الثورة نت:
2025-01-17@06:04:10 GMT

نصر الله .. خطاب استراتيجية الوعي والمواجهة

تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT

 

 

بوعي عميق بالأحداث وحقائق التاريخ وبرؤى استراتيجية وبعد فترة صمت وترقب وانتظار، ظهر سماحة السيد القائد حسن نصر الله ليضع النقاط على الحروف ويحدد موقف المقاومة الإسلامية في لبنان من العدوان الصهيوني على الشعب العربي في فلسطين، وفي خطاب يمكن فعلا وصفه بـ (خطاب الغموض) الذي حمل رؤية استراتيجية وقراءة عميقة، ليس لتداعيات معركة (طوفان الأقصى) بل لما ستذهب إليه المعركة، رابطا رد الفعل من قبل محور المقاومة بمدى ديمومة الفعل الصهيوني وتوحشه وهمجيته في فلسطين ومواقف حلفائه في أمريكا والغرب وأيضا مواقف النظام العربي من هذا العدوان.


يمكن القول إن السيد حسن نصر الله قدم في خطابه خارطة طريق لمسار المعركة، محذرا من التمادي الصهيوني في البحث عن انتصار وهمي يعيد له كرامته المنهارة يوم 7 أكتوبر الماضي من خلال أشلاء أطفال ونساء فلسطين في عدوان همجي لا يمكن وصفه بغير أنه عدوان همجي ومتوحش وإجرامي، يخجل أي جيش كلاسيكي تقليدي لديه عقيدة عسكرية أن يقوم بمثله باستثناء الجيش الصهيوني الذي هو أصلا جيش من اللقطاء المجردين من قيم الهوية والانتماء ولا تجمعهم وحدة هوية ولا قيم وطنية، بل هم مجاميع من المرتزقة والقتلة ينتمون لكيان لقيط جلب سكانه من كل أصقاع الأرض..
إذا ذلك ما حمله الخطاب التاريخي والاستثنائي للسيد حسن نصر الله الذي كان العالم بأسره ينتطره ويترقبه ليعرف ماذا في جعبة الرجل وكيف يفكر، وكيف يقرأ تراجيديا المعركة ومن مختلف الزوايا والأبعاد، ويمكن أن نتوقف هنا أمام موقفه من حركة (حماس) ومحاولة تخوف البعض منها باعتبارها حركة تنتمي لجماعة (الأخوان المسلمين)، وفي هذا أوضح السيد حسن عن موقف حزب الله ورؤيته، رافضا فكرة تمرير الفتنة للانتقاص من دور المقاومة خدمة لأهداف العدو.
خطاب الغموض الاستراتيجي، كشف أيضا عن دور المقاومة في لبنان التي أكد أنها دخلت المعركة من يوم 8 أكتوبر الماضي أي منذ اليوم التالي لبدء معركة طوفان الأقصى ومن خلال مواجهة تختلف شكلا ومضمونا عن مختلف المواجهات السابقة، راهنا فكرة المواجهة التقليدية المباشرة بتطور الأوضاع الميدانية في فلسطين، مشيرا إلى أن المقاومة في فلسطين لا تزال هي الماسكة بزمام الأمور في الميدان وأن المعركة معركة فلسطينية ولا علاقة لأي أطراف إقليمية بها ولا حتى لأطراف المقاومة في المنطقة، راهنا بالمقابل تدخل المقاومة في لبنان بسير المعركة الميدانية وقدرة المقاومة الفلسطينية في الصمود أمام الجيش الصهيوني، محذرا من هزيمة المقاومة ومشددا علي انتصارها، ومؤكدا أن المعركة الإقليمية إن حدثت فإن من سيكتوي بنارها هو الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية ومصالحها في المنطقة، منوها بأن بوارج وأساطيل أمريكا وتهديداتها لن تجدي نفعا، وقد أعدت لها عدتها المناسبة.
يمكن القول إن من تابع خطاب الرجل سيجد نفسه أمام قائد عربي استثنائي، افتقدت الأمة لأمثاله منذ وفاة القائد العربي جمال عبدالناصر، والسيد نصر دائما ما تذكرنا إطلالته وخطاباته ومواقفه بذلك القائد العربي الذي تفتقده مصر اليوم وتفتقده الأمة ويفتقده أحرار العالم.
بين التلميح والتصريح، تحدث السيد حسن عن موقف المقاومة ومحور المقاومة، كما تطرق للمواقف العربية والدولية من العدوان الصهيوني الذي يتلحف باللحاف الأمريكي ويحظى برعاية أمريكا والمنظومة الغربية التي كشفت عن انحطاط سلوكي وقيمي وأخلاقي وأنها كاذبة ومخادعة حين تتحدث عن حقوق الإنسان، ويكذبون حين يصفون كيانهم بالديمقراطي والأخلاقي وهو أبعد ما يكون عن هذه القيم..
خلاصة القول إن من سيفهم خطاب السيد حسن ويعمل به سيكسب ومن تجاوزه سينال تبعات موقفه..
لكن أعتقد جازما أن أكثر من سيقف طويلا أمام خطاب السيد حسن هو الكيان الصهيوني حكومة وجيشا وأجهزة أمنية ومواطنين، لأنه كشف لهم حقيقة أنفسهم وضعفهم ووهنهم وأنهم فعلا أوهن من بيت العنكبوت بدليل أن قادة أمريكا والغرب سارعوا للكيان حين شعروا بعجزه والتيه الذي أصابه في معركة طوفان الأقصى، فجاءوا لمساعدته كي يستعيد وعيه ويقف على قدميه.
تحية إجلال وتقدير لسيد المقاومة وقائدها الرجل الأكثر إيمانا وإخلاصا لفلسطين ولكل قضايا الأمة.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

