نصر الله: ما يجري على جبهتنا لن يتم الاكتفاء به.. وأعددنا العدة للأساطيل الأمريكية
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
الجديد برس:
أكد الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، الجمعة، أن “عملية طوفان الأقصى العظيمة والمباركة كان قرارها وتنفيذها فلسطينياً مئة بالمئة”، مشيراً إلى أن أصحابها أخفوها عن الجميع.
وشدد نصر الله، خلال الاحتفال التكريمي للشهداء الذين ارتقوا على طريق القدس، على أن “سرية العملية المطلقة هي التي ضمنت نجاحها الباهر من خلال عامل المفاجأة”، وهي “أصبحت اليوم ممتدة في أكثر من جبهة وساحة”.
وأضاف أن “معركة طوفان الأقصى وعدم علم أحد بها تثبت أن هذه المعركة هي فلسطينية بالكامل من أجل شعب فلسطين وقضاياه، وليس لها علاقة بأي ملف إقليمي ودولي”.
ووفقاً لنصر الله، فإن “هذا الإخفاء لم يزعج أحداً في فصائل المقاومة على الإطلاق، بل أثنينا عليه جميعاً، وليس له أي تأثير سلبي على أي قرار يتخذه فريق أو حركة مقاومة في محور المقاومة”.
وأكد أن “ما حصل في طوفان الأقصى يؤكد أن إيران لا تمارس أي وصاية على الإطلاق على فصائل المقاومة”، وأن “أصحاب القرار الحقيقيين هم قيادات المقاومة الفلسطينية ومجاهدوها”.
ولفت نصر الله، في السياق، إلى أن “عملية طوفان الأقصى كشفت الوهن والضعف في الكيان”، وأنه بحق “أوهن من بيت العنكبوت”.
وأضاف أن “هذه المعركة لا غبار عليها على كل المستويات”، مشدداً على أنها “من أوضح وأبين مصاديق القتال في سبيل الله”.
وشدد على أن “نتائج معركة طوفان الأقصى يجب أن تُشرح وتُبيّن لمعرفة أن التضحيات القائمة الآن في غزة والضفة وفي كل مكان أنها تضحيات مستحقة”.
وأشار نصر الله إلى أن “هذه النتائج أسست لمرحلة تاريخية جديدة لمصير دول المنطقة، إذ لم يكن هناك خيار آخر لذلك، بل كان هذا الخيار صائباً وحكيماً ومطلوباً، وفي وقته الصحيح، ويستحق كل هذه التضحيات”.
وتابع أن عملية “طوفان الأقصى” أعادت طرح قضية فلسطين المحتلة كقضية أولى في العالم.
السيد نصر الله للأميركيين: "أساطيلكم لا تخيفنا وأعددنا لها العدة".#وقائع pic.twitter.com/D2g3stC60y
— وقائع (@waqa2e3) November 3, 2023
خلفيات عملية “طوفان الأقصى”
وتحدث السيد نصر الله عن خلفية معركة “طوفان الأقصى”، موضحاً في البداية أن “أوضاع السنوات الأخيرة في فلسطين كانت قاسية جداً، وخصوصاً مع حكومة بنيامين نتنياهو الحالية المتطرفة والحمقاء والغبية والمتوحشة”.
وتابع أنه “معروف لكم وللعالم معاناة الشعب الفلسطيني منذ أكثر من 75 عاماً”، لكن “الحكومة المتطرفة قامت بالتشديد على الأسرى مما جعل الوضع الإنساني سيئاً جداً”.
وأشار أيضاً إلى أن “هناك أكثر من مليوني إنسان يعيشون في غزة في ظروف معيشية صعبة من دون أن يحرك أحد ساكناً لقرابة العشرين عاماً”، بينما “هناك أيضاً مخاطر عديدة تتهدد الضفة الغربية في ظل مشاريع الاستيطان الجديدة”.
