الثورة نت:
2024-12-23@16:57:56 GMT

نداء إلى ضمائر ميتة

تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT

 

 

ينصهر القلب وجعا، وتئن الروح ألما، وتذوب النفس حسرة، ويتجمد الدمع في المآقي حزنا وخجلا، لما يحدث في غزة من مجازر وقتل لكل ما يدب على ظهرها أو يتنفس فيها، غزة تدمَّر عن آخرها على مرأى ومسمع من العالم بأسره، يقتل الإنسان في غزة أياً كان وصفه طفلا أو امرأة أو مسناً، يقتل الطبيب في غزة مع مريضه ويقصف المشفى مع المنزل، لا فرق فقد أبيحت غزة العزة من المتصهينين قبل الصهاينة ومن المسلمين قبل اليهود ومن الأقرباء قبل الغرباء، (وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ).


نعم من سمحوا باستباحة غزة ليس فرنسا وأمريكا ومن في فلكهما بل هم العرب، هم الحكام الأذلاء هم الشعوب الساكتين على حكامهم وهم يسمعونهم يدينون الضحية ويشرعنون الوحشية.
إن ما نسمعه من تصريحات للحكام العرب أو الناطقين باسمهم أو من يدعى برئيس السلطة الفلسطينية، لهو أشد وأنكى من صواريخ العدو الإسرائيلي ومن ضرباته، من يصرحون بإدانة المقاومة الفلسطينية هم، ومن يحاصرون غزة في حدودها هم، وكل ما يحدث على مرأى ومسمع منهم هم لا بارك الله فيهم (نَسُوا اللهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ).
وإذا أتينا إلى الشعوب العربية فهم ومنذ سبعين عاماً وهم يخرجون إلى الشوارع ينددون بالعدو الإسرائيلي ويهتفون للمقاومة ما سئموا وما ملوا، ولن نقول إنهم لا يعرفون بل هم يعرفون ويدركون أن ما يقومون به لن ينفع فلسطين وما ينفع فلسطين هو الخروج والتنديد بحكامهم وإرغامهم على التنحي عن كراسيهم التي ليسوا بأهل لها، هكذا فقط ستكون لهم وقفة صادقة مع الأقصى، فحكامهم قد زاد غيهم وسكوتهم ولا بد من الخروج عليهم، (لا يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِـمَ وَكَانَ اللهُ سَمِيعًا عَلِيمًا).
أما العلماء الإجلاء بكل أطيافهم علماء السنة والشيعة وووالخ.. بكل مسمياتهم فالله هو المستعان عليهم، فهم الملاذ وهم المرتجى في مثل هذه العسرة التي تمر بها فلسطين وأهلها، فهم من يتأمل فيهم أن يقودوا الأمة وأن يخرجوا في مقدمة الشعوب ليعلنوا أن مواقف الحكام ليست من الدين وأن نصرة أهل فلسطين أصبحت فرض عين وأن الساكت عن الحق شيطان أخرس، وأن حكام المسلمين أصبحوا شياطين وليسوا بخرس، بل متكلمين ضد ما أمر به الدين، وواقفين مع العدو ضد المسلمين ووجوب الخروج عليهم ابتداء من قتال العدو الإسرائيلي فهم أعداء الأمة الحقيقيون، تحركوا يا علماء الأمة لتخرجونا من هذه الغمة والبلاء وإلا فأنتم أول من سيحاسبكم الله على دماء الفلسطينيين، (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْـمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْـمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْـمُفْلِحُونَ)
أما الحقوقيون والمنظمات الإنسانية فنقول لهم أين أنتم؟ لماذا لم نسمع لكم صوتا ولم تذرف دموعكم التي نراها على أدنى شيء يحدث؟ ألم تهزكم المشاهد التي تبث من غزة؟ ألم تروا كيف يقتل الأطفال في غزة وكيف تذبح النساء وتقصف المستشفيات والمدارس؟ ألم تشاهدوا كيف تباد أسر بأكملها في غزة؟ لماذا نراكم تبحثون تحت كل حجر عن حقوق الإنسان والحيوان وتجرمون من يعتدي على الأطفال والنساء وتمرون على غزة مرور اللائم ولا تحركون ساكنا وأنتم ترون الطفولة تذبح في غزة وترون النساء وهن يلبسن أطفالهن الأكفان بديلا عن الزي المدرسي، وترون الطبيب الذي لا يعود إلى منزله مرابطا في إسعاف الجرحى ونقل الشهداء ليفاجأ بأن أبناءه قد أتوا هم إليه بين الشهداء وترون كل ما لا يحتمل من مشاهد ولا نسمع لكم حسا ولا همسا؟، ألا تبت أياديكم وشاهت وجوهكم يا أيها المتشدقين بما لا تعملون، (كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ).

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

نداء إلى ضمير العالم.. فيليب لازاريني: «الأونروا» في أزمة وجودية.. والفلسطينيون في وضع محفوف بالمخاطر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

على مدى 75 عامًا، كانت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) بمثابة شريان حياة لملايين الفلسطينيين، حيث تقدم التعليم والرعاية الصحية والخدمات الأساسية. ومع ذلك، حسبما يحذر فيليب لازاريني، المفوض العام للوكالة، فإن الأونروا تواجه تهديدًا وجوديًا، ليس كاستنتاج طبيعي ولكن من التفكيك المتعمد، مدفوعًا بأجندات سياسية.

