ما وراء التهديدات الأمريكية على لبنان!
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
البيت الأبيض بعد خطاب نصر الله يهدد: لا يمكن تصوّر الدمار المحتمل الذي سيحل بلبنان وشعبه في حال توسع الصراع ويجب تجنب ذلك‘ ترى لماذا تهدد الإدارة الامريكية لبنان وبعد الخطاب مباشرة؟
ألم يقل البعض، أن الخطاب كان متخاذلاً؟ فلماذا التهديدات إذاً؟
الأمريكي قرأ الخطاب من جانب ما ورد فيه من تصعيد خطير، مثل ربط الجبهة اللبنانية بجبهة غزة وهذا تطور يجعل كل الاحتمالات واردة، بل هناك حديث واضح بأن كل الاحتمالات واردة وأن ما يجري في الجبهة اللبنانية لن يتوقف عند هذا الحد (بمعنى أن التصعيد متوقع حتى خلال ايام).
خطاب السيد حسن نصر الله تضمن إشارات واضحة إلى عدم السماح بهزيمة غزة، وهذا الكلام لم ولن يتجرأ اي زعيم على قوله، بل هو تحد خطير للأمريكي الذي أكد على ضرورة هزيمة حماس ويؤكد الاسرائيلي ذلك كل يوم .. فلماذا يتضمن الخطاب مثل هذه العبارة؟، أليس الحديث عن ضرورة انتصار غزة يُعد تحدياً خطيراً للغرب وللعرب المتخاذل المتواطئ ولإسرائيل.
الخطاب جاء واضحاً حد الغموض وغامضاً حد الوضوح، والأمريكي والاسرائيلي مستمران في الترقب، فالخطاب بالنسبة لهما ليس إعلان تخاذل كما يقول البعض (للأسف الشديد)، بل خطاباً مفتوحاً على احتمالات تصعيدية واردة وخطاب تحدي لأنه وضع رأسه برأس الأمريكي الذي يريد انتصار إسرائيل، فإذا بنصر الله يقول إن المعركة سوف تنتهي بانتصار حماس ..
من اخطر النقاط الواردة في الخطاب هو اعتبار العدوان على غزة أمريكي بامتياز وتوجيه الخطاب الى الامريكي مباشرة، بل والتلويح بهزيمته والاعداد لأساطيله وهذه النقطة سوف تزعج الامريكي بشكل غير مسبوق ولن نعلم بمستوى تأثيرها الا بعد أيام ..
في الاخير
الخطاب مقدمة لتطورات ميدانية ويبدو أنه إقامة أخيرة للحجة تجاه النظام الرسمي العربي وتجاه المعارضة في لبنان وتجاه الأمريكي والإسرائيلي وتجاه الجميع، وبالتالي الحكم على موقف الحزب لا يجب أن يقتصر على ما يُطلب منه بل على ما فعله منذ 8تشرين وما يفعله اليوم وما سيفعله غداً وما النصر الا من عند الله.
ونحن بصدد الانتهاء من كتابة هذه السطور نشرت رويترز خبراً يؤكد أن الإمارات طلبت من واشنطن تشكيل تحالف دولي لضرب حز ب الله، إذا تدخل في الحرب …ثم يقول قائل إن الخطاب كان متخاذلاً.. الخطاب فهمه الامريكي والاسرائيلي وأتباعهما في المنطقة ..
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: الصدق الذي نستهين به هو أمر عظيم
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ان سيدنا رسول الله ﷺ أمرنا بالصدق، وسأله أحد الصحابة : أيزني المؤمن، يا رسول الله؟ قال: «نعم». قال: أيسرق المؤمن، يا رسول الله؟ قال: «نعم». قال: أيكذب المؤمن، يا رسول الله؟ قال: «لا». قد يشتهي الإنسان، فتدفعه شهوته للوقوع في المعصية، أو يحتاج، فيعتدي بنسيان أو جهل. أما الكذب، فهو أمر مستبعد ومستهجن.
واضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، انه عندما التزم الناس بهذه النصيحة، وهذا الحكم النبوي الشريف، عرفوا أنهم لا يقعون في الزنا ولا في السرقة. سبحان الله! لأن الإنسان إذا واجهته أسباب المعصية، وكان صادقًا مع نفسه، مع ربه، ومع الناس، فإنه يستحي أن يرتكب المعصية.
وجاء رجلٌ يُسْلِمُ على يدي رسول الله ﷺ، فقال: يا رسول الله، أريد أن أدخل الإسلام، ولكني لا أقدر على ترك الفواحش والزنا. فقال له النبي ﷺ: «عاهدني ألا تكذب».
فدخل الإسلام بهذا الشرط، رغم كونه شرطًا فاسدًا في الأصل. وقد وضع الفقهاء بابًا في كتبهم بعنوان: الإسلام مع الشرط الفاسد.
دخل الرجل الإسلام، وتغاضى النبي ﷺ عن معصيته، لكنه طالبه بعدم الكذب. ثم عاد الرجل إلى النبي ﷺ بعد أن تعافى من هذا الذنب، وقال: والله، يا رسول الله، كلما هممت أن أفعل تلك الفاحشة، تذكرت أنك ستسألني: هل فعلت؟ فأتركها استحياءً من أن أصرح بذلك، فالصدق كان سبب نجاته.
الصدق الذي نستهين به، هو أمر عظيم؛ الصدق يمنعنا من شهادة الزور، ومن كتمان الشهادة. وهو الذي ينجينا من المهالك. وقد ورد في الزهد : »الصدق منجاة؛ ولو ظننت فيه هلاكك، والكذب مهلكة؛ ولو ظننت فيه نجاتك».
وفي إحياء علوم الدين للإمام الغزالي، رضي الله عنه: كان خطيبٌ يخطب في الناس عن الصدق بخطبة بليغة. ثم عاد في الجمعة التالية، وألقى نفس الخطبة عن الصدق، وكررها في كل جمعة، حتى ملَّ الناس، وقالوا له: ألا تحفظ غير هذه الخطبة؟ فقال لهم: وهل تركتم الكذب والدعوة إليه، حتى أترك أنا الدعوة إلى الصدق؟! نعم، الصدق موضوع قديم، ولكنه موضوع يَهُزُّ الإنسان، يغير حياته، ويدخله في البرنامج النبوي المستقيم. به يعيش الإنسان مع الله.
الصدق الذي نسيناه، هو ما قال فيه النبي ﷺ : »كفى بالمرء كذبًا أن يُحَدِّث بكل ما سمع ».
ونحن اليوم نحدث بكل ما نسمع، نزيد على الكلام، ونكمل من أذهاننا بدون بينة.
ماذا سنقول أمام الله يوم القيامة؟
اغتبنا هذا، وافتَرَينا على ذاك، من غير قصدٍ، ولا التفات. لأننا سمعنا، فتكلمنا، وزدنا.
قال النبي ﷺ: «إن من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه».
وأخذ بلسانه وقال: «عليك بهذا».
فسأله الصحابي: وهل نؤاخذ بما نقول؟ فقال النبي ﷺ : وهل يَكُبُّ الناس في النار إلا حصائد ألسنتهم؟ لقد استهنا بعظيمٍ علمنا إياه النبي ﷺ. يجب علينا أن نعود إلى الله قبل فوات الأوان.
علق قلبك بالله، ولا تنشغل بالدنيا الفانية، واذكر قول النبي ﷺ: «كن في الدنيا كأنك غريب، أو عابر سبيل».
راجع نفسك، ليس لأمرٍ من أمور الدنيا، ولكن لموقف عظيم ستقف فيه بين يدي رب العالمين. فلنعد إلى الله، ولا نعصي أبا القاسم ﷺ.