في ليالي المطر وجو الشتاء.. الطائف تلتحف رداء الشعر بجلسات ثرية وبرامج شعرية متنوعة
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
المناطق_واس
اختتمت وزارة الثقافة -على مقربة من سوق عكاظ ومعلّقاته الخالدة- “منتدى الشعر العربي”، بالتعاون مع جامعة الطائف ممثلةً في أكاديمية الشعر العربي، وبإشراف من هيئة الأدب والنشر والترجمة، ضمن مبادرة عام الشعر العربي 2023.
واستحضر المشاركون ونقاد الشعر من داخل المملكة وخارجها في محافظة الطائف خلال اليومين الماضيين؛ أهمية إنسانية ومكانة الشعر حول العالم، وعلاقته بالترجمة، واقتصاديات المعرفة، وكونه أحد أهم الفنون التعبيرية المتجذرة في وجدان الإنسان العربي منذ أمد بعيد، إذ يحتل الشعر مكانة رفيعة عند أفراد المجتمعات دون الأدبيات الأخرى، حتى بات لسان حالهم، ينقل مشاعرهم، ويبوح بمكنوناتهم، ويحفظ تاريخهم وقصص حياتهم المختلفة.
وسلطت جلساته، الضوء على مبادرة عام الشعر العربي، وما يستهدفه المنتدى من تطلعات تثري الساحة الشعرية، ومناقشة موضوع الشعر العربي باعتباره تراثاً غير مادي، وعن “الشعر باعتباره ظاهرة إنسانية” تمارسه الشعوب سواء البدائية أو المتطورة، وتتعاطاه مختلف الفئات الخاصة المثقفة والشعبية العامة، كما أن وجوده مرتبط بوجود الإنسان، وفقاً لما كشفته أقدم النقوش، باعتبار الشعر معبراً عن عاطفة الإنسان، ونظرته إلى العالم.
وانصب اهتمام المنتدى عن دور الشعر حول العالم، متضمنًا اتجاهاته والتغييرات التي طرأت عليه في مختلف الثقافات والوظائف المناطة به في التيارات العالمية، والحديث حول تحديات ترجمة الشعر، والترجمة عبر لغة وسيطة، ودور ترجمة الشعر في التعرف على الجوانب الإنسانية للشعوب، وأثر الشعر المترجم في استحداث تيارات جديدة، وما يمكن أن تحققه الترجمة من وفاء للأصل المترجم، وحجم الفاقد من عملية الترجمة.
وناقش المنتدى “الشعر واقتصاديات المعرفة”، وما يتصل به من الجوانب الاقتصادية بالتجربة الشعرية، من حيث الحقوق الضابطة لعمليات التأليف والنشر والتوزيع، وأثر الجوائز في هذا الحقل وما يمثله من قوة ناعمة للأمة في مجال الإبداع، وتعريف الجمهور بأبرز الاتجاهات الشعرية الحديثة عبر نماذج من قصائد سعودية وعربية حديثة.
واختتم المنتدى في ساعاته الأخيرة في ليلة المطر وجو الشتاء؛ بأمسية شعرية التحفت فيها الطائف رداء الشعر، واتكأت على ظلال القافية، وتشنفت آذان أهلها بالكلمة الرصينة في أمسية شعرية باذخة الجمال، لم تمنع المغرمين بالشعر من الاستمتاع بأجمل القصائد العربية.
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: الطائف الشعر العربی
إقرأ أيضاً:
أكبر تجمع عالمي للخبراء ومؤسسات استشراف المستقبل يختتم فعالياته
دبي: «الخليج»
سجل منتدى دبي للمستقبل 2024- أكبر تجمع عالمي لخبراء ومصممي ومؤسسات استشراف المستقبل- حزمة مخرجات نوعية استشرفت بمشاركة 2500 خبير ومتخصّص من نحو 100 دولة، التحولات العالمية المرتقبة في المجتمعات والصحة والبيئة وفرص الأجيال القادمة.
والتقى سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، خلال أعمال المنتدى، خريجي «برنامج استشعار المستقبل» و«برنامج دبي لخبراء المستقبل»، اللذين تنظمهما «أكاديمية دبي للمستقبل».
وتحت رعاية سموّ الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، وبدعم مؤسسة حسين سجواني- داماك الخيرية، استضافت مبادرة «حلول دبي للمستقبل – ابتكارات للبشرية» هذا العام أفكاراً إبداعية من 800 جامعة عالمية. وكرّمت خمسة مبتكرين بجوائز إجمالية بلغت 100 ألف دولار، تثميناً لحلولهم المبتكرة التي تعالج أبرز التحديات الإنسانية، ضمن فعاليات أجندة منتدى دبي للمستقبل.
جوائز
وأعلنت «جوائز دبي لاستشراف المستقبل» الهادفة إلى الإضاءة على الأثر الإيجابي للاستشراف في تشكيل مستقبل العالم. وتضم الجوائز ثلاث فئات: «الريادة في استشراف المستقبل»، و«استشراف المستقبل للمجتمعات»، و«استشراف المستقبل للبيئة».
