الثورة نت:
2025-02-22@21:46:02 GMT

نصر الله .. خطاب استراتيجية الوعي والمواجهة

تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT

 

 

بوعي عميق بالأحداث وحقائق التاريخ وبرؤى استراتيجية وبعد فترة صمت وترقب وانتظار، ظهر سماحة السيد القائد حسن نصر الله ليضع النقاط على الحروف ويحدد موقف المقاومة الإسلامية في لبنان من العدوان الصهيوني على الشعب العربي في فلسطين، وفي خطاب يمكن فعلا وصفه بـ (خطاب الغموض) الذي حمل رؤية استراتيجية وقراءة عميقة، ليس لتداعيات معركة (طوفان الأقصى) بل لما ستذهب إليه المعركة، رابطا رد الفعل من قبل محور المقاومة بمدى ديمومة الفعل الصهيوني وتوحشه وهمجيته في فلسطين ومواقف حلفائه في أمريكا والغرب وأيضا مواقف النظام العربي من هذا العدوان.


يمكن القول إن السيد حسن نصر الله قدم في خطابه خارطة طريق لمسار المعركة، محذرا من التمادي الصهيوني في البحث عن انتصار وهمي يعيد له كرامته المنهارة يوم 7 أكتوبر الماضي من خلال أشلاء أطفال ونساء فلسطين في عدوان همجي لا يمكن وصفه بغير أنه عدوان همجي ومتوحش وإجرامي، يخجل أي جيش كلاسيكي تقليدي لديه عقيدة عسكرية أن يقوم بمثله باستثناء الجيش الصهيوني الذي هو أصلا جيش من اللقطاء المجردين من قيم الهوية والانتماء ولا تجمعهم وحدة هوية ولا قيم وطنية، بل هم مجاميع من المرتزقة والقتلة ينتمون لكيان لقيط جلب سكانه من كل أصقاع الأرض..
إذا ذلك ما حمله الخطاب التاريخي والاستثنائي للسيد حسن نصر الله الذي كان العالم بأسره ينتطره ويترقبه ليعرف ماذا في جعبة الرجل وكيف يفكر، وكيف يقرأ تراجيديا المعركة ومن مختلف الزوايا والأبعاد، ويمكن أن نتوقف هنا أمام موقفه من حركة (حماس) ومحاولة تخوف البعض منها باعتبارها حركة تنتمي لجماعة (الأخوان المسلمين)، وفي هذا أوضح السيد حسن عن موقف حزب الله ورؤيته، رافضا فكرة تمرير الفتنة للانتقاص من دور المقاومة خدمة لأهداف العدو.
خطاب الغموض الاستراتيجي، كشف أيضا عن دور المقاومة في لبنان التي أكد أنها دخلت المعركة من يوم 8 أكتوبر الماضي أي منذ اليوم التالي لبدء معركة طوفان الأقصى ومن خلال مواجهة تختلف شكلا ومضمونا عن مختلف المواجهات السابقة، راهنا فكرة المواجهة التقليدية المباشرة بتطور الأوضاع الميدانية في فلسطين، مشيرا إلى أن المقاومة في فلسطين لا تزال هي الماسكة بزمام الأمور في الميدان وأن المعركة معركة فلسطينية ولا علاقة لأي أطراف إقليمية بها ولا حتى لأطراف المقاومة في المنطقة، راهنا بالمقابل تدخل المقاومة في لبنان بسير المعركة الميدانية وقدرة المقاومة الفلسطينية في الصمود أمام الجيش الصهيوني، محذرا من هزيمة المقاومة ومشددا علي انتصارها، ومؤكدا أن المعركة الإقليمية إن حدثت فإن من سيكتوي بنارها هو الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية ومصالحها في المنطقة، منوها بأن بوارج وأساطيل أمريكا وتهديداتها لن تجدي نفعا، وقد أعدت لها عدتها المناسبة.
يمكن القول إن من تابع خطاب الرجل سيجد نفسه أمام قائد عربي استثنائي، افتقدت الأمة لأمثاله منذ وفاة القائد العربي جمال عبدالناصر، والسيد نصر دائما ما تذكرنا إطلالته وخطاباته ومواقفه بذلك القائد العربي الذي تفتقده مصر اليوم وتفتقده الأمة ويفتقده أحرار العالم.
بين التلميح والتصريح، تحدث السيد حسن عن موقف المقاومة ومحور المقاومة، كما تطرق للمواقف العربية والدولية من العدوان الصهيوني الذي يتلحف باللحاف الأمريكي ويحظى برعاية أمريكا والمنظومة الغربية التي كشفت عن انحطاط سلوكي وقيمي وأخلاقي وأنها كاذبة ومخادعة حين تتحدث عن حقوق الإنسان، ويكذبون حين يصفون كيانهم بالديمقراطي والأخلاقي وهو أبعد ما يكون عن هذه القيم..
خلاصة القول إن من سيفهم خطاب السيد حسن ويعمل به سيكسب ومن تجاوزه سينال تبعات موقفه..
لكن أعتقد جازما أن أكثر من سيقف طويلا أمام خطاب السيد حسن هو الكيان الصهيوني حكومة وجيشا وأجهزة أمنية ومواطنين، لأنه كشف لهم حقيقة أنفسهم وضعفهم ووهنهم وأنهم فعلا أوهن من بيت العنكبوت بدليل أن قادة أمريكا والغرب سارعوا للكيان حين شعروا بعجزه والتيه الذي أصابه في معركة طوفان الأقصى، فجاءوا لمساعدته كي يستعيد وعيه ويقف على قدميه.
تحية إجلال وتقدير لسيد المقاومة وقائدها الرجل الأكثر إيمانا وإخلاصا لفلسطين ولكل قضايا الأمة.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

