نقلت وكالة "رويترز" الإخبارية، مساء أمس الجمعة، عن مصدرين قريبين من حركة حماس قولهما إن الحركة استعدت لحرب طويلة في قطاع غزة وتعتقد أنها قادرة على صد التقدم الإسرائيلي لفترة كافية لإجبار عدوها اللدود على الموافقة على وقف إطلاق النار، مشيرةً إلى أن المسؤولين الإسرائيليين أبلغوا الأمريكيين أنهم مستعدون لمواجهة "حرب عصابات" طويلة في غزة وتحمل الانتقادات الدولية ضد هجومهم.

وأشار المصدران إلى أن حركة حماس عكفت على تخزين الأسلحة والصواريخ والمواد الغذائية والإمدادات الطبية، مشيران إلى أن حماس واثقة من أن الآلاف من مقاتليها سيتمكنون من البقاء على قيد الحياة لعدة أشهر في مدينة الأنفاق المحفورة في عمق القطاع الفلسطيني وإحباط قوات الاحتلال الإسرائيلية بتكتيكات حرب العصابات في المناطق الحضرية.

بسبب غزة .. هندوراس تستدعي سفيرها في إسرائيل للتشاور فاروق الباز: الحديث عن تهجير أهل غزة لسيناء حلا للقضية الفلسطينية كلام فارغ

في نهاية المطاف، تعتقد حماس أن الضغط الدولي على إسرائيل لإنهاء الحصار، مع تزايد الخسائر في صفوف المدنيين، يمكن أن يفرض وقف إطلاق النار والتوصل إلى تسوية تفاوضية من شأنها أن تشهد ظهور الجماعة المسلحة بتنازل ملموس مثل إطلاق سراح آلاف السجناء الفلسطينيين مقابل الإفراج الإسرائيلي عنهم. وقالت المصادر إن الرهائن

وأوضحت الحركة للولايات المتحدة وإسرائيل خلال مفاوضات الرهائن غير المباشرة التي توسطت فيها قطر أنها تريد فرض مثل هذا الإفراج عن السجناء مقابل إطلاق سراح الرهائن، وفقًا لأربعة مسؤولين في حماس ومسؤول إقليمي وشخص مطلع على سياسة البيت الأبيض. التفكير.

ونقلت "رويترز" عن داني دانون، السفير الإسرائيلي السابق لدى الأمم المتحدة والعضو السابق في لجنة الشؤون الخارجية والدفاع بالكنيست، إن إسرائيل استعدت لـ "حرب طويلة ومؤلمة"، مضيفًا في تصريحات للوكالة: "نعلم في النهاية أننا سننتصر وأننا سنهزم حماس" مضيفًا "السؤال سيكون الثمن، وعلينا أن نكون حذرين للغاية ونفهم أن المناورة في منطقة حضرية معقدة للغاية."

وقالت الولايات المتحدة إن الوقت الحالي ليس هو الوقت المناسب لوقف عام لإطلاق النار، رغم أنها تقول إن وقف الأعمال القتالية ضروري لتوصيل المساعدات الإنسانية.

وقال مصدر مطلع أمريكي للوكالة إن "واشنطن تتوقع أن تحاول حماس توريط القوات الإسرائيلية في قتال من شارع إلى شارع في غزة وإلحاق خسائر عسكرية فادحة بما يكفي لتأييد الرأي العام الإسرائيلي لصراع طويل الأمد".

إسرائيل تشن غارات عنيفة على تل الهوا جنوب غربي مدينة غزة الصحة الفلسطينية: 15 شهيدا وأكثر من 60 جريحا إثر استهداف القافلة الطبية جنوب غزة

ومع ذلك، أكد المسؤولون الإسرائيليون لنظرائهم الأمريكيين أنهم مستعدون لمواجهة تكتيكات حرب العصابات التي تتبعها حماس وكذلك تحمل الانتقادات الدولية لهجومهم، وفقًا لما ذكره المصدر، الذي قال إن "ما إذا كانت إسرائيل لديها القدرة على القضاء على حماس أو مجرد إضعاف المنظمة بشدة يظل سؤالا مفتوحا".

وقال مسؤول مقرب من حركة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران إن "القوة القتالية للجماعة الفلسطينية المسلحة ظلت سليمة إلى حد كبير بعد أسابيع من القصف، ولدى حزب الله غرفة عمليات عسكرية مشتركة في لبنان مع حماس والفصائل المتحالفة الأخرى في شبكة إقليمية تدعمها إيران، وفقًا لمسؤولي حزب الله وحماس".