أبحاث الفضاء
كما احتفى المنتدى بالتقدم المحرز في استكشاف الفضاء. وأعلنت سارة صبري، أول رائدة فضاء في العالم العربي والقارة الإفريقية الفائزين في مسابقة برنامج أبحاث أندروميدا 2024، وهي مبادرة تمكن الباحثين من المساهمة في التأسيس لصناعة فضاء مستدامة في أوطانهم، وتجمع المشاركين من الهند ومصر ونيجيريا وبوتسوانا، تحت توجيه خبراء في قطاع الفضاء.
وتعامل الفريق الفائز بكفاءة مع التحديات الحرجة في رحلات الفضاء البشرية، بما في ذلك الحماية من الإشعاع، وتأثيرات انعدام الجاذبية في الصحة، وأنظمة دعم الحياة المستدامة للبعثات بين الكواكب.
تقرير عالمي للطفولة
كما شهد المنتدى إطلاق منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» أحدث تقاريرها «حالة أطفال العالم 2024.. مستقبل الطفولة في عالم متغير». ويستكشف النتائج المحتملة لتغيّر المناخ وتأثير التقنيات المبتكرة والتحولات الديموغرافية في أطفال العالم.
وشهد المنتدى انضمام 20 منظمة دولية جديدة إلى «الشبكة العالمية لمؤسسات استشراف المستقبل» التي يحتضنها «متحف المستقبل»، ليصبح المجموع 60 مؤسسة من مختلف أنحاء العالم، وتهدف إلى بحث فرص التعاون ومناقشة خطط إطلاق مبادرات جديدة تعزز دور الاستشراف في مواجهة التحديات المستقبلية.
وشهد المنتدى إطلاق جاي أوجليفي، الشريك المؤسس لـ «جلوبال بيزنس» كتابه «جدول العناصر»، ويصمم فيه جدولاً تتقاطع فيه تطور الحضارة البشرية والحياة البشرية بمختلف أبعادها الاجتماعية والاقتصادية والفكرية، مع القيم الإنسانية المطلوبة، لاستمرار مسار التقدم الإنساني في مختلف المجالات وبناء المستقبل المنشود الذي يتطلع إليه.
مخرجات
ومن أبرز المخرجات التي اقترحها المشاركون، أن تصبح الحلول القائمة على الطبيعة، مثل حماية أشجار القرم والشعاب المرجانية، وسيلة فعّالة في مواجهة تغير المناخ، حيث تسهم في تقليل تداعياته بنسبة 26% وخفض ارتفاع الأمواج 71%.
ومن التوقعات أيضاً أن تصل برامج التعلم غير التقليدي خارج المدرسة إلى 5 ملايين طالب بحلول العام المقبل، ما يبرز الطلب المتزايد على نماذج التعليم البديلة.
كما خلص المنتدى إلى أن 2.5 مليار سيعيشون في المدن بحلول عام 2050، في حين أن 10 من أغنى البلدان لديها تركيز 76% من ثروة العالم، وأغنى 1% (نحو 77 مليوناً) مسؤولون عن 16% من انبعاثات الاستهلاك العالمي.
متحدثون مميزون
وتحدث في هذه الدورة ضيوف متميزون منهم الرجل الذي منح الأنهار حقوقاً قانونية، وأكبر طبيب قلب في العالم يمارس المهنة، بعمر 92 عاماً، والرجل الذي يحوّل الخيال واقعاً لأصحاب الهمم، والسيدة التي تعمل على جعل الرعاية الصحية في متناول الجميع عبر المواد الحيوية، والمخرِج السينمائي الذي يحلم بإنشاء مدار جديد حول الأرض للسكن، والفيلسوف الذي استعرض كيف يمكن للكاميرات التي وضعها في أماكن مختلفة في العالم أن تعمل كآلات زمنية.
وناقشت الكلمات والجلسات ضمن قطاعات رئيسية أبرزها الفضاء والاستدامة والبيئة والطاقة والغذاء والصحة والطب والتعليم والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي والعمل الحكومي.
وشارك في المنتدى نحو 2500 خبير ومتخصص في مجالات استشرافية ومستقبلية عدّة من 100 دولة، و100 مؤسسة دولية متخصصة في تصميم المستقبل.
وتميزت دورة هذا العام بعدد من الفعاليات المصاحبة الجديدة قبل المنتدى وخلاله وبعده، بما فيها فعاليات مفتوحة للجمهور تقرّب مفاهيم تصميم المستقبل وتخيله، عبر أعمال فنية وسينمائية تشهدها صالات «سينما عقيل» في دبي، ومنطقة «ذا كورتيارد» بالقوز في دبي من 18 إلى 21 نوفمبر 2024. كما شهد مجموعة متنوعة من الورش والمعارض.