قراءة هادئة في اتفاق وقف النار بين حماس والكيان الصهيوني

لنتفق أولا أن المفاوضات حين تجري بين طرفين، فهي تعني الندية بينهما، وأن لدى كل طرف من عناصر القوة والتأثير، التي أجبرت الطرف الآخر على الجلوس لمائدة التفاوض، وإلا لتم حسم الأمر في أرض المعركة، فلما عجز الطرفان عن هذا الحسم، فقد اضطرا للجلوس لمائدة التفاوض.

وهذا يعيدنا للتأكيد على ما أكدتُّ عليه مرارا وتكرارا بأن المقاومة هي المنتصرة في هذه الحرب عسكريا واستراتيجيا.. فالكيان حين أعلن الحرب صرح بأن له هدفين رئيسيين هما: القضاء على حماس، وعدم التفاوض معها، والثاني هو إعادة أسراه بالقوة العسكرية ودون تفاوض.

وبعد مرور 15 شهرا، أي 465 يوما من الحرب المتواصلة، ورغم فارق الإمكانيات العسكرية الهائل بين الفريقين، فإن الكيان لم يحقق أهدافه المعلنة طوال هذه الفترة الطويلة، وهذا هو البعد العسكري والاستراتيجي الذي نتحدث عنه، والذي فشل الكيان في تحقيقه، نعم هو قام بعملية قتل واسعة أغلبها للمدنيين والأطفال في غزة، وعملية تدمير واسعة للبنية التحتية والمنازل والمستشفيات وكل المؤسسات المدنية، ولكن عسكريا واستراتيجيا ليست هذه هي أهداف حربه المعلنة، فما هي إلا عمليات انتقامية تقوم بها عصا بات إجرامية وليس جيش دولة.

ومع ذلك، وحتى على مستوى الضحايا ورغم التفاوت الكبير في العدد، ولكن عدد القتلى في صفوف العدو والذي يعد بالآلاف، يعد مؤثرا جدا، ويتجاوز بكثير جدا عدد قتلاه في حرب 67، بل ويقترب من عددهم في حرب 73، فالكيان هو الآخر ذاق ألم الفقد وصدق الله تعالى إذ يقول: "إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون".

وهذه الحقيقة نجدها متجسدة فيما سبقنا من حقائق في السطور السابقة، وأيضا نراها تتجسد في نصوص اتفاق وقف النار، حيث نلحظ فيه ما يلي:

- تضمن الاتفاق الإفراج المتبادل والمتزامن وعلى مراحل لعدد نحو 100 من أفراد العدو، ما بين أحياء وجثث، مقابل آلاف الفلسطينيين، في متوسط فرد واحد من العدو مقابل 30 من السجناء الفلسطينيين، حددتهم حماس.