وبحسب نصر الله، فإن “سياسة العدو كانت تزداد صلافةً وطغياناً وقهراً، ولذلك كان لا بد من حدث كبير يهز الكيان الغاصب المستعلي وداعميه المستكبرين، وخصوصاً في واشنطن ولندن”.
الدور الأمريكي في الحرب على غزة
وبشأن الدور الأمريكي في الحرب الهمجية على قطاع غزة، أوضح نصر الله أن “الإدارة الأمريكية سارعت برئيسها ووزرائها وجنرالاتها لتمسك بهذا الكيان الذي كان يهتز ويتزلزل من أجل أن يستعيد بعض وعيه ويقف على قدميه من جديد”، لكنه “لم يتمكن حتى الآن من استعادة زمام المبادرة”.
وأكد نصر الله أن “هذه السرعة الأمريكية لاحتضان إسرائيل ومساندتها كشفت وهن هذا الكيان وضعفه”.
وتساءل: “أن يأتي الجنرالات الأمريكيون إلى الكيان، وتُفتح المخازن الأمريكية للجيش الإسرائيلي، وتطلب إسرائيل من اليوم الأول 10 مليارات دولار، فهل هذا يعني أنها دولة قوية وتملك قدرة الوقوف على قدميها؟”.
وبحسب نصر الله، فإن “ما يحصل في غزة يكشف المسؤولية الأمريكية المباشرة عن كل هذا القتل والنفاق الأمريكي، كما يعكس الطبيعة المتوحشة والهمجية للكيان الغاصب الذي زرعوه في منطقتنا”.
وأكد الأمين العام لحزب الله أن “واشنطن هي المسؤولة بالكامل عن الحرب الدائرة في غزة، فيما إسرائيل هي أداة، فأمريكا هي التي تمنع وقف العدوان على غزة وترفض أي قرار لوقف إطلاق النار”.
وأضاف أن “الأمريكي هو الذي يدير الحرب في غزة، ولذلك أتى قرار المقاومة الإسلامية في العراق بمهاجمة قواعد الاحتلال الأمريكية في العراق وسوريا”، مشدداً على أنه “قرار حكيم وشجاع”.
تخبط وضياع إسرائيلي
وبشأن ردة الفعل الإسرئيلية على معركة “طوفان الأقصى”، قال نصر الله إنه “كان واضحاً من الساعات الأولى لمعركة طوفان الأقصى أن العدو كان تائهاً وضائعاً”، مضيفاً أنه “أمام غزة والحادث المهول الذي تعرض له العدو، يبدو أن حكومات العدو لا تستفيد من تجاربها على الإطلاق”.
وأشار نصر الله إلى أن “ما يجري اليوم في غزة جرى في السابق في لبنان عام 2006، وفي حروب متكررة في غزة، مع فارق كمي ونوعي”.
وأوضح أن “من أهم الأخطاء التي ارتكبها الإسرائيليون ولا يزالون هو طرح أهداف عالية لا يمكنهم أن يحققوها أو يصلوا إليها”.
وذكر نصر الله أنهم “في عام 2006 وضعوا هدفاً يتمثل بسحق المقاومة في لبنان واستعادة الأسيرين من دون تفاوض وتبادل، ولمدة 33 يوماً شنوا عدواناً، ولكنهم لم يحققوا أهدافهم”، مضيفاً أنهم “يعيدون الوضع نفسه اليوم في غزة”.
وتابع أن “ما يقوم به الإسرائيلي هو قتل الناس في غزة، فأغلب الشهداء هم من الأطفال والنساء من المدنيين، ويدمر أحياءً بكاملها فليس لديه حرمة لأي شيء”.
وأردف قائلاً: “كلنا شاهدنا بأم العين بطولات المقاومين في غزة، فعندما يتقدم المقاوم ويضع العبوة على سطح الدبابة، كيف سيتعامل العدو الإسرائيلي مع مقاتلين من هذا النوع”؟
ولفت إلى أن “المشاهد الآتية كل يوم وساعة من غزة، أي مشاهد الرجال والنساء والأطفال الخارجين من تحت الأنقاض الصارخين لنصرة المقاومة، تقول للصهاينة بأنهم لن يستطيعوا من خلال القتل والمجازر أن يصلوا إلى أي نتيجة”.
