاستطلاع بقوة" وهذه العملية أُسر فيها قائد قوات الاحتلال الكولونيل يوئرشؤال، إضافة إلى فشل عملية عسكرية كان يشارك فيها عدد من عناصر المارينز وتم أسر عدد منهم وتصويرهم، وهو بمثابة نجاح للمقاومة".
انتصارعلى أحد أقوى الجيوش
وعبّر الخبير الغباشي لـRT عن تصوّره أن "هذا الأمر يمثل نجاحا كبيرا وانتصارا "للمقاومة" على العدو الإسرائيلي رغم القصف الشديد، بكل ما يملك العدو من أسلحة وتكنولوجيا ومساندة من الولايات المتحدة من قوات "دلتا" والنخبة والأجهزة الإلكترونية الحديثة، والقوات البريطانية الخاصة التي تشارك في العملية العسكرية على قطاع غزة".
واستطرد: "كل ما تحقق من انتصارات لعناصر المقاومة حماس والفصائل الفلسطينية، هي انتصارات كبيرة على جيش من أقوى الجيوش تسجل في التاريخ، تسليحا وتكتيكا وإمكانيات وقدرات عالية باحدث الأسلحة إضافة إلى الدعم الأمريكي والبريطاني".
إقرأ المزيدبينما أعلنت أمريكا عن عناصرها التي لا تشارك وهي موجودة في قطاع غزة للتخطيط والمتابعة، عناصر "دلتا" والقيادات للجيش الأمريكي من القوات الخاصة، ولكن تم أسر عدد منهم أثناء مشاركتهم ووجودهم في اشتباكات حقيقية مع عناصر المقاومة، وهذا الأمر يعتبر تورط كامل للجيش الأمريكي في هذه العمليات العسكرية التي تحدث ضد أفراد المقاومة والشعب الفلسطيني الأعزل، ومن هنا نعلم أن هناك مشاركة من القوات الخاصة البريطانية تم الإعلان عنها ولكنها تتم في سرية.
واختتم بالقول أن هذا يؤكد ما ذكرناه سابقا وأعلنت عنه مرارا، أن القتال في المدن والمناطق السكنية من أصعب أنواع القتال ويقال أنه مقبرة للجيوش النظامية الغازية.
المصدر: RT
القاهرة – ناصر حاتم
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أخبار لبنان الجيش الأمريكي الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة بيروت تل أبيب حركة حماس حزب الله طوفان الأقصى قطاع غزة منظمة التحرير الفلسطينية هجمات إسرائيلية فی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
الاحتلال الإسرائيلي يواصل حربه على مخيمات الفلسطينيين شمال الضفة.. 40 ألف نازح
منذ 100 يوم يواصل الجيش الإسرائيلي عمليته العسكرية في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين شمال الضفة الغربية المحتلة التي انطلقت من مخيم جنين في 21 كانون الثاني/ يناير.
العملية العسكرية التي أطلق عليها الجيش اسم "السور الحديدي" حولت مخيم جنين بمحافظة جنين ومخيمي طولكرم ونور شمس بمحافظة طولكرم إلى مدن أشباح، وأسفرت عن استشهاد 52 فلسطينيا منذ 21 كانون الثاني/ يناير، وفق بيانات وزارة الصحة الفلسطينية.
ودمر الجيش منذ بدء العملية مئات المنازل وأجبر نحو 40 ألف فلسطيني على النزوح من منازلهم، وفق بيانات وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".
ووفق "نادي الأسير الفلسطيني" فإن الجيش شن منذ 21 كانون الثاني/ يناير حملة اعتقالات واسعة بالمحافظتين أسفرت في جنين عن اعتقال 600 شخص، وفي طولكرم عن 260، يشمل ذلك من يُعتقل ويُفرج عنه لاحقا.
ويقول خبراء إن العدوان الإسرائيلي تسبب بتغيير جغرافية المخيمات عبر هدم منازل وشق طرقات فيها.
بداية العملية
بدأ العدوان ظهر 21 كانون الثاني/ يناير في مخيم جنين بقصف نفذه الجيش الإسرائيلي بمسيرات قتل خلالها 12 فلسطينيا خلال يومين وأصاب نحو 40 آخرين.
واصل الجيش عمليته التي شملت أحياء وبلدات مجاورة تزامنا مع فرض حصار بمنع دخول المخيم.
وبحسب بيانات وزارة الصحة، أسفرت العملية بمحافظة جنين حتى اليوم الأربعاء عن استشهاد 39 فلسطينيا وإصابة عشرات.
وتشير تقديرات رسمية أن جميع منازل ومنشآت المخيم تعرضت لضرر كامل أو جزئي جراء العدوان الإسرائيلي والتدمير والتجريف المتواصلين.