فلسطين تبعث رسائل لمسؤولين أمميين حول تكثيف العدو الصهيوني اعتداءاته على الضفة بما فيها القدس

الثورة نت/
بعث المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور ، اليوم الخميس ، ثلاث رسائل متطابقة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (الصين)، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، بشأن مواصلة الكيان الصهيوني، القوة القائمة بالاحتلال، اعتداءاته العسكرية ضد السكان المدنيين الفلسطينيين في الأرض الفلسطينية المحتلة، لافتا على وجه الخصوص إلى تكثيف عدوانه على الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية.

وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية أن منصور أشار في رسائله إلى استشهاد عدد من الفلسطينيين، ومن بينهم طفل من بلدة قباطية، جنوب جنين، واستمرار الكيان الصهيوني في استهداف الأسر الفلسطينية ومنظمات المجتمع المدني في القدس الشرقية المحتلة، مما يعرض المئات من الفلسطينيين لخطر الاستيلاء على منازلهم وتهجيرهم القسري، خاصة في حي الشيخ جراح، إلى جانب استمرار الانتهاكات الصهيونية للوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى، بما في ذلك تشديد القيود على دخول المصلين المسلمين، وزيادة اقتحامات المتطرفين اليهود للمكان المقدس، وتصعيد التهديدات بتدمير الأقصى، الأمر الذي قد يؤدي إلى إشعال حرب دينية ذات عواقب وخيمة.

كما لفت منصور إلى مواصلة الكيان الصهيوني إجراءاته غير القانونية ضد الأونروا في القدس الشرقية المحتلة، مشيرا إلى أمر قوات العدو الصهيوني بإغلاق مدارس الأونروا في المدينة، واقتحام مركز تدريب قلنديا التابع للمنظمة، مبينا أن هذه الإجراءات غير القانونية تتسبب في حرمان مئات الأطفال والشباب من حقهم في التعليم، وتنتهك اتفاقية الامتيازات والحصانات للأمم المتحدة، بالإضافة الى انتهاكات الكيان الصهيوني الواضحة لالتزاماته كقوة احتلال بموجب اتفاقية جنيف الرابعة.

ودعا منصور المجتمع الدولي، بما في ذلك مجلس الأمن، إلى التحرك بشكل عاجل لمواجهة التطهير العرقي لفلسطين الذي يصر عليه الكيان الصهيوني منذ عقود طويلة، لافتا إلى أن كيان العدو يواصل التباهي بخططه الإجرامية لإفراغ الأراضي الفلسطينية المحتلة من الفلسطينيين، بما في ذلك من خلال ما يسمى “بالهجرة الطوعية”، إلى جانب نواياه في ضم الأراضي الفلسطينية التي تحتلها بشكل غير قانوني.

وشدد منصور على ضرورة قيام المجتمع الدولي بمطالبة الكيان الإسرائيلي باحترام التزاماته القانونية الدولية، مؤكدا ضرورة السعي إلى المساءلة وفرض العواقب في ضوء الانتهاكات المستمرة والمتعمدة، بما في ذلك من خلال العمل بمحكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، وفرض حظر فوري على الأسلحة.

وأكد رياض منصور، المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة في ختام الرسائل، رفض القيادة الفلسطينية القاطع لأي محاولات لنقل الشعب الفلسطيني القسري من أي جزء من الأرض الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك قطاع غزة، موضحا أن الترحيل القسري أو نقل السكان المدنيين من الأراضي المحتلة محظور بموجب القانون الإنساني الدولي والقانون الجنائي الدولي، ويشكل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، مشددا على ضرورة وقف هذه النكبة المستمرة ضد الفلسطينيين، من خلال إنهاء الاحتلال الصهيوني غير القانوني للأرض الفلسطينية.

مقالات مشابهة

  • عراقجي يتوجه إلى بيروت للمشاركة في مراسم تشييع السيد نصر الله
  • وزير خارجية ايران يتوجه إلى لبنان للمشاركة في مراسم تشييع السيد نصر الله
  • الجبهة الشعبية تدعو الفلسطينيين للمشاركة الحاشدة غداً في تشييع السيد نصر الله
  • المقاومة والشهادة والانتصار في فكر شهيد الإنسانية السيد حسن نصر الله
  • المجاهد /خليل الحية يزأر من طهران لرفع صوت المقاومة لتحرير كامل تراب فلسطين
  • الجبهةالشعبية لتحرير فلسطين تدعو الفلسطينيين للمشاركة الحاشدة غداً بتشييع السيد نصر الله
  • من الأسير الإسرائيلي هشام السيد الذي ستسلمه القسام دون مراسم؟
  • الإجرام الصهيوني في الضفة الغربية
  • النائب العام: تطوير البحث العلمي وتعزيز الوعي القانوني من ركائز استراتيجية النيابة العامة
  • فلسطين تبعث رسائل لمسؤولين أمميين حول تكثيف العدو الصهيوني اعتداءاته على الضفة بما فيها القدس