وقال أسامة حمدان، المسؤول في حماس، والمقيم في بيروت لوكالة "رويترز" إن هجوم السابع من أكتوبر والحرب المستمرة في غزة سيعيدان قضية الدولة الفلسطينية إلى الخريطة مرة أخرى، مضيفًا: "إنها فرصة لنا لنقول لهم إننا نستطيع أن نصنع مصيرنا بأيدينا. نستطيع ترتيب معادلة المنطقة بما يخدم مصالحنا".
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: حماس غزة قطاع غزة حركة حماس إسرائيل أمريكا فی غزة

إقرأ أيضاً:

محكمة العدل الدولية.. أسبوع حاسم لمساءلة إسرائيل حول حصار غزة

تبدأ اليوم الإثنين، في لاهاي جلسات الاستماع أمام محكمة العدل الدولية، حيث ستواجه إسرائيل اتهامات بانتهاك القانون الدولي بسبب منعها دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، الذي يضم 2.3 مليون نسمة، وتأتي الجلسات بمشاركة مرافعات تقدمها عشرات الدول، وتستمر حتى الجمعة.

وتعود جذور هذه الأزمة إلى قرار إسرائيل، الصادر في 2 مارس، بمنع دخول جميع الإمدادات إلى القطاع، ما أدى إلى نفاد المواد الغذائية تقريبًا التي دخلت أثناء وقف إطلاق النار في بداية العام، وكانت محكمة العدل الدولية، بناءً على تكليف من الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر الماضي، عملت على إعداد رأي استشاري حول مدى التزامات إسرائيل بتسهيل إدخال المساعدات الدولية إلى غزة.

من جهتها، تبرر إسرائيل موقفها بعدم السماح بدخول المساعدات حتى يتم إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين لدى حركة “حماس”، وردًا على هذا، دعت كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا إسرائيل الأسبوع الماضي إلى الالتزام بالقانون الدولي وضمان مرور المساعدات دون عوائق.

وفي تطور آخر، أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أنه ضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للسماح بدخول الغذاء والدواء إلى القطاع المحاصر، وبينما تتبادل إسرائيل و”حماس” الاتهامات بشأن الأزمة، تزعم إسرائيل أن حماس تستولي على المساعدات، في حين تتهم حماس إسرائيل بالتسبب في نقص الإمدادات.

يُشار إلى أن قرار الأمم المتحدة الصادر في ديسمبر، والذي تبنته 137 دولة من أصل 193، دعا إسرائيل إلى الوفاء بالتزاماتها تجاه الفلسطينيين، معبرًا عن قلق بالغ إزاء التدهور الإنساني في غزة، بينما صوتت 12 دولة فقط، من بينها إسرائيل والولايات المتحدة، ضد القرار.

من المتوقع أن يقدم ممثلو الأراضي الفلسطينية أولى المرافعات أمام المحكمة، في حين تلتزم إسرائيل بالغياب عن جلسات الاستماع. ومن المنتظر أن تعلن المحكمة رأيها الاستشاري بعد عدة أشهر، رغم أن آراء المحكمة، المعروفة بثقلها القانوني والسياسي، تظل غير ملزمة قانونيًا.

مقالات مشابهة

  • «قيس سعيد» يرد بقوة على الانتقادات الدولية.. تونس ليست ضيعة ولا بستانا
  • إسرائيل ترفض مقترحاً لوقف النار في غزة 5 سنوات مقابل المحتجزين
  • وسط تعثر المفاوضات.. إسرائيل تمهد لتوسيع العمليات في غزة
  • حماس ترحّب بانعقاد العدل الدولية للنظر في التزامات إسرائيل
  • حماس : جلسة “العدل الدولية” خطوة لمحاسبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه المتواصلة في غزة
  • محكمة العدل الدولية.. أسبوع حاسم لمساءلة إسرائيل حول حصار غزة
  • ‏ممثل فلسطين أمام محكمة العدل الدولية: إسرائيل تستخدم منع المساعدات كسلاح حرب
  • تطور جديد داخل محكمة العدل الدولية بشأن إسرائيل
  • محكمة العدل الدولية تبدأ جلسات استماع بشأن التزامات إسرائيل تجاه الأراضي الفلسطينية
  • حماس تنفي رفض المقاومة الفلسطينية “صفقة شاملة” توقف الحرب على غزة