وكتب لازاريني مقالًا يشرح فيه الموقف جاء فيه: قد يؤدي التشريع الأخير الذي اقترحه البرلمان الإسرائيلي إلى شل عمليات الأونروا في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقطع الخدمات الحيوية عن الملايين وإسكات شاهد حاسم على عقود من المعاناة الفلسطينية. لقد تلاشى غضب المجتمع الدولي الأولي إزاء هذه التطورات إلى الجمود، مما ترك الأونروا واللاجئين الذين تخدمهم في وضع محفوف بالمخاطر على نحو متزايد.

تآكل الالتزامات 

إن المخاطر هائلة.. بالنسبة للاجئين، فإن فقدان القدرة على الوصول إلى خدمات الأونروا يعني الدمار على نطاق متعدد الأجيال. فبعيدًا عن الأزمة الإنسانية المباشرة، فإن الهجوم على الأونروا يتحدى الأسس ذاتها للنظام الدولي القائم على القواعد. ووفقًا للازاريني، فإن غياب العواقب السياسية أو الاقتصادية أو القانونية لانتهاكات القوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة يقوض مصداقية النظام العالمي. إن الفشل في دعم اتفاقيات جنيف أو فرض أحكام المحاكم الدولية يهدد بتطبيع الإفلات من العقاب. 

كما يسلط لازاريني الضوء على العداء المتزايد تجاه أولئك الذين يدافعون عن حقوق الإنسان والقانون الدولي. يتم تشويه سمعة العاملين في المجال الإنساني، وإسكات الأصوات المعارضة، وتسعى حملات التضليل إلى صرف الانتباه عن حقائق الاحتلال والحرب. لا تستهدف مثل هذه الهجمات الأونروا فحسب، بل تهدف أيضًا إلى تآكل المعايير العالمية لحقوق الإنسان وسيادة القانون.

الأجندة الأساسية

يؤكد لازاريني أن أحد الأهداف الرئيسية لمنتقدي الأونروا هو نزع الشرعية عن وضع اللاجئين الفلسطينيين وإعادة تشكيل معايير الحل السياسي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وفي حين تزعم إسرائيل تسلل حماس إلى الأونروا، فإن التحقيقات الشاملة دحضت هذه الادعاءات باستمرار. 

وعلى العكس من ذلك، تتهم حماس الأونروا بالتواطؤ مع إسرائيل، مما يسلط الضوء على موقف الوكالة كضحية وليس مشاركًا في الصراع. وييواصل لازاريني قائلًا إنه من الأهمية بمكان أن وضع اللاجئين الفلسطينيين متجذر في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، بغض النظر عن وجود الأونروا. إن تفكيك الوكالة لن يغير هذا الوضع ولكنه سيحرم الملايين من الدعم الحاسم.

مفترق طرق

يقف المجتمع الدولي الآن عند مفترق طرق محوري. يؤدي أحد المسارات إلى الفوضى، حيث تتحمل إسرائيل، باعتبارها القوة المحتلة، المسئولية الكاملة عن الفلسطينيين في غياب الرقابة الدولية. بينما يتضمن المسار الآخر تعزيز النظام القائم على القواعد وحل القضية الفلسطينية من خلال الوسائل السياسية. ويشير لازاريني إلى التحالف العالمي الذي تقوده جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، والذي يسعى إلى إحياء مبادرة السلام العربية وتمهيد الطريق لحل الدولتين. وفي هذا الإطار، فإن دور الأونروا حيوي، لضمان عدم التخلي عن الفلسطينيين، وخاصة في غزة، لمستقبل خالٍ من التعليم والأمل. ومن شأن انتقال الوكالة التدريجي للمسئوليات إلى دولة فلسطينية أن يفي بولايتها الأصلية.

من أجل العمل

على الرغم من الوضع المزري، يظل لازاريني متفائلًا بحذر. فالأدوات اللازمة لدعم التعددية والقانون الدولي موجودة، ولا تتطلب سوى الإرادة السياسية لنشرها. والبديل عالم يحكمه القوة النارية والدعاية، وذلك من شأنه أن يمثل فشلًا كارثيًا للقيادة العالمية.

ويرى لازاريني أن بقاء الأونروا لا يتعلق فقط بدعم الوكالة بل يتعلق أيضًا بالحفاظ على الإنسانية والعدالة والمبادئ التي تدعم التعاون الدولي.. ويتعين على العالم أن يقرر: هل سيتحرك لتجنب هذه الأزمة الوشيكة، أم سيسمح للأونروا بأن تصبح ضحية أخرى من ضحايا اللامبالاة؟
 

مقالات مشابهة

  • الموساد وتفجيرات البيجر.. عميلان سابقان يكشفان تفاصيل جديدة عن العملية التي هزت حزب الله
  • حذيفة عبد الله: سوف تسقط قريباً الدعاوي “الزائفة” التي تسوق خطاب حكومة المنفى
  • حزب الله يكشف عن المعادلة الوحيدة التي تحمي لبنان
  • نصرالدين مفرح يوجه نداء إلى البرهان وحميدتي لإنقاذ الجزيرة أبا  
  • معاوية عوض الله: العقوبات التي تصدر تجاه قادة الجيش لن تزيدنا إلا قوة وصلابة
  • نداء إلى ضمير العالم.. فيليب لازاريني: «الأونروا» في أزمة وجودية.. والفلسطينيون في وضع محفوف بالمخاطر
  • إندونيسيا تحيي الذكرى العشرين لكارثة تسونامي المأساوية التي أودت بحياة مئات الآلاف
  • نداءٌ جديد من وهاب.. ماذا قال؟
  • أحمد ياسر يكتب: سوريا.. نداء للوحدة والاستقرار
  • مصرف لبنان يمدّد تسديد الدفعتين أو يوسّع دائرة السحوبات