وتابع أن “إسرائيل التي كانت في حالة غضب وجنون ارتكبت المجازر بحق المستوطنين الذين قيل إن حركة حماس وبقية فصائل المقاومة قتلتهم، وغداً عندما تبدأ لجان التحقيق عملها ستظهر هذه الحقيقة”.
ما بعد “طوفان الأقصى” ليس كما قبله
وفي هذا السياق، شدد نصر الله على أن “ما بعد عملية طوفان الأقصى ليس كما قبلها، ما يُحتم على الجميع تحمل المسؤولية”.
وتحدث عن “هدفين يجب العمل عليهما، هما وقف العدوان على غزة، وأن تنتصر حماس في غزة”.
وأكد نصر الله أن “انتصار غزة يعني انتصار الشعب الفلسطيني، وانتصار الأسرى في فلسطين وكل فلسطين والقدس وكنيسة القيامة وشعوب المنطقة وخصوصاً دول الجوار”.
وتوجه نصر الله إلى الدول العربية بالقول: “عليكم العمل من أجل وقف العدوان على غزة ولا يكفي التنديد، بل اقطعوا العلاقات واسحبوا السفراء”.
وقال إن “الخطاب في السابق كان اقطعوا النفط عن أمريكا، ولكن اليوم نطلب بوقف التصدير إلى إسرائيل للأسف!”. وأردف متسائلاً: “أليس فيكم بعض القوة حتى تفتحوا معبر رفح؟”.
وأشار نصر الله إلى الشعب اليمني الذي، وعلى الرغم من كل التهديدات، “قام بعدة مبادرات وأرسل صواريخه ومسيراته حتى لو أسقطوها، لكن في نهاية المطاف ستصل هذه الصواريخ والمسيرات الى إيلات وإلى القواعد العسكرية الإسرائيلية في جنوب فلسطين”.
لن تكتفي المقاومة بما يجري على الجبهة اللبنانية
وعن دور المقاومة الإسلامية في لبنان – حزب الله في معركة “طوفان الأقصى”، أكد نصر الله أن “المقاومة دخلت المعركة منذ 8 أكتوبر الماضي”.
وكشف أن “ما يجري على الجبهة اللبنانية مهم ومؤثر جداً، وغير مسبوق في تاريخ الكيان”.
ولفت، في السياق، إلى أن “المقاومة الاسلامية في لبنان منذ 8 أكتوبر تخوض معركة حقيقية لا يشعر بها إلا من هو موجود بالفعل في المنطقة الحدودية”، موضحاً أنها “معركة مختلفة في ظروفها وأهدافها وإجراءاتها واستهدافاتها”.
وأوضح نصر الله أن “الجبهة اللبنانية خففت جزءاً كبيراً من القوات التي كانت ستُسخر للهجوم على غزة وأخذتها في اتجاهنا”، كاشفاً أن “ما يجري على الجبهة اللبنانية لن يتم الاكتفاء به على أي حال”.
وأضاف: “لو كان موقفنا التضامن سياسياً وبالتظاهر، لكان الإسرائيلي مرتاحاً عند الحدود الشمالية، وكانت قواته ستذهب إلى غزة”.
وشدد نصر الله على أن “جبهة لبنان استطاعت أن تجلب ثلث الجيش الإسرائيلي إلى الحدود مع لبنان”.
وكشف أن “جزءاً مهماً من القوات الصهيونية التي ذهبت إلى الجبهة الشمالية هي قوات نخبة”، مشيراً إلى أنّ “نصف القدرات البحرية الإسرائيلية موجودة في البحر المتوسط مقابلنا ومقابل حيفا”.