- تضمن الاتفاق تعليق ثم إنهاء العدوان الص هيو ني، بالتزامن مع انسحابات متدرجة لقوات العد ومن غزة، وتفكيك مواقعه العسكرية، وعودة النازحين إلى مناطق سكنهم، مع حرية تنقلهم في جميع المناطق.

- تضمن الاتفاق دخول المساعدات الإغاثية والأدوية والوقود بأرقام محددة (600 شاحنة إغاثة وأدوية، و50 شاحنة وقود)، مع إعادة تأهيل وتشغيل المستشفيات التي دمرها الاحتلال كليا أو جزئيا.

- ربط عملية تبادل الأسرى، خلال مراحل الاتفاق، بمدى التزام العد وبشروط الاتفاق، وخاصة فيما يتعلق بالانسحاب ودخول المساعدات وعودة النازحين.

- البدء في إعادة تأهيل البنية التحتية في غزة من كهرباء ومياه واتصالات وطرق، فضلا عن إدخال ما لا يقل عن 60 ألف وحدة سكنية جاهزة وكرفانات مؤقتة، و200 ألف خيمة، والبدء بتنفيذ ترتيبات إعادة الإعمار وتعويض المتضررين.

- يضمن تنفيذ الاتفاق، الأمم المتحدة والولايات المتحدة ومصر وقطر، خلال كل مراحل الاتفاق وما بعدها.

وقد يقول قائل عن حق إن العدو قد لا ينفذ بعض شروط الاتفاق، نعم، لكنه سينفذ مجبرا بعض الشروط الأخرى لا سيما تلك المرتبطة بمراحل تبادل الأسرى، وخلال هذه المراحل التي تمتد لعدة أشهر، سيُجبر على الانسحاب وتفكيك مواقعه العسكرية بشكل متدرج من غزة، فضلا عن عود النازحين، فإذا ما عاد العدو لعملياته العسكرية بعد تنفيذ اتفاق الأسرى، فسوف تعود المقاومة لتكبيده الخسائر في الأرواح والمعدات. وإذا كانت المقاومة توقع الخسائر في العدو حتى ساعات قليلة من بدء نفاذ الاتفاق، فلا شك أنها ستكون أكثر قدرة على ذلك بعد أن تلتقط أنفاسها وتعيد ترتيب أوضاعها على مدى عدة أشهر من إرغام العدو على وقف عملياته العسكرية.

خلاصة الأمر أن هذا الاتفاق يجسد أن العدو منهزم، وأن كل ما استطاع فعله هو قتل المدنيين والأطفال وتدمير المنازل والمستشفيات، بينما عجز عن تحقيق أهداف الحرب التي أعلنها هو منذ بدايتها.

مقالات مشابهة

  • عشائر غزة: شعبنا احتضن المقاومة وأفشل مخططات كيان الإحتلال الصهيوني
  • السيد خامنئي: المقاومة الفلسطينية أجبرت كيان العدو الإسرائيلي على التراجع
  • السيد خامنئي: المقاومة الفلسطينية أجبرت إسرائيل على التراجع
  • ترامب يبني "أمريكا أولاً" على استراتيجية مواجهة الصين
  • برعـــاية الســـيد ذي يزن «البخّارة» تحصد جائزة مهرجان المسرح العربي.. وإشادة بتوظيف «التكنولوجيات والرقمنة» في العروض
  • السيد ذي يزن يتوج الفائز بجائزة مهرجان المسرح العربي مع إسدال الستار على الفعاليات
  • برعاية السيد ذي يزن «البخّارة» تحصد جائزة مهرجان المسرح العربي.. وإشادة بالعروض التي «وظفت التكنولوجيات والرقمنة»
  • قراءة هادئة في اتفاق وقف النار بين حماس والكيان الصهيوني
  • لم تلعب أبداً إيجابياً في القوقاز..موسكو تنتقد توقيع أمريكا وأرمينيا شراكة استراتيجية
  • السيد ذي يزن يرعى حفل اختتام مهرجان المسرح العربي.. غدا