وقالت بلدية جنين إن 800 وحدة سكنية بالمدينة تعرضت لضرر جزئي، بالإضافة إلى هدم الجيش 15 مبنى في المدينة، وتركزت أغلبية الأضرار في المباني والمساكن على الحي الشرقي وحي الهدف.
في السياق، قال مراقبون إن "إسرائيل" تستنسخ تجربة الإبادة الجماعية التي تمارسها بقطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، حيث شهد مخيم جنين في 21 شباط/ فبراير نسف 21 منزلا، وفق شهود عيان.
عمليات النسف هذه مارسها الجيش في غزة في عملية وصفها المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بسياسة "إبادة المدن" لفرض التهجير القسري والدائم على الفلسطينيين ومنع عودتهم إلى أراضيهم ومنازلهم، وفق بيان نشره في 17 كانون الأول/ ديسمبر 2024.
كما شق جيش الاحتلال الإسرائيلي طرقا واسعة في المخيم قسمته إلى مربعات، في عملية قال خبراء فلسطينيون للأناضول إنها تستنسخ شق محور "نتساريم" الذي فصل شمال قطاع غزة عن وسطه وجنوبه.
وصعد الجيش من عملياته العسكرية بمدينة جنين ومخيمها حيث اقتحمهما بدباباته في 23 شباط/ فبراير وذلك لأول مرة منذ عام 2002.
فيما نصب في 23 نيسان/ أبريل الجاري بوابات حديدية على كافة مداخل المخيم المغلقة بسواتر ترابية في خطوة يقول الفلسطينيون إنها تسعى لفصل المخيم عن المدينة.
وبسبب استمرار العملية، تواصل العائلات الفلسطينية نزوحها القسري من المخيم، وتشير تقديرات البلدية أن عدد النازحين من المخيم والمدينة تجاوز 22 ألفا.
توسيع العملية
وفي 27 كانون الثاني/ يناير وسّع الجيش الإسرائيلي عدوانه إلى محافظة طولكرم حيث قُتل 5 فلسطينيين في حينه، فيما وصل في 9 شباط/ فبراير لمخيم نور شمس شرق المدينة.
وأسفر العدوان الإسرائيلي المتواصل حتى الأربعاء عن استشهاد 13 فلسطينيا بينهم طفل وسيدتان، إحداهما حامل، بالإضافة إلى إصابة واعتقال عشرات، وفق بيانات رسمية.
كما تسببت العملية بنزوح قسري لأكثر من 4200 عائلة من مخيمي طولكرم ونور شمس، تضم أكثر من 25 ألف مواطن، إلى جانب مئات المواطنين من الحي الشمالي والحي الشرقي للمدينة بعد الاستيلاء على منازلهم وتحويل عدد منها لثكنات عسكرية، بحسب محافظة طولكرم.
وخلف العدوان خلف دمارا كبيرا في البنى التحتية والمنازل والمحال التجارية والمركبات، التي تعرضت للهدم الكلي والجزئي والحرق والتخريب والسرقة من قوات الجيش.
وقال نهاد الشاويش، رئيس اللجنة الشعبية بمخيم نور شمس إن الجيش سرق مقتنيات النازحين التي بقيت في منازلهم وعجزوا عن اصطحابها معهم.
وتظهر الأرقام الرسمية أن الجيش الإسرائيلي دمر 396 منزلا بشكل كامل، و2573 بشكل جزئي في مخيمي طولكرم ونور شمس إضافة إلى إغلاق مداخلهما وأزقتهما بالسواتر الترابية.
وفي 21 شباط/ فبراير، اقتحم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أحد المنازل في مخيم طولكرم بعد ساعات من خطوة مماثلة أقدم عليها وزير الدفاع يسرائيل كاتس.
ونشرت هيئة البث العبرية الرسمية صورة لنتنياهو وعدد من ضباط الجيش الإسرائيلي وهم داخل منزل فلسطيني في مخيم مدينة طولكرم.
مخيما الفارعة وطمون
في 2 شباط/ فبراير، وسّع الجيش الإسرائيلي عدوانه ليصل بلدة طمون ومخيم الفارعة بمحافظة طوباس، لينسحب بعد 7 أيام من طمون، فيما انسحب من مخيم الفارعة بعد 10 أيام.
ولأول مرة استخدم الجيش الإسرائيلي مدرعات من نوع "إيتان" في عملياته البرية، حيث رصدت في بلدة طمون قبل أن تستخدم في عدة مواقع في شمال الضفة الغربية لاحقا.
وبالتوازي مع حرب الإبادة الجماعية في غزة صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 958 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف، إضافة إلى تسجيل 16 ألفا و400 حالة اعتقال، وفق معطيات فلسطينية.