وأعلن أن “ربع القوات الجوية مسخرة في اتجاه لبنان، وما يقارب نصف الدفاع الصاروخي موجه أيضاً في اتجاه جبهة لبنان”.
وأيضاً “نزح عشرات الآلاف من سكان المستعمرات”، بحيث أن “هذه العمليات على الحدود أوجدت حالة من القلق والتوتر والذعر لدى قيادة العدو وجعلته مردوعاً، وأيضاً لدى الأمريكيين”، بحسب نصر الله.
وشدد على أن “العدو يقلق من إمكانية أن تذهب هذه الجبهة إلى تصعيد إضافي، أو تتدحرج هذه الجبهة إلى حرب واسعة، وهو احتمال واقعي ويمكن أن يحصل، ولذلك فإن على العدو أن يحسب له الحساب”.
وقال: “عمليات المقاومة في الجنوب تقول لهذا العدو الذي قد يفكر بالاعتداء على لبنان أو بعملية استباقية، إنك سترتكب أكبر حماقة في تاريخ وجودك”.
وشدد نصر الله على أن “المشاهد في غزة ستجعلنا أكثر إيماناً وقناعةً بوجوب التحدي وعدم الاستسلام مهما كانت التحديات والتضحيات”، وإن “هذه العمليات على الحدود هي تعبير عن تضامننا مع غزة لتخفيف الضغط عنها”.
وأوضح أن “الاحتلال الإسرائيلي “يتحمل اليوم كل عمليات المقاومة ويضبط إيقاعه لأن لديه خشية حقيقية من ذهاب الأمور إلى ما يخاف”.
نصر الله للأمريكيين: أعددنا العدة لأساطيلكم
في هذا السياق، تناول نصر الله التهديدات التي تلقاها حزب الله بسبب عملياته على الجبهة اللبنانية، قائلاً إن الحزب أُبلغ منذ اليوم الأول بأنه “إذا فتح جبهة في الجنوب، فالطيران الأمريكي سوف يستهدفه، لكن هذا التهديد لم يغير من موقفنا أبداً”.
وحذر نصر الله الاحتلال الإسرائيلي من “التمادي الذي طال بعض المدنيين في لبنان”، مؤكداً أن ذلك “سيُعيدنا إلى المدني مقابل المدني”.
وأوضح أن “كل الاحتمالات في الجبهة اللبنانية مفتوحة، وكل الخيارات مطروحة، ويمكن الذهاب إليها في أي وقت من الأوقات، إذ يجب أن نكون جميعاً جاهزين لكل الفرضيات المقبلة”.
وتوجه نصر الله إلى الأمريكيين بالقول: “أساطليكم التي تهددوننا بها في البحر المتوسط لا تخيفنا، ولن تخيفنا في يوم من الأيام، ولقد أعددنا لها عدتها أيضاً”.
وأردف بالقول: “الذين هزموكم في بداية الثمانينيات ما زالوا على قيد الحياة ومعهم اليوم أولادهم وأحفادهم”.
وأكد نصر الله أنه “إذا حصلت الحرب في المنطقة، فلا أساطيلكم تنفع، ولا القتال من الجو ينفع”.
وأضاف، متوجهاً إلى الأمريكيين، أنه “في حال أي حرب إقليمية ستكون مصالحكم وجنودكم الضحية والخاسر الأكبر”.
نصر الله للفلسطينيين: غزة ستنتصر
كذلك، توجه نصر الله إلى الشعب الفلسطيني وإلى كل المقاومين الشرفاء في المنطقة بالقول: “ما زلنا نحتاج إلى وقت، ولكننا ننتصر بالنقاط، وهكذا انتصرنا في عام 2006 وفي غزة، وهكذا حققت المقاومة في الضفة إنجازات”.
كما أكد أن “هذه المعركة هي معركة الصمود والصبر والتحمل وتراكم الإنجازات ومنع العدو من تحقيق أهدافه”، مشدداً على وجوب العمل لوقف العدوان على غزة، ولانتصار المقاومة في غزة”.
وأضاف: “تحملنا المسؤولية وصمودنا وصبرنا سيكون نتيجته النصر الأكيد إن شاء الله”، مؤكداً أن “غزة ستنتصر، وفلسطين ستنتصر”.
وتوجه نصر الله إلى عوائل الشهداء بالتبريك لنيل أعزائهم وأحبائهم هذا “الوسام الإلهي”، مضيفاً أن هذا التبريك والعزاء يمتد إلى كل عوائل الشهداء في كل مكان ارتقى فيه شهداء في معركة “طوفان الأقصى”.
كذلك وجه نصر الله التحية إلى شعب وأهل غزة الأسطوري الذي لا نظير له في العالم، قائلاً إن “شعب غزة يعجز اللسان والبيان عن التعبير عن عظمته وصموده وصبره، وكذلك الأمر بالنسبة إلى أهل الضفة الغربية”.
كما وجه “التحية إلى كل الذين تضامنوا وساندوا ودعموا على مستوى العالم من دول عربية وإسلامية وأمريكا اللاتينية، وخصّ بالذكر السواعد العراقية واليمنية التي دخلت إلى قلب معركة طوفان الأقصى”.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: على الجبهة اللبنانیة معرکة طوفان الأقصى العدوان على غزة نصر الله إلى المقاومة فی نصر الله أن ما یجری على فی لبنان وتابع أن على أن فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
قاسم يكشف عن موعد آخر لقاء واتصّال مع نصرالله!
أكد الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم أن "مشاركة الناس في تشييع السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين كانت استثنائية كأنهم يقولون إننا مستمرون وإنّا على العهد يا نصر الله".
وفي مقابلة على قناة المنار، أضاف الشيخ قاسم "أدعو الناس كما كنتم دائمًا رافعين رؤوسكم إبقوا هكذا فأنتم أبناء السيد نصر الله".
ولفت إلى أن "التشييع ليس لشخصيْن رحلا بل للمستقبل وهذه صلة بين الأمينيْن العاميْن وبين المستقبل الذي سنتابع فيه مع الناس"، وأضاف "التشييع إعلان للانتصار على شاكلة ما نؤمن به بأننا استمرّينا وثبتنا الى آخر لحظة حتى جرى الاتفاق".
ولفت الشيخ قاسم إلى أنه "بعد شهادة السيد حسن نصر الله كان هناك تواصل مع السيد هاشم صفي الدين بخصوص يوم الدفن لكن الظروف كانت معقّدة وقررنا تأجيل الدفن بسبب الخطر على الناس". وأضاف "تبيّن أن هذا التأجيل أتاح لنا فرصة أن نجد قطعة أرض على طريق المطار وأن يكون لنا فرصة لدعوة الناس للمشاركة".
وحول تواصله الأخير مع نصرالله، تابع سماحته "آخر مرة كنتُ في لقاء مباشر مع سماحة السيد بحضور عدد من أعضاء الشورى كان في 18 أيلول"، وأضاف "آخر اتصال مع سماحة السيد حصل في 21 أيلول اتصل بي وقال لي الحاج ابراهيم عقيل استشهد وطلب مني أن أصلّي في تشييعه وأتحدث بالمناسبة".
وأضاف "تحدّثتُ في 30 أيلول أول كلمة مُتلفزة بصفتي نائب أمين عام بينما كان يتابع السيد هاشم صفي الدين مهام الأمين العام لحزب الله".
وأوضح سماحته أنه "مع شهادة السيد هاشم شعرتُ بزلزال حصل وقلتُ انقلبت حياتي رأسًا على عقب، ولكن واقعًا لم أشعر لا بقلق أو توتّر بل شعرتُ بالتسديد الإلهي"، وأضاف "بعد شهادة السيد هاشم صفي الدين اتصلتُ بقيادة المقاومة العسكرية وطلبتُ منها إبلاغي ماذا بقي وليس ماذا ذهب".
وأكد الأمين العام لحزب الله أنه "ابتداء من تاريخ 8 تشرين الأول تغيّرت الصورة لصالح المقاومة"، وأضاف "استعدنا السيطرة بعد 10 أيام من العدوان"، وشدد على أن "الصمود الإسطوري للشباب والإمكانات التي كانت ما زالت متوفرة، وقدرتنا على ضرب "تل أبيب" والوصول إلى بيت نتنياهو وغيرها جعلت "الاسرائيلي" يذهب إلى الاتفاق"، ولفت إلى أنه "عندما توقّفنا يوم اتفاق وقف إطلاق النار توقّفنا مع قدرة موجودة".
وأشار إلى أنه "لم نحاور عن ضعف"، وأضاف "نحن قلنا أن هذه المعركة لا نريدها وإذا أتى الوقت يريد "الاسرائيلي" التوقف تحت سقف قرار 1701 فنحن لم يكن لدينا المانع".
وأكد أن المقاومة كانت "تستطيع قصف أي مكان في الكيان، لكن قرارنا كان قصف الأماكن العسكرية، لأنه إذا قصفنا الأماكن المدنية كنّا قدمنا ذريعة للعدو للاستهداف بشكل عشوائي".
وحول اتفاق وقف اطلاق النار، قال سماحته "لا يوجد اتفاق سري ولا بنود تحت الطاولة، وفي هذا الاتفاق هناك كلمة جنوب نهر الليطاني خمس مرات"، وأضاف "هذا الاتفاق جزء من 1701 لانهاء العدوان وعلى "اسرائيل" أن تنسحب وكل العدوان المرتكب خروقات".
وبما يتعلق بالنوايا التوسعية للعدو، قال الشيخ قاسم ""الاسرائيلي" صاحب نظرة توسعية، وإدخال الحاخامات على موقع العباد أكبر دليل على أننا أمام مشروع "اسرائيلي" كبير من المحيط الى الخليج"، وأضاف "إذا استمر الاحتلال لا بد من مواجهته بالجيش والشعب والمقاومة"، وتابع "المقاومة وشعبها لن يسمحا لـ "الإسرائيلي" بالاستمرار في العدوان".
وتوجه الشيخ نعيم قاسم للعدو بالقول: "حتى لو بقيتم في النقاط الخمس كم ستبقون؟"، وأضاف "هذه المقاومة لن تدعكم تستمرون".
وردًا على سؤال بالنسبة للحديث الأخير لوزير الخارجية اللبناني، قال سماحته "هو من يُعطي الذريعة لـ"اسرائيل""، وأضاف "2000 خرق "اسرائيلي" حتى الآن وعلى وزير الخارجية اللبناني أن يتحدث عن الخروقات الصهيونية".
وأردف "نحن نصبر لأن الدولة مسؤولة ولا يعني ذلك أن الأمور سوف تظل على هذا الوضع"، وأضاف "المعادلات الجديدة لن نتركها تترسخ بطريقة "اسرائيلية" بل علينا ترسيخ معادلة تحمي مستقبلنا"، وأوضح "نحن في مرحلة جديدة لم تتغير فيها الثوابت إنّما الأساليب والطرق والأزمنة"، وأكد أن المقاومة الآن أشدّ بطولة وعزيمة من الوقت الذي قاتلت فيه.
ولفت قاسم إلى أن "الهجمة السياسية علينا من قبل أميركا وتستعين بـ "اسرائيل" وبعض الأدوات في المنطقة ولبنان هي هجمة سياسية كبيرة جدًا ولن يدعونا نرتاح"، وأضاف "لكن نحن لدينا إيمان وعقل ويقين أنهم لم يستطيعوا المرور كيفما يريدون، قد يستطيعوا إيلامنا بمحل لكن نحن نواجههم".
وحول قضية الطيران الإيراني، قال "موضوع الطيران الإيراني نتابعه"، وأضاف "نحن مع إعادة الطيران الى إيران لعدّة اعتبارات أولها أنها دولة صديقة وسنتابع الموضوع مع الدولة اللبنانية".
ورأى الشيخ قاسم أنه "ليس من مصلحة لبنان أن يستمع لأيّة توجهيات أميركية و"اسرائيلية""، ولفت إلى أنه "دخلنا الى الحكومة رغم كلام المبعوثة الأمريكية، واخترنا رئيس الجمهورية بالتوافق، وعلاقتنا معه تتسم بحرارة إيجابية".
وأضاف "لم يستقرّ وضع رئيس الحكومة ولكننا حريصون على التعاون معه وأصل دخولنا الى الحكومة وإعطاء الثقة يعني أننا مددنا اليد للإيجابية"، وبيّن أنه "نحن أمام حكم جديد وحكومة جديدة فلنخرج من المهاترات ولنرَ تجربة عملية في البلد".
وحول الانتخابات البلدية والاختيارية المقبلة، قال "نحن مع إجراء الانتخابات البلدية في وقتها، وسنشارك في الانتخابات واتفقنا مع حركة أمل على تجديد الاتفاق الذي كان موجودًا بين الرئيس نبيه بري والشهيد السيد حسن نصر الله"، وأضاف "عندما تصدّينا للانتخابات النيابية والبلدية والمشاركة في الحكومة تصدّينا لكي نمثل الناس وتجربتنا رائدة"، وتابع "نحن مع القانون الانتخابي الموجود الا اذا طرحت افكار أفضل نناقشها ونعطي رأينا".
وبينما أكد الشيخ قاسم أن "اسرائيل" خطر بكل المعايير ومن حق المقاومة أن تستمرّ ولا علاقة لها بإدارة الدولة سلاحها وحفظ الأمن"، أضاف "نحن مع حصرية السلاح لقوى الأمن والجيش لضبط الأمن في لبنان".
وشدد على أن "تمثيلنا الشعبي قويّ ومستمرّ وموجود"، وأضاف "لا نعيش أزمة من بقي على تحالف معنا، ونحن حريصون على أكبر قدر من التفاهم أو التحالف الداخلي"، وأوضح أنه "لم تنقطع العلاقة مع التيار الوطني الحر، وهناك قابلية للتعاون مع تيار المستقبل وعوامل الاتفاق معه متوفّرة وعقل الرئيس سعد الحريري منفتح"، لافتًا إلى أن "تقييم مواقف الحزب التقدمي الاشتراكي إيجابي حيال "اسرائيل""، ومؤكدًا أن "معيارنا في العلاقات هو الناس من تريد".
وبما يتعلق بملف إعادة الإعمار، قال الشيخ قاسم "الدولة مسؤولة عن إعادة الإعمار لأن "اسرائيل" اعتدت على مواطنين لبنانيين، وسنساهم في التخفيف من أي ثغرات موجودة، ونحن لم نشنّ الحرب بل صدّيناها والإسناد ليس هو سبب الحرب"، وأضاف "عملية الإعمار هي جزء لا يتجزّأ من عملية الإصلاح والإنقاذ في البلد"، وشدد على أنه من دون "إعمار لا إصلاح وإنقاذ"، ورأى أن "على الحكومة أن تدرس بشكل دقيق كيف تقوم بعملية الإعمار بمواكبة مع خطوات الإصلاح والإنقاذ لتنهض بالبلد".
وعن التحالف مع حركة أمل، قال الشيخ قاسم "تحالفنا وحركة أمل تخطّى كلّ التحالفات وهو متجذّر وله علاقة بالأرض والعائلات وبرغبة بإعمار لبنان"، وأضاف "إعمار لبنان والانتخابات البلدية يعني حزب الله وحركة أمل، والمقاومة يعني حزب الله وحركة أمل". (العهد)